إسلام ويب

أقسام القلوبللشيخ : محمد الحسن الددو الشنقيطي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • تنقلب قلوب الخلق بين قوة الإيمان وضعفه؛ ذلك لأنها بين إصبعين من أصابع الرحمن؛ وهي على أقسام: فمنها القلب الميت الذي لا يحب صاحبه الطاعة لله تعالى، ولا يستشعر لذة المناجاة، ومنها القلب المريض المتردد المتحير، ومنها القلب الصحيح الذي يحرص صاحبه على الزيادة في الخير، وتفقده لمواطن الخلل منه ليصلحها؛ فعلى المسلم تفقد قلبه ومعالجته ليذوق حلاوة الإيمان، ويفوز بخيري الدنيا والآخرة.

    بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على من بعث رحمةً للعالمين، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديه واستن بسنته إلى يوم الدين.

    أما بعد: فأبشروا واحمدوا الله سبحانه وتعالى على هذه النعمة العظيمة، فأنتم اليوم في هذه الليلة ضيوف الرحمن سبحانه وتعالى في بيت من بيوته، تتعرضون لنفحاته سبحانه وتعالى، ما يجمعكم إلا ضيافة الرحمن سبحانه وتعالى، وهذه المزية العظيمة ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه حين ( تأخر عنهم ذات ليلة لم يصل العشاء حتى ذهب عامة الليل، ثم خرج عليهم وقال: لقد علمت أنه لا ينتظرها الليلة سواكم ).

    وهي نعمة عظيمة أن يشعر الإنسان بأن الله سبحانه وتعالى لم يحجبه عنه، وأنه يسره لأن يكون من عباده؛ فالذين لا يرتضي الله عبادتهم ولا خدمتهم يصرفهم بأنواع الصوارف؛ فمنهم من يصرفه بالكفر، ومنهم من يصرفه بالغفلة، ومنهم من يصرفه بالمرض، ومنهم من يصرفه بالاشتغالات بأمور الدنيا، ومنهم من يصرفه بأن يسلط عليه الشهوات، ومنهم من يصرفه بأن يسلط عليه الشواغل من شياطين الجن والإنس.

    وإذا خلص الله سبحانه وتعالى عبداً من الشواغل، وأتى به إلى بيت من بيوته، يمر على الملائكة الكرام الكاتبين على أبواب المساجد، ويجالس ضيوف الملك الديان سبحانه وتعالى، وينتظر نفحاته في بيت من بيوته يسمع كتاب الله سبحانه وتعالى ويتدبره، ويسمع سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وما جلس يجافي جنبه عن مضجعه إلا ابتغاء مرضاة الله؛ فهي نعمة عظيمة جسيمة لا بد من تذكرها وشكرها لله سبحانه وتعالى.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088551733

    عدد مرات الحفظ

    777282789