فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وحيهلاً بكم إلى منبر العلم والإفتاء، إلى حلقة من حلقات برنامجكم الإفتائي المباشر يستفتونك، ها هي هذه الحلقة تطل عليكم من جديد عبر شاشتكم الرسالة، مرحبة بكم وبأسلتكم الثرية، شاكرة لكم كريم استجابتكم ومتابعتكم لدقائق وثواني هذا اللقاء، ومرحبة في الوقت ذاته بالغ الترحيب بطاقمها العامل فيها وباسمكم أيضاً بضيف هذا اللقاء ضيف البرنامج صاحب الفضيلة الشيخ الدكتور عبد الله بن ناصر السلمي ، أستاذ الفقه المقارن في المعهد العالي للقضاء في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أهلاً بكم صاحب الفضيلة!
الشيخ: حياك الله يا شيخ ناصر! وحيا الله المشاهدين والمشاهدات.
المقدم: إذاً حيا الله شيخنا الكريم، وحياكم الله، وحيا الله أسئلتكم واستفساراتكم، دوماً حلقاتنا مع شيخنا الكريم حول هديه عليه الصلاة والسلام في التعامل والمعاملة، حديثنا عن هديه عليه الصلاة والسلام في التعامل مع المخالف.
الشيخ: بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
من المعلوم أن المنهج الرباني في القرآن الكريم حينما ذكر لنا سبحانه وتعالى تعدد القصص، وطريقة تعامل الأنبياء عليهم الصلاة والسلام مع من خالفهم، كان هذا من الأهمية بمكان لأجل أن نستفيد منها دروساً وعبراً؛ ذلك أن الله سبحانه وتعالى أمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقتدي بمن سبقه من الأنبياء والصالحين، كما قال الله تعالى: فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ [الأنعام:90]، والرسول صلى الله عليه وسلم قد أدبه ربه فأحسن تأديبه؛ ولهذا قال الله تعالى في حق نبيه: وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ [القلم:4]، وقالت عائشة رضي الله عنها كما في صحيح مسلم ، حينما سألها سعد بن هشام : ( ماذا كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: ألست تقرأ القرآن؟ قال: نعم، قالت: فإن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم هو القرآن ).
وهذا يدل دلالة واضحة على أن الله سبحانه وتعالى أمر المؤمنين بأن يحسنوا للناس قولاً، فقال تعالى: وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً [البقرة:83]، وقوله سبحانه وتعالى فيه دلالة واضحة على أن هذا الخطاب وهو الحسنى يعم الكافر والمسلم؛ ذلك أن الكلمة الطيبة لها من التأثير في القلب الشيء العظيم؛ ولأجل هذا كنا بحاجة أن نتدارس تعامل وهدي النبي صلى الله عليه وسلم مع من خالفه، فإننا نجد أن الأمة الإسلامية، والمجتمع الإسلامي، والجماعة في المسجد الواحد بل إن الأسرة الواحدة ربما يختلفون اختلافاً منقطع النظير بسبب أمر تافه.
ولهذا تتعجب حين تجد كثيراً من المسلمين يجتهد في أن يأتي إلى المسجد مبكراً، ويقرأ شيئاً من الآيات، أو يصوم النهار ويقوم الليل، لكنه لم يفتش عن قلبه وينظر ما فيه من غل وإحن وبغضاء؛ ولأجل هذا قال ابن القيم رحمه الله: إن أعمال القلوب هي الإكسير الذي يتفاضل العباد به أمام ربهم، ولهذا لو قيس إيمان الصحابة بإيمان من جاء من بعدهم، لرأينا بإجماع أهل العلم أن إيمان الصحابة يفوق إيمان من جاء بعدهم، لما منحهم الله سبحانه وتعالى من صدق الإيمان، وصدق التوكل عليه.
فهذا يدل على أن الرسول كان يراجع نساءه، وكن نساؤه يختلفن معه، وكان عليه الصلاة والسلام يتلطف معهن. بل حتى أبا بكر لماذا نال هذه المنزلة؟ لم يكن لينال هذه المنزلة لأنه صاحب النبي صلى الله عليه وسلم فقط، بل لأن الله حباه بقلب رحيم رؤوف صادق؛ ولهذا قال الله تعالى: وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ [الزمر:33]، صدق به يعني: أبا بكر رضي الله عنه.
