الحمد لله رب العالمين، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، كما يحب ربنا ويرضى، وكما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد، عدد ما ذكره الذاكرون الأخيار، وصل وسلم وبارك على سيدنا محمد، ما اختلف الليل والنهار، وصل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى المهاجرين والأنصار، سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم.
أما بعد: أيها الفضلاء! فأحمد الله الذي هيأ لنا اللقاء، وجمعنا في هذا المسجد المبارك، وأسأل الله سبحانه كما جمعنا فيه بأن يجمعنا في جنات النعيم، وأن يرزقنا لذة النضر إلى وجهه الكريم، وأن يجعلنا إخواناً على سرر متقابلين.
أقول: أيها الإخوة الكرام! إن الأنثى نعمة، والله عز وجل سماها هبة، لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا [الشورى:49] ، وكفى بالعبد بلاء أن يتسخط ما وهبه الله إياه، يعني: لو أنك الآن أعطيت كاتباً مبلغاً من المال فسخط عليك، ورمى به في وجهك، أو أسمعك كلمات لا تليق، فلا شك أن نقمتك عليه ستكون عظيمة، فما بالك بالله جل جلاله! فإنه يهبك أنثى سوية سميعة بصيرة، خلقها جل جلاله بحكمته وقدرته، ثم بعد ذلك أنت تتسخطها، كما كان يصنع أهل الجاهلية، قال تعالى عنهم: وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ [النحل:58-59] أي: على ضيق وحسرة وذل، أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ [النحل:59] فقد كان الواحد من أهل الجاهلية يتمنى الموت لابنته، يقول:
تهوى حياتي وأهوى موتها شفقاً والموت أكرم نزال على الحرم
والآخر عنده بنت اسمها مودة، فلما خرج مسافراً، وكانت بنته مودة تدعو له بطول العمر، فقال:
مودة تهوى عمر شيخ يسره لها القبر قبل الليل لو أنها تدري
يخاف عليها جفوة الناس بعده ولا ختن يرجى أود من القبر
يعني: قال: هي تتمنى لي عمراً طويلاً، وأنا أتمنى لها القبر قبل أن تغيب الشمس؛ وكانوا يتمنون موت الأنثى لأنهم كانوا يخشون العار، ويخشون الفاقة، وكانوا يرون البنات لا قيمة لهن، وكانوا يقولون: البنت نصرها بكاء، وبرها سرقة. يعني: لو أنها أرادت أن تنصر أباها فإنها تبكي، ولو أنها أرادت أن تبره فإنها تسرق من زوجها وتعطيه؛ ولذلك كانوا يحرمونها من الميراث، ويقولون: لا يرث إلا من يحمل السلاح، ويطعن بالسنان، ويشارك في الحروب، ونحو ذلك، والأشنع من ذلك أنهم كانوا يجعلون الملائكة من البنات، يقول سبحانه: وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا [الزخرف:19]، وينسبونهن لله عز وجل، وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ [النحل:57]، يقولون: الملائكة بنات الله. سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ [النحل:57]، يعني: هم يشتهون البنين، ويجعلون لله البنات، وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمْ الْحُسْنَى لا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ [النحل:62] .
فجاء الإسلام فهدم ذلك كله، وبين أن البنات نعمة من نعم الله. وقد كان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رُزق بأنثى حمد الله عز وجل وشكره، وكان الإمام المبجل أحمد بن حنبل رحمة الله عليه إذا رُزق إنسان ببنت يقول له: الأنبياء آباء بنات. يعزيه بهذه الكلمة. وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم رُزق من البنات بأربع رضوان الله عليهن، كبراهن زينب زوجة أبي العاص بن الربيع ، ويليها رقية فـأم كلثوم زوجتا ذي النورين ، وصاحب الهجرتين، وزوج الابنتين عثمان بن عفان ، ثم صغراهن وأفضلهن سيدة نساء العالمين فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورضوان الله عليهن أجمعين.
ويا من رزقت بأنثى تذكر أن من الإناث: مريم بنت عمران الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا [التحريم:12] ، و آسيا بنت مزاحم التي قالت: رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ [التحريم:11] ، و خديجة بنت خويلد التي ( بُشرت ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب )، و عائشة الصديقة بنت الصديق التي دعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: ( اللهم اغفر لـعائشة بنت أبي بكر مغفرة واجبة، ظاهرة وباطنة )، فدعا لها دعوة ما دعاها لأحد سواها، لا ذكراً ولا أنثى، وكان يمدحها ويقول: ( وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ) وهؤلاء نساء.
