إسلام ويب

التأصيل العلميللشيخ : عبد الله بن ناصر السلمي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • التأصيل العلمي منهج نبوي سار عليه سلف هذه الأمة وعلماؤها، ولعلم التأصيل أصول، منها: جمع النصوص الشرعية من الكتاب والسنة والتوفيق بينها، والتجرد عند المفتي والمستفتي لمعرفة الحق وبيانه، وإن خالف من خالف، كما أن هناك خللاً واضحاً وبيناً في بعض تطبيقاتنا الشرعية في حياتنا اليومية، ومنها: عدم تصور الواقع تصوراً صحيحاً عند إطلاق الحكم، والإنكار والتعصب في مسائل يسع فيها الخلاف.
    المقدم: بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

    ضيوفنا الأكارم نرحب بكم في هذا المساء المبارك، ونرحب بمحاضرنا ومدير هذا اللقاء؛ وهما أصحاب الفضيلة الدكتور: عبد الله بن ناصر السلمي ، وكذلك أيضاً الدكتور: خالد بن محمد أبا الحسن ، وهما ضيفانِ كريمان على هذا المنتدى، أرحب بهما باسم الضيوف وباسم منتدى العمري، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفعنا بعلمهما، وسأترك التعريف بمحاضرنا لمقدم هذا اللقاء الذي له حق كبير علينا، وكنت بصحبته في رحلة علمية إلى الأحساء بالأمس، وكانت أول مرة نتعرف فيها على بعضنا البعض، فآنست منه حسن الخُلق والعلم الجم، وتواصل الأفكار فيما بيننا، فجزاه الله خيراً، وقد قبل مشكوراً هذه الدعوة لإدارة هذا اللقاء خصوصاً حينما علم أن فضيلة الدكتور عبد الله هو محاضر هذا اليوم، وشعرت بمحبته له فكان فأل خير حسن.

    مدير هذا اللقاء هو الدكتور: خالد بن محمد بن إبراهيم أبو الحسن حاصل على الماجستير من جامعة متشجن الحكومية، ومعها أيضاً ماجستير في اللغة الانجليزية للناطقين بغيرها، ومعها من جامعة دوكن أيضاً ماجستير في علوم الحاسبات، وحاصل على الدكتوراه من جامعة أنديانا في مجال اللغة الإنجليزية، عمل مستشاراً لدى معالي نائب وزير التعليم العالي، وعمل في عدة مجالات علمية وعملية يصعب حصرها، فهو عضو في العديد من الجمعيات والروابط المهنية المتخصصة في الترجمة، والترجمة الفورية في المؤتمرات والندوات ووسائل الإعلام، وهو عضو في لجنة المعادلات بوزارة التعليم العالي، ومستشاراً متفرغاً لمعالي نائب وزير التعليم العالي حيث يعمل حالياً، وهو مستشار دولي في المجلس الاستشاري الدولي الـ msu ، ومثَّل وزارة التعليم العالي في العديد من المناسبات لدى اليونسكو، والإليسكو، والإيسسكو، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، كان إماماً وخطيباً لعدد من المساجد في الولايات المتحدة في متشجن وأنديانا وبوتسبرد من انسلفاريا، له إسهامات عديدة في البحث والتأليف، ولعل من أشهرها كتاب صدر له باللغة العربية والإنجليزية عن التعليم العالي في المملكة العربية السعودية، وقد أثار حقيقة الكثير من الاهتمام لدى الجامعات العالمية والسفارات الأجنبية في المملكة والجهات العلمية في مختلف أنحاء العالم، وهو مؤسس لمركز النشر والترجمة بوزارة التعليم العالي، ومدير عام للدراسات والمعلومات سابقاً في وزارة التعليم العالي في الشئون التعليمية، وله اهتمامات كثيرة وهو ممن يهتمون بتعليم اللغة عن طريق الحاسب، وبعلم اللغة الاجتماعي، وبالتصميم للبرامج التعليمية عبر الحاسب.

    قبل أن نبدأ اللقاء كما تعودنا ينقل هذا اللقاء عبر البث الإسلامي على الهواء عبر الإنترنت، وسيتاح المجال إن شاء الله للأسئلة المكتوبة أو المداخلات المباشرة التي نتمنى أن تكون في صميم هذا الموضوع.

    أكرر الترحيب بضيفينا الكريمين. ولشيخنا الدكتور: عبد الله حسنة فهو أولاً صديق قديم ووالده حفظه الله صديق أيضاً للوالد، وجار لنا ونصلي معاً في مسجد واحد، وأحدث تغييراً في هذا المسجد حيث أننا في صلاة الفجر من فضل الله نشهد ما يزيد على الصفين في هذا المسجد؛ بسبب درسه الذي يلقيه بعد صلاة الفجر في بعض الأيام، نسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفعهم وينفعنا بعلمه، وقبل أن أبدأ هذا اللقاء أترك المجال للابن إبراهيم بن عبد العزيز العمري ليتلو علينا بعض الآيات الكريمات.

    القارئ: تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ * الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ * ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ * وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ * وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ * إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ * تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ * قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ * وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ * فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ * إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ [الملك:1-12].

    المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد الله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

    أحييكم إخوتي الأحبة حضور هذا اللقاء، ونشكر مُضيفنا الدكتور: عبد العزيز على حفاوته بنا وبكم، ونرحب بكم أيضاً يا من تتابعوننا على أثير الإنترنت، ومن ستشاهدون هذا اللقاء مسجلاً في وقت لاحق.

    لقاؤنا اليوم يطوف بنا فيه فضيلة الشيخ الدكتور: عبد الله بن ناصر السلمي -عميد المعهد العالي للقضاء سابقاً- حول قضية أصيلة ومسألة مهمة هي أساس كل علم؛ وهي قضية: التأصيل العلمي.

    الدكتور من مواليد عام 1391 للهجرة، ولد في مدينة بُريدة، يحمل شهادة البكالوريوس من كلية الشريعة وأصول الدين في القصيم إبان تبعيتها لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وذلك في عام 1414هـ، وحصل عليها بتقدير امتياز، كما يحمل درجة الماجستير من المعهد العالي للقضاء في قسم الفقه المقارن، وحصل عليها عام 1417هـ، نال شهادة الدكتوراه بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف من قسم الفقه المقارن من المعهد العالي للقضاء في عام 1422هـ.

    فضيلة الشيخ صدرت له عدة مؤلفات أذكر منها: أحكام الخطأ في المعاوضات المالية، وأصله رسالة الماجستير، وكذلك: الغش وأثره في العقود، وهو أساس رسالته أطروحة الدكتوراه، وله أيضاً كتاب المماطلة أسبابها وأنواعها ومظاهرها والسُبل الواقية لتفاديها، وهو كتاب تحت الطبع، كما صدر له كتاب أحكام دخول المسجد، وهو كذلك تحت الطبع.

    فضيلة الشيخ يعمل باحثاً في وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، وعمل معيداً في المعهد العالي للقضاء في قسم الفقه المقارن وبدأ ذلك في عام 1420هـ، وهو الآن أستاذ مساعد في قسم الفقه المقارن منذ 1422هـ، عمل عضواً في هيئة التدريس في قسم الفقه المقارن في المعهد العالي للقضاء، وخبيراً في مجمع الفقه الإسلامي المنبثق من منظمة المؤتمر الإسلامي، كما أنه مستشار غير متفرغ في وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، شارك في حضور دورات لمجمع الفقه الإسلامي كان آخرها في الدورة السادسة عشرة والتي عُقدت في دولة الإمارات، كما أنه حضر الملتقى الثاني والرابع للهيئة الشرعية في شركة الراجحي المصرفية للاستثمار، وكما يشارك حفظه الله في إجابة الفتاوى الشرعية المتعلقة بالقضايا الفقهية المالية في موقع الإسلام اليوم، وموقع المسلم وغيرها من المواقع المشابهة، كما أنه يعمل مستشاراً في مجلس أوقاف الشيخ عبد الله الراجحي .

    فضيلة الشيخ سيتناول مسألةً مهمَّة كما ذكرت في المجال العلمي إذ أن المبنى الذي نجلس فيه على سبيل المثال نجلس فيه آمنين مطمئنين؛ لأن هذا المبنى يقوم على أساسات سليمة، وكل شأن من شئونك تطمئن فيه حين تعلم أن أساسه أصيل سليم لا خلل فيه ولا ظن بأنه سينهار عليك يوماً ما، وحين نرى خطأً جسيماً يقع فيه أحد طلبة العلم فقد يكون أساس ذلك الخطأ نابعاً من كونه لم يؤصل لما يعلم تأصيلاً سليماً، وفي كل علم يكون للتأصيل طريقة ومنهج وأساليب يجب أن تُتبع، والتأصيل في العملية الأكاديمية متشابهة في كل علم وفي كل تخصص، إنما حديثنا اليوم سيكون لتأصيل العلم الشرعي، ونتناوله إنموذجاً لكل تخصص، وهذا التأصيل يهم كل طالب علم بأن يضعه نصب عينيه حين يدخل هذا المجال.

    فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله عرف التأصيل حين سُئل: ما معنى التأصيل في طلب العلم؟ وما الطريقة التي تنصحون بها طالب العلم في بداية الطلب؟ والكتب التي يجب أن يتناولها من كتب الأولين؟

    أجاب رحمه الله بأن التأصيل في طلب العلم: هو أن يحرص الإنسان على الأصول والقواعد؛ لأن هذا هو العلم، أما العلم بالمسائل فقط فيعد ناقصاً ولا شك، لكن إذا كان لدى الإنسان أصول وقواعد يبني عليها المسائل الجزئية كان هذا هو العالم حقيقة والراسخ في العلم، هذا مدخل نستمع بعده لفضيلة شيخنا ليتناول هذه المسألة، وآمل أن نستمتع بحديثٍ لا تزعجونا فيه بالهواتف الجوالة؛ لأن ذلك سيشوش على من يرغب في الاستماع والإنصات، شكر الله لكم وأترك الميكرفون لفضيلة الشيخ.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088525477

    عدد مرات الحفظ

    777129189