إسلام ويب

الفتن وخطرهاللشيخ : محمد الحسن الددو الشنقيطي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • الإنسان يعيش حياته في تقلب دائم وتحول من سرور إلى حزن ومن ألم إلى راحة، فهو يمر في أطوار منذ بداية الخلق، وهكذا ما يتعرض له من فتن وابتلاءات ومشكلات، ينبغي أن يقف فيها موقف المؤمن الصادق ويبتعد عن موقف النفاق، مع مراجعة القدر، ومراجعة الوحي، ومراجعة العلماء الربانيين لينجو بنفسه منها ويقوم بواجبه نحو أمته

    بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على من بعث رحمةً للعالمين، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديه، واستن بسنته إلى يوم الدين.

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    أما بعد: فإن الله سبحانه وتعالى هو مدبر الكون، لا يقع فيه شيء إلا بأمره وتدبيره وإرادته، ولا يقع في هذا الكون شيء إلا عن حكمة بالغة، فهو الذي يعلم مآلات الأمور، ويبلو عباده ويمتحنهم كما قال تعالى: وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ [الأنبياء:35]، وإذا قدر أمراً يسر أسبابه، وبين المخارج منه، ووفق لذلك من شاء من خلقه، وإن من حكمته سبحانه وتعالى أن يمتحن أهل الأرض بما يجدون من الضراء، وبما يجدون من السراء أيضاً، وقد كتب ذلك كله في القدر، فكل ما يقع من ذلك مكتوب عند الله تعالى في أم الكتاب؛ ولهذا قال الله تعالى: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ [الحديد:22-23]، (لكيلا تأسوا) هذا التعليل لكتابة ذلك في أم الكتاب؛ ولكتابته في القدر السابق، لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ [الحديد:23] أي: لا تحزنوا على ما فاتكم من هذه الدنيا، وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ [الحديد:23] أي: بالسراء في هذه الحياة الدنيا، ولذلك على الإنسان أن يعلم أن هذه الدار ذات ألوان، وسيركب فيها الإنسان طبقاً عن طبق، وسيمر به كثير من الأطوار.

    أطوار خلق الإنسان

    وهذه الأطوار المنوعة يمثلها خلق الإنسان، فالإنسان خلق فيها تسعة أطوار كما قال الله تعالى: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ [المؤمنون:12-16].

    تسعة أطوار يمر بها خلق الإنسان، ونحن نشاهد أحد هذه الأطوار مع ما فيه من الأطوار الداخلية، فهذا الطور الذي طواه الله تعالى بقوله: ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ [المؤمنون:14]، المقصود به تنامي الإنسان بعد ميلاده، فقد خلق من ضعف، ثم لم يزل يزداد تقدماً وقوة إلى أن وصل إلى منتهى قوته فبدأ في الضعف والشيبة.

    الأعراض الذي تعتري الإنسان في حياته

    ويمر به في هذا الطور وحده كثير من الأطوار كالفراغ والانشغال، والصحة والمرض، والغنى والفقر، والرضا والغضب، واللذة والألم، وغير ذلك من الأطوار التي تصابحه وتماسيه، ويجدها في كل أحيانه، وهي أعراض لم يكتب الله سبحانه وتعالى فيها الأجل إلا عند نهايته، فما يصيب الإنسان من الأعراض لو قدر به الأجل لكان أجله إما بالفرح، وإما بالحزن، وإما بالرضا، وإما بالغضب، وإما بالصحة، وإما بالمرض، أو غير ذلك من الأعراض التي تعتريه، وآخرها هو العرض الأخير الذي به أجله، ولذلك بين النبي صلى الله عليه وسلم حال الإنسان، ( فخط خطاً مربعاً، وخط بداخله خطاً، ثم أخرج منه خطاً آخر طويلاً، ثم خط خطوطاً عن يمين الخط الذي بداخل المربع، وخطوطاً عن شماله، ثم وضع إصبعه على الخط الداخلي، فقال: هذا الإنسان، ووضع إصبعه على الخط الخارجي فقال: وهذا أمله، ووضع إصبعه على المربع وقال: وهذا أجله، وأشار إلى الخطوط التي عن يمينه وعن شماله فقال: وهذه أعراض إن أخطأه هذا أصابه هذا ).

    مقابلة نعم الله بالشكر والامتنان

    فهذا مثال نبوي واضح لما يعترينا من الأعراض، ولما يحل في دنيانا هذه من التدبير التي ينبغي أن يكون زيادةً في الإيمان، وزيادةً في التقرب إلى الله تعالى، فأهل الإيمان كلما رأوا طوراً من هذه الأطوار ذكروا الله سبحانه وتعالى، إذا غربت الشمس فجاء الظلام ذكروا الله تعالى الذي امتن بالظلام على الأبدان، وإذا طلعت الشمس فجاء الضياء ذكروا الله فأقبلوا عليه بالشكر للامتنان على هذه النعمة، ولذلك فإنه سبحانه وتعالى امتن علينا بالضياء، وامتن علينا بالظلام، وكلاهما لا يصلح لوقته إلا هو، وجعل ذلك ذكرى وعبرة، فتفاوت الليل والنهار، وتكوير كل واحد منهما على الآخر هو تذكرة للغافلين والمشغولين عن الله تعالى بأن يئوبوا إليه ويتذكروا، ولهذا قال الله تعالى: تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُنِيراً * وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً [الفرقان:61-62].