ويا من رُزقت بذكر لا تفرح كثيراً، وتذكر أن من الذكور: أبو جهل وفرعون و هامان و قارون و أبي بن خلف و النمرود بن كنعان و الوليد بن المغيرة و عبد الله ابن سلول ، وغيرهم ممن سودوا وجه الدنيا، وملئوها ضلالاً وفساداً، فلذلك ليست العبرة بأن يكون المولود ذكراً أو أنثى، وإنما العبرة بالصلاح؛ ولذلك لما رُزق إنسان بمولود فقال له آخر: ليهنك الفارس. يعني: هنيئاً لك الفارس. فقال له الحسن البصري : وما يدريك أفارس هو أم حمار؟! قل: بورك لك في الموهوب، وشكرت الواهب، وبلغ رشده، ورُزقت بره، وهذا هو الكلام الذي ينبغي أن يقال.
وقد قال الأول:
فلو كان النساء كمن ذكرنا لفضلت النساء على الرجال
فما التأنيث لاسم الشمس عيب وما التذكير فخر للهلال
فالهلال ذكر، والشمس أنثى، ولكن انظروا إلى الشمس ماذا تصنع في هذه الدنيا، ولولاها لما بقيت حياة على وجه الأرض، فإياك إياك عبد الله! أن تتسخط البنت، بل احمد الله عز وجل عليها، وتذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من كان له ثلاث بنات، فأدبهن، وعلمهن، وصبر على لأوائهن، حتى يبن أو يمتن، كن له ستراً وحجاباً من النار )، فإذا كان عندك ثلاث بنات أحسنت تأديبهن، وعلمتهن ما يلزمهن مما يقربهن إلى ربهن، ثم صبرت عليهن، وأنصفت، غير ممتن ولا مؤذ، حتى تزوجت الواحدة، أو توفاها الله عز وجل؛ فإنك تستتر بها وتحتجب بها من النار، فهذه المسألة ينبغي أن نهتم بها.
المسألة الثالثة: شريعة الإسلام تأمرنا بالعناية بالولد.
فمنذ أن تختار الزوجة، لا تفكر في قضاء الوطر وإفراغ الشهوة فقط، وإنما فكر أن هذه ستكون أماً لأولادك، وستكون راعية لذريتك، فلا بد أن تختار الصالحة الدينة العفيفة الصينة المطيعة، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( فاظفر بذات الدين تربت يداك )، وكما قال عليه الصلاة والسلام: ( لا تزوجوا النساء لحسنهن، فلعل حسنهن يرديهن، ولا تزوجوهن لمالهن، فلعل مالهن يطغيهن، وتزوجوهن لدينهن، ولأمة خرماء ذات دين أفضل )، فاحرص على ذات الدين، أي: على الدينة. هذه عناية أولى.
ثم هناك عناية ثانية وهي إذا وضعت النطفة، حين تجامع تلك المرأة استحضر نية صالحة، قال عز وجل: فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ [البقرة:187] ، قال الإمام القرطبي رحمه الله: يعني من الولد. ابتغوا ما كتب الله لكم من الولد، وحين المباشرة قبل أن تولج تدعو، تقول: ( بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا ) ، قال عليه الصلاة والسلام: ( فإنه إن يقدر بينهما ولد لم يضره شيطان ) ، فلا بد أن تدعو في تلك الحال التي ينسى كثير من الناس ذكر الله عز وجل فيها.
وبعد ذلك إذا حملت المرأة فأنت مطالب بالإنفاق عليها، والإحسان إليها، والترفق بها، قال الله عز وجل: لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ [الطلاق:7] ، يعني: شريعة الإسلام ما حددت لك حداً بأنه لا بد أن تنفق في الشهر مائة أو ألفاً أو ألفين، لا، وإنما تنفق حسب الطاقة، قال الله عز وجل: وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ [البقرة:233] فعليك أن تحسن إليها في طعامها، وكما قال فقهاؤنا: من الطعام ما هو وسط وجيد وأجود، فالإنسان ينظر، لكن لا بد أن تطعمها مما تطعم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، والحديث عن معاوية القشيري رضي الله عنه: ( يا رسول الله! ما حق امرأة أحدنا عليه؟ قال: تطعمها إذا طعمت، وتكسوها إذا اكتسيت، ولا تضرب الوجه ولا تقبح، ولا تهجر إلا في البيت ) فالشيء الذي تأكل منه لابد أن تطعمها إياه.
