إسلام ويب

عمدة الفقه - كتاب الحدود [11]للشيخ : عبد الله بن ناصر السلمي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • يصح إسلام الصبي العاقل، كما لا تقبل ردته إلا بعد استتابته ثلاثاً بعد بلوغه. ومن ارتد ثم أسلم قبل إسلامه، ويكفي في قبوله أن يتلفظ بالشهادتين، إلا إن كانت ردته بسبب جحود شيء فلابد من الإقرار به. ولا يجوز استرقاق الزوجين إذا ارتدا ولحقا بدار حرب، وكذلك ما ولد لهما قبل ارتدادهما.
    بسم الله الرحمن الرحيم.

    إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.

    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، ولا تجعله ملتبساً علينا فنضل، اللهم زدنا علماً وعملاً وهدى وتقوى يا رب العالمين، وبعد:

    فقد قال المؤلف رحمه الله: [ويصح إسلام الصبي العاقل] يعني بذلك: أن الصبي يصح إسلامه بأن يعرف الخطاب ويرد الجواب، أما الصبي الغير مميز فإن دينه على دين آبائه، أما لو صار الصبي عاقلاً مميزاً يعني: يعقل -وليس المراد بالعقل الذي هو ضد الجنون، بل أن يكون مميزاً-.

    قال المؤلف رحمه الله: (يصح إسلامه)، ودليل ذلك أن علي بن أبي طالب و الزبير بن العوام أسلما وهما أبناء ثمان سنين، وكان ذلك من مناقبهم، ولهذا يقال: أول من أسلم من الصبيان علي بن أبي طالب ، وقد قال صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين: ( أُمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها )، والصبي المميز العاقل يعرف ما معنى لا إله إلا الله، غير أن بعض الحنابلة كـالخرقي قال: يصح إسلام الصبي ابن عشر سنين وما دونه فلا يصح إسلامه، قال: لأن كلامه وهو دون عشر كلام صادر ممن لا يعقل ما أقر به، وفي كلامه نظر، والأقرب الرواية الأخرى عند الحنابلة وهي: أن الصبي إذا بلغ سبع سنين فيصح إسلامه؛ لما جاء عند أهل السنن من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين )، فقوله: (عشر سنين) يدل على أنه يصلح أن يؤدب وأن تمييزه أعظم من ابن سبع، لكن لم ينف عن السبع عدم التمييز والإدراك.

    يعني: بعض الصبيان يكون صاحب قراءة، أنا أعرف شخصاً كان عمره ثمان سنين وقرأ أكثر كتب علماء الأدب، وقرأ كتباً كثيرة جداً جداً، وأعرف أن كثيراً من المثقفين لم يقرأ مثل ما قرأ هذا الصبي، فأحياناً يكون هناك نوع من التمييز.

    قال المؤلف رحمه الله: [وإن ارتد] يعني: هذا الصبي. يعني: أسلم ثم ارتد بدأ يقرأ كتب الشيوعيين والماركسيين وبدأ يقر: لا دين والحياة مادة، وأقر بذلك، وقال: أنا مؤمن بها، فهذا ردة لكنه لا يقام عليه حد الردة حتى يبلغ ثم يستتاب، لهذا قال المؤلف: [وإن ارتد لم يقتل حتى يستتاب ثلاثاً بعد بلوغه]؛ لأنه استتابته هنا غير صحيحة؛ لأنه غير مكلف، فلا يتوجه له أمر أو نهي، ولا يوقع عليه حكم نهي، وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( واضربوهم عليها وهم أبناء عشر )، إنما هو ضرب تأديب.

    ومما يدل على ذلك: أن الغلام لا يجري عليه حكم لا في القصاص ولا في الزنا فكذلك لا يقام عليه أيضاً حد في الارتداد.

    يحذف

    قال المؤلف رحمه الله: [ وإن ارتد هذا الصبي ].

    يعني: أسلم ثم ارتد بدأ يقرأ كتب الشيوعيين والماركسيين وبدأ يقر: لا دين والحياة مادة، وأقر بذلك، وقال: أنا مؤمن بها، فهذا ردة لكنه لا يقام عليه حد الردة حتى يبلغ ثم يستتاب، لهذا قال المؤلف: [ وإن ارتد لم يقتل حتى يستتاب ثلاثاً بعد بلوغه ]، لأنه استتابته هنا غير صحيح؛ لأنه غير مكلف، فلا يتوجه له أمر أو نهي، ولا يوقع عليه حكم نهي، وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( واضربوهم عليها وهم أبناء عشر )، إنما هو ضرب تأديب.

    ومما يدل على ذلك: أن الغلام لا يجري عليه حكم لا في القصاص ولا في الزنا فكذلك لا يقام عليه أيضاً حد في الارتداد.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088542188

    عدد مرات الحفظ

    777225019