إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. عبد المحسن العباد
  5. سلسلة شرح سنن النسائي
  6. كتاب عشرة النساء
  7. شرح سنن النسائي - كتاب عشرة النساء - باب حب النساء - باب ميل الرجل إلى بعض نسائه دون بعض

شرح سنن النسائي - كتاب عشرة النساء - باب حب النساء - باب ميل الرجل إلى بعض نسائه دون بعضللشيخ : عبد المحسن العباد

  •  التفريغ النصي الكامل
  • إن ميل الزوج إلى بعض أزواجه دون البعض الآخر جبلة بشرية، يتعلق بالميل القلبي، إلا أن ذلك ليس عذراً في وجود الميل الآخر وهو المعاملة والمبيت والنفقة.

    شرح حديث أنس: (حبب إلي من الدنيا: النساء والطيب...)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [كتاب عشرة النساء، باب: حب النساء.

    يقول الراوي: حدثنا الشيخ الإمام أبو عبد الرحمن النسائي أخبرنا الحسين بن عيسى القومسي حدثنا عفان بن مسلم حدثنا سلام أبو المنذر عن ثابت عن أنس رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (حبب إلي من الدنيا: النساء والطيب، وجعل قرة عيني في الصلاة)].

    يقول النسائي رحمه الله: كتاب عشرة النساء، هذا الكتاب المقصود به: معاملة الأزواج للزوجات، عشرة النساء، أي: كيف تكون معاشرة الأزواج لزوجاتهم، وكيف يكون التعامل معهن، هذا هو المقصود من هذه الترجمة، وهذا الكتاب الذي أورده (عشرة النساء)، أو جاء في بعض النسخ أنه بعد كتاب النكاح، وفي بعض النسخ أنه بعد كتاب الأيمان والنذور، والمزارعة، وكونه بعد كتاب النكاح، ألصق به وهو الأنسب؛ لأن هذا يتعلق بالنكاح، ومعاشرة النساء بعدما يحصل الزواج، أي: كيف يعاشرهن؟ فذلك هو المكان المناسب لوضعه، ولكنه في بعض النسخ جاء فيه هذا الموطن الذي هو بعد الأيمان، والنذور، والمزارعة.

    أورد النسائي تحت هذه الترجمة باب حب النساء، أي: محبتهن، والميل إليهن، وقد أورد النسائي فيه حديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه، أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (حبب إليّ من الدنيا النساء، والطيب، وجعل قرة عيني في الصلاة)، فهذا الحديث يدل على النساء، والطيب حبب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وتحبيب الطيب له؛ لأنه عليه الصلاة والسلام هو أطيب الناس، وخير الناس، وكان يحب الطيب، ومن أحب الشيء إليه الطيب، وكان يحب الرائحة الطيبة، ويكره الرائحة الخبيثة، ولهذا سبق أن مر بنا في قصة عائشة، وحفصة، وما قالتاه عن العسل الذي كان يشربه عند زينب، وأنهما تواطأتا على أن تقولا: أنهما يشمان ريح مغافير، وهي رائحته ليست طيبة، والنبي صلى الله عليه وسلم تركه ولم يعد إليه؛ لأنه يكره الرائحة الكريهة، ويحب الرائحة الطيبة صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.

    والنساء حببت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهناك أمور لا يفصح بها، والنبي صلى الله عليه وسلم كان أشد الناس حياءً، فكان أن حبب إليه النساء والزواج بهن، بل خص عن غيره من الأمة بكثرتهن، والزيادة على الأربع، وذلك ليحصل منهن تحمل الشريعة في الأمور الباطنة، والأمور الخفية التي لا يطلع عليها الرجال، والتي تكون بين الرجل وأهله، وتكون بينه وبين زوجه، فإنهن ينقلن للناس المعاملة التي كان يعاملهن بها صلوات الله وسلامه وبركاته عليه، ولهذا كانت عائشة رضي الله عنها وأرضاها، كانت أحفظ النساء لسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولا سيما في الأمور البيتية، والأمور الخاصة التي تكون بين الرجل وزوجه، فكانت من أوعية السنة، من أكثر الصحابة حفظاً لها، بل إن الذين عرفوا بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم سبعة أشخاص: ستة رجال، وامرأة واحدة، وهذه المرأة هي أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها وأرضاها، ومن فضائلها أنها تحملت الشيء الكثير من سنة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وأخذت تلك السنن عنها، فلها أجور تحمل تلك السنن وتأديتها، ولها مثل أجور كل من عمل بهذه السنن التي جاءت من طريقها، والتي أخذتها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وبلغتها للناس إلى قيام الساعة، وإلى نهاية الدنيا، كل من عمل بهذه السنن التي جاءت من طريقها، فلها مثل أجورهم جميعاً رضي الله عنها وأرضاها، وهذا من كمال فضلها، وفيه زيادة أجرها، وزيادة ثوابها، وعلو منزلتها عند الله عز وجل، رضي الله تعالى عنها وأرضاها.

