إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. عبد المحسن العباد
  5. سلسلة شرح سنن النسائي
  6. كتاب الطلاق
  7. شرح سنن النسائي - كتاب الطلاق - (باب كيف اللعان) إلى (باب نفي الولد باللعان وإلحاقه بأمه)

شرح سنن النسائي - كتاب الطلاق - (باب كيف اللعان) إلى (باب نفي الولد باللعان وإلحاقه بأمه)للشيخ : عبد المحسن العباد

  •  التفريغ النصي الكامل
  • من الأحكام المتعلقة باللعان أن يؤتى بالرجل أولاً فيحلف أربعة أيمان أنه صادق فيما اتهم به امرأته من الزنا، والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان كاذباً، ثم يؤتى بالمرأة فتحلف أربعة أيمان أنه كاذب في اتهامه لها، والخامسة أن غضب الله عليها إن كان صادقاً، ثم يعظهما الإمام ويفرق بينهما فلا يجتمعان بعدها أبداً، وإذا قدر ولد فإنه ينسب إلى أمه.

    شرح حديث أنس في كيفية اللعان

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [كيف اللعان

    أخبرنا عمران بن يزيد حدثنا مخلد بن حسين الأزدي حدثنا هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: ( إن أول لعان كان في الإسلام أن هلال بن أمية قذف شريك بن السحماء بامرأته، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أربعة شهداء وإلا فحد في ظهرك، يردد ذلك عليه مراراً، فقال له هلال: والله يا رسول الله إن الله عز وجل ليعلم أني صادق، ولينزلن الله عز وجل عليك ما يبرئ ظهري من الجلد، فبينما هم كذلك إذ نزلت عليه آية اللعان: وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ [النور:6] إلى آخر الآية، فدعا هلالاً فشهد أربع شهادات بالله أنه لمن الصادقين، والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين، ثم دعيت المرأة فشهدت أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين، فلما أن كان في الرابعة أو الخامسة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وقفوها فإنها موجبة، فتلكأت حتى ما شككنا أنها ستعترف، ثم قالت: لا أفضح قومي سائر اليوم، فمضت على اليمين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انظروها فإن جاءت به أبيض سبطاً، قضيء العينين، فهو لـهلال بن أمية، وإن جاءت به آدم جعداً ربعاً حمش الساقين فهو لـشريك بن السحماء، فجاءت به آدم جعداً، ربعاً، حمش الساقين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لولا ما سبق فيها من كتاب الله لكان لي ولها شأن ).

    قال الشيخ: والقضيء، طويل شعر العينين، ليس بمفتوح العين ولا جاحظها، والله سبحانه وتعالى أعلم].

    يقول النسائي رحمه الله: كيف اللعان، ذكر جملة من الأبواب فيما سبق تتعلق باللعان، وهذه الترجمة تتعلق بكيفية اللعان أو الصفة التي يكون عليها اللعان كيف يتم اللعان، هذا هو المقصود من هذه الترجمة.

    أورد النسائي حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء إليه هلال بن أمية وأخبره بأنه يتهم شريك بن السحماء في زوجته وأنه وقع عليها، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: أربعة شهداء وإلا حد في ظهرك، يعني: أن هذا قذف، والقاذف إذا لم يأت بالشهود الذين يثبت بشهادتهم حد الزنا فإنه يكون عليه حد القذف، فالنبي صلى الله عليه وسلم أخبره بأن عليه أن يأتي بأربعة شهود يشهدون بحصول الزنا وإلا فليس هناك إلا الحد والجلد لظهره حد القذف، فقال هلال بن أمية رضي الله عنه: الله يعلم أني صادق، وسينزل الله عليك ما يبرئ ظهري من الجلد، لكونه يعلم أنه صادق فيما قال، فبينما هم كذلك إذ نزلت آية اللعان، فدعا بالمرأة وحصل اللعان بينهما بأن طلب من هلال بن أمية أن يشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين، والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين، ثم دعيت المرأة فشهدت أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين، ولما جاء عند الخامسة أو الرابعة قال: وقفوها فإنها موجبة، فتلكأت حتى ظنوا أنها ستعترف ثم أقدمت على اليمين وقالت: لا أفضح قومي سائر اليوم، وحصل اللعان، ثم بعد ذلك قال عليه الصلاة والسلام: إن جاءت به -أي: هذا الذي في بطنها- سبطاً قضيء العينين فهو لـهلال بن أمية، وإن جاءت به آدم جعداً ربعاً أحمش الساقين فهو لـشريك بن السحماء فأتت به على الوصف الذي أشار عليه الرسول صلى الله عليه وسلم بالنسبة لـشريك بن السحماء.