حتى لو أنك طلقتها لا قدر الله وهي حامل، وطلاق الحامل بإجماع المسلمين طلاق سنة، وهو طلاق واقع، أقول هذا الكلام لأن كثيراً من الناس يخفى عليه هذا الحكم، يقول: طلقت امرأتي وهي حامل، يظن بأن الطلاق لا يقع. نقول: لا، هو طلاق سنة، بدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم لـعمر بن الخطاب لما علم أن ولده عبد الله طلق امرأته وهي حائض، قال له: ( مره فليراجعها، ثم ليمسكها حتى تحيض ثم تطهر، ثم تحيض ثم تطهر، ثم تحيض ثم تطهر، فإن شاء طلقها طاهراً أو حاملاً ) فواجب عليك أن تنفق عليها حتى تضع حملها، قال الله عز وجل: وَأُوْلاتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ [الطلاق:4]، وقال: وَإِنْ كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ [الطلاق:6] وهذه المطلقة لو أنها أرضعت هذا المولود فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ [الطلاق:6] ؛ لأن الرضاعة تقتضي زيادة طعام، فالمرضع تحتاج أن تشرب لبناً، وتحتاج أن تأكل بعض الأطعمة الخاصة، قال الله عز وجل: فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ [الطلاق:6] يعني: بما جرى عليه عُرف الناس في البلد المعين، وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ [الطلاق:6] أي: اختلفتم وحصل بينكم نوع من المشاحة فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى [الطلاق:6].
فالمقصود بأن الإسلام يعتني بالمولود منذ أن تُختار أمه، ثم يعتني بالمولود حين توضع النطفة في رحم الأم، ثم يعتني بالمولود في مدة الحمل.
ثم بعد ذلك إذا خرج من بطن أمه، فهذه الأم أيضاً نعتني بها في حال الولادة والطلق؛ ولذلك علماؤنا المالكية يقولون: من النفقة الواجبة نفقة الولادة بما جرى به العرف، من غير تبذير ولا تقصير، إذا كان العرف يقتضي بأن تأتي لها ببعض العطور، يقتضي بأن تأتي لها ببعض الأطعمة، ببعض الخبائز، بما أشبه ذلك، فهذا مطلوب منك أن توفره، وكذلك أجرة القابلة أو الطبيبة، أو أجرة المستشفى، وما أشبه ذلك، فهذا كله داخل في النفقة الواجبة.
ومعلوم بأن المرأة لأنها تعاني ما تعاني في الحمل، وفي الوضع كما قال الله عز وجل: حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا [الأحقاف:15] ، وكما قال سبحانه: حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ [لقمان:14] أي ضعفاً على ضعف، جعل الإسلام لها ثلاثة أرباع الحق، في الحديث: ( أمك، ثم أمك، ثم أمك، ثم أباك، ثم أدناك أدناك ) ، هكذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم، وفي مسند البزار من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً يحمل أمه، يطوف بها حول البيت، فقال: يا رسول الله! أتراني قد وفيتها حقها؟ فقال: لا والذي نفسي بيده، ولا بزفرة من زفرات الولادة )؛ يعني: مهما صنعت بأمك فلن توفيها حق زفرة واحدة، نسأل الله أن يرزقنا بر أمهاتنا في الحياة وبعد الممات.
وكذلك الأب لن توفيه حقه مهما فعلت، كما قال صلى الله عليه وسلم: ( لا يجزي ولد والده، إلا أن يجده مملوكاً فيشتريه ويعتقه ) فقط في هذه الحالة تجزيه. وسيدنا عمر رضي الله عنه لما رأى رجلاً يحمل أباه ويطوف به، فقال: يا أمير المؤمنين! صرت له كما كان لي، أطعمه وأسقيه، ولا يقضي حاجته إلا على ظهري، أتراني قد وفيته؟ قال: لا. قال: ولِمَ؟ قال: لأنه كان يصنع بك ذلك وهو يتمنى لك عمراً مديداً، وأنت تصنع به ذلك وتقول: اللهم أرحني.
فإذا خرج المولود بسلامة الله، فإنه يخرج باكياً.
