إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. عبد المحسن العباد
  5. سلسلة شرح سنن النسائي
  6. كتاب الجهاد
  7. شرح سنن النسائي - كتاب الجهاد - (باب درجة المجاهد في سبيل الله) إلى (باب من قاتل ليقال: فلان جريء)

شرح سنن النسائي - كتاب الجهاد - (باب درجة المجاهد في سبيل الله) إلى (باب من قاتل ليقال: فلان جريء)للشيخ : عبد المحسن العباد

  •  التفريغ النصي الكامل
  • يرفع المجاهد في سبيل الله في الجنة مائة درجة، بين كل درجتين ما بين السماء والأرض، وأجره يتجاوز أجر المسلم المهاجر الذي لم يجاهد، ويدعى المجاهد أيضاً لدخول الجنة من باب الجهاد؛ وما ذاك إلا لعظمة منزلة الجهاد عند الله، وينبغي أن يعلم أن المجاهد الذي يستحق كل هذا الأجر العظيم هو من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا.

    شرح حديث: (وأخرى يرفع بها العبد مائة درجة في الجنة ...)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [درجة المجاهد في سبيل الله عز وجل.

    قال الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع: عن ابن وهب حدثني أبو هانئ عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (يا أبا سعيد! من رضي بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد نبياً، وجبت له الجنة، قال: فعجب لها أبو سعيد ، قال: أعدها علي يا رسول الله! ففعل، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: وأخرى يرفع بها العبد مائة درجة في الجنة، ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض، قال: وما هي يا رسول الله! قال: الجهاد في سبيل الله، الجهاد في سبيل الله)].

    يقول النسائي رحمه الله: درجة المجاهد في سبيل الله، أي: المنزلة التي يكون فيها في الجنة، وهي: أنه يكون في أعلى درجات الجنة، أو في درجة من أعلى درجات الجنة، والمقصود بالترجمة ذكر الدرجة، وقد أورد النسائي حديث أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه وأرضاه، أن النبي عليه الصلاة والسلام قال له: [(يا أبا سعيد! من رضي بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد نبياً، وجبت له الجنة، قال: فعجب لها أبو سعيد، قال: أعدها علي يا رسول الله! -أي: طلب منه أن يعيد الكلام- ففعل عليه الصلاة والسلام)]، ثم ذكر بعد ذلك الدرجات التي جعلها الله عز وجل في الجنة للمجاهد في سبيله.

    وقوله في أول هذا الحديث: [(من رضي بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد نبياً، وجبت له الجنة)]، يدل على فضل من كان كذلك، وهو: من رضي بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً، وهذه الجمل الثلاث التي هي: معرفة العبد ربه، ودينه، ونبيه، هي التي بنى عليها الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله كتابه الأصول الثلاثة وأدلتها، وهذا الكتيب الصغير النفيس الذي هو قليل المبنى، ولكنه واسع المعنى، فهو لا يستغني عنه الخاص والعام، وجاء ذكر هذه الأمور الثلاثة في أحاديث أخرى، منها: حديث العباس بن عبد المطلب في صحيح مسلم: (ذاق طعم الإيمان من رضي بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً)، وكذلك أيضاً جاء ذكرها في الأذان، يقول الإنسان: رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً، ثم قال: [(وأخرى يرفع بها العبد مائة درجة في الجنة)].

    (وأخرى) أي: وخصلة أخرى وراء تلك الخصلة التي تقدمت يرفع بها المسلم مائة درجة في الجنة.

    قوله: [(ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض، قال: وما هي يا رسول الله؟ قال: الجهاد في سبيل الله)].

    وهذا يدلنا على فضل الجهاد في سبيل الله، وأن الله تعالى يرفع صاحبه في الجنة في تلك الدرجات العالية، وأنه يكون له فيها هذه الدرجات التي كل درجتين بينهما كما بين السماء والأرض.

    تراجم رجال إسناد حديث: (وأخرى يرفع بها العبد مائة درجة في الجنة...)

    قوله: [قال الحارث بن مسكين].

    هو شيخ النسائي، وهو ثقة، أخرج حديثه أبو داود والنسائي ، وهذه العبارة التي يقول: قال الحارث بن مسكين وفي بعض الأسانيد يقول: أخبرنا الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع، فالفرق بين هذه التعبيرات: أن النسائي رحمه الله له مع الحارث بن مسكين حالتان:

    إحداهما: أنه كان قد رضي عنه، وصار بينهما وئام، وكان يسمح له، ويأتي ويحضر مجلسه، ويسمع الأحاديث التي تقرأ عليه، فيرويها ويقول فيها: أخبرنا الحارث بن مسكين ؛ لأنه أراد تحديثه، وأراد إخباره، فهو يحضر، ويسمع، ويتحمل، ويؤدي بقوله: أخبرنا الحارث بن مسكين .

