إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. عبد الله بن ناصر السلمي
  5. البطاقات الائتمانية - بيع المرابحة للآمر بالشراء

البطاقات الائتمانية - بيع المرابحة للآمر بالشراءللشيخ : عبد الله بن ناصر السلمي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • لقد أفرزت لنا الحياة المعاصرة طرقاً ووسائل في المعاملات المالية، وجددت بعض المعاملات المالية التقليدية بصورة عصرية، فمما اشتهر من ذلك في عصرنا: البطاقات الائتمانية المغطاة وغير المغطاة، وبيع الآمر بالشراء، وغير ذلك، والضابط لهذه المعاملة حتى تباح: أن تكون خالية من القمار والغرر والربا بأنواعه.
    بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً. اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، ولا تجعله ملتبساً علينا فنضل.

    وبعد:

    أيها الإخوة! في ظل التصارع المحموم، والتسارع العظيم -فيما يسمى بالمصرفية- المصرفية التقليدية، والمصرفية الإسلامية- كثرت بعض المنتجات، وتسارعت البنوك إسلامية أو ربوية في أخذ هذه المنتجات، وتسويقها، وأوجدت أقساماً خاصة للتسويق، وأقساماً خاصة للابتكارات مما يسمى بالهندسة المالية، كل ذلك استجلاباً لأموال الناس، وكسباً للأرباح، دون نظر إلى حل أو حرمة، وربما إلى نظر إلى الحل والحرمة لكن دون تمحيص وتدقيق! ولربما أحلت المعاملة بأدنى شبهة للإباحة! والواجب على المسلم أن يتقي الله سبحانه وتعالى في كل معاملة يدخلها.

    وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم خطورة التجارة، فروى الخمسة إلا الترمذي من حديث قيس بن أبي غرزة قال: ( خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نسمى يومئذٍ السماسرة، فقال: يا معشر التجار! فالتفتنا، فقال: إن البيع يحضره الحلف واللغو، فشوبوه بالصدقة ).

    فالتجارة يعتريها ما يعتري المسلم من مبالغة في السلعة، ومن تعييب لما في أيدي الناس؛ حتى يقوموا باستجلاب الأموال، وباستضخام الفلوس وغير ذلك من الأشياء.

    ومما أفرزته لنا المصرفية ما يسمى بالبطاقات الدائنية، أو بالبطاقات الائتمانية، وهذه البطاقات الائتمانية كثر الخلط فيها، وكثر بعض الذين ينتسبون إلى المصرفية الإسلامية فيسمون هذه إسلامية، وهي ليست إسلامية! وعلى هذا فيجب علينا أن نتحرى أيما تحرٍّ، وأن ندقق أيما تدقيق في أي معاملة تعتريها، وأن نعلم أن هذه الهيئة الشرعية التي خرجت منها هذه البطاقة أو هذه المعاملة من ذلك البنك هي من أهل العلم الثقات الأثبات، أم أن بعض البنوك التقليدية تضع فيها فتوى من الهيئة الشرعية فيسكتون؟ فلا بد أن يكون عند هذه البنوك نوع من احترام مشاعر الآخرين، ومن تقدير فهومهم.

    نعم، يوجد مصرفية إسلامية حقيقية ولله الحمد والمنة، بل نأتي ونفاخر بها، ففي عام ألف وتسعمائة وواحد وسبعين ميلادية لم يكن إلا بنك واحد أو بنكان هما: بنك دبي الإسلامي، وبنك ناصر الاجتماعي في مصر، واليوم أصبحت البنوك الإسلامية كثيرة، قرابة أربعمائة بنك إسلامي، وأصبحت تنافس، لا أقول بالمليار، ولا مائة مليار، ولا ثلاثمائة مليار، بل بالمليارات الكثيرة حتى إن كثيراً من أصحاب رؤساء الدول بدءوا باستعطاف أصحاب رءوس الأموال في الدول العربية والإسلامية في أن يفتحوا بنوكاً ولو كانت على الطريقة الإسلامية!

    كل ذلك دليل على المصداقية والتفاعل والواقع حتى إن أكبر بنوك العالم مثل سيتي بنك، وإتش بي سي كلها أصبح لها فروع اسمها فروع أو النوافذ الإسلامية!

    وبغض النظر عن بعض الأخطاء أو بعض الممارسات لكن يعطيك هذا تصوراً أن هذه البنوك أصبحت عيناً بعد خبر، وأصبحت حقيقة بعد خيال، وأصبحت واقعاً ملموساً بعد أن كانت حلماً متوقعاً، ومع ذلك ففيها دخن؛ ولأجل هذا نعلم أن أغلب تلك المنتجات هي منتجات تقليدية ربوية، فتأتي البنوك المصرفية الإسلامية لتحور هذه المعاملات، وتزيل ما فيها من شبهة، وتبقي ما فيها من إباحة فتحتلها، ومن ذلك البطاقات الدائنية، أو البطاقات الائتمانية.

    أيها الإخوة! لابد أن نعلم أن مثل هذه البطاقات لا يمكن أن تكون بدون مقابل، فلا تتصور أن البنوك الإسلامية تقرضك قرضاً حسناً، اعلم أنه لا يوجد شيء اسمه قرض حسن بالمعنى الذي عند السلف، وهو أنها ترجو الدار الآخرة، هذا لا يمكن، وبالتالي استحضر هذه القضية، وبالمقابل لا يتوجسك الخوف والريبة في كل معاملة إذا قيل عنها إسلامية، فتقول: والله إن هذه البنوك ما جاءت إلا لتأكل أموالنا، لا، اجعل حالتك وسطاً، فكلا طرفي قصد الأمور ذميم.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088816165

    عدد مرات الحفظ

    779219775