إسلام ويب

كيف تكون فقيها ومحدثا -1للشيخ : عبد الله بن ناصر السلمي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • إن من أجل النعم على العبد أن يكون فقيهاً في دين الله، عالماً بأحكام الشريعة، عارفاً بمراد الله ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم، وعلى من يريد أن يكون كذلك تحقيق أمور منها: التوازن الذهني والجسمي، والاهتمام بالتأصيل العلمي، وفهم نصوص الكتاب والسنة والتكييف الصحيح للمسائل الفقهية.
    بسم الله الرحمن الرحيم.

    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله.

    اللهم انفعنا بما علمتنا، وعلمنا ما ينفعنا، وزدنا علماً وعملاً يا كريم، وبعد:

    فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    أحبتي في الله! إن مذاكرة العلم ومدارسته من أعظم النعم، والفقه في الدين من أعظم العبادات؛ ولهذا فإن من خلصت نيته، وصلحت لله طويته، وأقبل على العلم وجد واجتهد فيه نال أكثر مما يناله العابد، ولهذا روى الحافظ أبو عمر بن عبد البر عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: تذاكر العلم بعض ليلة أحب إليّ من إحيائها، قيل لـأحمد : أي علم أراد -يعني: ابن عباس-؟ قال: العلم الذي ينتفع به الناس، قيل: الوضوء، والصلاة، والطلاق والنكاح؟ قال: نعم.

    إذاً:

    العلم قال الله قال رسوله قال الصحابة هم أولو العرفان

    فمن أقبل على هذا العلم، وبنى أصوله وفروعه على الكتاب والسنة، وتأمل نصوص الكتاب والسنة أفلح وأنجح، وكانت عبادته في تأمل هذه النصوص أعظم ممن هو جالس في المسجد يركع ويسبح.

    كان أناس من التابعين، أو من أتباع التابعين، يصلون ما بين الظهر والعصر ويتطوعون في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام رجل من أصحاب سعيد بن المسيب فقال: يا ليتني أطيق هذه العبادة فهلا فعلت مثلما يفعلون يا أبا محمد ؟! فقال: ليست بذلك العبادة، قلت: وأي العبادة؟ قال: العبادة هي الورع عن محارم الله، والتفكر في الله -يعني: ذاته- والفقه في الدين، فإن الفقه في الدين من أعظم العبادات؛ ولهذا قال مطرف بن عبد الله بن الشخير ، كما روى ذلك أبو عمر بن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله: حظ من علم أحب إليّ من حظ من عبادة، ولأن أعافى فأشكر أحب إليّ من أن أبتلى فأصبر، ولقد نظرت في الخير الذي لا شر فيه، فلم أر مثل المعافاة والشكر.

    إذاً: التفقه في الدين، والتأمل في نصوص الوحيين عبادة.

    ولهذا جاءت الأحاديث الكثيرة الدالة على أن كل شيء يستغفر لمعلم الناس الخير، حتى الحيتان في البحر، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه الترمذي بسند صحيح؛ ولهذا قال الإمام أحمد رحمه الله: لا أعلم شيئاً بعد الفرائض أحب إليّ من إصلاح ذات البين والفقه في الدين.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088536487

    عدد مرات الحفظ

    777191033