الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ [الفاتحة:2-4].
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تقبل الله منا الصيام والقيام! ووفقنا لصالح الأعمال!
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى جميع المرسلين!
السؤال: زوجي ذو خلق، مصل صوام، يخاف الله ويساعدني في شغل البيت، مشكور من كافة الناس، يصل الرحم والحمد لله، فكيف أكافئه؟
الجواب: المكافأة من الله عز وجل وهو الذي قال: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [النحل:97].
والمطلوب منك يا أختاه! أن تكافئي الإحسان بالإحسان؛ كما قال ربنا جل جلاله: هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلَّا الإِحْسَانُ [الرحمن:60]، فتكافئيه بطاعته، وحفظ سره، والقيام على راحته، وما إلى ذلك.
السؤال: أنا متزوجة وطالبة بالجامعة، وزوجي لا يسأل عني أبداً، وخشيت من المرض النفسي, وأقمت علاقة طاهرة مع شاب! فماذا أفعل؟
الجواب: ما أدري هل بلغت السذاجة ببعض النساء إلى هذا الحد؟ أم أنها تعي ما تقول! كيف تكون علاقة طاهرة مع شاب أجنبي؟ والغالب بأنه زميل لها أو أستاذ لها في الجامعة، لا يتأتى هذا الطهر أبداً، ولا يتصور بحال من الأحوال، فإن العلاقة بين الرجل والمرأة محدودة بحدود الشرع، وكل ما تجاوز ذلك فهو محفوف بالخطر.
فيا أمة الله! اتق الله في نفسك! واحفظي فراش زوجك، ولا تعالجي الخطأ بالخطأ، وإنما هذا الزوج المقصر المعرض ينبغي أن يواجه بهذا الأمر، وينصح بالاستقامة على أمر الله، والقيام بحقوق الزوجية، وإلا جاز لك أن تطلبي الطلاق إذا لم تطب حياتك معه، أما أن تقيمي علاقة بأجنبي فهذا هو الحرام بعينه عياذاً بالله.
السؤال: ما حكم شم البخور في رمضان وفيه ريح وصندل؟
الجواب: في الصيام لا ينبغي؛ لأن بعض العلماء يجعله من المفطرات.
السؤال: أصلي فأحس بأنني أحدثت بدون أن أسمع صوتاً ولا أشم رائحة؛ فهل أقطع الصلاة؟
الجواب: ليس المقصود أن الإنسان ينتظر حتى يشم ريحاً أو يجد صوتاً، وإنما المقصود أن يحصل يقين بأن حدثاً قد وقع، وأن وضوءاً قد انتقض، ولكنني يا أخي السائل! أخشى عليك من الوسواس، فلذلك لا بد أن تتأكد.
السؤال: ما هي قيمة إطعام المسكين بالنقود؟
الجواب: لا أدري، لكن يسأل عن قيمة الطعام في السوق، وكما ذكرت بأن الكيلو إلا ربع يجزئ عن اليوم.
السؤال: عندي عشرة مليون وحال عليها الحول؛ فكم زكاتها؟
الجواب: زكاتها مائتان وخمسون؛ لأن المفروض إخراج ربع العشر فهذه العشرة عشرها واحد, وربع الواحد اثنان ونص بالمائة.
السؤال: جامعت زوجتي ليلة رمضان, ولم أغتسل حتى أشرقت الشمس؟
الجواب: من ناحية الصيام فالصوم صحيح، لكنك إذا تعمدت ذلك ولم تأخذ بالاحتياط فما استيقظت إلا بعدما طلعت الشمس، فعليك إثم تضييع صلاة الصبح، وإلا فإن الإصباح بالجنابة لا حرج فيه؛ لما ثبت من حديث عائشة و أم سلمة رضي الله عنهما: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصبح جنباً من جماع غير احتلام، فيغتسل ويصوم ).
السؤال : ما صحة هذا الحديث: (إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده)؟
الجواب: هذا صحيح! ومناسبة هذا الحديث أن ( الرسول صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً رثة ثيابه فقال له: ألك مال؟ قال: نعم. قال: من أيه؟ قال: من كله إبل وبقر وغنم. قال: فإن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده ).
فقبيح بالإنسان أن يكون موسراً قد بسط الله له أنواع المال وأسباب النعمة، لكنه لا يلبس من الثياب إلا أرداها، ولا يأكل من الطعام إلا أخشنه، ويضيق على أهله وعياله حتى يتمنوا موته.
السؤال: كم عدد ركعات التراويح؟
الجواب: ليس لها عدد محدد، إلى ما شاء الله؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم طلوع الفجر فليوتر بواحدة ). أما هو صلوات ربي وسلامه عليه فما كان يزيد على إحدى عشرة ركعة في رمضان ولا في غير رمضان.
السؤال: ما حكم من يشرب ناسياً؟
الجواب: صومه صحيح إن شاء الله, ولا قضاء عليه ولا كفارة؛ لقول النبي عليه الصلاة والسلام: (من أكل أو شرب ناسياً فليتم صومه, فإنما أطعمه الله وسقاه).
السؤال: أنا حامل في الشهر الأول، وعندي روماتيزم فهل أفطر؟
الجواب: هذا مرجعه إلى الطبيب إن أوصاك بالإفطار فأفطري، ثم عليك القضاء.
السؤال: بعض المصلين يصلون خارج المسجد في صلاة الجمعة، فهل صلاتهم صحيحة؟
الجواب: نعم صلاتهم صحيحة إن شاء الله، وهم ما فعلوا ذلك إلا لضيق المكان، وقل أن يوجد مسجد يسع المصلين يوم الجمعة، حتى في الحرمين الشريفين نجد الناس يصلون خارجهما، والصلاة صحيحة ما داموا يستطيعون متابعة الإمام.
