إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. عبد المحسن العباد
  5. سلسلة شرح سنن النسائي
  6. كتاب الجهاد
  7. شرح سنن النسائي - كتاب الجهاد - (تابع باب وجوب الجهاد) إلى (باب فضل من يجاهد في سبيل الله بنفسه وماله)

شرح سنن النسائي - كتاب الجهاد - (تابع باب وجوب الجهاد) إلى (باب فضل من يجاهد في سبيل الله بنفسه وماله)للشيخ : عبد المحسن العباد

  •  التفريغ النصي الكامل
  • الجهاد أنواع ومراتب أفضلها من يجاهد بنفسه وماله، وله في ذلك الأجر العظيم، ومع ذلك فقد رخص في التخلف عنه لمن كان له والدان لم يأذنا له في الجهاد ولم يكن الجهاد فرض عين.

    شرح حديث: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله...)

    قال المصنف رحمه الله تعالى تحت ترجمة: [باب وجوب الجهاد.

    أخبرنا أحمد بن محمد بن المغيرة حدثنا عثمان عن شعيب عن الزهري ح وأخبرنا عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير حدثنا أبي حدثنا شعيب، عن الزهري حدثني سعيد بن المسيب: أن أبا هريرة رضي الله عنه أخبره: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فمن قالها فقد عصم مني نفسه وماله إلا بحقه، وحسابه على الله)].

    فحديث أبي هريرة رضي الله عنه هذا سبق أن مر من طرق عديدة، وكذلك جاء عن غير أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، ويقول في هذا الحديث عليه الصلاة والسلام: [(أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله)]، وهنا اقتصر على الشهادة لله بالوحدانية، ولابد معها من الشهادة لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة؛ لأن الشهادتين متلازمتان لا تنفك إحداهما عن الأخرى، ومنذ أن بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا ينفع أحداً أن يقول: إنه مؤمن بالله دون أن يكون مؤمناً بمحمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه، بل يجب على كل إنسي وجني من حين بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى قيام الساعة، أن يشهد أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإلا فليس له إلا النار، وقد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه: (والذي نفسي بيده، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني، ثم لا يؤمن بالذي جئت به إلا كان من أصحاب النار)، فالشهادتان متلازمتان لابد منهما، فالمقصود مما جاء في حديث أبي هريرة: أن الكافر يدخل في الإسلام بهذه الشهادة، وبقول: لا إله إلا الله، ثم يطالب بعد ذلك بالأمور التي وراءها، كما جاء ذلك مبيناً في حديث معاذ بن جبل حيث قال له النبي صلى الله عليه وسلم لما بعثه إلى اليمن: (إنك تأتي قوماً أهل كتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فإن هم أجابوك لذلك، فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أجابوك لذلك، فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم تؤخذ من أغنيائهم، فترد على فقرائهم، فإن هم أجابوك لذلك، فإياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب)، والكافر إذا أظهر الشهادتين لله بالوحدانية ولنبيه محمد عليه الصلاة والسلام بالرسالة فإنه يعصم نفسه وماله بذلك، إلا بحق الإسلام وهو الأمور الأخرى التي لابد منها.

    قوله: [(وحسابه على الله عز وجل)]، أي: أنه إذا أظهر الشهادتين، وأظهر الإسلام، فإنه يقبل منه؛ لأن المسلمين ليس لهم إلا الظاهر، وأما البواطن فعلمها عند الله عز وجل، فلو أن هذا الذي أظهر الإسلام مبطن الكفر، أي: منافق يظهر الإيمان ويبطن الكفر، فإن حسابه على الله عز وجل، وهو الذي يعلم منه إظهار الإيمان وإبطان الكفر، ويكون في الدرك الأسفل من النار؛ لأنه من جملة الكفار؛ لأنه مؤمن ظاهراً، ولكنه كافر باطناً، فمأواه ومستقره الدرك الأسفل من النار، كما جاء ذلك في كتاب الله عز وجل.

    وذكرت أن حديث أبي هريرة هذا فيه إجمال وفيه اختصار، وأما ما جاء في حديث ابن عمر فهو أوسع، حيث قال: [(أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام، وحسابهم على الله عز وجل)]، وهذا الذي جاء في حديث ابن عمر متفق مع ما جاء في القرآن في سورة التوبة في آيتين: فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ [التوبة:5]، فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ [التوبة:11].

    تراجم رجال إسناد حديث: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله...)

    قوله: [أخبرنا أحمد بن محمد بن المغيرة].

