إسلام ويب

آداب الصيامللشيخ : محمد الحسن الددو الشنقيطي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • جعل الله تعالى الأدب ملاك الأمر، فكل عبادة لها آداب، ومنها الصوم الذي هو من أركان الإسلام، فلابد فيه من تبييت النية من الليل والاهتمام بسنة سيد المرسلين في السحور والفطر، ولابد من استغلال رمضان وجعله محطة للتزود من بقية الفرائض، فلا فائدة من الصيام دون بقية الأركان، وصيام النوافل واستغلال المواسم من أهم ما يجب الحرص عليه.

    بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله رب العالمين, وأصلي وأسلم على من بعث رحمةً للعالمين, وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهديه، واستن بسنته إلى يوم الدين. أما بعد:

    فإن الله سبحانه وتعالى جعل الأدب ملاك الأمر, وجعله قيمة الإنسان، فشرع كثيراً من الأحكام المتعلقة بالآداب التي بها يتزين المحسن فيزداد عمله كمالاً, وبها كذلك يحسن العمل، فيدخل في قبيل الإحسان الذي هو العنصر الثالث من عناصر الدين.

    وهذه الآداب يجهلها كثير من الناس، ويتركها بعض من علمها منهم, وكل ذلك مما لا ينبغي، فما شرعها الشارع إلا ليؤخذ بها، وقد قال الله تعالى: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا [الحشر:7].

    فلذلك لا بد أن نأخذ بالأدب الذي جاء به رسول صلى الله عليه وسلم من عند الله, وأن نعلم أن الإسلام الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من عند الله مطلوب منا جميعاً, ولذلك فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لـمعاذ حين أرسله إلى أهل اليمن: ( ادعهم إلى كبير الإسلام وصغيره ), فكبير الإسلام فرائضه, وصغيره ما دون الفرائض من السنن والمندوبات.

    فلذلك لا بد من الحفاظ عليها وهي الآداب التي تزيد العمل ثواباً وأجراً, ولا شك أن الإنسان يمكن أن يؤدي الصلاة فيقتصر على فرائضها مثلاً, وعلى ما لا تتم إلا به, ويمكن أن يؤدي الصوم فيؤدي فرضه فقط، ويقتصر على ذلك, لكن إذا فعل فإن الفرض منقوص.

    ولهذا فإن الشارع رتب الأمور ترتيباً دقيقاً, فجذع الشجرة هو أصل الإيمان, واللحاء الذي يحيط به هو فرائض الله سبحانه وتعالى التي كتبها, وما زاد على ذلك مما يزيد الشجرة نماءً ويزيد أغصانها تمدداً هو السنن والمندوبات, وإذا هانت هذه على الإنسان هانت عليه الفرائض, وإذا هانت عليه الفرائض هان عليه أصل الإيمان.

    ولذلك قال أهل العلم: إن من يرتكب المكروهات لا بد أن يقع في الصغائر, ومن يرتكب الصغائر لا بد أن يقع في الكبائر, ومن وقع في الكبائر فإن أصل إيمانه مهدد, ولهذا قال العلامة محمد مولود جواد رحمه الله: فالمتهاون بها يبلى بأن يئول أمره إلى ترك السنن, والمستخف بأداء السنن عمداً بإهمال الفرائض ملي, ملي أي: بلي, بمعنى يبتلى بذلك.

    فالله سبحانه وتعالى درج الأحكام هذا التدريج بهذه الحكمة العجيبة, فلذلك لا بد أن نتعلم آداب الشرع في كل الأمور, وبالأخص في أركان الإسلام العظيمة ومنها: الصيام.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088546408

    عدد مرات الحفظ

    777246841