    وقوله: لـشريك، يعني: أنه متخلق من مائه وإلا فإنه لا ينسب إليه، والزاني لا ينسب إليه ولد، ولا يحصل ولداً بزناه، بل ليس له إلا الحد ولا يظفر من زناه أن يحصل ولداً وينسب إليه ولد، لكن قوله: وإن جاءت به كذا فهو كذا وإن جاءت به كذا أي: متخلق من مائه لا أنه يكون ولداً له، والحاصل: أن الحديث دال على كيفية اللعان أو أورده المصنف للدلالة على كيفية اللعان، وقد جاء ذلك مبيناً في القرآن في هذه الآيات التي أشار إليها في الحديث والتي حصل تطبيقها وتنفيذها في حق هذين المتلاعنين، فإنه أجري عليهما ما جاء في القرآن من حصول اللعان الذي هو أن يبدأ بالزوج الذي ادعى زنا زوجته فيشهد أربع شهادات بالله أنه لمن الصادقين أنها زانية، والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين، ثم يدرأ عنها الحد والعذاب الدنيوي بأن تشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين عليها، والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين فيما يقول، ثم يترتب على ذلك التفريق بين المتلاعنين وأن المرأة لا تحل له أبداً فيفرق بينهما.

    وقوله: (إن أول لعان كان في الإسلام) هذا الذي حصل في قصة هلال بن أمية وزوجته، وقد سبق أن مر في قصة عويمر العجلاني أنه أول لعان، فيحتمل أن تكون هذه الأولية كل أخبر بما علم وأن هذا علم هذا ورأى أنه أول شيء حصل فيه التلاعن، وأحد رأى أن هذا أول شيء حصل فيه التلاعن فكان أن حكى كل الأولية على حسب ما علم، يحتمل أن يكون هذا هو وجه التوفيق بين ذكر الأولية في قصة هلال بن أمية والأولية في قصة عويمر العجلاني الذي سبق أن مر ذكره في بعض الأحاديث فيما يتعلق باللعان.

    قال: (والقضيء طويل شعر العينين).

    والذي يبدو أنه النسائي، ويقول ذلك الراوي عنه أو من دونه، يعني: هذا تفسير لكلمة من كلمات الحديث التي هي من غريب الحديث وهي (قضيء العينين)، فقال: إنه طويل شعر العينين.

    وقوله: (طويل شعر العينين ليس بمفتوح العين ولا جاحظها).

    وقد سبق أن ذكرنا أن بعض العلماء فسر القضيئ بأنه فاسد العين إما لاحمرارها، أو لحصول شيء حصل فيها مما هو مضر بها.

    تراجم رجال إسناد حديث أنس في كيفية اللعان

    قوله: [أخبرنا عمران بن يزيد ].

    هو عمران بن يزيد الدمشقي، وهو صدوق، أخرج حديثه النسائي وحده.

    [ عن مخلد بن حسين الأزدي ].

    هو مخلد بن حسين الأزدي، وهو ثقة، أخرج حديثه مسلم، والنسائي.

    [ عن هشام بن حسان ].

    هشام بن حسان ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [ عن محمد بن سيرين ].

    محمد بن سيرين ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [ عن أنس ].

    هو أنس بن مالك رضي الله عنه، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وخادمه وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهم: أبو هريرة، وابن عمر، وابن عباس، وأبو سعيد، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وأنس، وأم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنهم وعن الصحابة أجمعين، ستة رجال وامرأة واحدة، هؤلاء هم أكثر الصحابة حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم على الإطلاق رضي الله عنهم وعن الصحابة أجمعين.

    اقتصار مسلم في روايته عن بعض الثقات على مقدمته

    الرواية لـمسلم في المقدمة يرمز لها (م ق)، أما في الصحيح فيرمز لها (م)، وكون الشخص يروي له مسلم في المقدمة لا يعني أن يكون لا يحتج به، يعني: المقصود أن هذا هو الذي حصل وهذا هو الذي جرى أن حصلت له رواية في المقدمة، وإلا فإن مسلماً روى في المقدمة لـعبد الله بن الزبير المكي شيخ البخاري الذي روى عنه أول حديث في الصحيح، فإنه روى له مسلم في المقدمة فلا يعني أنه إذا ما روي له في الصحيح أنه يكون فيه كلام؛ لأن كثيراً من الرجال الثقات ما خرج لهم في الصحيح؛ لأن صاحبي الصحيحين ما التزما أن يخرجا لكل ثقة، ولم يلتزما أن يخرجا كل حديث صحيح، فكم من ثقة لم يخرج له في الصحيحين؛ لأن صاحبي الصحيح زهدا فيه، وأنه ليس أهلاً لأن يروى عنه، بل هكذا اتفق أن الأحاديث التي اختاروها ما كان في رجالها بعض هؤلاء الثقات الذين لا كلام فيهم، ومن هؤلاء أبو عبيد القاسم بن سلام هذا إمام من الأئمة، ومع ذلك ليس له رواية في الصحيحين، فليس معنى ذلك: أنه ليس أهلاً للرواية عنه؛ لأن القضية كما ذكرت لم يلتزم الشيخان الرواية لكل ثقة، كما أنهما لم يلتزما إخراج كل حديث صحيح، وكما ذكرت مسلم روى لـعبد الله بن الزبير الحميدي المكي في المقدمة وما روى له في الصحيح، وليس ذلك لأن فيه كلاماً، فلا كلام فيه، ولكن هكذا اتفقا، هو ذكر هذا وذكر هذا، أيهما أول لا ندري، لكن معناه تعدد سبب النزول.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088529320

    عدد مرات الحفظ

    777148938