السؤال: هل يجوز أن أقترض من أخي لأرافق والدتي في الحج؟
الجواب: نعم يجوز، وأبشر من الله بالخلف إذا فعلت ذلك ناوياً بر والدتك، وأداء ما افترض الله عليك, أو التنفل بالحج والازدياد من الخير فأبشر من الله بالخلف.
السؤال: عندي سلس به اسم الله وآية الكرسي، فهل يصح دخول الحمام به؟
الجواب: لا يجوز، بل ينبغي أن يوضع؛ لأن الرسول عليه الصلاة والسلام كان عنده خاتم نقشه محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان إذا أراد الخلاء طرحه. أما إذا كنت تخافين عليه من الضياع، كما لو كنت في حمام في مكان عام فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها.
السؤال: ما حكم العطر في رمضان؟
الجواب: ليس فيه شيء، تعطر كما تريد؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( حبب إلي الطيب والنساء ) , ولم يخص الصائم من غيره.
السؤال: ما حكم بلع الريق أثناء الصيام؟
الجواب: ابلع! فليس فيه شيء إن شاء الله، ولا يؤثر على صحة الصيام.
السؤال: ما حكم الحديث بين بنت وولد بالهاتف ووصولهما إلى النشوة، هل يجب عليها الغسل؟
الجواب: هذه الأسئلة القبيحة تدل على أن بعض الناس قد بلغ به التهتك مبلغاً عظيماً، فيا أخي! أنت أنت يا أيها السائل! يا من تتحدث مع البنت بالهاتف إلى أن تصل إلى النشوة كما تقول، أترضى أن يفعل هذا بأختك؟! أو أترضى أن يفعل هذا بأمك؟! ما لا ترضاه لحرماتك لا ترضاه لحرمات المسلمين. اتق الله عز وجل! ( فلا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ).
والمطلوب منك أن تتقي الله عز وجل، خاصة في هذا الشهر المبارك فإن السيئة فيه ليست كالسيئة في غيره، وإذا خرج الماء الدافق من الذكر أو الأنثى بناء على حديث أو مباشرة أو غير ذلك، فإن الواجب عليهما الاغتسال، وإذا كان في رمضان فإن عليهما القضاء والكفارة؛ لأن هذا في معنى الجماع.
السؤال: هل استخدام الكريم لتفتيح الوجه يبطل الصيام في رمضان؟
الجواب: لا يبطل، لكنه مضر ولا ينبغي استخدامه؛ لأن الأطباء المختصين قرروا أنه مسبب لسرطان الجلد.
السؤال: انقطع مني الدم فأصبحت صائمة, فاغتسلت بعد صلاة الفجر، فما حكم ذلك؟
الجواب: لا بأس! والصوم صحيح إن شاء الله، إذا طهرت المرأة قبل الفجر وأصبحت صائمة، يعني: طلع عليها الفجر وهي لم تغتسل بعد، وبعد الأذان قامت فاغتسلت وصلت فصومها صحيح.
السؤال: عندي غازات مستمرة، هل يجوز أن أتوضأ مباشرة؟
الجواب: نعم! مطلوب منك أو منكِ الوضوء لكل صلاة بعد دخول وقتها، وبعد ذلك لا يضر ما خرج؛ لأن هذه مشقة, والمشقة تجلب التيسير.
السؤال: عندي حصاة في الكليتين, والدكتور منعني من الصيام، مع العلم أن علي قضاء، أفيدوني؟
الجواب: يفيدك الطبيب، إذا كان هذا الأمر علاجه متوقع إن شاء الله فأفطر وتقضي الصوم كله، تقضي ما مضى وما أنت فيه الآن، أما إذا قال لك الطبيب بأن هذا المرض لا يصح معه الصوم أصلاً، فيجب عليك إطعام مسكين عن كل يوم.
السؤال: أنا ربة منزل فهل يجوز لي تذوق طعم الملح أو السكر وأنا صائمة بطرف لساني، وبصقه وغسل فمي بعد ذلك؛ لأن زوجي يعاتبني في زيادة الملح والسكر؟
الجواب: نعم يجوز لك أن تتذوقي الملح أو السكر، وفي البخاري قال ابن عباس رضي الله عنهما: لا بأس للصائم أن يتطعم أو يتذوق القدر أو الشيء. فلا مانع أن يتذوق من أجل أن يتبين الطعم، خاصة إذا كان الزوج كما قالت الأخت: لا يصبر على زيادة الملح والسكر، وهو يعاني من الضغط ويعاني من السكر، فلذلك تذوقي ومجيه.
كذلك لا بأس أن تمضغ الأم الطعام للصبي، إذا كانت الأم تؤكل ولدها فلا بأس أن تمضغ الطعام من أجل أن تلينه له، ثم بعد ذلك تتفل وتمضمض، ولا حرج عليها وصومها صحيح.
السؤال: ما حكم الذهاب لمسجد بعيد لصلاة التراويح للتلاوة الجميلة التي يتلوها الإمام؟ وهل يعتبر هذا شداً للرحال الذي نهى عنه الرسول عليه الصلاة والسلام؟
الجواب: ليس شداً للرحال، شد الرحال المقصود به: إنشاء السفر لاعتقاد الفضيلة في هذا المسجد. فالمساجد كلها سواء إلا الأربعة: المسجد الحرام، والمسجد النبوي، والمسجد الأقصى، ومسجد قباء. أما بعد ذلك فكل المساجد سواء.
وأنت لم تذهب لاعتقاد فضيلة في المسجد، وإنما ذهبت لأن الإمام تلاوته خاشعة، وهناك تجد قلبك يخشع، وتشعر بنعمة الله عليك، وتزداد إيماناً بأن القرآن كلام الله فلا حرج إن شاء الله.