    وتحبيب النساء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليس كله منحصراً في الشهوة والرغبة للنساء، وإنما كان في الغالب من أجل أنهن الوسيلة، وهن الطريق إلى حفظ السنة لا سيما فيما يتعلق في البيوت، وغير البيوت، لكن البيوت من خصائصهن رضي الله عنهن وأرضاهن، (حبب إليّ من الدنيا النساء والطيب)، وقيل: إن (من) بمعنى فيه؛ لأن هذا القصد، وهذا الشيء الذي أراده النبي صلى الله عليه وسلم هو من الدين؛ لأن حفظ الشريعة، ونقل الشريعة، وتحمل الشريعة هو من الدين، وعلى هذا فيقول: (حبب إليّ في الدنيا النساء والطيب)، أي: إذا كانت من بمعنى فيه، أي: أن هذه في الدنيا، ولكن المقصود منها هو الدين، وعلى أن (من) باقية على بابها فهي من أمور الدنيا، والنساء، والطيب مما حبب إلى الناس جميعاً، ولكن محبة الرسول صلى الله عليه وسلم تتميز على غيرها بأن فيها قصد أعظم، وأشرف، وأجل، ألا وهو تحمل هذه الشريعة، وتحمل هذا الدين، ونقله إلى الناس، ولا سيما في الأمور الخاصة التي تقع بين النبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته، فإن هذا لا يتأتى إلا عن طريق النساء.

    ثم قال عليه الصلاة والسلام: (وجعلت قرة عيني في الصلاة)، قرة عينه أنسه، وسروره، وراحته، وطمأنينته إنما هو بالصلاة، وكان عليه الصلاة والسلام يفزع إلى الصلاة إذا حزبه أمر، وإذا أصابه شدة، وذلك لأنها قرة عينه، وبها أنسه، وبها راحته صلوات الله وسلامه وبركاته عليه، وهذا يدلنا على عظم شأن الصلاة، وأن شأنها عظيم، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يفزع إليها يناجي الله عز وجل، وهذه الصلاة التي هي قرة العين هي التي فيها الخضوع، والخشوع، وفيها مراقبة الله سبحانه وتعالى، والإتيان بها على الوجه الأكمل، وعلى الوجه الأفضل، هذا هو الذي تكون به قرة العين، وأما مع السهو ومع الغفلة، فإن هذا يكون ليس فيه هذا الأمر، ولا يتحقق فيه هذا الأمر، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم كان أنسه، وراحته، وفرحه، وفزعه إنما هو إلى الصلاة صلوات الله وسلامه وبركاته عليه، وهو يدل على عظم شأنها، وأن شأنها عظيم عند الله عز وجل، وعند رسوله صلى الله عليه وسلم.

    تراجم رجال إسناد حديث: (حبب إلي من الدنيا: النساء والطيب...)

    قوله: [يقول الراوي:حدثنا الشيخ الإمام أبو عبد الرحمن النسائي].

    يقول الراوي، أي: الذي هو تلميذ النسائي، والذي يروي عن النسائي، والنسخة أو الرواية الموجودة رواية ابن السني، فالذي يقول هذا هو ابن السني الذي يروي عن النسائي السنن، وهو في بعض الأحيان يفصح بشيخه كما هنا، ويذكر شيخه وهو من كلام التلميذ، وإلا فإن كلام الشيخ يبدأ من قوله: أخبرنا الحسين بن عيسى، هذا هو بدء كلام النسائي، وهو في مواضع نادرة وقليلة جداً يذكر اسم شيخه فيقول: حدثنا الشيخ الإمام أبو عبد الرحمن النسائي، قال: حدثنا فلان.

    أبو عبد الرحمن هو: أحمد بن شعيب النسائي، ولم يخرج له أحد من أصحاب الكتب الأخرى؛ لأن بعض أصحاب السنن يروي بعضهم عن بعض، ويكون لهم ذكر في الكتب الأخرى، وأما النسائي فإنه ليس له ذكر، وذلك لأنه متأخر، هو آخر الأئمة وفاة، بل بينه وبين أواخرهم سنوات كثيرة؛ لأن ثلاثة من أصحاب السنن بين السبعين إلى الثمانين وفاياتهم، وهو تأخر عنهم جميعاً بثلاث وعشرين سنة؛ لأنه توفي سنة ثلاثمائة وثلاث، وعلى هذا فلا أحد يروي عنه؛ لأنه متأخر، بخلاف غيره، فإنه يمكن أن يأتي ذكره عندما تأتي تراجمه يذكر أن له ذكر في كتاب كذا، وأنه يعني روى عنه فلان، وأنه من رجال فلان، وهكذا.