هذه المنزلة العظيمة لـأبي بكر حينما جعل الخطأ على نفسه لأجل ألا يصاب عمر بكلمة ربما أقضت مضجعه سائر ليلته؛ ولهذا تجد سائر الصحابة رضي الله عنهم على هذا المنوال.
الواحد منا لو وقع في خلاف جزئي ليس مثل خلاف علي بن أبي طالب و طلحة ربما قال في مخالفه: نعم، هذا غيض من فيض وسوف تجدون أخطاءه كثيرة، وربما يفرح الواحد منا لو وقع مخالفه في أخطاء لماذا؟ لأنه لم يكن صادقاً؛ ولهذا قال ابن تيمية رحمه الله كلمة جميلة قال: وليس الذي يثير النزاع هو الاجتهاد السائغ، إذ كان ذلك موجوداً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن الذي يثير النزاع هو الاجتهاد الذي معه بغي وعدوان، كما قال الله تعالى في حق اليهود: وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ [آل عمران:19].
لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا فيما نحفظ جميعاً بالاهتداء بهدي من خلفه من الخلفاء الراشدين، أذكر هنا قصة ذلكم الصحابي الجليل الذي أتى يشكو عمر بن الخطاب من شدة مراجعة امرأته له فما إن أقبل على بيت الخطاب رضي الله عنه حتى وجد الصوت العالي لامرأة عمر رضي الله عنه فرجع، وكان قد طرق الباب فخرج له عمر قال: ماذا تريد؟ قال: كفيت مسألتي، أو نحوها؛ لأن ابن الخطاب رضي الله عن عمر وأبا بكر وغيرهم من الصحابة تربوا في هذه المدرسة العظيمة، واستفادوا منها، لكن لابد أن نعرف أن مسألة الاختلاف مع الآخرين قد تكون في البيت مع الزوجة، ومع الأولاد، وقد تكون مع الأب، ومع الأخ، ومع الأم، ومع المخالف البعيد، ومع الأجنبي، لكن الذي يعم كل ذلك هو أن نحمل في قلوبنا الرحمة مع من خالفنا، أن نحمل في قلوبنا العطف مع من خالفنا.
ومن مسائل أهل السنة والجماعة هو الدعاء بالهداية لأهل المعاصي، وسؤال المغفرة لهم.
هذا المعنى العظيم، حينما جعل في مسائل الاعتقاد، لأجل أن يعرف أن أهل الأهواء هم الذين يتمنون لمخالفيهم الموت أو القتل؛ ولهذا يقول أبو إسحاق الإسفراييني غفر الله لنا وله: لا نكفر إلا من كفرنا أما عمر رضي الله عنه الذي أخذ بمنهاج النبوة، فإنه اقتدى بالنبي صلى الله عليه وسلم، وعلم أن الخلاف سنة كونية لا بد من حصولها وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ [هود:118-119].
ولذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما كانت زوجته تخالفه وترفع الصوت عليه، كان هذا الأمر طبيعي عنده، يعني لا ينبغي للإنسان أن يكترث حينما يقع خلاف، لكن يجب على الزوجين أن يعذر أحدهما الآخر، بمعنى أنه وقت الغضب كل واحد يحاول أن يمسك نفسه؛ لأن الغضب أحياناً يؤجج النفس إلى ما لا تحمد عقباه، طارق الباب حينما سمع صوت زوجة عمر مرتفعاً أخبره عمر أن هذا أمر طبيعي، يعني لا بد أن نصبر عليهن، فإذا كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يحصل بينه وبين زوجته خلاف وربما رفعت الصوت عليه، يدل دلالة واضحة على أن الإنسان ينبغي له أن يتقبل، أنا لا أقول: إن هذا أمر يجب علينا أن نقبله دون أن نعالجه، أو أننا نشجع النساء عليه، لا، بل ينبغي قبل الزواج أو حين الدخول في الزواج، ينبغي للرجل أن يبين ما هي طبيعته للمرأة حتى تتكيف مع هذا الأمر، والمرأة كذلك تخبر زوجها؛ ولهذا قال شريح رضي الله عنه عندما تزوجت امرأة، قال: فلما ابتنيت بها يعني دخلت بها، قال: فقامت لي وقالت: إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، أما بعد: فقد أخذتني من بيت والدي وقد تربيت على طريقة معينة، فإذا كنت تريد شيئاً مما تحبه أو تبغضه فأخبرني، علي أن أجتنب ما كرهته وأفعل ما أحببته، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، يقول شريح رضي الله عنه: فلم أجد بداً إلا أن قمت خطيباً مثلها فقمت فتكلمت فشكرت حسن تبعلها وحسن فعلها، وأخبرتها ما الذي أريد، قال: فكانت أحسن امرأة لي.
