إسلام ويب

شرح لامية الأفعال [7]للشيخ : محمد الحسن الددو الشنقيطي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • إن مضارع (فعَل) بالفتح له قواعد متعددة: منها أن لكسر عينه جوالب، وهي أن يكون الحرف الأول منها واواً، وإذا كانت العين مضاعفة لازمة، وإذا كانت عينه ياء، وإذا كانت لامه ياء. ومن القواعد أن لضم عينه جوالب، وهي التضعيف مع التعدي، وإذا كانت عينه واواً، وإذا كانت لامه واواً، وإذا كانت (فعَل) تدل على المغالبة.

    الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

    أما بعد:

    فقد ذكرنا أن الفعل الثلاثي له ثلاثة أوزان على الراجح، وهي: (فعَل)، و(فعِل)، و(فعُل)، وذكرنا أبنيتها، بمعنى: أوزان الماضي فيها، وما يتعلق بها، ومعانيها -أي: ما تصاغ له- وذكرنا من تصاريفها تصاريف (فعُل) بالضم، و(فعِل) بالكسر؛ أي: المضارع المصوغ منهما، والآن نصل إلى تصاريف (فعَل) بالفتح؛ أي: المضارع الذي يصاغ منها، وإنما أخر (فَعَل) لكثرة الكلام عليها، فمضارع (فعُل) له قاعدة واحدة، لم يشذ منها إلا كلمة واحدة، ومضارع (فعِل) له قاعدة واحدة، وقد شذ منه خمسة وعشرون فعلاً كما سبق، أما مضارع (فعَل) بالفتح فله قواعد متعددة:

    القاعدة الأولى: هي أن لكسر عين مضارع (فَعَل) بالفتح أربعة جوالب، هي: الواو فاءً، معناها: إذا كان الحرف الأول منها واواً، فهذا جالب لكسر عين المضارع، الثاني: التضعيف مع اللزوم إذا كانت مضاعفة لازمة، فهذا جالب لكسر عين مضارعها، الثالث: الياء عيناً، معناه: إذا كانت الياء الحرف الأوسط من فعل بالفتح، فهذا جالب لكسر عين مضارعها، الجالب الرابع: الياء لاماً، معناه: إذا كانت الياء الحرف الأخير من (فَعَل) بالفتح، فهذا جالب لكسر عين مضارعها؛ إذاً هذه الجوالب الأربع للكسر.

    القاعدة الثانية: أن لمضارع (فَعَل) بالفتح أربعة جوالب للضم، وهي: التضعيف مع التعدي، إذا كانت (فَعَل) بالفتح مضاعفة متعدية، فهذا جالب لضم عين مضارعه، الثاني: الواو عيناً، معناه: إذا كانت الواو الحرف الأوسط من (فَعَل) بالفتح، فهذا جالب لضم عين مضارعها، الثالث: الواو لاماً، إذا كانت الواو الحرف الأخير من (فَعَل) بالفتح، فهذا جالب لضم عين مضارعها، الجالب الرابع: بذل الفخر، معناها: إذا كانت (فَعَل) تدل على المغالبة ضم عين مضارعها، وعلى غلبة أحد الطرفين على الآخر، فذلك جالب لضم عين مضارعها، فإذاً هذه أربعة جوالب للضم.

    القاعدة الثالثة: أن لفتح عين مضارع (فَعَل) بالفتح جالبين، وهما: العين الحلقية، معناه: إذا كانت (فَعَل) حلقية العين، الحرف الأوسط منها حرف حلق من حروف الحلق الستة، التي هي: الهمزة، والهاء، والعين، والغين، والحاء، والخاء، فذلك جالب لفتح مضارعها، الثاني: اللام الحلقية، معناه: إذا كانت اللام؛ أي: الحرف الأخير من (فَعَل) بالفتح حلقية -أحد حروف الحلق الستة- فذلك جالب لفتح عين مضارعها، وهذه الجوالب يقع التعارض بين بعضها، بين ما يمكن اجتماعه منها، وبين ما لا يمكن اجتماعه، وسنضع لها جدولاً؛ لأنها عشرة جوالب: أربعة للكسر، وأربعة للضم، واثنان للفتح، الجميع عشرة جوالب، بعضها لا يمكن اجتماعه، مثل: التعدي واللزوم في المضعف، الواو عيناً والياء عيناً، الواو لاماً والياء لاماً، مستحيل اجتماعهما، العين الحلقية والياء عيناً، أو الواو عيناً، مستحيل الاجتماع، اللام الحلقية مع الياء لاماً، أو الواو لاماً، مستحيل، فلا يمكن أن يزاحم لزوم المضعف؛ فإذاً هذه لا يمكن اجتماعها، البقية يمكن اجتماعها، وسنذكر مواضع لتغليب بعضها على بعض (قواعد التغليب)، نقول: الأصل غلبة جالب الكسر، ثم يليه جالب الضم، ثم يليه جالب الفتح، لكنه في بعض المواضع يغلب جالبُ الضم جالبَ الكسر، وفي بعض المواضع يغلب جالب الكسر جالب الضم.. إلخ.

    القاعدة الرابعة هي: أن (فَعَل) بالفتح إذا لم يكن لها أحد هذه الجوالب العشرة، فإنه يرجع فيها إلى ما اشتهر في لسان العرب، والمشتهر ينقسم إلى قسمين: إلى مشتهر بالكسر، ومشتهر بالضم، فالمشتهر بالكسر نسميه باب: (ضَرَب)؛ لأن ضرب ليس فيها أحد من هذه الجوالب، وقد اشتهر مضارعها بالكسر (يضرِب)، والمشتهر بالضم هو القسم الثاني، وهذا نسميه باب: (نَصَر)؛ لأن (نَصَر) ليس فيها جالب من هذه الجوالب العشرة، ومضارعها اشتهر بالضم، نقول فيه: (ينصُر).

    القاعدة الخامسة: إذا لم يرد الجالب ولا الشهرة في مضارع (فَعَل) بالفتح، فأنت بالخيار فيه: بين الكسر، والضم، وهذه القاعدة سنذكر فيها خلافاً على أربعة أقوال.

    فإذاً هذه هي أهم قواعد مضارع (فَعَلَ) بالفتح، ونظراً لكثرة الكلام فيها وتشعبه أخرها، فقال ابن مالك رحمه الله:

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088555750

    عدد مرات الحفظ

    777301865