إسلام ويب

مهرجان غزةللشيخ : محمد الحسن الددو الشنقيطي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • احتل اليهود فلسطين، وعاثوا فيها فساداً، ولا يخفى ما يتعرض له أهل غزة من الحصار والتجويع والإذلال، وعلى المسلمين حكاماً وشعوباً القيام بواجبهم تجاه إخوانهم كل بقدر مسؤوليته وحجمها، وأقل ما ينبغي نحوهم جمع الأموال لهم والدعاء والقنوت لهم في الصلوات.

    بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على من بعث رحمةً للعالمين، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهديه، واستن بسنته إلى يوم الدين. أما بعد:

    فقد جئتم هنا تمثلون هذا البلد بجميع من فيه وما فيه، تمثلونه بعلمائه ومشايخه وأئمته ووزرائه وتجاره ونسائه وشبابه وطلابه، وجميع شرائحه؛ لتعلنوا ولاءكم لله ورسوله وللمؤمنين، وبراءكم من أعداء الله جل جلاله، ومقاطعتكم لهم ولكل من هادى إليهم.

    تعلنون أنكم تستنكرون هذا المنكر وهذه الجرائم البشعة التي تحصل في غزة وفي سائر فلسطين، ولا تنسيكم كذلك الجرائم الأخرى التي تقع في العراق وفي باكستان وفي أفغانستان وفي كشمير وفي الصومال وفي السودان، وفي أماكن كثيرة من أرجاء هذا العالم، كلها تتجه للمسلمين الموحدين، وكلها تتكالب فيها قوى الشر على هذه الأمة، لكن لا بأس من إعلان أن اليهود هم العدو الأول.

    فالصهاينة الذين يحتلون المسجد الأقصى، ويعيثون في الأرض فساداً، ويدمرون المساجد والمنازل على رءوس أهلها، ويقومون بالأعمال البشعة التي يستنكرها العالم كله بقلوبهم، ولو خرصت ألسنتهم في غزة اليوم هم أعداء الله من خلقه، فهم الذين قالوا: يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا [المائدة:64]، وهم الذين قالوا: إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ [آل عمران:181]، وهم أعداء رسل الله فَرِيقاً كَذَّبُوا وَفَرِيقاً يَقْتُلُونَ [المائدة:70]، وهم أعداء كتب الله وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ [آل عمران:78]، وهم أعداء ملائكة الله، مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ [البقرة:98].

    وهم أعداء رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخصوص، فقد حاولوا قتله خمس مرات، ووضعوا له السم في الشاة، ووضعوا له السحر في بئر أريس، ومالئوا المشركين عليه، ومالئوا المنافقين، وآذوه في نفسه وفي أهله وفيمن حوله، وفي أصحابه.

    وهم كذلك أعداء المؤمنين جميعاً، فقد قال الله تعالى: لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ [المائدة:82].

    وهم أعداء الاقتصاد، فقد قال الله عنهم: أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ [المائدة:42]، وقال: وَأَخْذِهِمْ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ [النساء:161].

    وهم أعداء البشرية كلها، فقد قال الله تعالى: وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ [المائدة:64].

    وإن ما يقومون به اليوم ليس جديداً عليهم، ولا هو محدث في مسيرة تاريخهم، بل قد عودوا البشرية كلها على النكف والإفساد في الأرض، فموسى بن عمران عليه السلام الذي أنقذهم الله به من فرعون وجنوده مع ذلك آذوه حتى قال: يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ [الصف:5].

    وعيسى بن مريم عليه السلام الذي كلمه في المهد، ورأوا حمل أمه به من غير أب، ورأوه يبرئ الأكمه والأبرص، ويحيي الموتى بإذن الله، ويخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه، فيكون طيراً بإذن الله، مع ذلك حاولوا قتله وصلبه وتمالئوا عليه، فلا يستنكر منهم مثل هذا البطش والتشرد، وإنما يستنكر الخذلان الذي نشاهده اليوم في قادة هذه الأمة الإسلامية.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088536774

    عدد مرات الحفظ

    777191539