    أحمد بن محمد بن المغيرة صدوق، أخرج حديثه النسائي وحده.

    [عن عثمان].

    هو عثمان بن سعيد بن كثير الحمصي، وهو ثقة، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي، وابن ماجه.

    [عن شعيب].

    هو شعيب بن أبي حمزة الحمصي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [عن الزهري].

    هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري، وهو ثقة، فقيه، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [ح وأخبرنا عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير].

    ثم قال: ح، وهي حاء التحويل الدالة على التحول من إسناد إلى إسناد.

    عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير، وهو صدوق، أخرج له أبو داود، والنسائي، وابن ماجه.

    [عن أبيه].

    هو عثمان الذي مر في الإسناد الذي قبل هذا، وهو ثقة، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي، وابن ماجه.

    [عن شعيب عن الزهري].

    وقد مر ذكرهما.

    [عن سعيد بن المسيب].

    وهو ثقة فقيه، أحد فقهاء المدينة السبعة في عصر التابعين، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    [عن أبي هريرة].

    هو عبد الرحمن بن صخر الدوسي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأكثر أصحابه حديثاً على الإطلاق رضي الله تعالى عنه وأرضاه.

    شرح حديث: (جاهدوا المشركين بأموالكم وأيديكم وألسنتكم)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا هارون بن عبد الله ومحمد بن إسماعيل بن إبراهيم، قالا: حدثنا يزيد أخبرنا حماد بن سلمة حدثني حميد عن أنس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (جاهدوا المشركين بأموالكم، وأيديكم، وألسنتكم)].

    أورد النسائي حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، وهو قوله عليه الصلاة والسلام: [(جاهدوا المشركين بأموالكم وأيديكم وألسنتكم)]، وهذا الحديث فيه أنواع الجهاد الثلاثة، التي هي: الجهاد بالمال، والجهاد بالنفس، الذي قال: بأيديكم هنا، والجهاد باللسان، والجهاد بالمال قدم على غيره، ويأتي كثيراً تقديم الجهاد بالمال على غيره؛ لأنه هو الذي يكون فيه تحقيق المقصود من الجهاد؛ وذلك لأن الجهاد بالمال يمكن من الجهاد بالنفس؛ لأن من يكون عنده استعداد للجهاد بنفسه لكنه ما عنده ما يركبه وما عنده ما يمكنه من الذهاب إلى الجهاد فوجود المال يمكن مثل هذا الشخص القوي ببدنه من الجهاد في سبيل الله عز وجل، ثم أيضاً الجهاد بالمال فيه شراء الأسلحة، وفيه توفير المركوب، وفيه توفير الزاد، والطعام، والمتاع اللازم للجهاد في سبيل الله، فمن أجل ذلك يأتي ذكره كثيراً في الكتاب، والسنة مقدماً على الجهاد بالنفس، وقد ذكر بعض أهل العلم أن المواضع التي جاء فيها ذكر الجهاد بالمال والنفس في القرآن، قدم في جميعها الجهاد بالمال على الجهاد بالنفس، إلا في موضع واحد من القرآن وهو في آية الشراء: إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ [التوبة:111]، فإنها قدمت الأنفس على الأموال، وإلا فالمواضع الأخرى التي فيها ذكر الجهاد بالمال والنفس، قدم فيها الجهاد بالمال على الجهاد بالنفس.

    والجهاد بالألسنة يكون ببيان عظم شأن الإسلام وفضله، وما فيه من الخير، وإقامة الحجج، والذم للكفار؛ وذلك بالشعر، كما حصل من حسان بن ثابت رضي الله عنه، فإنه كان يهجو الكفار، والرسول صلى الله عليه وسلم يأمره بذلك، ويخبر بأن هذا الذي يحصل منه لهم أشد عليهم من وقع النبل، فالجهاد يكون بالمال، ويكون بالنفس، ويكون باللسان، وهذه أقسام ثلاثة.

    وهناك قسم رابع: وهو الجهاد بالقلب أو الجهاد بالنية، ويدل له الحديث الذي قاله النبي صلى الله عليه وسلم لما ذهب الناس إلى تبوك، فقال: (إن بالمدينة لرجالاً ما سرتم مسيراً، ولا قطعتم وادياً، إلا كانوا معكم، حبسهم العذر)، يعني: أنهم مجاهدون بنياتهم، وبعزائمهم، وبقلوبهم، وبحرصهم، وإن كانوا غير قادرين بالأنفس، أو بالأموال، لكن عندهم الحرص، وعندهم الرغبة، وعندهم الحب الشديد للجهاد في سبيل الله، ولكنهم لا يجدون القدرة على ذلك؛ لعدم سعة المال عندهم، وعدم توفر المركوب، وما يحتاج إليه في الجهاد في سبيل الله عز وجل، هذه أنواع الجهاد الأربعة، وثلاثة منها جاءت في هذا الحديث، هذا بالنسبة لجهاد الأعداء.

