إسلام ويب

الختانللشيخ : عبد الحي يوسف

  •  التفريغ النصي الكامل
  • أنزل الله دين الإسلام وكلفنا جميعاً بالأخذ بتعاليمه رجالاً ونساء، وأعطى الناس جميعاً حقوقهم في الحياة. وأما المنظمات التي تدعو إلى حقوق المرأة فهي في الحقيقة تدعو إلى الرذيلة وإلى نزع قوامة الرجل على المرأة. وختان المرأة مشروع بإجماع أهل العلم، والنداء إلى منع ختان المرأة نداء غربي يريد نشر الرذيلة بين أوساط المسلمين.

    الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ * يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ [سبأ:1-2], وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير, وأشهد أن سيدنا ونبينا وإمامنا وعظيمنا محمداً رسول الله, الرحمة المهداة, والنعمة المسداة, والسراج المنير, والبشير النذير, أرسله ربه بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون.

    اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب:68-71].

    أما بعد: أيها المسلمون عباد الله! فالمعلوم لدى الكافة, أن دين الإسلام قد أنزله الله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم, وكلف بالعمل بتعاليمه الذكر والأنثى, الرجال والنساء, هؤلاء جميعاً مخاطبون بتعاليم الإسلام أمراً ونهياً, وقد جعل الله عز وجل ميزان التفاضل عنده بالتقوى, لا بالذكورة ولا بالأنوثة قال تعالى: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [النحل:97]، وقال سبحانه: فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى [آل عمران:195].

    الذكورة والأنوثة وصفان طرديان, لا يتعلق بهما ارتفاع ولا انخفاض, وإنما الله جل جلاله يرفع من شاء من ذكر أو أنثى بعمله الصالح, وبمسارعته إلى الخيرات, ومسابقته في الطاعات, وتنافسه في مضمار البر مع غيره, سواء كان ذكراً أو أنثى, ولذلك لو قلبنا صفحات القرآن نجد رب العالمين جل جلاله يحدثنا عن عباده الصالحين, ذكوراً وإناثاً, مثلما يحدثنا القرآن عن الأنبياء والمرسلين, وأوليائه المقربين, وعباده الصالحين من الرجال, كذلك نجد في القرآن حديثاً عن أم موسى, وعن امرأة فرعون التي قالت: رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنَ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ [التحريم:11].

    ونجد في القرآن حديثاً عن مريم بنت عمران قال تعالى: الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ [التحريم:12], ومثلما نجد في القرآن حديثاً عن فرعون و هامان و قارون و أبي لهب , نجد حديثاً كذلك عن أم جميل حمالة الحطب, التي ستصلى مع زوجها ناراً ذات لهب, ونجد حديثاً عن امرأة نوح وامرأة لوط اللتين كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ [التحريم:10].

    يا أيها المسلمون عباد الله! إن ناساً في زماننا هذا يريدون أن يصوروا الحياة على أنها صراع أبدي بين الرجل والمرأة, بين الذكر والأنثى, لا بد أن ينتصر في هذا الصراع أحدهما, وأن يتفوق الذكور أو الإناث, وأن يقضي أحدهما على الآخر, وليس في ديننا هذه النظرة قط, بل في ديننا العلاقة بين الرجل والمرأة علاقة تعاضد وتكامل, علاقة تعاون على البر والتقوى, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إنما النساء شقائق الرجال ), وقال عليه الصلاة والسلام: ( ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله عز وجل خيراً من امرأة صالحة, إن نظر إليها سرته, وإن أمرها أطاعته, وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله ).

    هذه هي علاقة الرجل بالمرأة في ديننا, المرأة عندنا معشر المسلمين في شريعة ربنا, في قرآننا, وفي سنة نبينا عليه الصلاة والسلام, مكرمة أماً وأختاً وبنتاً وزوجة, على كل أحوالها معززة مكرمة.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088486518

    عدد مرات الحفظ

    776960045