السؤال: هل من عدة لمن وضعت بعد موت زوجها؟
الجواب: عدتها انتهت، قال الله عز وجل: وَأُوْلاتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ[الطلاق:4].
السؤال: هل يجوز لامرأة صلاة التراويح في الجامع؟
الجواب: نعم يجوز للمرأة أن تذهب إلى المسجد وتصلي؛ لأن النساء كن يشهدن الصلاة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، سواء في ذلك الصلوات الخمس أو صلاة الجمعة أو غيرهما، ففي الصحيح عن أمنا عائشة رضي الله عنها: ( أن النساء كن يشهدن صلاة الصبح مع رسول الله صلى الله عليه وسلم متلفعات بمروطهن، ما يعرفن من الغلَس ) , أي: من الظلام.
وفي الصحيح: أن النساء كن يشهدن الجمعة، كما قالت أم حارثة رضي الله عنها: ( ما أخذت سورة (ق) إلا من فيّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها على المنبر يوم الجمعة).
السؤال: رزقت مولوداً فأرسلت لهم مبلغ السماية, وأوصيت بأن يذبحوا، كما أوصيت بأن يأمروا شخصاً يؤذن ويسمي المولود، ولظروف المطر لم يتمكن هذا الشخص الذي أوصيته أن يسمي وأن يحضر في يوم السماية, إنما سمى في اليوم التاسع، ما الحكم وما صيغة التسمية؟
الجواب: خلاص يا أخي! سماه في اليوم التاسع أو في اليوم العاشر جزاه الله خيراً، و((لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا))، والعقيقة تجزئ في أي وقت، إن ذبحت في اليوم الأول أو في اليوم الثاني أو في اليوم العاشر تجزئ، لكن السنة أن تكون في اليوم السابع.
المتصل: عندي سؤالان:
السؤال الأول: أسأل عن الأذان في صلاة الجمعة, فبعض المساجد يؤذن فيها ثلاثة أذانات, وبعض المساجد أذان واحد وهو الأذان الأخير قبل الخطبة, وعندنا مسجد المؤذن فيه يأتي بالأذان الأول ثم الأذان الثاني, ثم الأذان الثالث للخطبة, فما حكم الدين في ذلك؟
السؤال الثاني: إذا جاء مطر يوم الجمعة وقت الصلاة فهل يجمع بين الجمعة والعصر؟
الشيخ: شكراً. وتسمع الإجابة على سؤاليك.
المتصل: الشيخ عبد الحي يوسف ! نحن عندنا في المسجد العشاء يصليها الإمام الراتب, والتراويح يصليها إمام آخر من المصحف بالجزء؟ والشفع والوتر يصليها إمام ثالث يصلي بنا ثم يدعو بعد ذلك, فهؤلاء ثلاثة أئمة في الوقت الواحد, أريد أن أعرف الحكم في ذلك, وجزاكم الله خيراً؟
الشيخ: وإياك! وتسمع الإجابة عن سؤالك إن شاء الله.
المتصل: عندي سؤالان:
السؤال الأول: أشتغل في التجارة مع زميلي، وقبل سنة قال لي: يا أخي التجارة خلاص وقفناها, ورأس مالك الذي شاركت به عندي, ولكن اترك المال عندي وأنا سآخذ لك بطاقة مالية, ومجرد أن تحل المشكلة سوف أعطيك مالك، فهذا المال قد مر عليه سنة, والواجب أن أخرج زكاته فهل في حالة مثل هذه أخرج فيها الزكاة أم ماذا؟
السؤال الثاني: نحن نعرف أن الحج من أركان الإسلام, وأنا أريد الحج ولست متزوجاً، والناس عندنا يقولون: الأولى الزواج ثم بعد ذلك الحج، ولكن قد يكون التأخر عن الزواج لأسباب كثيرة, لأنني لم أجد الزوجة المناسبة؟ شكراً لك.
الشيخ: بارك الله فيك! وتسمع الإجابة عن سؤاليك.
المتصل: في شهر رمضان يقال: أن الشياطين تصفد, فأسأل عن القرين في الإنسان؛ لأن الإنسان نفسه تحدثه بأشياء ووسوسة، فهل القرين لا يصفد؟
الشيخ: تسمع الإجابة إن شاء الله.
المتصل: لو سمحت يا شيخ! عندي ثلاثة أسئلة:
السؤال الأول: أنا مرضع وموظفة, فبدأت أصوم في رمضان، لكن أحس عدة مرات أني مرهقة جداً, وجاء اليوم وأنا مرهقة, ولا يوجد لبن للطفل, فهل يجوز أن أصوم يوماً وأفطر يوماً؟
السؤال الثاني: ما رأيك في العلاج بالرقية الشرعية عند رجل يعطي أعشاباً ويأمرنا باستعمالها كعلاج، فهل لهذه الأعشاب علاقة بالرقية الشرعية؟
السؤال الثالث: أنا موظفة وزوجي موظف وعندنا خير والحمد لله، لكن رغم هذه المرتبات فإنها لا تفي بالتزاماتنا كالإيجار وكذا, فهل يجوز أن آخذ زكاة من أجل أن أعالج ولدي, أو أسدد ديوني؟
الشيخ: شكراً. وتسمعين الإجابة على أسئلتك.
المتصل: استعمال حناء الشعر والخضاب في نهار رمضان هل تفطر المرأة بذلك أم لا؟
الشيخ: شكراً. وتسمعين الإجابة.
المتصل: ليس عندي رغبة في زوجي, ومن عدم رغبتي فيه أنني لا أستطيع الوفاء بحقه الشرعي، فما حكم ذلك؟
الشيخ: شكراً. وتسمعين الإجابة عن ذلك.
المتصل: أبي وزوجته يمنعاني من صلة أرحامي وأخواتي على وجه الخصوص فما حكم ذلك؟
الشيخ: تسمعين الإجابة إن شاء الله.