هذه القضية لا ينبغي أن نأخذها بهذه الطريقة، وتفعل المرأة مثل ذلك، لكنني أبين لك أن القضية أن المرأة يجب عليها أن تتعايش مع الزوج.
مشكلة بعض النساء أنها أحياناً إذا كانت تريد شيئاً من زوجها، قالت: والله! لأجعله، هذه الكلمة والله لأجعله يفعل، هذا غير لائق، يجب أن يكون هناك نوع تواؤم، يعني: أنا مرة آخذ منها ومرةً تأخذ مني، المرأة يمكن أن تأخذ من زوجها، وأحياناً الزوج يأخذ منها، يكون دواليك دواليك، على كل حال القصد من هذا كله، أن الإنسان يكون رحيماً على إخوانه المسلمين.
القضية حينما خرج الإمام أحمد رحمه الله من السجن جاء رجل إلى الإمام أحمد، وهذه طبيعة بعض الطلاب، أحياناً يلبسون على العالم يريدونه أن يتكلم، قال: يا أبا عبد الله! أنكتب عن محمد بن منصور الطوسي، ومعلوم أنه إذا قيل عند أهل الحديث: نكتب؟ يقصدون بذلك أننا نأخذ العلم عنه، قال الإمام أحمد رحمه الله: نعم اكتب عن محمد بن منصور الطوسي، فإذا لم تكتب فعمن تكتب؟ قال: يا أبا عبد الله! إنه يتكلم فيك، فعلم الإمام أحمد رحمه الله أن هذا الرجل إنما تكلم في الإمام أحمد لأنه مبتلى وخائف، أو رغبة في مال، لكن الإمام أحمد قال: اكتب عن محمد بن منصور ؛ لأنه نظر إلى الدين، غلب الدين على رغباته وعلى أهوائه وعلى حظوظ نفسه، قال: اكتب عن محمد بن منصور ، فإذا لم تكتب فعمن تكتب؟ لأنه يحب أن ينتشر علم الحديث عند أهل خراسان قال: يا أبا عبد الله ! إنه يتكلم فيك، فسكت الإمام أحمد ، ثم أعادها السائل مرة ثانية، يريد من أحمد الكلام، قال: يا أبا عبد الله ! أنكتب عن محمد بن منصور الطوسي ؟ قال الإمام أحمد : اكتب عن محمد بن منصور ، فإذا لم تكتب فعمن تكتب؟ قال: يا أبا عبد الله ! إنه يتكلم فيك، فسكت الإمام أحمد ، ثم أعاد السائل مرة ثالثة، فقال: يا أبا عبد الله ! أنكتب عن محمد بن منصور الطوسي ؟ قال الإمام أحمد : اكتب عن محمد، فإذا لم تكتب فعمن تكتب؟ قال: يا أبا عبد الله ! -وكان الإمام أحمد يجلس جلسة القرفصاء- قال: يا أبا عبد الله ! إنه يتكلم فيك، فرفع الإمام أحمد رأسه وقال: يا هذا! رجل صالح ابتلي فينا فماذا نصنع؟ الله أكبر كلمة عظيمة، يعني يا هذا هذا الرجل الذي تكلم في إنما هذه بلوى، لكنه رجل صالح.
أعطني صورةً حية كهذه في واقعنا، مع الأسف الشديد أنه في المنتديات ما إن يتكلم عالم أو طالب علم في منتدى أو في مقال أو في صحيفة أو في غير ذلك، إلا وتجد صبيحة ذلك اليوم الكلمات والأقلام تؤز الناس، وربما أحالت المعاني لأجل أن يفهم الناس غلطاً هذا العالم أو هذه الرؤية، لماذا لا يكون هذا المعنى الذي قرره الإمام أحمد متفشياً فينا؟ لماذا يوجد فيصل كبير بين المجتمع الإسلامي، مجتمع كل حزب بما لديهم فرحون.
أنا لا أقول: إننا يجب أن نسكت عن هذه الأخطاء، لا، يجب أن نرد على هذه الأخطاء، لكن هذا الرد ينبغي أن يكون فيه رحمة، فيه نوع من الود، أما الذي لا يحسن معه إلا الغلظة؛ فيجب علينا أن نغلظ، كما قال الله تعالى: وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ [العنكبوت:46]، فأما من ظلم؛ فهذا له طبيعة أخرى.