    وقد جاء عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه كان إذا رأى الهلال أول مستهله يقول: أيها الخلق المتردد في منازل التقدير! والمتصرف في فلك التدبير! آمنت بمن نور بك الظلم، وأسفر بك البهم، وجعلك آيةً من آيات وحدانيته، وعلامةً من علامات سلطانه، وامتحنك بالزيادة والنقصان، والطلوع والأفول، والإنارة والكسوف، وفي كل ذلك أنت له مطيع، وإلى أمره سريع، فسبحان الذي خلقك وخلقني وقدرك منازل.

    الاعتبار بآيات الله والاتعاظ بها

    هذا القمر آية من آيات الله سماه الله بذلك في كتابه: وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً [الإسراء:12]، وهذه الآيات لا بد من الاعتبار بها، وقد قال الله تعالى: وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً [الإسراء:59].

    فالعبد يحتاج إلى ما يخوفه من الله، ولا يتم ذلك ما دام غارقاً في الطغيان، وما دام يحس بالاستغناء، فلذلك يبتليه الله تعالى ليئوب إليه ويرجع، ولهذا فكل ما يظهر في الأرض من الفساد، وكل ما يحصل فيها من الفتن، وكل ما يحصل فيها حتى من السيئات والذنوب أو من الطاعات والقرب كله ذكرى وعبرة للمعتبرين، فالإنسان إذا رأى العاصين المعرضين عن الله الذين يقبلون ويدبرون لا يبالون، ولا يخطر أمر الآخرة على خلد أحد منهم، ولا يتذكرون الموت، ولا يتذكرون العرض على الله، هذه عبرة وموعظة؛ لأنه يتعظ في هؤلاء كيف كانت لهم عقول كبيرة يتصرفون في أمورهم ويبيعون ويشترون، ومع ذلك هم بهذه الغفلة عن هذا الأمر العظيم الكبير الذي فيه يختصم الملأ الأعلى؟ لا يرجون لله وقاراً، أمر عظيم جداً؛ ولذلك قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لـعمرو بن العاص رضي الله عنه -وقد كان إسلامه متأخراً، فما أسلم إلا بعد صلح الحديبية- قال له عمر : يا عمرو ! والله إن كنا لنعدك من أعقلنا، فما الذي أخرك عن الإسلام؟ فقال: يا أمير المؤمنين! إنا كنا مع مشيخة من قريش، كنا نعدهم أهل كمال وفطنة، فلما حاربوا هذا الأمر وأعرضوا عنه شغلنا برأيهم، فلما ماتوا نظرنا فإذا الحق واضح. فلذلك عجب عمر من تأخر إسلام عمرو بن العاص مع تمام عقله، ودهائه وفطنته، كيف يتأخر عن الإسلام وهو بهذا الوضوح، وآياته بينات ظاهرة باهرة.

    ما حصل لأبي سفيان من آيات قبل إسلامه

    ومن الغريب أيضاً: أن بعض من كان مشركاً في وقت من الأوقات، ورأى بعض هذه الآيات عجب من نفسه: كيف لم يؤمن عند ظهور تلك الآيات؟! فإن أبا سفيان بن حرب رضي الله عنه كان خرج إلى مزرعة له بالطائف هو و صفوان بن أمية بن خلف ، فلما رجع من الطائف وكان على حدود الحرم بين عرفة ومزدلفة رأيا ذئباً يطرد أرنباً، فلما دخلت في الحرم رجع الذئب عنها، فقال أبو سفيان لـصفوان : ما رأيت كاليوم عجباً! ذئب جائع يريد أرنباً فتدخل في الحرم فيتركها!! فوقف الذئب وكلمهما بكلام فصيح، فقال: بل أمركما أعجب من أمري، يأتيكما محمد صلى الله عليه وسلم بالحق من عند الله تعالى فتعرضان وتكذبان!، فمكثا ساعةً لم يفكرا في هذا الأمر، مكثا ساعةً لا يستطيع أحد منهما جواباً حيرةً من هذا الأمر، ثم التفت أبو سفيان إلى صفوان فقال: لا تحدث بهذا الأمر؛ فإنك إن حدثت به لم يبق بين جبليها أحد، أي: سيخرج أهل مكة جميعاً، فتعاهدا على كتمانه، فلما أسلما حدث أبو سفيان بهذا الخبر العجيب!

