إسلام ويب

فقه العبادات - الصلاة [24]للشيخ : عبد الله بن ناصر السلمي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • صلاة الجماعة مشروعة سفراً وحضراً، وخوفاً وأمناً، ولها فضائل عظيمة لمن حافظ عليها، ومن تركها من الرجال المقيمين بغير عذر أثم على خلاف بين العلماء في حكمها، وإذا أقيمت الصلاة فلا يجوز الانشغال بغيرها من التطوعات، وأما من أقيمت وهو يتنفل فقد اختلف العلماء هل يتمها أم لا؟ وأفضل المساجد المسجد الحرام، ثم مسجد المدينة، ثم مسجد قباء، وما كان المشي إليه أكثر فهو أفضل ما لم يتعطل المسجد القريب والأجر على قدر التعب.
    الشيخ: بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله رب العالمين, وصلى الله وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

    اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه, ولا تجعله ملتبساً علينا فنضل، وبعد:

    فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته, إخوتي المشاهدين والمشاهدات!

    وأرحب بإخواني الذين معنا في الأستديو، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفعنا بما نسمع ونقول، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

    وكنا أيها الإخوة قد توقفنا في باب صلاة الجماعة, وسوف نذكر إن شاء الله في هذا الباب حكم صلاة الجماعة والمسائل المتعلقة بها.

    يجب أن نعلم أن الله سبحانه وتعالى إنما شرع للأمة صلاة الجماعة وأمر بها حتى في الخوف, لما فيها من الأجور والفوائد الجمة:

    أولاً: أن الإنسان إذا صلى جماعة فهو أفضل مما لو صلى وحده, فدل ذلك على أن مشروعية صلاة الجماعة، وفيه دلالة على أن الإنسان مأجور إذا صلى فيها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين: ( فإن صلاة أحدكم مع الجماعة تفضل على صلاته وحده بسبعٍ وعشرين درجة ), وفي رواية: ( بخمسٍ وعشرين درجة ).

    الأمر الثاني: أن فيها من تقوية الأواصر والترابط الحميم بين جماعة المسجد, ولأجل هذا فإن ترك هذه الجماعة سبب للاختلاف والمخالفة, ولهذا قال ابن مسعود : ( ولو أنكم صليتم كما يصلي هذا المنافق لتركتم سنة نبيكم, ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم ).

    والضلال إنما يتأتى أحياناً بالمخالفة للشرع, وكذلك بمخالفة القلوب, فإن الإنسان إذا وجد في نفسه على أخيه ولم يره, فإنه تشتد المخالفة ويشتد الخلاف بسبب أنه لم يره، وبما يسمعه من الآخرين, فإذا كانت صلاته جماعة مع إخوانه المسلمين, فإن ذلك أنفع له وأدعى لقلبه وأسعد لحياته, فإن الإنسان إذا صلى مع إخوانه فإنه ينشط للطاعة, ولهذا قال الله تعالى: وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ [البقرة:43], فهذا أمر من الله للإنسان أن يكون مع إخوانه الراكعين، وأن يعينهم على ذلك ويعينوه, وهذا فيه نوع من النشاط.

    وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده, وصلاته مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل, وما زاد فهو أحب إلى الله, كما في حديث أبي بن كعب وهو حديث صحيح صححه الذهلي و ابن المديني و يحيى بن معين وغيرهم.

    وهذا يدل على أن صلاة الجماعة فيها فوائد جمة, ولو لم يكن فيها إلا أن الإنسان يخرج من بيته في الظلم, فتلك دلالة على صدق إيمانه وصدق توجهه وإخلاصه, وقد قال صلى الله عليه وسلم: (بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة), وهذا حديث عظيم!

    فلماذا نتكاسل نحن عن الصلاة مع الجماعة؟ أو نتكاسل عن صلاة المغرب أو صلاة العشاء أو صلاة الفجر, وقد جاءنا البشير الذي يخبرنا عن الله سبحانه وتعالى أن من صلى في جماعة فإن له النور التام يوم القيامة: يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ [الشعراء:88-89]؟

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088552347

    عدد مرات الحفظ

    777284178