إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. عبد الله بن ناصر السلمي
  5. كتاب التوحيد
  6. كتاب التوحيد - باب قوله تعالى: (أيشركون ما لا يخلق شيئاً وهم يخلقون)

كتاب التوحيد - باب قوله تعالى: (أيشركون ما لا يخلق شيئاً وهم يخلقون)للشيخ : عبد الله بن ناصر السلمي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • إن أعظم ما يدل على توحيد الله هي أفعاله كالخلق والملك والتدبير، وقد بين سبحانه أن الذين يدعون غيره لا قدرة لهم على نفعم، ولا يسمعون دعاءهم، ولو سمعوا ما استجابوا لهم، وإذا كان سيد الخلق وأكرمهم على الله لا يستطيع نفع نفسه ولا ابنته التي هي أحب الناس إليه ولا قرابته فكيف يستطيع نفع الآخرين؟!
    بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

    اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، ولا تجعله ملتبساً علينا فنضل.

    قال المؤلف رحمه الله: [ باب قول الله تعالى: أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ * وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا [الأعراف:191-192] الآية، وقوله: وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ [فاطر:13] الآية.

    وفي الصحيح عن أنس قال: ( شُجَّ النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد وكسرت رباعيته، فقال: كيف يفلح قوم شَجُّوا نبيهم؟ فنزلت: لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ [آل عمران:128] )، وفيه عن ابن عمر رضي الله عنهما: ( أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الأخيرة من الفجر: اللهم العن فلاناً وفلاناً، بعدما يقول: سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد، فأنزل الله تعالى: لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ [آل عمران:128] الآية )، وفي رواية: ( يدعو على صفوان بن أمية ، و سهيل بن عمرو و الحارث بن هشام ، فنزلت لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ [آل عمران:128] ).

    وفيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ( قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزل عليه: وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ [الشعراء:214] فقال: يا معشر قريش! -أو كلمة نحوها- اشتروا أنفسكم، لا أغني عنكم من الله شيئاً، يا عباس بن عبد المطلب! لا أغني عنك من الله شيئاً، يا صفية عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أغني عنك من الله شيئاً، ويا فاطمة بنت محمد! سليني من مالي ما شئت لا أغني عنك من الله شيئاً ) ].

    قال المؤلف رحمنا الله تعالى وإياه: فجميع من سوى الله هذه صفتهم أي: لا يقدرون على خلق شيء وهم يخلقون، ولا يستطيعون نصر من عبدهم ولا ينصرون أنفسهم، فبطلت عبادتهم من دون الله.

    المؤلف رحمه الله في كتابه العظيم كتاب التوحيد الذي هو إفراد الله تعالى بالعبادة، والذي يعتبر أساساً في بيان كل ما يتعلق بإفراد الله تعالى بالعبادة، يقول رحمه الله: إن أعظم ما يستدل به على وجوب توحيد الله وإفراده بالعبادة هو توحيد الله بأفعاله الذي هو توحيد الربوبية.

    والتوحيد له أنواع، أو طرق في القسمة: إما أن يقال: توحيد الألوهية، وتوحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات، أو يقال: توحيد الطلب والإرادة، وهو المقصود بتوحيد الألوهية، أو توحيد المعرفة والإثبات الذي هو توحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات.

    فأتى المؤلف رحمه الله بهذا الباب لإثبات أنه إذا عجز المخلوق عن بعض صفات الخالق جل جلاله وهي الخلق والنصرة والقوة الكاملة، فلئلا يعبد من باب أولى، فذكر المؤلف هذه الآية: أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ * وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلاَ أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ [الأعراف:191-192]، ومناسبة هذه الآية أنه إذا كان من يعبد من دون الله من الملائكة والأنبياء والأولياء والحجر والشجر والشمس والقمر وغيرهم لا يخلقون شيئاً، ولا أنفسهم يخلقون، ولا نصروا أحداً ولا أنفسهم ينصرون، فإذا كانت هذه الأشياء وهي الخلق والملك والتدبير التي يختص الله سبحانه وتعالى بها في توحيد الربوبية فلئلا يعبد إلا من اتصف بهذه الصفات من باب أولى وأحرى؛ ولهذا رحمه الله أتى بهذه الآية العظيمة التي تدل على أنه لا يصلح للعبادة إلا من كان متصفاً بصفات كمال الخلق وكمال التدبير وكمال النصرة، ولهذا قال إبراهيم عليه السلام: يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا [مريم:42]، وهذه الأشياء مهمة.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088561989

    عدد مرات الحفظ

    777342810