إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. عبد المحسن العباد
  5. سلسلة شرح سنن النسائي
  6. كتاب الجهاد
  7. شرح سنن النسائي - كتاب الجهاد - (باب تمني القتل في سبيل الله) إلى (باب مسألة الشهادة)

شرح سنن النسائي - كتاب الجهاد - (باب تمني القتل في سبيل الله) إلى (باب مسألة الشهادة)للشيخ : عبد المحسن العباد

  •  التفريغ النصي الكامل
  • طلب الشهادة في سبيل الله دأب الصالحين، ونيلها أمنية المتقين؛ لعظيم شأنها، ورفعة درجتها عند الله، ورغم ما للشهادة من النعيم وتكفير السيئات إلا أنها لا تسقط الديون؛ فحقوق الناس مبنية على المشاحة، فينبغي للمسلم في مسألة الدين أن يُحجم ولا يُقدم إلا للضرورة.

    شرح حديث: (... لوددت أني قتلت في سبيل الله ثم أحييت ...)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب تمني القتل في سبيل الله تعالى.

    أخبرنا عبيد الله بن سعيد حدثنا يحيى يعني ابن سعيد القطان عن يحيى يعني ابن سعيد الأنصاري حدثني ذكوان أبو صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (لولا أن أشق على أمتي لم أتخلف عن سرية، ولكن لا يجدون حمولة، ولا أجد ما أحملهم عليه، ويشق عليهم أن يتخلفوا عني، ولوددت أني قتلت في سبيل الله، ثم أحييت، ثم قتلت، ثم أحييت، ثم قتلت، ثلاثاً)].

    يقول النسائي رحمه الله: تمني القتل في سبيل الله. أي: ما جاء في تمني القتل في سبيل الله عز وجل، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم تمناه، وورد في حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: [(لولا أن أشق على أمتي ما تخلفت عن سرية، ولا أجد حمولة أحملهم)]، يعني: لا يجد من الرواحل، والدواب ما يحمل هؤلاء الذين لا يستطيعون الذهاب معه للجهاد في سبيل الله، ولا يستطيعون.

    قوله: [(ويشق عليهم أن يتخلفوا عني)].

    يعني: لو ذهب عليه الصلاة والسلام، وهم باقون، وهم لا يجدون ما يركبون، وهو لا يجد ما يحملهم، ويشق عليهم أن يتخلفوا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لما تخلف عن سرية، أي: أنه يكون مع كل سرية، ولكنه كان يترك ذلك رفقاً بأمته وشفقة عليها، ولكونه عليه الصلاة والسلام لا يجد ما يحملهم عليه، وهم لا يجدون ما يتمكنون به من السفر، ويشق عليهم أن يتخلفوا عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا من شفقته بأمته، ورأفته بها، ورحمته بها عليه الصلاة والسلام، وقد وصفه الله عز وجل بأنه بالمؤمنين رءوف رحيم، كما قال عز وجل: لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ [التوبة:128].

    ثم قال عليه الصلاة والسلام: [(ولوددت أني قتلت في سبيل الله، ثم أحييت، ثم قتلت، ثم أحييت، ثم قتلت ثلاثاً)]؛ وذلك لعظيم أجر الشهادة، وعظيم ثواب الشهادة عند الله عز وجل، فإن النبي عليه الصلاة والسلام يتمنى أن يقتل ويحيا، ثم يقتل، ثم يحيا، وإن كان الله عز وجل قدر أن من مات فإنه لا يعود؛ ولكن هذا لبيان عظيم شأن الشهادة، وحرص الرسول صلى الله عليه وسلم، على ذلك، وبيان عظيم شأن ذلك عند الله عز وجل، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم تمنى أن يقتل، ثم يحيا، ثم يقتل، ثم يحيا، ثم يقتل؛ وذلك لعظيم شأن الشهادة، ورفعة درجتها عند الله عز وجل، وهذا من كمال بيانه عليه الصلاة والسلام، وإلا فإنه عليه الصلاة والسلام على أي حالة كانت هو أعلى الناس درجة، وهو خير الناس، وأفضل الناس، وسيد الناس، وهو أعلى الناس درجة عند الله عز وجل، سواء حصل له هذا الذي تمناه، أو لم يحصل له عليه الصلاة والسلام، ولكن هذا لبيان عظيم شأن الشهادة في سبيل الله عز وجل، وأن شأنها عظيم، حتى تفهم ذلك أمته، وحتى تحرص على نيلها إذا استطاعت إلى ذلك سبيلاً.