ولدتك أمك يا ابن آدم باكياً والناس حولك يضحكون سروراً
فاعمل لنفسك أن تكون إذا بكوا في يوم موتك ضاحكاً مسروراً
يخرج باكياً من مس الشيطان، يقول النبي عليه الصلاة والسلام: ( ما من مولود إلا ويستهل صارخاً من مس الشيطان، إلا المسيح بن مريم وأمه، اقرءوا إن شئتم وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ [آل عمران:36] ) أي مولود يخرج صارخاً؛ ولذلك أول عمل تعمله مجرد ما أخرجوه من بطن أمه وجاءوك به، أن تؤذن في أذنه اليمنى. قال ابن القيم رحمه الله: من أجل أن يكون أول ما يقرع سمعه كلمات الأذان المتضمنة توحيد الله عز وجل، والشهادة لمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة، والحث على الصلاة، والحث على الفلاح، فيضعف تعلق الشيطان به، في الحديث: ( ما منكم من أحد إلا وكل به قرينه من الجن ) ، قرينك من الجن يبدأ رحلته معك منذ أن تخرج من بطن أمك، ولا ينتهي إلا إذا فارقت الروح الجسد، إلى آخر لحظة قبل الممات يحاول إغواءك، يقول لك: مت على اليهودية، مت على النصرانية، ونحو ذلك، فهذا المولود أول شيء في أذنه اليمنى كلمات الأذان، وفي أذنه اليسرى كلمات الإقامة، التي هي أذان ثانٍ، فهاهنا الشيطان يخنس؛ لأن نبينا صلى الله عليه وسلم علمنا: ( بأن الشيطان إذا سمع الأذان ولى وله خبج كخبج الحمار، ثم يرجع فإذا سمع التثويب (الإقامة) ولى وله خبج كخبج الحمار، ثم يرجع فيدخل بين الإنسان وصلاته حتى ما يدري كم صلى ) لذلك أول ما تبدأ الصلاة يخبرك أن السيارة مفتوحة، وفيها الشنطة، والشنطة فيها كذا وكذا، وإذا كان عندك مال ضائع أو مفتاح ضائع يبدأ يذكرك. فلو صلى بك الإمام المغرب ستاً فلن تشعر؛ لأنك أصلاً لست معه بقلبك، وهذا من صنيع الشيطان، يبدأ رحلته مع ابن آدم منذ أن يخرج من بطن أمه؛ ولذلك نبدأ بكلمات الأذان في اليمنى، والإقامة في اليسرى، وبعد ذلك الرقية، تقرأ آية الكرسي وتتفل عليه، تقرأ خواتيم البقرة، وتتفل عليه، تقرأ المعوذتين وتتفل عليه، ( بسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس أو عين حاسد، الله يشفيك ) ( أعيذك بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة ) هذا الأسلوب الشرعي، وهو بديل عما يصنعه النساء الجاهلات حين يربطن للمولود خرزات، أو يربطن له كموناً أسود، أو يربطن له بعض الورق، ونحو ذلك، نقول: هذا كله داخل في قول نبينا عليه الصلاة والسلام ( من تعلق تميمة فلا أتم الله له ) ، فنستعمل معه الرقية الشرعية.
وبعد ذلك - أيها الإخوان - تأتي بتمرة فتلوكها أنت أيها الوالد! أو من ترجى بركته كجده إذا كان من أهل الصلاح، أو غيره من الناس يلوك هذه التمرة، ثم يأخذ بأصبعه فيدلك بها حنك المولود، ذكراً كان أو أنثى؛ لأن نبينا صلى الله عليه وسلم كان يصنع ذلك بالمولود، وعندنا حديث عبد الملك بن عمير عن أنس بن مالك رضي الله عن الجميع: (
فغضب رضي الله عنه، وقال: تركتني حتى تلوثت ثم أخبرتني، وقام مغضباً، فذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبره الخبر، فقال له الرءوف الرحيم: هل أعرستما؟ هل كان بينكما شيء في هذه الليلة؟ قال: نعم. قال: بارك الله لكما في ليلتكما، فحملت المرأة من تلك الليلة، ثم ولدت بعد تسعة شهور ولداً، فأعطته أخاه أنساً ، قالت له: اذهب به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذهب به، قال: فوضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجره، ودعا بتمرة فلاكها ثم حنكه، فجعل الغلام يتلمظ، يعني: بدأ يمص التمر، فضحك صلى الله عليه وسلم، وقال: عجبت من حب الأنصار للتمر- يعني: الولد عمره نصف ساعة، وهذا حاله مع التمر- ومسح على رأسه، وبرك عليه، دعا له بالبركة، وسماه عبد الله، يقول عبد الملك بن عمير رحمه الله راوي الحديث: فرأيت عشرة من ولد عبد الله كلهم حفظ القرآن ).
فالمقصود بأن التحنيك سنة، والسنة أن يكون بالتمر، فإن لم يوجد فبأي شيء حلو، كحلوى ونحوها، يدلك بها حنك الصبي.
المسألة الرابعة -أيها الإخوة الكرام-: التسمية.
