إسلام ويب

دور الشبابللشيخ : محمد الحسن الددو الشنقيطي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • إن الإنسان يمر في عمره بمراحل من القوة والضعف، وإن أهم مرحلة في حياته هي مرحلة الشباب، وللشباب دور عظيم في حياتهم تجاه أمتهم، فعليهم أن يستفيدوا من طاقاتهم في هذه المرحلة، ولهم في ذلك سلف من الصحابة وغيرهم من السلف الصالح.

    بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على من بعث رحمةً للعالمين، وعلى آله وأصحابه، وعلى من اهتدى بهديه، واستن بسنته إلى يوم الدين.

    أما بعد:

    فإن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان، وأهبطه إلى هذه الأرض للاستخلاف فيها، وتحقيق العبودية له سبحانه وتعالى فيها، وقد مر في خلقه بتسعة أطوار بينها في كتابه بقوله: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا المُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ[المؤمنون:12-16].

    وقد جعل له خمسة أعمار:

    العمر الأول: عمر الذر، الذي ابتدأ عندما مسح الله ظهر آدم ببطن نعمان، فأخرج منه ذرية، فقال آدم: ( أي رب! من هؤلاء؟ قال: خلقٌ من ذريتك خلقتهم للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون، ثم مسح ظهره ثانية فأخرج منه ذرية، فقال آدم: أي رب! من هؤلاء؟ قال: خلق من ذريتك خلقتهم من نار وبعمل أهل النار يعملون، ثم جمعهم فناداهم فقال: ألست بربكم؟ قالوا: بلى شهدنا )، فهذا العمر ابتدأ فيه خلق الإنسان حين أخرج من ظهر آدم وخوطب بهذا الخطاب الرباني، وناداه ربه سبحانه وتعالى كفاحاً ليس بينه وبينه ترجمان.

    ثم بعد ذلك أعيد الإنسان إلى الأصلاب، واستمر هذا العمر إلى أن يخرج الإنسان من الأرحام.

    وعمره الثاني: ببقائه فوق هذه الأرض مدة حياته، وهو عمر التكليف.

    والعمر الثالث: بقاؤه في بطن الأرض، في البرزخ بعد الدفن.

    والعمر الرابع: بقاؤه فوق الساهرة في المحشر، وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ[الحج:47].

    والعمر الخامس: بقاؤه السرمدي الأبدي في جنة أو في نار، وهذا العمر الخامس هو عمر الجزاء المرتب على عمر العمل.

    ثم إن قوله سبحانه وتعالى: ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ[المؤمنون:14]، المقصود بهذه المرحلة من مراحل خلق الإنسان: تناميه منذ ميلاده، يبدأ بالضعف ثم بعده إلى القوة، ثم بعدها إلى الضعف والشيبة، وهذا التدرج هو المشار إليه بقوله: ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ[المؤمنون:14].

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088543986

    عدد مرات الحفظ

    777232448