إسلام ويب

من المشاريع الإسلاميةللشيخ : محمد الحسن الددو الشنقيطي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • غدت السياسة اليوم هي المسرح العالمي الذي يتابعه أغلب الناس، والسياسة ليست مذمومة كلها، فمنها السياسة الشرعية الإسلامية التي حكمت لعدة قرون، فهي ربانية المصدر، بدأ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم من بداية دعوته سراً إلى أن توفاه الله، ثم قام بها الخلفاء والأمراء من بعده، وقد اعتنى بها العلماء والفقهاء والمفكرون

    الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على من بعث رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديه واستن بسنته إلى يوم الدين. أما بعد:

    لا شك أن الموضوع الذي طرح الإخوة نقاشه هو موضوع مهم يفكر فيه أكثر المسلمين اليوم، سواءً منهم من كان من أهل هذا الشأن ومن ليس من أهله؛ وذلك لما للسياسة من خطر؛ فإن جرة قلم من السياسة يمكن أن تعطل الدعوة ويمكن أن تغير الفقه، ويمكن أن تغير الأخلاق ويمكن أن تغير معاش الناس، والسياسة مؤثرة في كل مجالات الحياة؛ فيمكن أن توقف عجلة النمو ويمكن أن تغير أخلاقيات الشعوب، وبالأخص في هذا الزمان الذي انفرد فيه في السياسة العالمية من يريد أن يسير الناس والعالم على مشتهاه ومراده، ونشأت ما يسمى بالنظام العالمي الجديد، مع تحفظنا على الكلمات الثلاث، فكونه نظاماً نتحفظ عليها؛ لأن الذي نراه هو الفوضى، وكونه عالمياً نتحفظ عليها؛ لأن الذي نراه أنه أمريكي، وكونه جديداً نتحفظ عليها؛ لأن الاستعمار قديم ولكن جاء بثوب جديد، وتوقف الدفع أو التدافع الذي كان حاصلاً في أيام الحرب الباردة وما سبقها؛ فلذلك يراد أن يكون العالم الآن قرية صغيرة تمشي عليه سياسة واحدة فتؤثر تلك السياسة في الدين والأخلاق والمعاش والقيم وكل شيء، فيمكن أن تفرض القيم الأمريكية مثلاً على المغاربة أو السودانيين أو غيرهم فرضاً عن طريق السياسة، ويمكن أن يفرض التعليم بالمنظور الأمريكي كذلك على الموريتانيين وعلى السعوديين أو غيرهم فتغير المناهج بمقتضى السياسة الأمريكية، وهكذا في كل مجالات الحياة.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088790925

    عدد مرات الحفظ

    779062223