ولهذا يجب علينا أن نفرق بين المؤسسات وبين الأفراد، فعندنا الآن مؤسسات غربية وعندنا أفراد غربيون، وعندنا مؤسسات لأهل الأهواء والروافض، فيجب أن يكون تعاملنا مع المؤسسات غير تعاملنا مع الأفراد، فالفرد أحياناً يكون عنده من التلطف فإذا أحسنت له وتلطفت معه يتأثر لذلك أكثر مما تتأثر المؤسسات التي بنت أمورها على المكر والخداع ومغالبة المخالفين وغير ذلك.
أسأل الله عز وجل بمنه وكرمه أن يرينا جميعاً الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلاً ويجنبناه ويوفقنا ويعيننا أيضاً على اجتنابه.
الجواب: نعم، هذا الحديث معروف، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به وجد امرأةً معلقةً على شعرها، وامرأةً معلقة من ثدييها، وامرأةً معلقةً بلسانها، كل هذه أحاديث ضعيفة لا تصح، والله تبارك وتعالى أعلم.
الجواب: الرسم باليد إذا كان من ذوات الأرواح فلا يجوز؛ لقول ابن عباس رضي الله عنه حينما جاء الرجل فقال: يا ابن عباس ! إني رجل أرسم بيدي، فقال له ابن عباس : أما الشجر والجبال فلا بأس بذلك، وأما ما فيه حياة إنسان أو حياة حيوان فلا يجوز ذلك لأن الله يقول كما في الحديث القدسي: ( ومن أظلم ممن يخلق كخلقي فليخلقوا ذرة أو ليخلقوا شعيرة )، أما لو رسم يداً أو جسداً من غير رأس فلا حرج، لما جاء بسند جيد عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: الصورة الرأس فإذا ذهب الرأس فلا صورة، والله أعلم.
الجواب: إذا لبست المرأة البنطال ثم لبست العباءة، وكانت العباءة ليست مفتوحة، بحيث لو مشت لا يظهر ذلك منها، فإن شاء الله لا بأس بذلك، وإن كان الأفضل أن تخرج المرأة متسترة لأن ذلك أدعى لعفتها، وأسمح ألا تفتن الآخرين، والله أعلم.
الجواب: جاء في الحديث الذي روته أم سلمة ، وإن كان في سنده ضعف رواه الإمام أحمد وغيره: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( أن المرأة التي زوجها من أهل الجنة سوف تتزوجه )، وإذا كان لها زوجان فإنها تختار أحسنهما أخلاقاً، وأما الجمال فإن كل واحد منهم سوف ينطبع على الجمال، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( خلقهم على طول ثلاث وثلاثين ذراعاً على أحسن خلق على طول أبيهم آدم عليه السلام )، وهذا يدل على أن المرأة لها أن تختار، إذا كان لها زوجان، وأما إذا لم تتزوج؛ فإنها تختار الزوج الذي تراه في الآخرة وترضاه بإذن الله تعالى، وإذا كانت تتمنى أن تتزوج زوجاً في الدنيا ولم يحصل وكان من أهل الجنة، فإنها في الآخرة تختار إما هذا أو غير ذلك؛ لأن الله سبحانه وتعالى سوف يبدل نظرها إلى أحسن من ذلك، والله أعلم.
الجواب: أولاً: يجب على من ابتلي في أسرته بأحد يشرب الخمر أو يشرب المخدرات، أن يعلم أن هذا ابتلاء، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعصمنا وذرياتنا منه، هذا الأمر الأول.
