إسلام ويب

عداوة الشيطانللشيخ : محمد الحسن الددو الشنقيطي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • إن الإنسان في صراع دائم وحرب دائرة مع إبليس منذ خلقه الله وأسجد له الملائكة، ولا يزال الصراع مستمراً، ولا يزال إبليس حريصاً على إغواء الإنسان بطرق متعددة وأساليب متنوعة، ومعه جنود يقومون بمهامه كجند الشهوات والشبهات وغيرها؛ فهو متربص بالعبد في كل لحظة ليوقعه في المعصية، فعلى المسلم أن يتقي شره، ويعلم ضرره، ويحذر من غوائله وشراكه أن يقع فيها.

    بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله رب العالمين, وأصلي وأسلم على من بعث رحمةً للعالمين, وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهديه، واستن بسنته إلى يوم الدين.

    أما بعد:

    فإن العاقل الذي يدرك أنه في مواجهة وحرب لا بد أن يعد العدة لتلك المواجهة, ولا بد أن يميز بين عدوه وصديقه, وإننا في هذه الدار قد كتب الله علينا جبهات مفتوحة, ومن أقطن هذه الجبهات وأنكاها وأشدها جبهة إبليس؛ لكثرة جنوده وتنوعها, فإن له جنوداً من الإنس وجنوداً من الجن, وإنه قد أقسم بعزة الله ليغوين أكثر البشر.

    وقد تحققت يمينه في أكثرهم كما أخبر الله بذلك؛ فقال: قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ المُخْلَصِينَ[ص:82-83], وقد قال الله تعالى: وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ المُؤْمِنِينَ[سبأ:20], فصدقت يمينه في إغواء أكثر البشر؛ ولهذا قال الله تعالى: وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ[هود:17], وقال: وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ[الأنعام:116]؛ فأكثر الخلائق هم من جند إبليس, وهذا يدلنا على أن الكثرة ليست ملازمة للنصر؛ بل قد قال الله تعالى: كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ[البقرة:249].

    ولا شك أن الله حكم بالفلاح والفوز لحزبه الموحدين, وحكم بالخسران والهلاك على حزب الشيطان الخاسرين فقال تعالى: إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ المُفْلِحُونَ[المجادلة:22], وقال: إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغَالِبُونَ[المائدة:56], وقال: إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ[المجادلة:19].

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088457106

    عدد مرات الحفظ

    776842192