والأصل فيها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أحسنوا أسماءكم، وأسماء أولادكم، فإن الناس يدعون يوم القيامة بأسمائهم وأسماء آبائهم ) ، يعني سيقال: يا فلان بن فلان! وليس صحيحاً ما يعتقده كثير من الناس أن الإنسان ينادى يوم القيامة باسم أمه هذا ليس صحيحاً، وإنما تنادى باسم أبيك، يا فلان بن فلان! بأبيك الذي كان معروفاً في الدنيا، وأما عيسى عليه السلام فينادى بأمه؛ لأنه معلوم أنه ليس له أب، فتنادى باسمك واسم أبيك؛ ولذلك أمرنا رسول صلى الله عليه وسلم أن نحسن أسماء أولادنا، وهو قدوتنا عليه الصلاة والسلام قال لأصحابه: ( إني رُزقت البارحة بغلام، وسميته على اسم أبي: إبراهيم) سمى ولده إبراهيم ، وسمى أكبر أولاده القاسم ، وسمى ولده الآخر عبد الله ، وبعض أهل السير يقول: كان له أيضاً الطيب والطاهر، وكثيرون يقولون: بل الطيب والطاهر لقبان لـعبد الله ، يعني: كان عنده صلى الله عليه وسلم: القاسم و إبراهيم ، و عبد الله ، وإذا قلنا الطيب والطاهر شخصان آخران معنى ذلك أنه كان عنده من البنين خمسة، أما البنات فبإجماع أهل السير ما كان له سوى أربع صلوات ربي وسلامه عليه، وقد مات أولاده كلهم أجمعون في حياته سوى فاطمة رضي الله عنها عاشت بعد أبيها ستة أشهر.
وقد ذكر علماؤنا رحمهم الله أن الأسماء على أربعة أقسام:
أسماء محرمة، وأسماء مكروهة، وأسماء مباحة، وأسماء مستحبة.
أما الأسماء المحرمة فهي تشمل كل ما عُبِّد لغير الله، كمن سمى ولده عبد المسيح أو عبد الحسن أو عبد الحسين أو عبد الكعبة أو عبد النبي أو عبد الرسول أو نحو ذلك من الأسماء، كل ما عُبِّد لغير الله فهو حرام.
أيضاً من الأسماء المحرمة: التسمية بأسماء الفراعنة والجبابرة والطواغيت، كمن سمى ولده فرعون أو هامان أو قارون ، أو سمى ولده النمرود مثلاً، أو سمى ولده أبا جهل أو أبا لهب . هذا كله من الأسماء المحرمة.
كذلك من الأسماء المحرمة: ما فيه تشبه بأعداء الله، كمن سمى ولده مثلاً بطرس أو جورج أو شارون أو نتنياهو، أو نحو ذلك من أسماء اليهود والنصارى، بحيث إذا أطلق الاسم غلب على الظن أن حامله ليس بمسلم، وهذا كله من المحرم.
والقسم الثاني: الأسماء المكروهة، وهي التي توحي بالمعاني القبيحة المستكرهة، كمن يسمي ولده العاص مثلاً، فإن امرأة كان اسمها عاصية ، فسماها النبي صلى الله عليه وسلم جميلة . أو من يسمي ولده صعباً، أو حزناً، فإن النبي صلى الله عليه وسلم غير هذه الأسماء، فالذي كان اسمه حزناً سماه سهلاً .
وكذلك مثلاً من سمى ابنته فتنة، فهذا الاسم أيضاً من الأسماء المكروهة، والنبي صلى الله عليه وسلم كان عنده ناقة يريد حلبها، فقال: ( من يحلب؟ فقال أحد الصحابة: أنا. قال: ما اسمك؟ قال: اسمي مرة . قال: اجلس. فقام آخر، قال: ما اسمك؟ قال: اسمي صعب . قال: اجلس. فقام ثالث، قال: ما اسمك؟ قال: اسمي يعيش . قال: احلب ) . كان صلى الله عليه وسلم يحب الفأل الحسن.
وكذلك في موطأ مالك رحمه الله: أن عمر بن الخطاب سأل رجلاً: ما اسمك؟ قال: اسمي جمرة . قال: ابن من؟ قال: ابن شهاب قال: من أين؟ قال: من حرة النار. قال: بأيهما؟ قال: بذات لظى. قال: أدرك أهلك فقد احترقوا قال: كلها نار في نار.
فهذه الأسماء مكروهة: شهاب وجمرة، وما أشبه ذلك. يعني: كل ما كان يوحي بالأشياء المستكرهة.