    ونظير ذلك أيضاً ما حصل له عندما خرج بعد عقد الهدنة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحديبية، خرج أبو سفيان في تجارة قريش إلى الشام، فلما كانوا بغزة جاءهم الطلب، فإذا هرقل ملك الروم يدعوهم للحضور عنده، فأتي بهم وكانوا عدداً من الرجال من التجار، فلما أتوه وجدوه في دسكرة، أي: قبة عظيمة له، وعنده عظماء الروم جميعاً قد جمعهم فيها، برلمان الروم يجتمعون لسماع أخبار النبي صلى الله عليه وسلم، فقال هرقل لترجمانه: ( قل لهم: أيكم ألصق نسباً بهذا الرجل؟ قال أبو سفيان : فقلت: أنا، فقال: قربوه عندي واجعلوا أصحابه عند ظهره، ففعلوا، فقال له: إني سائلك عن هذا الرجل فلا تكذب، وقال لأصحابه: إذا كذب فكذبوه، سأل هرقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أسئلةً تدل على تمام عقله وفطنته، وقد سأله عن النبي صلى الله عليه وسلم: هل كنتم تؤثرون عليه كذباً قبل أن يقول ما قال؟ قال: لا، قال: فهل كان من آبائه من ملك؟ قال: لا، قال: فهل قاتلتموه؟ قال: نعم، كيف الحرب بينكم وبينه؟ قال: سجال، قال: فهل يغدر؟ قال: لا، ونحن منه الآن في مدة لا ندري ما هو فاعل فيها، قال: لم أجد مسألةً أدخل فيها شيئاً إلا هذه، ونحن منه الآن في مدة ما ندري ما هو فاعل فيها، سأله: أأشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم؟ قال: بل ضعفاؤهم اتبعوه، قال: أيزيدون أم ينقصون؟ قال: بل يزيدون، قال: أيرجع أحد منهم سخطةً لدينه بعد أن يدخل فيه؟ قال: لا، فرد هرقل على أبي سفيان فقال: قد سألتك: هل كنتم تؤثرون عليه كذباً؟ فقلت: لا، فقد علمت أنه لم يكن ليترك الكذب على الناس ويكذب على الله، وسألتك عن نسبه فقلت: هو فينا ذو نسب، وكذلك الرسل تبعث في نسب قومها، وسألتك: هل كان من آبائه من ملك؟ فذكرت أن لا، فقلت: لو كان في آبائه من ملك لقلت: رجل يطلب ملك أبيه، وسألتك: هل قاتلتموه؟ فقلت: نعم، وقلت: إن الحرب بينكم وبينه سجال، فكذلك أمر الإسلام حتى يتم، أو قال: أمر الإيمان حتى يتم، وسألتك: أأشراف الناس اتبعوه أما ضعفاؤهم؟ فقلت: بل ضعفاؤهم اتبعوه، وهم أتباع الرسل، وسألتك: هل يرجع أحد منهم سخطةً لدينه بعد أن يدخل فيه؟ فذكرت أن لا، فكذلك الإيمان حين يخالط بشاشة القلوب، وسألتك: أيزيدون أم ينقصون؟ فذكرت أنهم يزيدون، فكذلك أمر الإسلام حتى يتم، وسألتك: هل يغدر أم لا؟ فذكرت أنه لا يغدر، فكذلك الرسل لا تغدر، فإن كان ما قلت حقاً فليملكن موضع قدمي هاتين، ولو كنت عنده لتجشمت لقاءه ولغسلت عن قدميه )، وكانت هذه القصة في ذلك الوقت و أبو سفيان أشد ما يكون عداوةً للنبي صلى الله عليه وسلم.

    قال: ( فخاطب الروم، فقال لهم: يا معشر الروم! هل لكم في أن يدوم ملككم أم تبايعوا هذا الرجل وتتبعوه؟ فحاصوا حيصة الحمر إلى الأبواب فوجدوها مغلقة، فدعاهم فقال: قد كنت أمتحن حرصكم على دينكم فقد رأيت، فسجدوا له ورضوا عنه، فكثر اللغط عنده وأخرجنا، قال أبو سفيان : فمنذ سمعته يقول ما قال وأنا أعلم أن أمر الإسلام سيتم حتى أدخل الله علي الإيمان )، ومع هذا قال لأصحابه لما خرجوا: ( لقد كبر أمر ابن أبي كبشة حتى إن ملك بني الأصفر ليخافه ).

    إرادة الله الكونية في الهداية

    فلذلك لا بد أن نعلم أن الجميع من تقدير الله، وأن الإيمان ليس ميراثاً يرثه الإنسان عن آبائه وأجداده، وليس قناعةً عقليةً يقتنع بها إذا رأى المعجزات والآيات، أو قرأ وتدبر، إنما هو نور يقذفه الله في قلب من شاء من خلقه، ولهذا قال تعالى: وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا [الشورى:52].

    وقال تعالى: وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ * وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ * وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمْ الْمَلائِكَةَ وَكَلَّمَهُمْ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ [الأنعام:109-111].

    فلا يمكن أن يؤمن إلا من قدر الله له الإيمان، ولهذا قال الله تعالى: وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ * وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ [يونس:99-100].

    فلذلك يهدي الله تعالى لنوره من يشاء، ويصرف عن هذا النور من يشاء، وقد تعهد بصرف الذين لا يرتضي خدمتهم للدين عن الإيمان وعن الالتزام، فقال تعالى: سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِي الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً [الأعراف:146].

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088813170

    عدد مرات الحفظ

    779206667