    تراجم رجال إسناد حديث: (... لوددت أني قتلت في سبيل الله ثم أحييت ...)

    قوله: [أخبرنا عبيد الله بن سعيد].

    هو عبيد الله بن سعيد السرخسي اليشكري، وهو ثقة، أخرج له البخاري، ومسلم، والنسائي .

    [حدثنا يحيى].

    هو يحيى بن سعيد القطان، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة، وكلمة: يعني ابن سعيد القطان، هذه التي قالها من دون عبيد الله بن سعيد، أي: النسائي، أو من دون النسائي؛ لأن التلميذ لا يحتاج إلى أن يقول: يعني، وإنما ينسب شيخه كما يريد، يمكن أن يأتي بنفسه، ويطيل في نسبه وأوصافه، ولا يحتاج إلى أن يقول: يعني، وإنما الذي يحتاج أن يقول: يعني من دون التلميذ، إذا اقتصر التلميذ على لفظ معين، فمن دونه يأتي بما يوضح ويبين، فيأتي بكلمة يعني.

    [حدثني ذكوان].

    هو ذكوان أبو صالح، وقد ذكر باسمه وكنيته، وهو أبو صالح السمان، ويقال: الزيات، اسمه ذكوان وكنيته: أبو صالح ولقبه: السمان، ويقال أيضاً: الزيات؛ لأنه كان يجلب السمن، والزيت، ويبيعها، فوصف بهذا الوصف الذي هو السمان نسبة إلى بيع السمن، والزيات نسبة إلى بيع الزيت، والنسب تأتي على هذه الصيغة التي هي على لفظ المبالغة، وإن لم يكن فيه مبالغة، أي: منسوب إلى كذا، وتأتي بالياء المضافة في آخر الكلمة، كأن يقال: البصري وغير ذلك، ويأتي بهذا الوصف الذي هو الزيات والسمان، أي: المنسوب إلى بيع الزيت، أو إلى بيع السمن، وذكوان أبو صالح السمان ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه].

    هو عبد الرحمن بن صخر الدوسي، أكثر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً عنه.

    حديث: (... لوددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيا، ثم أقتل.. ثم أحيا ثم أقتل) من طريق أخرى وتراجم رجال إسناده

    تراجم رجال إسناد حديث أبي هريرة: (... لوددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيا، ثم أقتل.. ثم أحيا ثم أقتل) من طريق أخرى وتراجم رجال إسناده

    قوله: [أخبرنا عمرو بن عثمان بن سعيد].

    هو الحمصي، وهو صدوق، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي، وابن ماجه .

    [حدثنا أبي].

    هو عثمان بن سعيد بن كثير الحمصي، وهو ثقة، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي، وابن ماجه .

    [عن شعيب].

    هو ابن أبي حمزة الحمصي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [عن الزهري].

    هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري، وهو ثقة، فقيه، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [حدثني سعيد بن المسيب].

    وهو أحد فقهاء المدينة السبعة في عصر التابعين، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    [عن أبي هريرة].

    وقد مر ذكره.

    شرح حديث: (ولأن أقتل في سبيل الله أحب إلي من أن يكون لي أهل الوبر والمدر)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا عمرو بن عثمان حدثنا بقية عن بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير عن ابن أبي عميرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (ما من الناس، من نفس مسلمة يقبضها ربها تحب أن ترجع إليكم، وأن لها الدنيا وما فيها غير الشهيد)، قال ابن أبي عميرة: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ولأن أقتل في سبيل الله، أحب إلي من أن يكون لي أهل الوبر والمدر)].

    أورد النسائي حديث ابن أبي عميرة رضي الله تعالى عنه، وفيه قوله عليه الصلاة والسلام: [(ما من الناس، من نفس تقبض، وتحب أن ترجع إلى الدنيا)]، أي: أنها تحصل خيراً عند الله عز وجل في الآخرة، فهي لا تود أن ترجع إلى الدنيا، ولو أعطيت الدنيا، إلا من قتل في سبيل الله، فإنه يحب أن يرجع إلى الدنيا ليقتل، وليجاهد، ثم يقتل؛ وذلك لما يرى من عظم أجر الشهادة، فهو يريد أن يزداد رفعة بذلك، فهو يتمنى أن يرجع إلى الدنيا؛ لا ليحصل ما فيها، بل ما عند الله خير، وأبقى، ولكن يريد أن يحصل درجات في الجنة، وعلو درجات في الجنة بسبب تكرار الشهادة، وتكرر الشهادة لو كان ذلك ممكناً؛ وذلك لا يكون، ولكن هذا من بيان النبي صلى الله عليه وسلم، لعظيم شأن الشهادة، وعظم أجرها عند الله عز وجل، وأنه ما من إنسان يقبض ويجد خيراً في الآخرة يود أن يرجع إلى الدنيا، ولو أعطي الدنيا بما فيها، إلا الشهيد فإنه يود أن يرجع لا ليحصل الدنيا، ولكن ليحصل قتلاً في سبيل الله مرة أخرى؛ لما في ذلك من علو الدرجة، وعلو المنزلة عند الله عز وجل لمن يكون كذلك.

    وفي آخره يقول النبي صلى الله عليه وسلم: [(ولأن أقتل في سبيل الله، أحب إلي من أن يكون لي أهل الوبر والمدر)].

    أي: أنه يملكهم عبيداً، ويعتقهم في سبيل الله عز وجل؛ ذلك خير له من هذا، أي: خير له من أن يرجع إلى الدنيا، وله هذا القدر من المماليك الذين يملكهم، ويعتقهم، والمراد بأهل الوبر: أهل البوادي، وأهل المدر: أهل الحاضرة؛ لأن المدر هو اللبن، وهو البنيان، أي: إشارة إلى البنيان، والوبر إشارة إلى بيوت الشعر التي تتخذ من وبر الإبل، ويتخذونها بيوتاً يحملونها، ويستفيدون منها، فكنى عن البادية بأهل الوبر، وكنى عن الحاضرة بأهل المدر، أي: أنه لو كان له هذا المقدار، وهذا العدد الكبير، فإنه لا يريد أن يرجع إلى الدنيا، وأن يكون له هذا المقدار.

    قوله: [(ولأن أقتل في سبيل الله أحب إلي من أن يكون لي أهل الوبر والمدر)].

    يعني: معنى ذلك أن قتله في سبيل الله خير له من هذا المقدار الذي هو أهل الوبر، والمدر، يملكهم، ويعتقهم.

    تراجم رجال إسناد حديث: (ولأن أقتل في سبيل الله أحب إلي من أن يكون لي أهل الوبر والمدر)

    قوله: [أخبرنا عمرو بن عثمان].

    وقد مر ذكره.

    [حدثنا بقية].

    هو ابن الوليد، وهو صدوق كثير التدليس عن الضعفاء، أخرج حديثه البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.

    [عن بحير بن سعد].

    ثقة، أخرج له البخاري في خلق أفعال العباد، وفي الأدب المفرد، وأصحاب السنن الأربعة.

    [عن خالد بن معدان].

    ثقة، يرسل، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [عن جبير بن نفير].

    ثقة، أخرج له البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.

    [عن ابن أبي عميرة].

    هو عبد الله بن أبي عميرة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحديثه أخرجه الترمذي، والنسائي.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088530823

    عدد مرات الحفظ

    777158326