إسلام ويب

خشية اللهللشيخ : محمد الحسن الددو الشنقيطي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • غرق الكثير من المسلمين اليوم في محيط الغفلات المتلاطم، فضيعوا الواجبات، واجترءوا على المحرمات، ونسوا الله والدار الآخرة، ولم ينج من الغرق إلا من ركب قوارب النجاة التي تصنعها الخشية من الله ومراقبته وذكره، فالخائف من الله قوي الإيمان في كل مواجهة مع الشيطان، وثيق الصلة بربه الكريم الرحمن، لا تلقاه إلا حيث أراد الله، لأنه موقن أن الله معه يسمعه ويراه، ومن كان هذا حاله فإن الله في الدنيا مولاه، والجنة في الآخرة مأواه.

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على من بعث رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديه واستن بسنته إلى يوم الدين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    أما بعد:

    فإن من قيم الإيمان التي ينبغي أن يتحلى بها كل مؤمن: خشية الله سبحانه وتعالى، فهو أهل للخشية، ومن حقوقه على عباده أن يخافوه وأن لا يشركوا به شيئاً، وذلك مقتض لتمام معرفته، فمن عرف الله تعالى خافه، وقد بين الله سبحانه وتعالى سر هذه الخشية، فربطه بالعلم، فقال تعالى: إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ[فاطر:28] ، والمقصود بذلك معرفة الله، فمن كان أعرف بالله تعالى كان له أخشى.

    ومن هنا قال أهل العلم: ما عصي الله إلا عن جهل به أو بشرعه، فالمعصية لا تكون إلا عن جهل:

    إما عن جهل بالله تعالى، فتجعل الناس يتجاسرون على الله لجهلهم به، فيأمنون مكره سبحانه وتعالى، ويجهلون ما لديه من الأخذ الوبيل والأخذ السريع، فيكون ذلك سبباً لتجاسرهم على المعصية.

    وإما لجهل بشرعه بأن لا يعرف الإنسان أن الشارع قد حرم هذا الأمر أو أوجبه، فيهون عليه ذلك الأمر لظنه أن الشارع لم يعلق به تكليفاً.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088536775

    عدد مرات الحفظ

    777191539