إسلام ويب

الروض المربع - كتاب الصلاة [76]للشيخ : عبد الله بن ناصر السلمي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • اختلف العلماء رحمهم الله في حكم قراءة المأموم خلف إمامه في الصلاة، وذلك لاختلاف الأحاديث والآثار الواردة في ذلك، والراجح أن قراءة الفاتحة واجبة على الإمام والمأموم والمنفرد، ويجوز للمأموم أن يقرأ في مواضع سكتات الإمام أو عند عدم سماع قراءته.
    بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

    اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، ولا تجعله ملتبساً علينا فنضل، اللهم انفعنا بما علمتنا، وعلمنا ما ينفعنا، وزدنا علماً وعملاً يا كريم! نسأله سبحانه وتعالى كما من علينا باستكمال هذه الدروس، أن يمن علينا بتعلم العلم وتعليمه خالصاً لوجهه الكريم، وأن يرزقنا فقه الوحيين وحفظهما آناء الليل وأطراف النهار، وأن ينفعنا بما علمنا ويعلمنا ما ينفعنا، وأن يزيدنا علماً وعملاً يا كريم! وبعد:

    فلا شك أن الاشتغال بالعلم مع إخلاص النية من أعظم ما يتقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى، خاصةً في زمن المدلهمات واختلاف الآراء والمشكلات التي يتطلب من المرء بعد الاعتصام وتقوى الله سبحانه وتعالى أن يطلب العلم، فالعلم بإذن الله معين صاف وحصن حصين لكل علاجات الشهوات والشبهات والآراء والاختلافات.

    ولأجل هذا: ينبغي للإنسان ألا ينقطع عن العلم، وإذا أحس بانقطاع عن العلم فليعلم أن ذلك بسبب أمرين: نعمة كفرها، أو نعمة صد عنها، فإن كان نعمة كفرها، فليبادر بشكر النعمة بأن يعلمها ويتعلمها، وإن كان قد صد عنها والعياذ بالله! فلا أرى ذلك إلا بسبب معاصيه واقترافه على نفسه وإسرافه عليها، فليراجع نفسه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول كما في الصحيحين من حديث معاوية : ( إنما أنا قاسم والله يقسم، ومن يرد الله به خيراً يفقهه في الدين )، فإذا أراد الله بعبده خيراً منحه العلم تعلماً وتعليماً وفقهه فيه، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: ( إنما أنا قاسم والله يقسم، ومن يرد الله به خيراً يفقهه في الدين )، فدل ذلك على أن أعظم القسم الذي يقسم الله سبحانه وتعالى به لأحد عباده هو العلم، ولهذا قال الإمام مالك رحمه الله في رسالته المعروفة لـيحيى و لـعبد الله بن عبد الله العمري قال: وأرى أن الله قسم لي العلم كما قسم لك العبادة، وأرى أن كلانا على خير، ولست بالذي أنا فيه بأقل مما بالذي أنت فيه، فدل ذلك على أن العلم وتعلم العلم وتعليمه من أعظم ما يتقرب به إلى الله سبحانه وتعالى، وينال العبد بإذن الله بعد الإخلاص شرف الدين والدنيا، يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ [المجادلة:11].

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088523850

    عدد مرات الحفظ

    777121229