إسلام ويب

كتاب الطهارة [8]للشيخ : يوسف الغفيص

  •  التفريغ النصي الكامل
  • من مظاهر يسر الشريعة أن الغسل يشتمل على واجبات وسنن لمن أراد الكمال في هذه العبادة، ومن هذه المظاهر أيضاً جملة من الرخص المتعلقة بالعاجز عن استعمال الماء أو الفاقد له، ومنها رخصة التيمم، لكن لابد من توافر شروط معينة لتعتبر هذه الطهارة صحيحة شرعاً.

    الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم تسليماً.

    أما بعد:

    قال المصنف رحمه الله: [ فصل: في صفة الغسل.

    وهو ضربان: كامل يأتي فيه بعشرة أشياء: النية، والتسمية، وغسل يديه ثلاثاً، وغسل ما به من أذى، والوضوء، ويحثي على رأسه ثلاثاً يروي بها أصول الشعر، ويفيض الماء على سائر جسده ثلاثاً، ويبدأ بشقه الأيمن، ويدلك بدنه بيده، وينتقل من موضعه فيغسل قدميه ].

    قوله: (فصل في صفة الغسل وهو ضربان) أي: صفتان، وأراد المصنف بذلك ذكر ما كان من الغسل مجزياً بمعنى: أنه يسقط به الواجب، وذكر ما كان من الغسل مستحباً بحيث يأتي بما وجب، وبما كان من السنن المشروعة فيه، فهذا هو الغسل الكامل، وهو ما أتى فيه بما وجب وبما شرع من المستحب، وإذا اقتصد على ما وجب سمي الغسل المجزئ.

    قال: (وهو ضربان: كامل)، أي: يأتي فيه بالسنن والواجب.

    قال المصنف: (يأتي فيه بعشرة أشياء: النية والتسمية)، والنية واجبة، والتسمية مستحبة.

    قال: (وغسل يديه ثلاثاً)، وهذا مما يستحب، (وغسل ما به من أذى) أي: يزيل ما به من أذى، وهذا إن كان في النجاسة فإنه واجب، وإن كان فيما دونها فإنه يكون مستحباً كالمني، (والوضوء)، وهذا إنما يكون قبل أن يفيض الماء على جسده، لحديث عائشة رضي الله تعالى عنها: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا اغتسل غسل يديه وتوضأ وضوءه للصلاة )، فظاهر حديث عائشة رضي الله عنها أن الوضوء يكون قبل الغسل، بل هو صريح في حديث عائشة ، وإن كان في حديث ميمونة يقتضي بنوع من الدلالة -وإن لم تكن صريحة كدلالة حديث عائشة - أن الوضوء قد يتأخر، فإن في حديث ميمونة أن النبي صلى الله عليه وسلم تأخر وغسل قدميه، فأخذ منه بعضهم أن الوضوء يكون بعد الغسل.

    والذي عليه جمهور أهل العلم وهو الأظهر أن السنة أن يكون الوضوء قبل ذلك، ولعل ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ميمونة هو من تتمة الغسل، فإن في حديث ميمونة -وهو حديث متفق على صحته- أنه تأخر عن محل غسله، فغسل قدميه، فهذا أيضاً مما يشرع، ولكن الأولى من حيث السنة أن يتقدم الوضوء كما جاء مصرحاً به في حديث عائشة وهو متفق عليه أيضاً.

    قال: (ويحثي على رأسه ثلاثاً يروي بها أصول الشعر)، وهذا أيضاً مما يستحب فعله ثلاثاً، (ويفيض الماء على سائر جسده ثلاثاً)، وكونه ثلاثاً مما يستحب، (ويبدأ بشقه الأيمن، ويدلك بدنه بيده، وينتقل من موضعه فيغسل قدميه)، هذا كله مما يستحب.

    والأصل في الغسل الكامل ما جاء في حديث عائشة وحديث ميمونة وغيرهما.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3087502046

    عدد مرات الحفظ

    772705577