إسلام ويب

عظمة اللهللشيخ : محمد الحسن الددو الشنقيطي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • تتجلى عظمة الله وجلاله من خلال النظر في آثارها ومظاهرها المبثوثة في الكون وفي القرآن والسنة، والتي تعمق الإيمان في القلب وتصله بالله فلا يلجأ لأحد سواه، ولا يعبد ولا يدعو ولا يرجو إلا إياه ولا يتوكل إلا عليه، ولا يوالي إلا إياه؛ لأنه المتفرد بالجلال والكبرياء والعظمة.

    بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله رب العالمين، ونصلي ونسلم على من بعث رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهديه، واستن بسنته إلى يوم الدين. أما بعد:

    فما أحوج المخلوق إلى أن يدرك جزءاً من عظمة خالقه ديّان السماوات والأرض، الملك الجبار، ما أحوج المخلوق لهذا لأنه محتاج إلى معرفة الله، محتاج إلى أن يتعرف عليه في الرخاء ليعرفه في الشدة، محتاج إلى أن لا يشرك به شيئاً ولا يجعل له نداً، محتاج لأن يقصده في كل أموره، محتاج إلى أن يتعبده العبادة التي من أجلها خلقه.

    ما أحوج المخلوق لأن يتدبر في هذا الكون العجيب حتى يدرك بعض عجائب عظمة الجبار الذي أبدعه من غير مثال سابق، وخلق كل شيء فقدره تقديراً، خلق هذا الكون العجيب فأبدعه وصوره تصويراً.

    ما أحوج المخلوق لأن يمتلئ قلبه من عظمة الله عز وجل حتى يحول ذلك بينه وبين معصيته. ما أحوج المخلوق أن تباشر عظمة الله شغاف قلبه حتى يحبه حق محبته. إننا محتاجون إلى استشعار هذه العظمة، وإن الله عز وجل قد بين لنا كثيراً من تجلياتها ومظاهرها في عجائب خلقه حين علم أنه: لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ[الأنعام:103]، وأننا لا يمكن أن نعرفه من خلال مثال نراه فـ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ[الشورى:11]، أبدع هذا الكون ليكون دليلاً على عظمته وجلاله:

    ففي كل شيء له آية تدل على أن واحد

    إن هذا الكون بكل ما فيه؛ بكل جزئية منه؛ كبيرة كانت أو صغيرة، تدل على مبدع أحاط علمه بجميع الكائنات على وجه الإجمال والتفصيل، ورتب هذا الكون بتدبير عجيب، لا اختلال فيه ولا انفطار؛ ولهذا فإن نظرت إلى أبسط جزئية منه وجدتها تدلك على هذه العظمة العجيبة.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088464241

    عدد مرات الحفظ

    776883685