أيضاً أيها الإخوان! النبي عليه الصلاة والسلام قال: ( لا تسمين ولدك يساراً، ولا رباحاً، ولا أفلح؛ فإنك تسأل أثم هو؟ فتقول: لا ) يعني تسأل عن رباح، تقول: لا يوجد رباح. قال أهل العلم: ويُلحق به من كان اسمه خيراً، ومن كان اسمه سروراً، يسألك: سرور موجود؟ تقول له: سرور غير موجود، أو الخير ما جاء. ونحو ذلك فهذا كله مما يصدم الناس؛ ولذلك سيدنا عمر رضي الله عنه لما عرض على رجل شيئاً فقال: لا جزاك الله خيراً، فعلاه عمر رضي الله عنه بالدرة، وقال له: لقد عُلمتم لو تعلمتم، قل: لا، وجزاك الله خيراً. وهذا كثير في الناس، تقول له: يا أخي تفضل. فيقول لك: لا جزاك الله خيراً. والأفضل أن يقول: لا، وجزاك الله خيراً. يفصل بينهما، وهذا راجع إلى النية، فهذه هي الأسماء المكروهة.
ثم بعد ذلك هناك الأسماء المباحة، وهي التي لم يرد الشرع باعتبارها ولا بالنهي عنها، يعني: لا الشريعة أمرت بها ولا نهت عنها، ككثير من الأسماء المعروفة.
أقول: والأسماء المستحبة كل ما عُبد لله، كـعبد الله وعبد الرحمن وعبد الرحيم وعبد الملك وعبد القدوس وعبد السلام وعبد المؤمن وعبد المهيمن إلى آخره.
ثم أيضاً أسماء الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين كـإبراهيم وإسماعيل وإسحاق وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وداود إلى آخر هؤلاء.
ثم التسمية بأسماء الصحابة رضوان الله عليهم كـأبي بكر و عمر و عثمان و علي و سعد و سعيد و أبي عبيدة و المقداد و أبي ، وما أشبه ذلك.
ثم التسمية كذلك بأسماء الصالحين، سواء كانوا من هذه الأمة أو ممن كانوا قبلنا، كمن سمي ولده مثلاً لقمان، لقمان هذا رجل صالح آتاه الله الحكمة وكذلك الخضر ، وقل مثل ذلك في التسمية بأسماء الصالحين عموماً هذه مستحبة، وكما قال الأول:
وقل إن أبصرت عيناك ذا لقب إلا ومعناه إن فكرت في لقبه
والعناوين دليل على المضامين، العناوين تدل على ما وراءها من المضامين.
ختاماً لهذه المسألة أقول: أيها الإخوان! لنحذر في أسماء البنات خاصة ما جرت عليه عادة كثير من الناس في هذا الزمان من التسمية بأسماء الكفار، كمن يسمي بنته جاكين، ومن يسميها ديانة ودينة، إلى آخره.
هذه ينبغي أن نحذرها تمام الحذر، وإذا أردت أن تسمي ابنتك فسمها بأسماء الصالحات كـمريم وآسيا و سارة و هاجر ، وكذلك أمهات المؤمنين كـخديجة و حفصة و جويرية و صفية و ميمونة ، وأسماء الصحابيات كـأسماء و نسيبة ، ونحو ذلك، فهذا الذي ينبغي أن نحرص عليه.
المسألة الخامسة، وهي المتعلقة بأحكام اليوم السابع: اليوم السابع له أحكام، واليوم السابع يُحسب فيه يوم الولادة إذا كانت قبل الفجر، يعني: لو ولد لك مولود في هذا اليوم الذي مضى يوم الأحد قبل طلوع الفجر، فأنت تحسب يوم الأحد، ومعنى ذلك أن اليوم السابع سيكون يوم السبت المقبل، أما إذا كانت الولادة بعد طلوع الفجر الصادق فلا تحسب هذا اليوم.
واليوم السابع تشمله أحكام:
أول هذه الأحكام: إحسان التسمية.
ثانيها: حلق رأس المولود ذكراً كان أو أنثى، ويُتصدق بوزن شعره فضة، كما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم بـالحسن و الحسين و أم كلثوم ، وفاتني أن أذكر في التسمية بأن علياً رضي الله عنه قال عن نفسه:
( كنت أحب الحرب، فلما رُزقت بالغلام سميته حرباً ، فسماه النبي صلى الله عليه وسلم حسناً ، فلما رُزقت بالذي يليه سميته حرباً، فسماه النبي صلى الله عليه وسلم حسيناً ) فصار الحسن و الحسين ، وهما سيدا شباب أهل الجنة، وريحانتا رسول هذه الأمة عليه الصلاة والسلام، ويقال لهما: ريحانتا؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضمهما ويشمهما كما يُشم الريحان، وهذا من رحمته وعطفه صلى الله عليه وسلم، وفي الحديث: ( إنما يرحم الله من عباده الرحماء ) .