ثانياً: يجب علينا أن نحسن التعامل مع هذا الرجل حتى يقلع؛ لأنه مبتلى، فإذا لم يجد أحداً يؤويه ويسانده على ترك هذا المنكر، أو ترك هذه المعصية؛ فإنه سوف يستمر عليها؛ ولهذا فإن المشكلة أن الأب حينما لا يحفظ من أبنائه وبناته إلا وقت غضبه عليهم، أو وقت غضبهم عليه، فإن هذه سوف تسجل في ذاكرته. انظر كيف تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم مع عبد الله وكان يلقب حماراً ، ( وكان كثيراً ما يؤتى به إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يشرب الخمر، فقال رجل عندما ضربه النبي صلى الله عليه وسلم حداً قال: قبحه الله أو لعنه الله ما أكثر ما يؤتى به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تلعنه، فإنه يحب الله ورسوله )، أراد أن يبين النظرة المشرقة، النظرة الإيجابية في هذا الرجل، لأجل أننا حينما نرى السجناء الذين يخرجون من السجن، لا نرى فيهم إلا نظرة سوداوية في المجتمع، وبالتالي سوف يظلم هو المجتمع، ويرى أن المجتمع كله ظلمة، وربما ينتقم، وهذه مشكلة؛ ولهذا أنصح الأخ عبد السلام أو غيره أن يتعامل مع والده وقت عدم شربه بالتي هي أحسن؛ لأن الإنسان أحياناً وقت الشرب يكون ثملاً، ودفعك لوالدك أو غضبك عليه ربما لا تأثم بذلك لأنه غير مكلف؛ ولهذا كان حمزة بن عبد المطلب الذي يسمى سيد الشهداء قد شرب الخمر، فجاء وقتل شارفي علي رضي الله عنه، والشارفان هما البعيران، وكان علي رضي الله عنه صغيراً قبل أن يتزوج فاطمة ، وكان قد جعلهما مهراً لـفاطمة، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبكي، فقال: إن عمي حمزة قتل شارفيّ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم إلى حمزة وكان ثملاً -يعني: شرب خمراً وحمزة سيد الشهداء- فلما نظر النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ماذا صنعت يا عم؟ نظر
فأنا أقول: إذا كان هذا الرجل ثملاً، خذوه، استروا عليه، وأبقوه في بيتكم، احجروا عليه حتى لا يقع، أطعموه، أحسنوا تعامله، وأبعدوا عنه المواقع، لا تتركوه في الحوش، ربما يكسر أو يقتل نفسه، أو ربما يؤذي الجيران وغير ذلك، يجب عليكم أن تأخذوه وتضعوه في غرفة، وتحسنوا إليه، وتخادعونه؛ لأنه فاقد العقل، وفاقد العقل لا يمكن أن ننتظر منه شيئاً حسناً؛ ولأجل هذا يجب علينا أيضاً أن نمنعه من الشرب ابتداءً، يعني: نتحبب له، نباعده، نذهب به إلى الاستراحة، نذهب به إلى مكان، نرفهه حتى ينسى أو يتناسى، نعالجه، لماذا لا نأتي به إلى المستشفيات ونخادعه بذلك عله أن يترك الخمر، وإذا قمتم بإبلاغ السلطات عمن يعطيه إذا كنتم مثلاً تعرفون من يموله بهذا فهذا مهم جداً؛ لأننا نعين المجتمع على إزالة مثل هذه المنكرات، والله أعلم.
الجواب: القراءة الجماعية إذا كانت في مكان يقصد به التعلم والتعليم فلا حرج في ذلك، وأما إذا جعلت ابتداءً بعد كل فريضة يقرءون جماعياً الفاتحة وغير ذلك، فلا شك أن هذا لا بد أن يكون تحت نص شرعي من الكتاب أو السنة أو ما كان عليه سلف هذه الأمة، ومن المعلوم أن إخواننا من المغرب على مذهب الإمام مالك ، والإمام مالك رحمه الله ربما يترك الحديث الصحيح إذا خالف عمل أهل المدينة، وأنا أقول لإخواننا في المغرب: اقتدوا بـمالك رحمه الله، فـمالك رحمه الله يرى أن عمل أهل المدينة حجة، فنرى أن أهل المدينة لم يكونوا يفعلون مثل ذلك، ولم يكن هناك حديث أصلاً حتى يقال بخلاف ذلك، فأنا أرى أن الإخوة عليهم أن يجتهدوا في ترك ذلك، وإذا شق ذلك على الإمام في مخالفته للعامة، فعليه أن يتركها شيئاً فشيئاً حتى يعتاد الناس إزالة هذا الخطأ، والله أعلم.
