إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. عبد المحسن العباد
  5. سلسلة شرح سنن النسائي
  6. كتاب النكاح
  7. شرح سنن النسائي - كتاب النكاح - (باب تحريم الربيبة التي في حجره) إلى (باب تحريم الجمع بين المرأة وخالتها)

شرح سنن النسائي - كتاب النكاح - (باب تحريم الربيبة التي في حجره) إلى (باب تحريم الجمع بين المرأة وخالتها)للشيخ : عبد المحسن العباد

  •  التفريغ النصي الكامل
  • يحرم على الرجل نكاح ربيبته وهي بنت زوجته المتربية في حجره، كما يحرم عليه الجمع بين المرأة وأمها، وكذلك الجمع بين الأختين، والجمع بين المرأة وعمتها، أو خالتها.

    شرح حديث عروة في تحريم الربيبة التي في حجره

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [تحريم الربيبة التي في حجره.

    أخبرنا عمران بن بكار حدثنا أبو اليمان حدثنا شعيب أخبرني الزهري أخبرني عروة (أن زينب بنت أبي سلمة وأمها أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم أخبرته أن أم حبيبة بنت أبي سفيان أخبرتها أنها قالت: يا رسول الله! انكح أختي بنت أبي سفيان، قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أو تحبين ذلك؟ فقلت: نعم، لست لك بمخلية، وأحب من يشاركني في خير أختي، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: إن أختك لا تحل لي، فقلت: والله يا رسول الله إنا لنتحدث أنك تريد أن تنكح درة بنت أبي سلمة، فقال: بنت أم سلمة ؟ فقلت: نعم. فقال: والله لولا أنها ربيبتي في حجري ما حلت لي، إنها لابنة أخي من الرضاعة أرضعتني وأبا سلمة ثويبة، فلا تعرضن عليّ بناتكن ولا أخواتكن)].

    يقول النسائي رحمه الله: تحريم الربيبة التي في حجره، تحريم الربيبة وهي: ابنة الزوجة، وقال: (التي في حجره) كما جاء في القرآن وكما جاء في الحديث، يقول الله عز وجل: وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ [النساء:23]، وذكر الحجر جمهور العلماء على أنه خرج مخرج الغالب، وأنه لا مفهوم له، وأن الصفة كاشفة وليست مخصصة، وأنه لا مفهوم لها بحيث تكون التي ليست في حجره تحل له، وبنات الزوجات يحرمن على الأزواج، سواءً كن هؤلاء البنات لتلك الزوجات من أزواج سابقين، وحتى أيضاً لو كان من أزواج بعده، حيث طلقها وتزوجت وأنجبت، فلا يحل له أن ينكح ابنتها سواءً كانت من زوج قبله أو من زوج بعده؛ لأنها داخلة في أنها بنت زوجة، وداخلة في أنها ربيبة، ولما كان الغالب على النساء المتزوجات أن بناتهن يكن مع أزواجهن لحاجتهن إلى الأمهات والأزواج يقدمون على ذلك، جاء ذكر الربيبة، وجاء ذكر التي في الحجر، أي: أن المقصود أن هذا هو الغالب، وليس المقصود من ذلك أنها إذا لم تكن في حجره أنها تحل له، وهناك قول لبعض أهل العلم يقول: إن الصفة مخصصة، وإن التحريم يكون خاصاً فيما إذا كانت في حجره، أما إذا لم تكن في حجره فإنها تحل له، والصحيح هو ما عليه جمهور أهل العلم من أن بنت الزوجة لا تحل مطلقاً للزوج، أي: لزوج أمها إذا كان قد دخل بأمها، أما إذا لم يكن دخل بأمها فإنه لا حرج؛ لقول الله عز وجل: فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ [النساء:23].

    والصفة أحياناً يؤتى بها للإيضاح والبيان لا للتخصيص والمفهوم، من جنس قول الله عز وجل: وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ [المؤمنون:117]، فكلمة (لا برهان له به) هذه صفة كاشفة؛ لأنه لا يمكن أن يأتي أحداً يكون له إلهاً عنده في برهان، وهذه أيضاً التي في الآية: اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ [النساء:23] أيضاً صفة كاشفة، وليست مخصصة.

    أورد النسائي حديث أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان رضي الله تعالى عنها أنها حدثت زينب بنت أبي سلمة أنها عرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أختها بنت أبي سفيان، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: [(أو تحبين ذلك؟)]، المعروف أن المرأة لا تحب أن يكون معها من يشاركها في الزوج، قال: [(أو تحبين ذلك؟ قالت: نعم، لست لك بمخلية)]، يعني: ما أنا منفردة بك، بل هناك من شاركني فيك، وخير من شاركني في خير أختي، ما دام الشركة موجودة والمشاركة موجودة، فكون أختي تحظى بهذا الشرف، ويكون لها نصيب منك، وتكون زوجة لك، هذا يعجبني وأحبه؛ فالنبي عليه الصلاة والسلام قال: [(إنها لا تحل لي)]؛ لأن الجمع بين الأختين لا يجوز، قال: [(إنها لا تحل لي، قالت: فإن كنا نسمع أو نتحدث أنك تريد أن تنكح بنت أبي سلمة، قال: بنت أم سلمة ؟ قالت: نعم، فقال عليه الصلاة والسلام: إنها لو لم تكن ربيبتي ما حلت لي، فإنها ابنة أخي من الرضاعة، أرضعتني وأبا سلمة ثويبة، فلا تعرضن عليّ بناتكن ولا أخواتكن)].

    فالنبي صلى الله عليه وسلم بين أن هناك سببان مانعان من الزواج بـبنت أم سلمة، أحدهما: أنها ربيبة، وأنها بنت الزوجة، والثاني: أنها بنت أخ من الرضاعة، فهو يقول: لو لم تكن ربيبتي في حجري ما حلت لي، مع أن كونها ربيبة لا تحل له بذلك، يعني: لو كانت ليس عندها هذا المانع الذي هو كونها ربيبة لم تحل؛ لأنها بنت أخ من الرضاعة، فإذاً: اجتمع سببان مانعان من الزواج: كونها بنت زوجة، وكونها بنت أخ من الرضاعة، وبين عليه الصلاة والسلام كيف هذه الأخوة من الرضاعة بالنسبة لـأبي سلمة فقال: [(أرضعتني وأبا سلمة ثويبة)]، أي: ثويبة مولاة أبي لهب.

    قال عليه الصلاة والسلام بعد ذلك: [(فلا تعرضن عليّ أخواتكن ولا بناتكن)]؛ لأن الأخوات ممنوع من الزواج منهن مؤقتاً وليس على التأبيد، ما دامت أختها في عصمته، أما لو لم تكن الأخت في عصمته -بأن طلقت وخرجت من العدة- فإن له أن يتزوج أختها؛ لأن التحريم إنما هو مؤقت بسبب الجمع، أما تحريم البنات الذي هن بنات الزوجات المدخول عليهن فهو مؤبد، الزوجات المدخول بهن تحريم بناتهن مؤبد، وقوله صلى الله عليه وسلم: [(لا تعرضن عليّ بناتكنّ)]، يعني: هذا العموم في ذكر البنات يشمل بنات الزوجات، وبنات بنات الزوجات، بل وحتى بنات أبناء الزوجات؛ لأن الجميع داخلات تحت قوله: [(وبناتكن)]؛ لأن بنت الربيبة ربيبة، وبنت الربيب ربيبة، وكلهن داخلات في عموم قوله صلى الله عليه وسلم: [(لا تعرضن عليّ بناتكن)]؛ لأن بنت الزوجة بنت للزوجة، وبنت ابن الزوجة بنت للزوجة، فيكن داخلات في عموم قوله صلى الله عليه وسلم: (لا تعرضن عليّ بناتكن)، فبنت الربيبة ربيبة، بل وبنت الربيب ربيبة الذي هو ابن الزوجة، ابن الزوجة بناته لا تحل لزوج أمه؛ لأنها داخلة في عموم قوله صلى الله عليه وسلم: (لا تعرضن عليّ بناتكن ولا أخواتكن).

    تراجم رجال إسناد حديث عروة في تحريم الربيبة التي في حجره

    قوله: [أخبرنا عمران بن بكار].

    عمران بن بكار، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.

    [حدثنا أبي اليمان].

    أبو اليمان هو: الحكم بن نافع، مشهور بكنيته أبي اليمان، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [حدثنا شعيب].

    هو شعيب بن أبي حمزة، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [أخبرني الزهري].

    الزهري هو محمد بن مسلم بن عبيد الله الزهري ثقة، فقيه، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [أخبرني عروة].

    هو عروة بن الزبير بن العوام، وهو ثقة، فقيه من فقهاء المدينة السبعة في عصر التابعين، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [أن زينب بنت أبي سلمة].

    زينب بنت أبي سلمة ربيبة النبي صلى الله عليه وسلم، وحديثها أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    [أن أم حبيبة].

    أم حبيبة هي رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنها، أم المؤمنين، وحديثها أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3087501523

    عدد مرات الحفظ

    772702716