فيُحلق الرأس، ويُتصدق بوزنه فضة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك بـالحسن و الحسين و أم كلثوم رضوان الله عليهم أجمعين.
ثالثها: العقيقة: وكلمة العقيقة مشتقة من العق، والعق هو القطع؛ ولذلك الإنسان الذي يقطع والديه - والعياذ بالله - يسمى عاقاً، وسميت العقيقة عقيقة لاقترانها بالعق، أي: بعق شعر المولود، وهو قطعه وحلقه.
والعقيقة في شريعتنا جاءت بديلاً لعادة الجاهلية المقيتة؛ لأنهم كانوا ينحرون عن المولود، ثم بعد ذلك يدمون رأسه، أي: يلطخون الرأس بالدم، وهذه شريعة أهل الجاهلية، لكن خير البرية صلى الله عليه وسلم علمنا أن ( كل غلام مرتهن بعقيقته، تُذبح عنه في يوم سابعه، عن الغلام شاتان، وعن الجارية شاة واحدة ).
والشيخ أفتى بأن التأمين الصحي حكمه حكم سائر التأمين؛ لأن فيه غرراً، أنه قائم على جهالة، هناك مال يُدفع قد يرجع إليك أضعاف مضاعفة، وقد لا يرجع، لكنه قال: إذا كان التأمين من قبل الدولة فلا حرج، قال: لأن الدولة أصلاً ملزمة بعلاج الرعية، الدولة ملزمة بأن تعالج رعيتها، وغالباً التأمين الآن هو من قبل الدولة، خاصة بالنسبة لمن ينتمون إلى الوظائف الحكومية، فهناك اقتطاع شهري من الراتب، ثم بعد ذلك هناك بطاقة علاجية، لو أن الإنسان أصابه شيء فإنه يعالج، فهذا إن شاء الله لا حرج فيه من هذه الحيثية، من حيث إن الدولة مكلفة بعلاج الرعية.
والسؤال: ما يتعلق بختان الإناث، ما حكمه، وهل يوجد ما يسمى بختان السنة؟
كلمة الختان على وزن فعال تُطلق على الموضع، وتُطلق على الفعل، تطلق على الموضع كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( إذا مس الختان الختان ) ، وتطلق على الفعل كما في قوله صلى الله عليه وسلم: ( خمس من الفطرة: قلم الأظفار، وقص الشارب، ونتف الإبط، والاستحداد، والختان ) ، الختان المقصود به في هذا الحديث فعل الخاتن.
والختان على نوعين:
ختان الذكر، وختان الأنثى، وقد أجمع المسلمون سلفاً وخلفاً على مشروعيته فيهما، وحين نقول: أجمع أقوى من أن نقول: الآية أو الحديث؛ لأن الآية أو الحديث تختلف فيهما الأفهام؛ ولذلك تجدون العلماء اختلفوا في تفسير كثير من النصوص، لكن حين نقول: أجمع، معناها اتفاق، والاتفاق معصوم؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال: ( إن الله لا يجمع أمتي على ضلالة، فما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن ) ، فلا تنشغلوا بمن يقول لكم: الحديث ضعيف، نقول: ضعف الحديث أو قوته تغنينا عنهما إجماعات المسلمين، فالمسلمون مجمعون على أن الختان مشروع في حق الذكور والإناث.
وللعلماء في حكم الختان أقوال:
الشافعية رحمهم الله يقولون بالوجوب فيهما، يقولون: الختان واجب في حق الذكر وفي حق الأنثى، والمالكية والحنفية يقولون بالسنية فيهما، سنة مؤكدة في حق الذكور والإناث، إلا أن مالكاً رحمه الله يشدد في حق الذكر أكثر، حتى قال: من لم يختتن لا تصح إمامته، ولا تقبل شهادته، والحنابلة رحمهم الله يفرقون بين الذكر والأنثى فيقولون بوجوبه في حق الذكور، وكونه مكرمة في حق الإناث.
والختان معناه: إزالة الجلدة التي تغطي الحشفة بالنسبة للذكر، وإزالة الجلدة التي تسمى بالقلفة التي تغطي عضو المرأة.
