إسلام ويب

الشمائل المحمديةللشيخ : محمد الحسن الددو الشنقيطي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • شرَّف الله سبحانه وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أعظم تشريف, فمنذ أن خلق الله آدم وهو يجعله في خير نسل, وشرفه بأن أخذ على جميع الأنبياء العهود والمواثيق على نصرته إذا بعث, وشرفه بأن اختار أصحابه وآل بيته وأتباعه, وأعطاه الوسيلة والشفاعة العظمى, وزكى جوارحه وأخلاقه وشمائله الخَلْقية والخُلقية؛ ومن عظيم تشريف الله له أن كانت محبته من مقتضيات الإيمان, فينبغي على كل مؤمن دراسة شمائله وتطبيقها في حياته.

    بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على من بعث رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهديه واستن بسنته إلى يوم الدين.

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    أبشركم في اجتماعكم هذا الذي أتيتم فيه لتعربوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم عن محبتكم وولائكم ونصرتكم، ولتسلكوا طريق أصحابه والتابعين لهم بإحسان في نصرته ومحبته وإعلان ذلك على الملأ؛ أن هذا العمل الذي تقومون به من إيمانكم، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أنس وأبي هريرة رضي الله عنهما أنه قال: ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده ووالده والناس أجمعين ).

    فأنتم تحققون الآن مقتضىً من مقتضيات الإيمان الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من عند الله، وإذا كان الكفرة الفاجرون يعلنون بغضهم وكراهيتهم وتكذيبهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنتم الآن تعلنون محبتكم وولاءكم ومناصرتكم لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وتعلنون ما قال حسان بن ثابت رضي الله عنه:

    وكيف وودي ما حييت ونصرتي لآل رسول الله زين المحافل

    وأنتم تعلنون الآن أنكم تريدون أن تدعوا باسم النبي صلى الله عليه وسلم في الملأ الأعلى: يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ [الإسراء:71]، وتريدون أن تحشروا تحت لوائه لواء الحمد، وأن تسقوا من حوضه شربة هنيئة لا تظمئون بعدها أبداً, في الوقت الذي يطرد فيه الذين غيروا وبدلوا, والذين أعانوا الظلمة عن حوضه صلى الله عليه وسلم، وقد جاء عنه في ذلك حديثان صحيحان:

    أحدهما: ( إنه يطرد دونه أقوام قد غيروا وبدلوا, يضربون كما تضرب غرائب الإبل, فأقول: يا رب أمتي أمتي أمتي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم، فأقول: فسحقاً فسحقاً فسحقاً ).

    والحديث الثاني: أنه صلى الله عليه وسلم قال: ( أنه سيستعمل عليكم أمراء، يكذبون في الحديث، ويغلبون الناس, فمن صدقهم في كذبهم، وأعانهم على ظلمهم؛ فلن يرد علي الحوض ).

    فلذلك أنتم الآن تبحثون عن طريق ميسر لورود الحوض المورود إلى النبي صلى الله عليه وسلم, وللشرب منه بيد النبي صلى الله عليه وسلم شربةً هنيئة.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088535944

    عدد مرات الحفظ

    777189885