إسلام ويب

تفسير سورتي التين والعلقللشيخ : عبد الحي يوسف

  •  التفريغ النصي الكامل
  • إن الله سبحانه وتعالى ذو الجلال والإكرام يقسم بما شاء من مخلوقاته، كالتين والطور والبلد الأمين، لكن المخلوق لا يجوز له أن يقسم إلا به سبحانه؛ لأن الله أعظم من كل عظيم جل جلاله، وما الحلف إلا إقسام بمعظم، وتتجلى عظمة الرب سبحانه في خلقه لبني آدم بهذا القوام الحسن السوي، ولا يكون لهذا الإنسان قيمة عند ربه سبحانه إلا بإيمانه وعمله الصالح، وسبيل ذلك العلم، وأعظم وسائل العلم القراءة والكتابة، فامتن الله بهما على رسوله، بل أمره بالقراءة لما يتلى عليه، وتكفل له بكبت عدوه وإهلاكه إن عمل بمقتضى ما علمه من السجود لربه والاقتراب من مولاه، وحاشا رسول الله أن يخالف ذلك طرفة عين.

    بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    أما بعد:

    فأسأل الله سبحانه أن يجعلني وإياكم من المقبولين، هذا الدرس في تفسير سورة التين، وهي سورة مكية، وقد اشتملت على ثمان آيات في أربع وثلاثين كلمة في مائة وخمسين حرفاً، يعني عدد حروف سورة التين عدد حروف سورة الشرح، فمن وفقه الله إلى قراءة هذه السورة المباركة فله من الحسنات ألف وخمسمائة حسنة، والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم.

    وهذه السورة افتتحت بالقسم، فأقسم ربنا جل جلاله فيها بأربعة من مخلوقاته، أقسم بالتين، وبالزيتون، وبطور سينين، وبالبلد الأمين.

    وتقدم معنا أن سورة الشمس افتتحت بالقسم، وأقسم ربنا جل جلاله فيها بسبعة أشياء، وسورة الليل أقسم فيها ربنا بثلاثة أشياء: بالليل والنهار، وخلق الذكر والأنثى، وسورة الضحى أقسم ربنا جل جلاله فيها بشيئين: بالضحى، وبالليل.

    فالله عز وجل يقسم بما شاء من مخلوقاته، وليس لنا معشر المخلوقات إلا أن نقسم بالله جل في علاه؛ لقول نبينا صلى الله عليه وسلم: (من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت) .

    وهذه السورة المباركة شأنها شأن السور المكية التي تناولت الحديث عن نعم الله عز وجل في الكون والآفاق وخلق الإنسان، والاستدلال بهذا كله على أن البعث والجزاء حق.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088558473

    عدد مرات الحفظ

    777318815