إسلام ويب

أسباب الفتنللشيخ : محمد الحسن الددو الشنقيطي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • الابتلاء سنة من سنن الله في خلقه, ومن أنواع الابتلاء: الابتلاء بالفتن, وللفتن أسباب منها: الغفلة عن ذكر الله, وانتشار الظلم والطغيان, والأثرة والحسد, وإثارة النعرات الطائفية, وغير ذلك من الأسباب. وللفتن آثار عظيمة على الفرد والمجتمع, ومنها: انشغال المسلمين بعداوة بعضهم البعض وترك عداوة الكفار, وإنكار الحق, واستحلال المحرمات.

    بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على من بعث رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديه واستن بسنته إلى يوم الدين.

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    أما بعد:

    فإن الله سبحانه وتعالى يبتلي عباده ويمتحنهم، فيبلوهم بالشر والخير فتنة لهم, كما قال الله تعالى: وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ[الأنبياء:35]، وقد جعل الله تعالى هذه الدنيا دار امتحان وابتلاء، وبين أن الناجحين في هذا الامتحان، والفائزين في هذا الابتلاء هم الذين يفوزون بجنات النعيم يوم القيامة، وأن الخاسرين هم الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة.

    ولذلك فإن الله عز وجل قصَّ علينا امتحاناته وابتلاءاته للمصطفين من عباده, ومنهم أنبياؤه عليهم الصلاة والسلام، وبين نجاح أنبيائه في هذا الامتحان، فقال تعالى في امتحانه لإبراهيم عليه السلام: وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ[البقرة:124]. وبين ابتلاءه للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ[المائدة:67]، وقد شهد له بالنجاح في هذا الامتحان فقال: فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ[الذاريات:54]، وقال: وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ المُبِينُ[النور:54].

    وبين كذلك ابتلاءه لآدم عليه السلام ولغيره من الرسل، وكل ذلك تذكرة وعبرة للمعتبرين من الخلائق، فإذا كان أنبياء الله وأصفياؤه وخيرته من خلقه يبتليهم الله سبحانه وتعالى ويمتحنهم في الثبات على دينهم، فكيف بمن دونهم ومن سواهم، فمن لا يصل إلى أدنى مستوىً من مستويات إيمانهم، فهم الأسوة الصالحة والقدوة الطيبة لكل المقتدين من المؤمنين؛ ولذلك لابد من مراجعة أحوالهم, وتعاهد مواقفهم في المحن والابتلاءات، وبالأخص إذا عرفنا أننا الآن نعيش في زمان الفتن، وهو آخر هذه الأمة التي هي آخر أمم الدنيا، فنحن الآن في آخر أمة من أمم الدنيا؛ وهي أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وفي آخر هذه الأمة كذلك, وآخرها هو وقت الزلازل والمحن والفتن، وستكثر وتكون كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مؤمناً ويسمي كافراً، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً، يبيع دينه بعرض من الدنيا.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088522293

    عدد مرات الحفظ

    777109978