    وله حالة أخرى معه، وهي: أنه غضب عليه، ولم يسمح له أن يحضر مجلسه، فكان يحضر من وراء الستار، ويسمع القراءة عليه، فيرويها ولا يقول: أخبرنا، وإنما يقول: قال الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع؛ لأنه لم يرد إخباره، ولم يرد تحديثه، ولم يرد أن يأخذ عنه، فكان يعبر بهذه العبارة التي هي: قال الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع، وهذه الطريقة -التي هي التحمل من غير أن يريد المحدث قصد تحديثه- سائغة عند المحدثين.

    [عن ابن وهب].

    هو عبد الله بن وهب المصري ، وهو ثقة، فقيه، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [حدثني أبي هانئ].

    هو حميد بن هانئ المصري ، وهو لا بأس به، أي بمعنى: صدوق، أخرج حديثه البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.

    [عن أبي عبد الرحمن الحبلي].

    هو عبد الله بن يزيد ، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.

    [عن أبي سعيد].

    هو سعد بن مالك بن سنان الخدري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو مشهور بكنيته ونسبته، وهو أحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهم: أبو هريرة، وابن عمر، وابن عباس، وأبو سعيد، وأنس بن مالك، وجابر بن عبد الله، وأم المؤمنين عائشة ، ستة رجال وامرأة واحدة رضي الله تعالى عنهم، وعن الصحابة أجمعين.

    شرح حديث: (إن للجنة مائة درجة ... أعدها الله للمجاهدين في سبيله...)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا هارون بن محمد بن بكار بن بلال حدثنا محمد بن عيسى بن القاسم بن سميع حدثنا زيد بن واقد حدثني بسر بن عبيد الله عن أبي إدريس الخولاني عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أقام الصلاة، وآتى الزكاة، ومات لا يشرك بالله شيئاً، كان حقاً على الله عز وجل أن يغفر له؛ هاجر أو مات في مولده، فقلنا: يا رسول الله، ألا نخبر بها الناس فيستبشروا بها؟ فقال: إن للجنة مائة درجة، بين كل درجتين كما بين السماء والأرض، أعدها الله للمجاهدين في سبيله، ولولا أن أشق على المؤمنين، ولا أجد ما أحملهم عليه، ولا تطيب أنفسهم أن يتخلفوا بعدي، ما قعدت خلف سرية، ولوددت أني أقتل ثم أحياً ثم أقتل)].

    أورد النسائي حديث أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه، أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: [(من أقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يشرك بالله شيئاً، كان حقاً على الله أن يغفر له؛ هاجر أو مات في مولده)]، أي: سواء كان هاجر من المكان الذي هو يقطن فيه وينزل فيه، أو لم يهاجر، ولكنه مات في مولده، معنى هذا: أن من فعل ذلك فإنه يحصل له هذا الأجر، ومن المعلوم أن الهجرة التي تجب هي الهجرة التي لا يستطيع الإنسان مع عدمها القيام بأمور دينه، وأما إذا كان يستطيع القيام بأمور دينه، أو أنه دخل في الإسلام ولكنه بقي ولم يهاجر ليجاهد مع الناس وليكون مع الناس فإن له هذا الأجر، ولهذا كان في أول الإسلام من يدخل في الإسلام يهاجر، وفيهم من يبقى ولا يهاجر، ولكلٍ أحكام جاءت في سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

    فالمقصود من ذلك: أن من حصلت منه هذه الأشياء هاجر أو لم يهاجر، ولكنه بقي في مولده وفي بلده يعبد الله عز وجل، ويؤدي ما وجب عليه، فإن الله تعالى يغفر له.

    قوله: [(قالوا: أفلا نخبر بها الناس فيستبشروا؟)]، فالنبي صلى الله عليه وسلم أرشدهم إلى ما أعده الله عز وجل للمجاهد في سبيل الله عز وجل من رفعة الدرجات، وعلو المنازل، وأن الأمر لا ينبغي أن يكون الإنسان يقتصر على أن يغفر له، بل عليه أن يعمل على رفعة الدرجات، وعلى تحصيل ما به علو المنازل عند الله عز وجل، ولهذا الرسول صلى الله عليه وسلم أرشدهم إلى هذه الحالة الأخرى التي يكون بها تحصيل علو المنازل ورفعة الدرجات، فالإنسان يسعى جاهداً إلى أن يغفر له، وأن يحصل أعلى المنازل، وأن يكون في أعلى الدرجات، وفي ذلك يكون التنافس، وفي ذلك يكون التسابق، فيحرص الإنسان على أن تغفر له ذنوبه، وأن يتجاوز عن سيئاته، ويحرص على تحصيل الدرجات العالية والمنازل الرفيعة عند الله عز وجل.

    قوله: [(قلنا: يا رسول الله! ألا نخبر بها الناس فيستبشروا بها؟ فقال: إن للجنة مائة درجة، بين كل درجتين كما بين السماء والأرض أعدها الله للمجاهدين في سبيله)].

    وهذا مثل الحديث المتقدم: (أعدها الله عز وجل للمجاهدين في سبيل الله)، وهو يدلنا على فضل الجهاد في سبيل الله، وأن الأمر لا يقتصر على فعل الأعمال التي تكفر بها السيئات، بل على الإنسان مع ذلك أن يسعى في تحصيل أعلى الدرجات، وأعلى المنازل عند الله عز وجل؛ وذلك بالجهاد في سبيل الله عز وجل، وغير ذلك من الأعمال التي فيها مشقة على النفس، ولكن ثوابها عظيم عند الله عز وجل، ودرجات فاعلها عالية عند الله سبحانه وتعالى.

    قوله: [(ولولا أن أشق على المؤمنين، ولا أجد ما أحملهم عليه، ولا تطيب أنفسهم أن يتخلفوا بعدي، ما قعدت خلف سرية، ولوددت أني أقتل ثم أحيا ثم أقتل)].

    وبعدما بين رسول الله عليه الصلاة والسلام أن في الجنة مائة درجة، وكل درجة بينها وبين الدرجة الأخرى ما بين السماء والأرض، ثم أضاف إلى ذلك رسول الله عليه الصلاة والسلام بيان حرصه على الجهاد، وألا يتخلف عن سرية، وألا يتخلف عن غزوة، بل يكون في كل حالة من الحالات مجاهداً في سبيل الله، ولكن الذي يمنعه من ذلك ما جعل الله فيه من الشفقة والرحمة لأمته عليه الصلاة والسلام؛ حيث يشق على المسلمين أن يذهبوا معه وهو لا يجد ما يحملهم عليه، فمن أجل ذلك كان يتخلف عليه الصلاة والسلام رفقاً بالمؤمنين، ودفعاً للمشقة عليهم، وهذا من كمال مما وصفه الله عز وجل به من الرأفة والرحمة لأمته، كما قال الله عز وجل: لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ [التوبة:128]، فهذا من رأفته ورحمته للمؤمنين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.

    ثم أضاف إلى ذلك ما بين فضل الجهاد في سبيل الله من جهة أن فضله عظيم، وأن الاستشهاد في سبيل الله شأنه عظيم، قال: فوددت أني أقاتل في سبيل الله فأقتل، ثم أحيا فأقتل، وإن كان من المعلوم أنه إذا قتل الإنسان أو إذا مات الإنسان فإنه لا يعود، وهذه سنة الله عز وجل في خلقه في هذه الحياة الدنيا، وأن من مات انتهى ولا يعود، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم أراد أن يبين عظم شأن الجهاد، وأنه يقاتل فيقتل، ويحصل تلك المنزلة التي هي في الجنة لمن يقاتل ويقتل، ثم قال: ثم أحيا فأقتل، وفي بعض الروايات تكرار ذلك أكثر مما جاء في هذا الحديث كما سبق أن مر بنا، فهذا يدل على عظم شأن الجهاد في سبيل الله، وفضل الاستشهاد في سبيل الله عز وجل.

    تراجم رجال إسناد حديث: (إن للجنة مائة درجة ... أعدها الله للمجاهدين في سبيله...)

    قوله: [أخبرنا هارون بن محمد بن بكار بن بلال].

    صدوق، أخرج له أبو داود والنسائي .

    [حدثنا محمد بن عيسى بن القاسم بن سميع].

    صدوق يخطئ، أخرج له أبو داود والنسائي وابن ماجه .

    [حدثنا زيد بن واقد].

    ثقة، أخرج له البخاري وأبو داود والنسائي وابن ماجه .

    [حدثني بسر بن عبيد الله].

    ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [عن أبي إدريس الخولاني].

    اسمه: عائذ الله ، وهو ولد في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وروى عن كبار التابعين، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    [عن أبي الدرداء ].

    هو عويمر بن زيد الأنصاري رضي الله عنه، صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، مشهور بكنيته، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088511837

    عدد مرات الحفظ

    777043715