الشيخ: طيب! أخونا علي آدم المدني سأل عن أذان الجمعة ثلاث مرات، ما أدري أين يكون أذان الجمعة ثلاث مرات! كل المسلمين في سائر الأمصار يؤذنون للجمعة إما مرة واحدة بعد صعود الإمام المنبر، وإما أن يكون هناك أذانان: أذان أول، ثم الأذان الثاني يكون بعد صعود الإمام المنبر.
وقد كان النداء يوم الجمعة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة واحدة بعدما يجلس على المنبر، فلما كثر الناس في عهد عثمان زاد نداء ثانياً على الزوراء، من أجل أن ينتبه الناس فيغتسل الجنب، ومن أجل أن يرجع أهل السوق عما هم فيه من بيع وشراء ونحو ذلك، وعلى هذا جرى عمل الناس، أما أن يكون ثلاثة أذانات فهذه بدعة، فالمطلوب أذانان لا ثالث لهما.
السؤال: ما حكم الجمع بين الجمعة والعصر بسبب المطر؟
الجواب: أولاً يا أخي! لا يجوز الجمع بين الجمعة والعصر أصلاً، لا بسبب مطر ولا سفر ولا غيره؛ لأن الجمعة تفارق الظهر من نحو عشرين وجهاً، ولذلك لا يجوز الجمع بين الجمعة والعصر أصلاً.
ولو قلت: الجمع بين الظهر والعصر، أيضاً لا يجوز الجمع بين الظهر والعصر من أجل المطر، وإنما الجمع يكون بين المغرب والعشاء؛ لأن هاهنا مشقة الظلمة مع مشقة الوحل مع مشقة المطر، فمن أجل هذا نجمع العشاء إلى المغرب تقديماً حال نزول المطر، أما الظهر والعصر فلا يجمعان بسبب المطر، والجمعة والعصر لا تجمع لا بمطر ولا سفر ولا غيره.
الشيخ: وأما أخونا طاهر يقول: بأنه في مسجدهم يصلي العشاء الإمام الراتب, ثم يأتي رجل حافظ فيصلي بالناس التراويح, ثم يأتي ثالث فيصلي بالشفع والوتر.
فأقول: هذا الذي يحصل في مسجدنا وفي مساجد أخرى لا حرج فيه، فهذه صلوات منفصلة، فليست استخلافاً، وإنما صلينا العشاء فانتهت الفريضة، بعد ذلك التراويح يمكن أن يصليها شخص أو أكثر، ثم يأتي ثالث فيوتر بنا ولا حرج في ذلك إن شاء الله.
السؤال: أخونا محمد ذكر بأنه كان عنده أموال مع أحد الناس ممن يشتغلون بالتجارة، وقبل سنة أخبره بأن التجارة قد انتهى أمرها ورأس ماله باق عنده، وقد طلب منه إمهاله، يقول الآن مرت سنة فهل تجب الزكاة؟
الجواب: نعم تجب، إذا كان هذا الدين مضمون الأداء، يعني: إذا كان هذا الشخص مليئاً، وأنت تثق به فيجب عليك أن تحتسب ذلك المال فتزكيه مع مالك.
السؤال: أنا نويت الحج وما زلت عزباً لم أتزوج، وبعض الناس قد أفتوني بأنه لا حج قبل الزواج؟
الجواب: هذا هو الجهل، لا علاقة بين الحج والزواج، فالزواج تعتريه الأحكام التكليفية، فأحياناً يكون على الوجوب وأحياناً على الندب وأحياناً على الإباحة وهكذا، أما الحج فهو ركن الإسلام المتمم للأركان الخمسة، وهو فرض على القادر باتفاق المسلمين, قال تعالى: وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ [آل عمران:97].
لذلك يا محمد توكل على الحي الذي لا يموت, واستعن بالله ولا تعجز، واخرج إلى الحج، وسل الله القبول والإعانة.
السؤال: من أم درمان تقول السائلة: بأن الشياطين تصفد في رمضان، فكيف بهذا القرين الذي يوسوس لنا بالليل والنهار؟
الجواب: الشياطين لا تصفد كلها، وإنما تصفد المردة الكبار, أما من دون المردة فهم باقون على إطلاقهم، فهناك المارد وتحته العفريت، وتحت العفريت جني، وتحت الجني ساكن، فهؤلاء كلهم مطلوقون، والقرين أيضاً موجود معنا في رمضان وفي شوال، لا يفارقنا إلا عند الموت.
ولذلك يا سحر ! مطلوب منك ومني ومن الجميع أن يكثروا من الاستعاذة بالله من الشيطان، وأن نعمل بطاعة ربنا الرحمن؛ ليصرف عنا وسواس الشياطين.
السؤال: أم أحمد تقول: بأنها امرأة موظفة، وأنها في الوقت نفسه مرضع، وأنها تصوم لكن في بعض الأيام مع الإرضاع ومع الوظيفة لا تستطيع الصوم فتفطر؟
الجواب: عليك القضاء، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها، فالرضاعة مع المجهود الشديد من الأعذار المبيحة للفطر.
السؤال: هل يجوز لي أخذ الزكاة لسداد الديون أو لعلاج الولد؟
الجواب: نعم يجوز إذا كنت من المستورين والحمد لله رب العالمين، ودخلك مع زوجك يكفي لضرورات الحياة وحاجياتها، ثم بعد ذلك قد لزمتكم ديون، فيجوز لكم أن تأخذوا من الزكاة لسدادها، (ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله، ومن يتصبّر يصبره الله).
الشيخ: وأما سؤالك عن العلاج بالرقية الشرعية فأقول: يا أختاه! القرآن شفاء؛ كما قال ربنا: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ[الإسراء:82] ، وقال: قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ[فصلت:44]، وقال: يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ [يونس:57].