    أما جهاد النفس فهذا هو أهم الجهاد، ويترتب عليه الجهاد الأعظم الذي هو قتال الكفار؛ لأن الجهاد بالنفس هو الذي يدفع إلى قتال الكفار، مجاهدة النفس وتعويدها على ما يعود عليها بالخير، والحذر من الوقوع فيما يعود عليها بالضرر وبالشر، فإذا وجد جهاد النفس الذي هو جهاد النفس الأمارة بالسوء فإن هذا هو الوسيلة وهذا هو الذي يدفع حقيقة إلى الجهاد الذي هو قتال الكفار، والذي هو الخروج في سبيل الله، لإخراج الناس من الظلمات إلى النور، ولجلبهم وسحبهم إلى الجنة بالسلاسل، كما جاء بذلك الحديث عن رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.

    تراجم رجال إسناد حديث: (جاهدوا المشركين بأموالكم وأيديكم وألسنتكم)

    قوله: [أخبرنا هارون بن عبد الله].

    هارون بن عبد الله هو الحمال البغدادي، وهو ثقة، أخرج حديثه مسلم، وأصحاب السنن الأربعة.

    محمد بن إسماعيل].

    هو محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم المشهور أبوه: بـابن علية، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده، وهذا الرجل أبوه ثقة، إمام، من أئمة أهل السنة، أخرج له أصحاب الكتب الستة، وله أخ سيئ وهو: إبراهيم بن إسماعيل الذي قال عنه الذهبي في الميزان: جهمي هالك، وهو الذي يعرف بالشذوذ في مسائل فقهية، عندما يأتي في بعض المسائل الفقهية: وخالف فيها الأصم، وابن علية، يعني: عندما يأتي ذكر ابن علية في مسائل الفقه الشاذة فالمراد به: الجهمي المبتدع الذي هو إبراهيم، ومن المسائل التي جاء فيها ذكره مسألة الإجارة، يقول: الإجارة حرام لا تجوز، وقالوا: إنه خالف فيها ابن علية، والأصم، ابن علية هذا الذي هو: إبراهيم، والأصم الذي هو: أبو بكر بن كيسان المعتزلي، وهو غير الأصم الذي هو شيخ الحاكم: محمد بن يعقوب الأصم الذي هو ثقة، لكن الذي يأتي ذكره في المسائل الفقهية التي يشذ فيها، فالمراد به: أبو بكر بن كيسان الأصم.

    [عن يزيد].

    هو يزيد بن هارون الواسطي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [عن حماد بن سلمة].

    هو حماد بن سلمة البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.

    [عن حميد].

    هو حميد بن أبي حميد الطويل، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وقالوا في ترجمته: إنه مات فجأة في الصلاة، أي: مات وهو يصلي.

    [عن أنس].

    هو أنس بن مالك رضي الله عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخادمه، وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهم: أبو هريرة، وابن عمر، وابن عباس، وأبو سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وأنس بن مالك، وأم المؤمنين عائشة، ستة رجال وامرأة واحدة، رضي الله تعالى عنهم وعن الصحابة أجمعين.

    الجهاد بالكتابة من جنس الجهاد باللسان

    ومن يكتب ضد المشركين ويبين ما هم فيه هذا كما هو معلوم من جنس الجهاد باللسان؛ لأن الكتابة هي مثل القول، بل قد تكون أبلغ من القول، أو أعظم نفعاً من القول، من جهة بقائها واستمرارها، بخلاف القول فإنه يذهب بذهاب قائله، ولكنه يمكن أن يؤخذ عنه ويتناقل، لكن كتابة العلم وبيان محاجة الكفار، وكذلك بيان فضل الإسلام، وكذلك بيان محاسنه، وذم الكفار وهجوهم، وما إلى ذلك من جنس اللسان، لا يقال: إنه من جنس الجهاد باليد الذي هو قتال الكفار وملاقاة الكفار، بل هو من جنس الجهاد باللسان، وهو مثل القول، ولهذا الإنسان لو كتب طلاق زوجته بيده ولم يتلفظ فإنها تطلق بكتابته ذلك؛ لأن الكتابة مثل القول.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088535886

    عدد مرات الحفظ

    777189494