المقدم: الله المستعان، نسأل الله عز وجل أن يوفق الجميع لهداه، ماذا لو كانوا مثلاً يعمدون إلى القراءة الجماعية قرآن كريم بعد المغرب باستمرار ولو شيئاً يسيراً؟
الشيخ: ليست القراءة من المشروع بعد السلام، يقول: سبحان الله ثم يقرءون شيئاً من القرآن، هذه الطريقة غير مشروعة إذا داوم عليها الإنسان؛ لأن كل أمر وجد سببه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يفعله هو ولا الصحابة، ففعله بعده غير مشروع، أما السائل الأخ محمد الذي فقه هذه المسألة الآن فعليه إذا حضر مثل ذلك أن يقرأ أولاً، لماذا؟ لأجل ألا يغضب عليه الآخرون؛ ولهذا الإمام أحمد رحمه الله سئل عن رفع اليدين في القنوت في الفجر، إذا صلى رجل مع إمام يفعل ذلك، فقال: يرفع يديه ويؤمن؛ لأنه لا يحب المخالفة؛ ولهذا قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه حينما بلغه أن عثمان رضي الله عنه أتم الصلاة في مكة، فقال: أعوذ بالله، يا ليت حظي من الأربع حظي من الركعتين، ثم قالوا: تقول ذلك وتصلي معه! قال: الخلاف شر، فالخلاف شر، فيجب على أخي محمد أن يتلطف مع إخوانه، وأن يبين لهم السنة شيئاً فشيئاً حتى يتشربوها؛ ولهذا فإن مخالفة الهوى من الصعوبة بمكان، كما قال الله تعالى: وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ [البقرة:93]، والله أعلم.
الجواب: من المعلوم أن العلماء اختلفوا في صلاة الجماعة هل هي واجبة أو فرض كفاية؟
أولاً: يجب حينما نعلم أن بعض المالكية يقولون: إنها سنة، أنهم يقصدون بالسنة الواجبة التي ثبتت بدليل ظني، فالسنة عند المالكية هي الواجب الذي ثبت بدليل ظني، ومعنى الدليل الظني ليس دليلاً قطعياً ولكنه واجب، وعلى هذا فبعض طلاب العلم يخطئون حينما ينسبون لـمالك أنه يرى أن ذلك سنة، أي: التي لا يأثم تاركها ويثاب فاعلها.
إذا ثبت هذا فإن الراجح -والله أعلم- أن صلاة الجماعة واجبة، ولا يجوز لرجل أن يترك الجماعة؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أوجبها حتى في صلاة الخوف، قال الله تعالى: وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ [النساء:102].
الدليل الثاني: أن النبي صلى الله عليه وسلم بين خطورة من ترك الصلاة، وأنه مهدد بأن تحرق داره بالنار، لولا ما فيها من النساء والذرية، كما جاء ذلك في الصحيحين وكذلك عند الإمام أحمد ، قال صلى الله عليه وسلم: ( أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما من أجر لأتوهما ولو حبواً، ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم أنطلق إلى رجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار )، ولكنه صلى الله عليه وسلم امتنع عن هذا الفعل لأجل أمور:
أولاً: لأن عذاب النار لا يكون إلا من رب النار، كما قال صلى الله عليه وسلم عند البخاري من حديث ابن عباس : ( لا يعذب بالنار إلا رب النار ).
ثانياً: لما فيها من النساء والذرية الذين لا تجب عليهم صلاة الجماعة.
كذلك بين النبي صلى الله عليه وسلم أن المتخلف عن الصلاة منافق، قال عبد الله بن مسعود كما في صحيح مسلم: ( ولقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم سنن الهدى، وإن من سنن الهدى الصلاة في المسجد الذي تقام فيه، ولقد كان الرجل يمرض فيهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف، ولو أنكم تخلفتم عن صلاتكم كما يتخلف هذا المنافق وصليتم في بيوتكم لتركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم )، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم خطورة ترك الصلاة أحياناً وفعلها أحياناً، قال صلى الله عليه وسلم: ( خمس صلوات كتبهن الله على العباد من حافظ عليهن كانت له نوراً ونجاةً وبرهاناً يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليهن لم تكن له نوراً ولا نجاةً ولا برهاناً يوم القيامة وحشر مع فرعون و
كما بين الله تعالى أن من ترك الصلاة أحياناً أنه مهدد بالعذاب العظيم، قال تعالى: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً [مريم:59]، قال ابن مسعود ، كما روى ذلك ابن جرير الطبري بسند جيد عندما قيل له: ( هؤلاء الذين يتركونها؟ قال: لا، الذين يتركون ذلك الكفر، ولكنهم الذين يؤخرونها عن ميقاتها )، فهذا يدل على خطورة من صلى الفريضة في بيته؛ ولهذا ( قال الرجل للنبي صلى الله عليه وسلم وهو أعمى: يا رسول الله! إنه ليس لي قائد يقودني إلى المسجد فهل لي رخصة؟ قال: نعم، ثم لما خرج السائل، قال: تعال، أتسمع النداء بالصلاة؟ قال: نعم، قال: فأجب؛ فإني لا أجد لك رخصة )، بمعنى أنه إذا كان يسمع النداء فيجب عليه أن يأتي إلى المسجد، نعم لا حرج أن يكون أحياناً له عذر أو مرهق أو غير ذلك، أما أن يكون هذا ديدنه أو هذا غالبه، فهذا هو الذي لا يجوز؛ ولأجل ذلك أوجب الله سبحانه وتعالى الصلاة جماعة بقوله: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ [البقرة:43].
