إسلام ويب

اغتنام الحياةللشيخ : محمد الحسن الددو الشنقيطي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • يدور عمر الإنسان في مراحل يتنقل بينها، بعد أن فطره الله على الفطرة السليمة في عالم الذر، فكل إنسان يولد على الفطرة، وتفسد فطرته مفسدات كالتكبر والعناد، والتقليد. وأقصر أعمار الإنسان هو عمره فوق الأرض، وهو وقت الامتحان والابتلاء، وفي هذا العمر فرص للنجاة، ثم بعد ذلك عمره في البرزخ وما فيه، ثم العمر السرمدي بعد الوقوف إما في جنة أو نار.

    المقدم: بسم الله اللطيف الرءوف المنان، الغني القوي السلطان، الحليم الكريم الرحيم الرحمن، الأول فلا شيء قبله، والآخر فلا شيء بعده، والظاهر فلا شيء فوقه، والباطن فلا شيء دونه، الذي يعلم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون، أرسى الأرض بالجبال في نواحيها، وأرسل السحاب الثقال بماء يحييها، ثم قضى بالفناء على جميع ساكنيها، لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى[النجم:31]، أحمده تعالى وأشكره، ومن مساوي عملي أستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله، صلى الله عليه وعلى صحابته وسلم تسليماً كثيراً مزيداً إلى يوم الدين.

    أما بعد:

    فشيخنا غني عن التعريف، ولكن حبذا أن نعرفه قليلاً؛ حتى يتأكد لنا قدر هذا الشيخ، وما ذلك إلا ترغيباً في العلم الذي عنده، والفقه الذي يحمله، وهذا مما لا بد من معرفته، ومن جميل ما وقفت عليه في سورة سبأ قول الله سبحانه وتعالى: وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ[سبأ:6]، وهذا ما خص الله سبحانه وتعالى أهل العلم، والذين أوتوا العلم، أن الله عز وجل يريهم الحق من الوحي الذي أنزله على نبيه صلى الله عليه وسلم، وهذا من فضل الله تعالى على هذه الأمة، فإن السر في هداية هذه الأمة في الوحي الذي نزل على قلب محمد صلى الله عليه وسلم، كما قال ربنا عز وجل: قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي[سبأ:50].

    فالشيخ محمد بن الحسن الددو ، ولد نهاية شهر أكتوبر سنة 1963م في البادية التابعة لمقاطعة أبي تلميت، بدأ بدراسة القرآن الكريم في السنة الخامسة، وأكمله بعد تجاوز السنة السابعة، ودرس مبادئ العلوم الشرعية، وصحب جده الشيخ محمد عالي ولد عبد الودود رحمه الله تعالى، ودرس عليه ولازمه حتى وفاته، تبحر في مختلف العلوم الشرعية على جده وعلى خاليه محمد يحيى و محمد سالم ابني عدود ، وشارك بعد ذلك في الدراسة، وحصل على البكالوريوس سنة 1986م، وكان من المتفوقين على المستوى الوطني، وأعطي منحة إلى تونس، واعتذر عنها ثم سجل في جامعة نواكشط كلية الحقوق، وشارك في مسابقة المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية، فحصل على المرتبة الأولى فيها، كما حصل عليها في مسابقة القسم الجامعي لجامعة الإمام محمد بن سعود في نواكشوط ليلتحق به، وإثر مقابلته مع مدير الجامعة أثناء زيارة له في نواكشط، اتخذ هذا الأخير قراراً بنقل محمد بن الحسن إلى الرياض مباشرة إثر تحديد مستواه، وسجلته الجامعة في الرياض في المستوى الثالث، ليكمل الدراسة فيها، حصل على الماجستير بامتياز، في نفس الجامعة، وكانت رسالته عن مخاطبات القضاة، ويعد رسالة للدكتوراه أيضاً في ذات الجامعة، يشهد له العلماء بالتبحر في العلوم الشرعية المختلفة، قرآناً وسنة، وفقهاً وأصولاً، فضلاً عن معرفة واسعة بلغة العرب وتاريخهم، وبالعلوم الأكاديمية الكلامية والمنطقية، وله معرفة عميقة بعلماء موريتانيا وإنتاجهم، وله اطلاع جيد على العصر وعلومه ومستجداته.

    متزوج وله أبناء وبنات، شارك في عدد كبير من المؤتمرات الدولية، ودرس وحاضر في أوروبا وأفريقيا والعالم العربي وآسيا وأمريكا، فله رسائل مطبوعة، كما طُبعت رسالته للماجستير، وله عدد كبير من الفتاوى والأشرطة التي هي موجودة في موسوعة باسمه.

    اعتقل عدة مرات وما نقموا عليه إلا صدعه بالحق، وإفتاءه بما يعلم ويفقه، واعتقل عدة مرات في مايو سنة 2003 إلى أكتوبر 2004م، وأيضاً في نوفمبر2004 إلى إبريل 2005م.

    ونسأل الله سبحانه وتعالى الذي بيده ملكوت كل شيء أن يمتعنا بعلم شيخنا، وأن يبارك في حياته، وأن يحفظه من بين يديه ومن خلفه، وأن يجعل سره خير من علانيته، وباطنه خيراً من ظاهره، وما شهدنا إلا بما علمنا.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088555996

    عدد مرات الحفظ

    777302936