    [أخبرنا الحسين بن عيسى].

    هو الحسين بن عيسى القومسي، وهو صدوق، أخرج حديثه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي.

    [حدثنا عفان بن مسلم].

    هو عفان بن مسلم الصفار، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [حدثنا سلام أبو المنذر].

    هو سلام بن سليمان أبو المنذر، صدوق له أوهام، أخرج له الترمذي، والنسائي.

    [عن ثابت].

    هو ثابت بن أسلم البناني البصري، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [عن أنس].

    هو: أنس بن مالك رضي الله عنه، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخادمه الذي خدمه عشر سنوات منذ قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة حتى توفاه الله عز وجل، وكان عمره صغيراً، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم دعا له فعمر حتى كان من آخر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وفاة، وهو أحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهم: أبو هريرة، وابن عمر، وابن عباس، وأنس، وأبو سعيد، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وأم المؤمنين عائشة، ستة رجال، وامرأة واحدة، هؤلاء السبعة هم الذين عرفوا بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم من أصحابه الكرام رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم.

    حديث: (حبب إليّ النساء والطيب..) من طريق أخرى وتراجم رجال إسنادها

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا علي بن مسلم الطوسي حدثنا سيار حدثنا جعفر حدثنا ثابت عن أنس رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (حبب إليّ النساء والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة)].

    ثم أورد النسائي حديث أنس من طريق أخرى، وهو مثل الذي قبله: (حبب إليّ النساء والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة)، فهو مثل الذي قبله، من حيث المتن، واشتماله على هذه الأمور الثلاثة المحببة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    قوله: [أخبرنا علي].

    هو علي بن مسلم الطوسي، وهو ثقة، أخرج له البخاري، وأبو داود، والنسائي. وفي أكثر النسخ المطبوعة صدوق وهو خطأ مطبعي. أما كونه ثقة كما نسخة الأشبال.

    [حدثنا سيار].

    هو سيار بن حاتم العنزي، وهو صدوق له أوهام، أخرج حديثه الترمذي، والنسائي، وابن ماجه.

    [حدثنا جعفر].

    هو جعفر بن سليمان الضبعي، وهو صدوق، أخرج له البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.

    [حدثنا ثابت عن أنس].

    وقد مر ذكرهما في الإسناد الذي قبل هذا.

    شرح حديث: (لم يكن شيء أحب إلى رسول الله بعد النساء من الخيل)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا أحمد بن حفص بن عبد الله حدثني أبي حدثني إبراهيم بن طهمان عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: (لم يكن شيءٌ أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد النساء من الخيل)].

    أورد النسائي حديث أنس رضي الله عنه: (لم يكن شيءٌ أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد النساء من الخيل)، والمقصود منه ذكر النساء، وحب النبي صلى الله عليه وسلم إياهن، وأنهن حببن إليه، والترجمة هي حب النساء، فهو دال على الترجمة من حيث أن النساء محببة إليه، وأنه حبب إليه النساء، وفيه أنه بعد حب النساء كان يحب الخيل، وذلك لأنهن وسيلة الجهاد في سبيل الله عز وجل، وإعلاء كلمة الله سبحانه وتعالى، وقد جاء في الأحاديث الكثيرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بلفظ: (الخيل معقودٌ في نواصيها الخير إلى يوم القيامة)، والحديث سبق أن مر في كتاب الخيل.

    تراجم رجال إسناد حديث: (لم يكن شيء أحب إلى رسول الله بعد النساء من الخيل)

    قوله: [أخبرنا أحمد بن حفص بن عبد الله].

    صدوق، أخرج له البخاري، وأبو داود، والنسائي.

    [حدثني أبي].

    هو حفص بن عبد الله بن راشد السلمي، وهو صدوق، أخرج له البخاري، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، وفيه زيادة ابن ماجه على الذين خرجوا لابنه.

    [حدثني إبراهيم بن طهمان].

    ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [عن سعيد بن أبي عروبة].

    ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [عن قتادة].

    هو قتادة بن دعامة السدوسي البصري، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [عن أنس].

    هو أنس بن مالك رضي الله عنه، وقد مر ذكره.

    وقتادة مدلس، وسعيد بن أبي عروبة مدلس.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088551380

    عدد مرات الحفظ

    777282114