فالقرآن شفاء، وكذلك الأدعية النبوية شفاء، وأنا أفضل لك أن تباشري رقية نفسك بنفسك ولا تذهبي إلى أحد، وإنما ارقي نفسك بنفسك، والله الذي ابتلاك هو القادر على أن يعافيك جل جلاله، واستعيني بالدعاء.
أما قضية الأعشاب هذه فلا أدري ما حقيقة الأمر فيها، فمن الأعشاب ما هو علاج، وكذلك من الأشياء الطبيعية كالعسل والحبة السوداء، وماء زمزم هذه كلها شفاء، الرسول صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن ( ماء زمزم طعام طعم وشفاء سقم)، وأن في ( الحبة السوداء شفاء من كل داء)، وكذلك العسل قال الله عز وجل: يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ [النحل:69].
السؤال: رانيا سألت عن حنة الشعر في رمضان؟
الجواب: لا مانع، تحني وتخضبي، ولن يؤثر ذلك على صومك.
الشيخ: إحدى الأخوات تقول: ما عندها رغبة في زوجها، ولا تعطيه حقه الشرعي؟
فأقول: هذا لا يجوز يا أختي، إذا كان هذا الزوج لا تطيقينه، نفرت منه تماماً فاطلبي الطلاق! أما أن تكوني باقية تحته، وفي الوقت نفسه لا تمكنيه من نفسك فهذا ما لا يرضاه الله، ( وإذا دعا الرجل المرأة إلى فراشه فأبت فبات وهو عليها غضبان لعنتها الملائكة حتى تصبح )، وفي اللفظ الآخر: ( كان من في السماء غاضباً عليها حتى يرضى ).
الشيخ: أخت تقول: بأن أباها وزوجة أبيها يمنعانها من صلة أخواتها.
فنقول لها: صلي أخواتك ولو من وراء أبيك، فإن صلة الرحم واجبة، وقطيعة الرحم محرمة، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( إنما الطاعة في المعروف)، ويقول عليه الصلاة والسلام: ( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق).
السؤال: أنا أقوم بمشاركة في بضاعة مع جهة، فلما يحين وقت التصفية أصفي بسعر أقل من سعر الدراسة برضا الطرف الثاني, فهل في ذلك شيء؟
الجواب: ليس فيه شيء، قال الله عز وجل: إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ منكم[النساء:29].
السؤال: وقت الفجر الساعة الخامسة وربع, وتسحرنا الساعة الخامسة وخمسة وعشرين فما الحكم؟
الجواب: عليك القضاء يا أبا خمسة وعشرين، المفروض تقف عند حد الأذان؛ لأن الله عز وجل قال: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ[البقرة:187].
السؤال: ما هي فترة الإمساك؟ هل قبل الأذان بربع ساعة؟
الجواب: لا يوجد فترة إمساك! وإنما تأكل إلى الساعة الخامسة والربع، فهذا ميعاد الأذان إذا كنت من أهل الخرطوم.
السؤال: لماذا ربنا يجمع نفسه، ويقول: ((نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ))، وهو واحد أحد جل جلاله؟
الجواب: هذا الجمع للتعظيم، قال تعالى: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [الحجر:9] ، وقال: إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ [الدخان:3] ، وقال: إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ [يس:12], فربنا جل جلاله يعظم نفسه، وهو أعظم من كل عظيم.
السؤال: نذرت صيام ستة أشهر متتالية لشيء إذا تحقق، وتحقق هذا الشيء بعد خمس سنوات.
الجواب: يجب عليك الوفاء بما نذرت، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( من نذر أن يطيع الله فليطعه )، والله عز وجل مدح الأبرار فقال: يُوفُونَ بِالنَّذْرِ[الإنسان:7]، وقال: ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ[الحج:29]، فأوف بنذرك أيها السائل رجلاً كنت أو امرأة.
السؤال: أستفسر عن ترديد بعض السور أو الأدعية بصورة جماعية؟
الجواب: ليس من السنة، أما الدعاء فقد قال ربنا سبحانه: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً[الأعراف:55]، وقال: ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا * إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا [مريم:2-3]، وأما القرآن فإما أن تقرأ وإما أن تستمع لمن يقرأ.
السؤال: أوصاني شخص ما بشراء بعض الأشياء؛ فأي تخفيض آخذه أنا، أفتوني في ذلك؟
الجواب: لا تأخذ يا أخي، هذه وكالة، وهذا الرجل وكلك بأن تشتري له أجهزة، وهذه الأجهزة عندما تشتريها تبين له ثمنها، وتقول له: أجرتي كذا، فالوكالة تصح أن تكون بأجر وبدون أجر، أو من البداية تقول له: يا أخي! الأجهزة هذه أنت تشتريها بكم؟ فإذا قال لك مثلاً: بعشرين. قل له: بعد ذلك لو اجتهدت في الحصول على تخفيض فالفارق يكون لي، فمثلاً لو اشتريتها بخمسة عشر فالخمسة تكون لي، فإذا قال لك: لا بأس، فلا بأس إن شاء الله.
السؤال: أنا أخذت مبلغاً من رجل لكي أعمل له خدمة، والواقع أنني أكلت هذا المبلغ، وأريد أن أرجعه دون أن يعرف هذا الشخص أني أكلته، فهل بمجرد رجوع المبلغ تبرأ ذمتي أو يجب أن أطلعه على الحقيقة، ويمكن أن يضر هذا بسمعتي، أم أرجع له المبلغ على أساس أني لم أستطع إنجاز العمل؟
الجواب: أرجع له المبلغ بأي وسيلة, ولا تفضح نفسك يا أخي، وتب إلى الله عز وجل، والله سبحانه غفار، قال تعالى: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى [طه:82].
