إسلام ويب

كتاب الصلاة [1]للشيخ : يوسف الغفيص

  •  التفريغ النصي الكامل
  • الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، ولعظيم منزلتها فقد جعل لها الشارع شروطاً وأركاناً وواجبات لا تصح إلا بالإتيان بها وتوافرها، ومن مظاهر أهميتها أنه لا يجوز تأخيرها عن وقتها، كما يقتل تاركها على قول الجمهور سواء قلنا بكفره أم فسقه كما هو الخلاف المشهور.

    الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد، وآله وأصحابه أجمعين.

    أما بعد:

    قال المصنف رحمه الله: [ كتاب الصلاة ].

    قوله: (كتاب الصلاة) الصلاة من مباني الدين، ومباني الإسلام، ومباني الإيمان.

    أما أنها من مباني الإسلام: فهذا مجمع عليه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابن عمر المتفق على صحته: ( بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، والحج ).

    وأما أنها من مباني الإيمان: فدليل ذلك ما جاء في حديث وفد عبد القيس الذي أخرجه الشيخان من حديث ابن عباس : (أن وفد عبد القيس أتوا النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا رسول الله! إننا نأتيك من شقة بعيدة, وبيننا وبينك كفار مضر, ولا نستطيع أن نأتيك إلا في شهر حرام, فمرنا بأمر فصل نخبر به من وراءنا، وندخل به الجنة إذا نحن أخذنا به، قال: آمركم بأربع، وأنهاكم عن أربع، آمركم بالإيمان بالله وحده، ثم قال: أتدرون ما الإيمان بالله وحده؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وأن تؤدوا خمساً من المغنم ... )، الحديث.

    فذكر الصلاة في مسمى ومباني الإيمان، فهي من أصول الإسلام، ومن أصول الإيمان، كما دل على ذلك الكتاب والسنة وإجماع السلف، ولم تظهر مخالفتهم في ذلك إلا في بعض علماء الكوفة، وأول من ابتدع ذلك حماد بن أبي سليمان وهو من علماء الكوفة وفقهاء الكوفيين، ولكن حماداً -رحمه الله- مخصوم بالإجماع قبله، فلا يكون قوله نقضاً للإجماع، ولا يكون قوله مؤخراً لثبوت الإجماع.

    فإن قيل: كيف يثبت الإجماع على مخالفة حماد وهو فقيه ومجتهد معروف؟

    قيل: إن حماداً مخصوم بالإجماع قبله، وهو إجماع الصحابة ومن بعد الصحابة قبل ظهور قلقلة حماد .

    وتعظيم الصلاة من تقوى القلوب، فإنها من أعظم شعائر الله التي شرعها الله سبحانه وتعالى، وقد فرضها الله جل وعلا على نبيه في السماء، وهذا إجلال لهذه العبادة، وقد فرضت على بني إسرائيل وشرعت لهم، وهي من العبادات التي كانت في شرائع الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام.

    والصلاة في اللغة: الدعاء، وتأتي على معنى يقارب ذلك، ومنه قول الله جل وعلا: وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ [التوبة:103]، وقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث ابن عمر في الصحيح لإجابة الدعوة قال: ( فإن كان صائماً فليصل )، أي: فليدع لمن دعاه.

    وتطلق في اللغة على ما هو مقارب لذلك، فتسمى البركة في اللغة صلاة.

    وأما سبب تسميتها كذلك فهذا بحث تحدث فيه كثير من أهل اللغة والفقه، وأتوا على معانٍ مقاربة جمهورها مناسب للمعنى الشرعي.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3087501953

    عدد مرات الحفظ

    772704916