قد يقول المصلي في بيته: أنا أتبع قول أحد العلماء المعتبرين في هذا، وأصلي في بيتي، ولا أضيع الصلاة عن وقتها بل أصليها في وقتها في البيت.
نقول: أولاً: إذا كان الإنسان يقتدي بأحد العلماء فيجب أن يكون عنده علم بأن العالم الفلاني قد قال بذلك، أما أن يقول: أكيد سوف أبحث وستجد قولاً في هذا الأمر فهذا مشكل.
ثانياً: أنه يجب أن يعلم أن تارك الصلاة مطلقاً آثم، يقول أبو العباس بن تيمية عند ذكر صلاة الجماعة: وكلهم اتفقوا على أن من ترك الجماعة مطلقاً أنه آثم، إذاً الخلاف هو فيما إذا كان يفعل أحياناً ويترك أحياناً، أما أن يكون هذا ديدنه فهذا هو الذي لا يجوز، وهذا شبه إجماع عندهم، رحم الله الجميع، والله أعلم.
الجواب: أنا قلت مراراً وتكراراً، أنه يجب على إخواننا في ليبيا أن يقتدوا بأهل السنة والجماعة الذين لهم حق بطاعتهم واتباع أقوالهم؛ لأنهم يهتدون بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا كان السواد الأعظم على رأي معين فبه فائتموا، أما الذي يرى أنه يريد أن يعتصم فله أن يبقى؛ لقوله صلى الله عليه وسلم كما في حديث عقبة : ( ابك على خطيئتك وليسعك بيتك وأمسك عليك لسانك )، كما أنه لا ينبغي أن نثير إخواننا على بعضهم البعض، فقد أتاهم ما يشغلهم، فلا يسوغ لنا كدعاة أو طلبة علم أو كسائلين أن نفتح ثغرة أخرى لنثخن الجراح ونقلل من أهمية ما يقومون به في جمع الكلمة ورأب الصدع، أما من قضى نحبه في هذه الأحداث، فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يعفو عنهم ويغفر لهم.
نسأل الله سبحانه وتعالى في هذه الليلة المباركة أن يحقن الدماء، اللهم احقن دماء إخواننا في ليبيا! واحقن دماء إخواننا في سوريا! واحقن دماء إخواننا في اليمن! اللهم ول عليهم خيارهم، واكفهم شر شرارهم! والله أعلم.
الجواب: روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام )، وهذا الحديث رواه الترمذي بسند جيد من حديث معاذ وغيره، وقال صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص : ( أن تقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف )، وقد جاء عند البخاري في الأدب المفرد ( أن من علامات الساعة ألا يسلم الإنسان إلا على من عرف )، وهذه مشكلة كبيرة جداً جداً، يجب إفشاء السلام فيما بيننا؛ لأن في إفشاء السلام أثراً كبيراً، وأذكر مرة أني كنت في طريق، وكنت مشغولاً أبحث عن محل دكان، فجاء شخص وهو يمشي فقال: السلام عليكم، فالتفت إليه وأنا أبتسم وقلت: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، ثم التفت أبحث عن المحل، فسمعت دبيب رجليه أمامي فاستوحشت فالتفت، فإذا هو أمامي يقترب مني ثم سلم علي وضمني وقال: والله لا تعلم أثر هذه الابتسامة وهذا السلام منك في قلبي، فقلت: سبحان الله! هذا دلالة على أن إفشاء السلام مقصد شرعي في إحياء وإذكاء روح التفاؤل وروح جمع الكلمة فيما بين إخواننا المسلمين.
أما المرأة فإنها لا تسلم على الرجل؛ لأن في ذلك مدعاة إلى الفتنة، أما أنهم يقولون: صباح الخير، لا حرج فالرسول صلى الله عليه وسلم قال: ( من القوم؟ قالوا: ربيعة، قال: مرحباً بالقوم غير خزايا ولا ندامى )، ولكن الأفضل أن يبدءوا بالسلام.
الجواب: نعم لا حرج، أو تسلم على كبار السن إذا كانوا مجتمعين وغير ذلك، كذلك إذا كانوا مختلطين لا حرج إن شاء الله ولا فرق بين المرأة الشابة والمرأة الكبيرة.
الجواب: لا، ما يأثم، يكفي أنك حصلت على الأجر، وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا [النساء:86]، إذا لم يرد لا يأثم، والرسول صلى الله عليه وسلم قال: ( حق المسلم على المسلم ست إذا لقيته فسلم عليه )، هذا هو الحق الواجب، أما مسألة رد السلام، فقد قال بعض أهل العلم: بوجوب الرد، لقوله تعالى: وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا [النساء:86]، وهذا قول قوي، لكن إذا كان الإنسان إنما حيا بغير السلام، فالقول بأنه يأثم محل توقف، والله أعلم.
الجواب: بعضهم أنكر ذلك، وقد ذكرها ابن القيم يقول: إن هذا سلام أهل الموتى كما يقولون:
عليك سلام الله قيس بن عاصم ورحمته ما شاء أن يترحم
ولكن هذا لا بأس به، وقد جاء ذلك في حديث آدم عليه السلام.
الجواب: إذا كان الإنسان قد ابتلي وهو لا يستطيع أن يمسك وكاءه، فإنه في هذه الحالة يتوضأ لكل صلاة، ولا يضره ما خرج أثناء ذلك، والله أعلم.
الجواب: إذا كان قد نسيها تهاوناً وتكاسلاً ولا يبالي في ذلك فإنه يأثم؛ لأن هذه نعمة كفرها، وأما إذا كان قد اشتغل بأمور الدنيا والبحث عن لقمة العيش، وهو يتمنى ويحث نفسه على مراجعة ذلك؛ فإنه إن شاء الله لا يأثم، ولكنه واقع في المكروه، والله أعلم.
الجواب: الله سبحانه وتعالى لا يظلم أحداً.
ما للعباد عليه حق واجب كلا ولا سعي لديه ضائع
إن عذبوا فبعدله أو نعموا فبفضله وهو الكريم الواسع
ولكنه سبحانه وتعالى مع ذلك إذا أحسن العبد حسنة كافأه بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، وهذا قوله تعالى: وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يَخَافُ ظُلْماً وَلا هَضْماً [طه:112]، فإنه إذا ما عمل صالحاً؛ فإنه سوف يجد ذلك إن شاء الله، وأما من عصى، فإن الله سبحانه وتعالى يقول: إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ [الأنعام:165].
الجواب: هذا سؤال جيد، وهذا دليل على أنها تقرأ في المسائل العلمية، الحنابلة رحمهم الله يجوزون للإنسان إذا سافر أثناء النهار أنه يفطر، وهذا هو الراجح خلافاً لجمهور أهل العلم؛ لأنه داخل في عموم قوله تعالى: فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ [البقرة:184]، وكان أبو بصرة الغفاري كما روى ذلك الإمام أحمد و الدارقطني : قد قرب عشاءه وهو في فسطاطه فأكل أثناء النهار، فهذا فيه دلالة على أن الإنسان إذا خرج من بلده وهو صائم، فإن له أن يأكل، وإن كان الأفضل أن يبقى على صيامه، والله أعلم.
أختم هذا اللقاء بشكري لله جل في علاه أولاً وآخراً، ودعائي له أن يعيد هذا اللقاء مرات متتالية مع أصحاب الفضيلة ومعكم مشاهدينا ومشاهداتنا الكريمات، أختم ثانياً بشكر جزيل وافٍ ووافر لصاحب الفضيلة الشيخ الدكتور عبد الله بن ناصر السلمي أستاذ الفقه المقارن في المعهد العالي للقضاء بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية شكراً.
الشيخ: حياكم الله يا شيخ!
المقدم: وهذه أرق تحية مع نسمات هذا المساء المبارك من فريق العمل، وكلهم يقولون لكم من صميم قلوبهم، تأكدوا من صميم قلوبهم: إلى اللقاء. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر