إسلام ويب

عمدة الفقه - كتاب النكاح [15]للشيخ : عبد الله بن ناصر السلمي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • شدد الإسلام على حسن العشرة بين الزوجين في غير ما آية وحديث، وهي واجبة، وتعني المعاشرة بما يدعو إليه كرم التعامل والمخالطة، وصبر أحد الزوجين على الآخر سبب لدخول الجنة، ومن العجب أن ترى من تحسن أخلاقه مع أصحابه وتسوء مع أهله في بيته، فيجب إعطاء كل من الزوجين للآخر حقوقه دون نقصان؛ لتعم السكينة والراحة أرجاء البيت.
    المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    أيها المشاهدون الكرام! متابعي قناة المجد العلمية: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    أهلاً ومرحباً بكم إلى هذا الدرس المبارك ضمن دروس الأكاديمية العلمية، والذي نلتقي من خلاله بصاحب الفضيلة الشيخ الدكتور: عبد الله بن ناصر السلمي ، وكيل المعهد العالي للقضاء لشئون الدورات والتدريب بالمملكة العربية السعودية في شرح كتاب النكاح من عمدة الفقه لـابن قدامة المقدسي رحمه الله.

    فباسمكم جميعاً أرحب بالشيخ عبد الله.

    الشيخ: حياكم الله، وبالإخوة المستمعين والمستمعات والحاضرين.

    المقدم: ترحيبنا موصول بكم، ونسعد كثيراً بتواصلكم عبر اتصالاتكم الهاتفية التي نستقبلها أثناء الدرس على أرقام الهواتف التي تظهر أمامكم، كذلك عبر استعراض رسائلكم عبر البريد الإلكتروني، ومشاركاتكم معنا في إجابة سؤال كل درس، أيضاً الترحيب موصول بالإخوة الحضور معنا، فأهلاً بالجميع!

    شيخ عبد الله نستأذنكم في استعراض الإجابة لسؤال الحلقة الماضية.

    الشيخ: تفضل.

    المقدم: كان السؤال يقول: قال المؤلف: [ وإن جاءت من أجنبي فعلى الزوج نصف المهر يرجع به على من فرق بينهما ]، ما صورة المسألة مع الدليل والمثال؟

    وقد وردت مجموعة كبيرة من الإجابات، نستعرض إجابة من إحدى المشاركات، الأخت: فداء جبابو من لبنان، تقول في إجابتها:

    صورة المسألة أن يكون للرجل زوجتان، كبرى قد دخل بها، وصغرى، فأرضعت زوجته الكبرى الزوجة الصغرى، فإن نكاح الصغرى ينفسخ؛ لأنه صار أباً لها من الرضاع، وفي هذه الحالة تكون الفرقة من أجنبي وهو: الخارج عمن أبرم العقد، وعلى الزوج نصف مهر الصغرى؛ لقول الله تعالى: وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ [البقرة:237]، ويرجع به على الزوجة الكبرى؛ لأنها هي التي تسببت في فراقه للصغرى، تشبيهاً لها بالوكيل الذي أتلف السلعة قبل تسليمها، فإنه يرجع عليه بثمن السلعة التي أتلفها.

    الشيخ: كلام جميل واف، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يفقهها في دينه، وأن يرزقها الفقه في الدين، فالإجابة وافية كافية، جزاها الله خيراً.

    المقدم: ما شاء الله، والحمد لله! نستعرض أيضاً الإجابات التي وردت كمشاركة من الإخوة والأخوات:

    نبيل إبراهيم السيد حجازي من السعودية بعث أيضاً بإجابة في هذا المقام، الأخت: غزلان من المغرب ، الأخت: عزيزة باخلعة من السعودية، مريم كذلك من السعودية، نجلاء سلامة من مصر .

    أيضاً من الإجابات التي وردت:

    إجابة الأخت خديجة من المغرب، الأخت: خلود من السعودية، جميل أيضاً من العراق، غادة من الولايات المتحدة، سماء من مصر، صدوق هواري من الجزائر.

    هذه هي أبرز الإجابات التي وردت كمشاركة في هذه الحلقة.

    الشيخ: جميل، نلاحظ أن ثمة أسماء جديدة في المشاركة عبر البريد الإلكتروني، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يديم هذا العمل، وأن يرزقنا وإياهم الفقه في الدين.

    الحث على طلب العلم بالجد والمثابرة

    الشيخ: وبالمناسبة أيها الإخوة! العلم لا يستطاع براحة الجسد كما قال يحيى بن أبي كثير كما في مقدمة صحيح مسلم ، قال: باب لا يستطاع العلم براحة الجسد. وذكر كلام يحيى بن أبي كثير .

    ومن أراد العلم الحقيقي: علم الوحيين، فلابد من طول النفس، ولابد من الجلد، ولابد من الصبر، ولابد من جثي الركب، ولابد من المصابرة.

    وأذكر أن أحد علماء التفسير كان مع أحد أقرانه عند شيخ يتعلمان العلم، إلا أن هذا الشخص انشغل بأمور الدنيا وذهب لطلب الرزق فألهته دنياه وأقبل على التجارة، أما هذا الشخص فأكب على العلم وأكب على الطلب واجتهد حتى شاخت لحيته في طلب العلم، فجمع بينهما اجتماع، فكان هذا العالم تهفو الناس إلى سماع صوته، وإلى سماع كلامه، وإلى سماع رأيه، وإلى سماع توجيهه، وبجانبه صديقه الذي كان هو وإياه يطلبان العلم عند الشيخ، إلا أن هذا أقبل على التجارة وترك العلم، وكان ينظر إلى العالم، إلى زميله وصديقه زمن الصبا، ينظر إليه بلهف وبشغف، فانتهى الدرس وانتهى الاجتماع فالتفت إلى صاحبه وقال: وددت أني أفنيت مالي كله وأخذت مثلما حصلت، فابتسم هذا العالم، فقال: والله إني لصادق، فقال: لا، غير أني تذكرت قول القائل:

    أأبيت سهران الدجى وتبيته نوماً وتبغي بعد ذاك لحاقي

    ومن أراد طلب العلم فليقدم عليه من الآن ولو كان مشغولاً، أما أن يقول: سوف أنتظر حتى أتخرج، سوف أنتظر حتى تنتهي الامتحانات، سوف أنتظر حتى تأتي العطلة، فأقول له:

    إذا كان يلهيك حر المصيف ويبس الخريف وبرد الشتا

    ويلهيك حسن زمان الربيع فأخذك للعلم قل لي متى؟

    فلابد من الجلد والطلب حتى يحصل الإنسان ويشار إليه بإذن الله بالبنان إذا صلحت نيته، وتوجه بقلبه وقالبه إلى العلم، نسأل الله أن يرزقنا وإياكم الفقه في الدين!

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088534119

    عدد مرات الحفظ

    777179602