إسلام ويب

فقه أحاديث الصيام [1]للشيخ : عبد الله بن ناصر السلمي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • يستقبل المسلمون شهر رمضان بفرح عظيم، فيتبادلون التهاني بقدومه، وهذه التهاني لا بأس بها إذا كانت تفعل من باب العادة، ويستحب ترائي هلال رمضان، ويثبت دخول رمضان بطريقتين: إما برؤية هلاله، وإما بإتمام شهر شعبان إذا حال حائل عن الرؤية، وتكفي شهادة رجل واحد في رؤية الهلال.
    المقدم: الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    أما بعد: فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وحياكم الله أينما كنتم مع الحلقة الأولى من حلقات برنامجكم: فقه أحاديث الصيام، هذا البرنامج الذي يأتيكم طيلة شهر رمضان المبارك يومياً.

    أرحب باسمكم في بدء هذا اللقاء، وكل لقاء بضيف البرنامج والذي سيتولى الشرح والبيان والإيضاح لموضوعات هذه الحلقة والحلقات كلها، أرحب بصاحب الفضيلة الدكتور: عبد الله بن ناصر السلمي الأستاذ المشارك في قسم الفقه المقارن في المعهد العالي للقضاء في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية, أهلاً بكم صاحب الفضيلة.

    الشيخ: حياكم الله شيخ ناصر ! وحيا الله المستمعين والمستمعات.

    المقدم: إذاً: حيا الله شيخنا الكريم وحياكم الله، وأوضح فكرة هذا البرنامج: فقه أحاديث الصيام، سنعمد بإذن الله في ثنايا هذه الحلقات إلى ذكر ما ورد من أحاديث نبوية في شتى أحكام الصيام، ونتعرض لها بالتوضيح والبيان والجمع فيما يظهر منه الاختلاف، وأيضاً بيان الناسخ من المنسوخ، وسوف نتعرض لفقه سلف هذه الأمة وما أثر عنهم في بعض أحكام الصيام.

    صاحب الفضيلة! يبدأ الناس شهر رمضان المبارك بالحمد والشكر لله جل في علاه، ثم يثنون بتلكم التهنئات -سواء برسائل الجوال أو بغيرها- بقدوم هذا الشهر المبارك، والسؤال: هل في الشرع الحكيم ما يثبت تلكم التهنئة؟

    الشيخ: بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

    وبعد: فالذي هو معروف عند أهل العلم أنه لا يصح حديث في التهنئة بقدوم شهر رمضان، وكل الأحاديث الواردة في هذا الباب فيها ضعف.

    منها: حديث سلمان الفارسي الذي رواه الإمام أحمد و ابن خزيمة في صحيحه, أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( أتاكم شهر رمضان وهو شهر فضيل, قد كتب الله عليكم صيامه )، وهذا الحديث في سنده ضعف، حيث إن في سنده علي بن زيد بن جدعان كما ذكر ذلك غير واحد من أهل العلم.

    ومنها: حديث أبي هريرة كما رواه الإمام الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( أتاكم شهر رمضان وفيه ليلة خير من ألف شهر )، وهذا الحديث أيضاً ضعيف، وعلى هذا فكل الأحاديث الواردة في التهنئة بقدوم شهر رمضان ضعيفة.

    ولكن هل نقول: إذا لم يثبت حديث في التهنئة أنها محرمة، أو أنها بدعة، أو أنها جائزة؟

    اختلف في ذلك فقهاء الإسلام، والذي يظهر والله تبارك وتعالى أعلم: أن التهاني من باب المباحات وإدخال السرور على المسلم، وإدخال السرور مستحب في الجملة، وعلى هذا فلا بأس أن يهنئ الناس بعضهم بعضاً بقدوم شهر رمضان، وليس ذلك من العبادات.

    وقد حقق الإمام ابن سعدي رحمه الله هذه المسألة، وكذلك الإمام السيوطي ، ولهذا كان الأقرب والله تبارك وتعالى أعلم: أن التهنئة بقدوم شهر رمضان أو قدوم أي شيء لا بأس به، ولعل أصل ذلك ما ثبت في الصحيحين من حديث كعب بن مالك في قصة توبته حينما قال له النبي صلى الله عليه وسلم: ( ليهنك توبة الله عليك يا كعب بن مالك ! )، وهذا دليل على أن التهنئة بما يدخل على الإنسان السرور لا بأس بها، ثم إن من الباحثين المعاصرين من ذكروا أنها من البدع، والحق أنها ليست من البدع، ولهذا ذهب شيخنا عبد العزيز بن باز وكذلك الشيخ ابن سعدي أن التهنئة لا بأس بها، ولعل هذا أقرب؛ لأن الناس لا يتعبدون الله بالتهنئة، ولكنها من باب عاداتهم؛ لإدخال السرور على إخوانهم المسلمين، والله أعلم.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088533178

    عدد مرات الحفظ

    777174024