المتصل: يا أخي! أنا أعمل سائق سيارة، وفجأة لم أشعر إلا وقد انصدمت مع سيارة أخرى، فحصلت مني إساءة لصاحب السيارة الأخرى، فقال لي شخص: عليك أن تفطر فأفطرت، وما أدري الآن هل عليّ قضاء أو كفارة؟
الشيخ: أبشر. تسمع الإجابة على سؤالك.
أنا أسألك سؤالاً: هل هو من أهل العلم؟
المتصل: أبداً ليس من أهل العلم.
الشيخ: طيب يا أخي لو أنا الآن قلت لك: خذ لك حبتين وأربع شربات من دواء كذا ودواء كذا تسمع كلامي؟
المتصل: أبداً.
الشيخ: الله يهدينا ويهديك يا بهاء الدين !
الشيخ: بالنسبة لأخينا بهاء الدين الذي ذكر بأنه اصطدم بسيارته مع شخص آخر، ثم حصلت منه إساءة لذلك الذي صدمه أو اصطدم به، ثم أفتاه أحد الناس بغير علم قال له: أنت حصل منك جرح لهذا الصيام وينبغي لك أن تفطر، والرجل أفطر، أقول له: أولاً: بالنسبة للذي أفتاه آثم، وأنا أنصح الإخوة والأخوات بألا نقول على الله ما لا نعلم، فالله عز وجل قال: وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ [النحل:116]، وقال سبحانه: إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ [النحل:105]، وقال سبحانه: قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلالًا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ [يونس:59]، وقال: قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ [الأعراف:33].
فهذا الشخص الذي أفتاك إثمك عليه، وينبغي له أن يتوب إلى الله، وأنت أيضاً آثم؛ لأنك تأخذ بكلام كل من هب ودرج ولا تتبصر.
أما من ناحية ماذا يجب عليك؟ فإنه يجب عليك أولاً: الاستغفار والتوبة إلى الله عز وجل من هذا التفريط.
ثانياً: يجب عليك الاستغفار والتوبة من تنابزك بالألقاب مع ذلك الشخص الآخر.
وثالثاً: يلزمك قضاء يوم مكان هذا اليوم؛ لأنك أفطرت متأولاً، والله أعلم.
السؤال: عندي سؤالان:
السؤال الأول: عندنا الوالدة في عدة الوفاة, وتسأل: هل يحق لها أن تتصل بالتليفون للمشاركة مثلاً في الفتاوى وفي تلاوة القرآن؟
السؤال الثاني: ما الفرق بين المغفرة والكفارة، ( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه )، ويقول صلى الله عليه وسلم: (الجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كفارة ) , ما الفرق بين المغفرة والكفارة؟ وجزاك الله خيراً.
الشيخ: تسمعين الإجابة على سؤاليك إن شاء الله.
المتصل: لدي سؤالان:
السؤال الأول: إمامنا الذي يؤمنا في الصلاة وفي الجمعة ليس فقيهاً، فأنا أفضل عدم الصلاة عنده وأذهب إلى جامع آخر لأستفيد، فما الحكم؟
السؤال الثاني: نظرت للساعة فوجدتها الخامسة وسبع دقائق, والمؤذن يؤذن في الخامسة وعشر دقائق, فأنا أكلت وافتكرت أن الأذان هذا متأخر, وجزاك الله خيراً.
الشيخ: إن شاء الله, تسمع الإجابة على سؤاليك.
المتصل: زوجي يعطيني المصاريف فقط، وهناك أشياء خارج المصاريف أحتاجها للبيت فما يعطيني, فأنا آخذ من ماله بدون ما يعرف, وأشتري هذه التحسينات للبيت مثل السراير والملايات وقطائف وغيرها، فهل عليّ شيء؟
الشيخ: شكراً. وتسمعين الإجابة إن شاء الله.
المتصل: لو أن إنساناً أكل السعوط بعدما توضأ، فأقيمت الصلاة فذهب يصلي مباشرة, فهل يبطل الوضوء، وهل السعوط حرام أم لا؟
الشيخ: شكراً. وتسمع الإجابة عن سؤالك.
السؤال: بالنسبة لأختنا أماني من الكلاكلة ذكرت بأن الوالدة في العدة, فهل يجوز لها الاتصال بالتليفون؟
الجواب: نعم لا مانع، إن كان هناك حاجة، كأن تسأل عن شيء، أو تريد أن تصل أرحامها بالتليفون، أو تريد أن تعود مريضاً، أو تريد أن تعزي في ميت بالتليفون فلا مانع من هذا إن شاء الله.
السؤال: ما الفرق بين المغفرة والكفارة؟
الجواب: المغفرة والكفارة كلاهما بمعنى الستر؛ لأن كلمة المغفرة هذه مادة: الغين والفاء والراء تدل على الستر، ولذلك ما يلبس على الرأس يسمى المِغفر، ( دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة عام الفتح وعلى رأسه المغفر)، والله عز وجل يغفر الذنب بمعنى يستره.
والكفارة كذلك، مادة: الكاف والفاء والراء تدل على الستر، ولذلك الزارع يسمى كافراً: كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ[الحديد:20]، والكفار هنا بمعنى الزراع؛ لأنه يضع البذرة في الأرض ويسترها.
فالمغفرة والكفارة كلاهما بمعنى ستر الذنب، ولذلك ندعو الله عز وجل في آخر سورة البقرة: وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا [البقرة:286]، والعفو: هو المحو، ومنه يقال: عفت الريح الأثر.
وَاغْفِرْ لَنَا [البقرة:286]: أي: استر علينا ذنوبنا ولا تفضحنا يا ربنا، ثم بعد المحو والستر نرجو الرحمة بأن تدخلنا جنتك.
السؤال: أخ يقول: إمامهم غير فقيه, وهو في يوم الجمعة يذهب لإمام آخر يستفيد؟
الجواب: لا مانع يا أخي, وليس هذا شداً للرحال, وإنما هذا طلب للعلم.