وهذا الختان هو الذي يميز أهل الإسلام، يعني: شعار أهل الإسلام، قال أهل العلم: بدليل أنه لو وجد قتيل مختون بين قتلى غير مختونين فإنه يغلب على الظن أن هذا القتيل مسلم فنخصه بغسل وصلاة. ومثلاً لا قدر الله في البلاد التي يختلط فيها المسلمون وغير المسلمين، لو حصل فيها زلزال مثلاً أو وباء ومات ناس كثيرون، ووجدنا أن إنساناً مختوناً فهذا يغلب على ظننا كونه مسلماً، فنخصه بغسل وكفن وصلاة وتشييع ودفن ودعاء، وما إلى ذلك، وغير المختون يغلب على الظن أنه ليس من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وهو نبي الختان، عليه الصلاة والسلام.
والختان يسقط في أحوال:
الحالة الأولى: إذا ولد مختوناً، إذا نزل من بطن أمه وهو مختون.
الحالة الثانية: لو أسلم كبيراً وخشينا عليه، رجل أسلم وعمره ثمان وثمانون سنة، لا نختنه، أصلاً باقي له سنة ونصف، أو سنتين، فيترك.
الحالة الثالثة: لو أنه ولد ضعيفاً، واستمر به الضعف، والدكاترة عندهم مرض يسمونه الذي لا يستمسك دمه أي: دمه سيولة زائدة، فمثل هذا يترك من غير ختان.
هذه أحوال يسقط فيها الختان.
والشريعة ما حددت للختان وقتاً، زمن الصحابة كانوا يختنون الولد كبيراً، يقول عبد الله بن عباس وحديثه في البخاري : (توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا يومئذ غلام ختين، وكانوا لا يختنون الغلام حتى يبلغ)، أي: لغاية ما يقارب البلوغ، والإمام مالك كره ختانه في اليوم السابع قال: لأنه صنيع اليهود، اليهود دائماً يختنون في السابع؛ فلذلك الأمر راجع إلى الأيسر، ما يراه الناس أيسر وأرفق بهم، ومثلاً عهد في بعض بلاد الله وخاصة السعودية أنه مجرد ما يولد يختنونه، ويسلمونه لك من المستشفى مختوناً.
ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، اللهم آت نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها، اللهم اجعل لنا من كل هم فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، ومن كل بلاء عافية، اللهم بارك لنا في أزواجنا، وبارك لنا في أولادنا، وبارك لنا في أموالنا، وقنا شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، اللهم اجعل بلادنا آمنة مطمئنة سخية رخية، وسائر بلاد المسلمين، اللهم اصرف عنا شر الأشرار، وكيد الفجار، وشر طوارق الليل والنهار، إلا طارقاً يطرق بخير يا رحمن، اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا، وارحمهم كما ربونا صغاراً، اللهم اغفر لمشايخنا، ولمن علمنا، وتعلم منا، اللهم أحسن إلى من أحسن إلينا، اللهم اغفر لمن بنى هذا المسجد المبارك، ولمن عبد الله فيه، ولجيرانه من المسلمين والمسلمات، ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى جميع المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
السؤال: هنالك من سمى ابنه كهيعص، ما رأيك؟
الجواب: لا يجوز طبعاً؛ لأن هذه الله أعلم بمراده منها، وإلا غداً نجد من سمى ولده: الم، نون، والنون هو الحوت، وبالمناسبة البنات عندنا من يسميهن أسماء لا نعرف معناها، بعض الناس يسمي ابنته رشا، مع الاعتذار لمن كان اسمها رشا في أخواتنا، والرشا نوع من البقر، وكذلك المها نوع من البقر.
ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، اللهم آت نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها، اللهم اجعل لنا من كل هم فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، ومن كل بلاء عافية، اللهم بارك لنا في أزواجنا، وبارك لنا في أولادنا، وبارك لنا في أموالنا، وقنا شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، اللهم اجعل بلادنا آمنة مطمئنة سخية رخية، وسائر بلاد المسلمين، اللهم اصرف عنا شر الأشرار، وكيد الفجار، وشر طوارق الليل والنهار، إلا طارقاً يطرق بخير يا رحمن، اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا، وارحمهم كما ربونا صغاراً، اللهم اغفر لمشايخنا، ولمن علمنا، وتعلم منا، اللهم أحسن إلى من أحسن إلينا، اللهم اغفر لمن بنى هذا المسجد المبارك، ولمن عبد الله فيه، ولجيرانه من المسلمين والمسلمات، ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى جميع المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر