إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. عبد الله بن ناصر السلمي
  5. تفسير قوله تعالى: (الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس...)

تفسير قوله تعالى: (الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس...) للشيخ : عبد الله بن ناصر السلمي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • التعامل بالربا جريمة عظيمة، فهو أخذ لأموال الناس بالباطل؛ ولذلك كانت عاقبته وخيمة، وقد حرص السلف على طيب أكلهم وشربهم؛ لورعهم وتقواهم، فكل جسم نبت من حرام فالنار أولى به.
    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:

    فقد فرق الله سبحانه وتعالى بين من ينفق ماله في سبيل الله ليلاً ونهاراً، ومن يتعامل بالربا، فإن هناك أناساً ينفقون لله سبحانه وتعالى من طيب وحلال أموالهم ليلاً ونهاراً، في كل وقت من الأوقات، قال تعالى: الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ [البقرة:274]، ثم ذكر الله سبحانه وتعالى آكل الربا، فقال سبحانه: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ [البقرة:275]، وقد ذكر علماء التفسير فوائد الأمثال؛ إذ بها بيان لما يتصور في الأذهان لوضعها في الحس، فقال تعالى في مثل هذا: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ [البقرة:275].

    وقد اختلف العلماء في تفسير قوله تعالى: (لا يقومون)، هل معنى (لا يقومون)، أي: يوم القيامة بعد قبورهم، كما هو تفسير ابن عباس و ابن مسعود وأكثر المفسرين؟ أم أن قوله تعالى: (لا يقومون) أي: في الحياة؟ والذي يظهر، والله أعلم، أن تفسير ابن عباس وتفسير ابن مسعود إنما هو تفسير بالمعنى المترادف وليس معنىً كلياً، وهذه هي قاعدة السلف كما ذكر ذلك أبو العباس ابن تيمية رحمه الله، وهذا المعنى الثاني هو الذي اختاره ابن عطية في تفسيره، واختاره محمد رشيد رضا في المنار.

    والمعنى: أن أصحاب الربا لا يقومون في الدنيا إلا كما يقوم المصروع، لأننا نشاهد أصحاب البورصات العالمية مع سمتهم ووقارهم، إلا إنهم مع الأسف الشديد، إذا رأوا بعض المعاملات التي ربما تغير أمزجتهم؛ بدءوا يتخبطون كما يتخبط المصروع، كما ذكر ذلك محمد رشيد رضا ، ولو رأيت الذين يتعاملون بالعقود المشتقات أو العقود المستقبلية بما يسمى في البورصة العالمية، لرأيت معنى هذه الآية واضحاً جلياً، وهو لا يستطيع أن يتنفس، وربما أزال كل ما في حلقه، وخلع كل ما في كتفه، وهو لا يستطيع أن يصبر وتجده يتخبط، وهذه عقوبة في الدنيا، فتجد أنه لا يستقر له قرار، ولا يهدأ له بال؛ لأن أمواله صارت وبالاً عليه وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً [سبأ:37].

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088533074

    عدد مرات الحفظ

    777173690