الشيخ: وأما أكلك بعد الأذان فإنه يوجب القضاء, إذا أكلت بعد طلوع الفجر الصادق ولو كنت مخطئاً فإن هذا موجب للقضاء. وهذا السؤال يتكرر كثيراً, ولذلك نقول: ينبغي للناس أن يحتاطوا لأنفسهم لئلا يأكلوا بعد طلوع الفجر.
السؤال: زوجتي عليها قضاء من رمضان الماضي فهل عليها كفارة أم قضاء؟ وإذا كانت كفارة فهل تخرجها في رمضان أم بعد رمضان؟
الجواب: إذا أخرت القضاء من غير عذر يلزمها إطعام مسكين عن كل يوم مع القضاء، ولا حرج أن يكون الإطعام في رمضان أو بعد رمضان.
السؤال: أصوم وأصلي وأقرأ القرآن، لكن أتصل بخطيبتي وأحضر لها أفلاماً, فهل أنا مؤمن وصيامي صحيح؟
الجواب: أنت مؤمن إن شاء الله, وصيامك صحيح إن شاء الله، لكنك عاص بالإكثار من الاتصال؛ لأن الخطيبة أجنبية، فلا تتصل بها إلا على سبيل السؤال عن الأحوال بعد كل فترة، وكذلك التباحث حول الموضوعات التي تتعلق بمستقبل أمركما، لكن كل يوم تتصل فتبقى تتكلم معها نصف ساعة هذا لا ينبغي.
المتصل: عندي سؤالان:
السؤال الأول: هناك حديث يقول: ( حق المسلم على المسلم ست ) , هل الحديث هذا صحيح أم غير صحيح؟
السؤال: أريد تفسيراً للآيتين من سورة الأنعام، الآية الأولى والآية مائة وسبعة: سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا [الأنعام:148] والآية الثانية: وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا [الأنعام:107]؟
الشيخ: الآن أبين لك إن شاء الله.
السؤال: بالنسبة للأخت إسلام التي اتصلت من الصحافة قالت بأن زوجها يعطيها المصاريف, ثم بعد ذلك تأخذ بغير علمه من أجل بعض التحسينيات، كتغيير العفش والستائر وما أشبه ذلك؟
الجواب: لا يجوز لك ذلك! ولا يحل للمرأة أن تأخذ من مال زوجها بغير علمه، اللهم إلا إذا كان لا يوفر الضرورات مما يتعلق بالطعام والإدام وما أشبه ذلك، فإنها تأخذ ما يكفيها وولدها بالمعروف، أما بالنسبة للتحسينيات هذه فلا يفتح هذا الباب.
السؤال: إيمان من الأبيض سألت عمن يتناول السعوط وهو متوضئ, ثم إذا أقيمت الصلاة مضمض فمه وصلى؟
الجواب: السعوط محرم؛ لأنه ضار؛ ولأنه خبيث، والله عز وجل قال عن نبيه عليه الصلاة والسلام : وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ[الأعراف:157].
وأما ضرره فهو مسبب لسرطان اللثة، لا يجوز تناوله، لكنه ليس من نواقض الوضوء، فلو أن الإنسان تناوله بعد الوضوء فلا يلزمه أن يجدد وضوءه.
الشيخ: أخونا ياسين من الحاج يوسف سأل عن قول النبي صلى الله عليه وسلم:( حق المسلم على المسلم ست ) ؟ هذا الحديث صحيح، وتفصيل هذه الست قال صلى الله عليه وسلم: ( إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فشمته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه ).
يعني: المسلم من حقه عليك حين لقائه أن تبادره بالسلام، ثم بعد ذلك إذا دعاك إلى بيته تجيب دعوته، ثم إذا طلب منك النصيحة تبذلها له تريد بذلك وجه الله، فإن ( الدين النصيحة )، فإذا عطس فقال: الحمد لله تقول له: يرحمك الله، وإذا قدر الله عليه مرضاً تأتيه عائداً وتقول له: لا بأس طهور إن شاء الله، ثم إذا قدر الله عليه موتاً واستطعت أن تتبع جنازته فافعل.
السؤال: وأما سؤاله عن قول ربنا جل جلاله: سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ [الأنعام:148]. يقول: كيف نجمع بين هذه الآية وقوله تعالى: وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ [الأنعام:107]؟
الجواب: أولاً: أنا أثني على أخينا ياسين جزاه الله خيراً بأنه يقرأ قراءة المتدبر، يقرأ قراءة المتفهم، لذلك تبدو له هذه الإشكالات فيسعى إلى إزالة التعارض، وأنا أطمئنك أخي بقول الله عز وجل: وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا [النساء:82]، فالقرآن لا يعارض بعضه بعضاً.
وأما قول الله عز وجل: سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا [الأنعام:148]، حكم الله عليهم بالكذب؛ لأنهم كذابون في هذا الكلام، لم؟ لأنهم يريدون الاحتجاج بالمشيئة على المعصية، ومعنى ذلك: أن الإنسان يعصي الله، فمثلاً: يشرب الخمر ويقول: لو شاء الله ما شربت، أو مثلاً يأكل الربا ويقول: لو شاء الله ما أكلت، أو يعبد الأصنام ثم يقول: لو شاء الله ما عبدت, وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ [النحل:35] .
فالاحتجاج بالمشيئة، والاحتجاج بالقدر على المعصية، كذب وزور؛ لأنك قبل أن تفعل المعصية ما اطلعت في اللوح المحفوظ أن الله كتب عليك أن تشرك أو تشرب خمراً أو تأكل رباً, فكيف تحتج؟!
وأما الآية الثانية: وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا [الأنعام:107] ، إثبات لمشيئة الله عز وجل؛ لأنه لا يقع في الكون شيء إلا بمشيئته جل جلاله، لا يقع كفر ولا إيمان، ولا طاعة ولا عصيان إلا بمشيئته سبحانه.
لكنني أقول: بأن مشيئته جل جلاله ليست مبطلة للاختيار؛ لأن الله عز وجل خيرنا: وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ[الكهف:29] . قال الله عز وجل: إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا [الإنسان:3] .
فالله عز وجل علم فكتب، علم بأن فلاناً سيشرك فكتب ذلك في لوحه المحفوظ، وعلم أن فلاناً سيشرب خمراً, وأن فلاناً سيأكل رباً فكتب ذلك، لكنه ما أجبر أحداً من أجل أن يحتج فيقول: لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ [الأنعام:148].
ومثال ذلك ولله المثل الأعلى لو أن أستاذاً يدرس طلاباً، ثم بعد ذلك علم من حالهم أن فيهم المجد والكسول، والمواظب والمفرط، والمشارك والمعرض، فكتب تقريراً رفعه لمدير المدرسة أو لعميد الكلية بأن فلاناً وفلاناً وفلاناً سينجحون، وفلاناً وفلاناً وفلاناً سيرسبون. فالأستاذ هاهنا أخبر عن علمه, لكنه ما أجبر هؤلاء على النجاح ولا أولئك على الرسوب.
ولله المثل الأعلى! فربنا جل جلاله علم ما كان وما يكون، وما لا يكون لو كان كيف يكون، وبناء على علمه كتب، لكنه ما أكره أحداً على كفر ولا إيمان.
السؤال: لدي مركز تحويل أرصدة مالية، وهناك شخص يحول مبلغاً كبيراً ليشتري به مخدرات، ما حكم الشرع في ذلك؟
الجواب: لا تحول له, طالما أنك علمت أنه يتجر بهذا المال في المخدرات فلا تتعاون معه؛ لأن الله قال: وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [المائدة:2].
السؤال: سرقت مالاً وأريد إرجاعه لصاحبه دون علمه؛ لأن في ذلك حرجاً لي؟
الجواب: أرجعه دون علمه؛ لئلا تفضح نفسك، واستتر بستر الله.
السؤال: أقرأ القرآن في متجري, فيأتيني زبون فأقطع الآية، فهل أعود من حيث وقفت؟
الجواب: نعم استعذ بالله وابدأ الآية من أولها، وأنت على خير إن شاء الله.
السؤال: زوجي مسافر ووضعه يسمح بذهابنا معه، وهو رافض, فهل يجوز لي أن أمنعه من الاقتراب مني؟
الجواب: يا أمة الله! لعل الزوج يقدر بأنه سيبقى في الغربة سنوات معدودات ليهيئ لكم بيتاً، ويشتري لكم أثاثاً، وبعد ذلك يلتئم الشمل، ويعلم بأنكم لو ذهبتم فسدت عليه خطته؛ لأنه سينفق نفقات كثيرة حيث سيقوم باستئجار شقة فسيحة وشراء أثاث وثير وما إلى ذلك، فالتمسي له عذراً, وتفاهمي معه، ولا يجوز لك منعه من الاقتراب منك.
السؤال: ما الحكم في تقديم الإطعام قبل الصيام؟
الجواب: ليس هناك مانع إن شاء الله.
السؤال: وجب علي رمضان وعمري اثنتا عشرة سنة، ولم أعلم إلا وعمري أربع عشرة سنة، فماذا علي؟ مع العلم بأني صمت ثمانية عشر يوماً بنية التطوع؟
الجواب: يلزمك التوبة من التضييع، ويلزمك القضاء، فتقضي مكان كل يوم يوماً، وأنت معذورة إن شاء الله، وليس عليك كفارة، لأنك ما كنت تعلمين.
وهذا ينبهنا على مسئولية الآباء والأمهات, ينبغي أن نتقي الله في أولادنا، ونعودهم على الصيام.
السؤال: هل يجوز مقاطعة أخي إذا كان فاسقاً، وإذا تعاملت معه يسرقني كذا مرة، وقد فعل هذا؟
الجواب: يا أخي! أبعد عنه المال، ولا تقاطعه وانصحه، وادع له.
السؤال: هل يجوز للمتزوج أن ينظر إلى ما طاب له من زوجته؟
الجواب: نعم يا أخي، انظر إلى ما طاب لك من زوجتك.
السؤال: جدي لا يصلي، ولكنه يداوم على التسبيح؟
الجواب: لا ينفعه التسبيح؛ لأن التسبيح لا يقوم مقام الصلاة، لكن لعل جدك قد فقد الذاكرة، أما إذا كان عقله معه فالصلاة لا يقوم مقامها شيء، سبح وحمدل وحسبل وبسمل وتصدق وصام ولا بد من الصلاة، ( فإن أول ما يحاسب عليه العبد من عمله يوم القيامة الصلاة، فإذا صلحت صلح سائر عمله, وإذا فسدت فسد سائر عمله).
السؤال: إذا نزع الإنسان الزبدة من الزبادي الطبيعي وباعه، هل في هذا إثم؟
الجواب: نعم! أنت غشاش! بع الزبادي بزبدته، ولا تلبس على الناس.
نكتفي بهذا القدر من الأسئلة، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وألتقي بكم في حلقة قادمة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
السؤال: يأتيني أول يوم من عادتي الشهرية مغص من غير دم حيض، ثم دم الحيض ينزل اليوم الثاني، فهل أصوم وأصلي؟
الجواب: نعم؛ لأن الشريعة علقت الأحكام على رؤية الدم، أما الأعراض السابقة فهي لا تؤثر في الأحكام، وكذلك علقت الغسل على خروج المني وهو الماء الدافق, أما ما كان قبل ذلك فلا يترتب عليه غسل.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر