إسلام ويب

شرح لامية الأفعال [12]للشيخ : محمد الحسن الددو الشنقيطي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • المصادر هي أصل الاشتقاق؛ وسميت مصادر لأنها عنها يصدر الفعل والوصف، والمصادر إما مصادر الفعل الثلاثي، وإما مصادر الفعل غير الثلاثي، وهذه المصادر لها أوزان مقيسة، وأخرى مسموعة، والفعل الثلاثي لا يشترط أن يكون له مصدر قياسي، بل مصدره مرجعه إلى السماع في أغلب الأحيان، أما غير الثلاثي فلا بد أن يكون له مصدر مقيس، ثم يكون له مصدر سماعي بعد ذلك.

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

    أما بعد:

    فبعد أن أكمل المؤلف الكلام على الأوصاف بدأ الكلام على المصادر، وهي: أصل الاشتقاق؛ ولذلك سميت مصادر؛ لأنها عنها يصدر الفعل والوصف؛ ولهذا قال ابن مالك رحمه الله تعالى في الألفية:

    بمثله أو فعل أو وصف نصب وكونه أصلاً لهذين انتخب

    (كونه) أي: المصدر، (أصلاً لهذين) أي: الفعل والوصف؛ أي: هو أصل الاشتقاق (انتخب)؛ فهو السابق في التصريف عليها -على الأوصاف والأفعال- وهذا الباب عقده لأبنية المصادر، ولا تحتاج إلى معان، ولا إلى تصاريف؛ لأن التصاريف كلها من تصاريف المصادر، الأفعال كلها مبنية منها، وكذلك المعاني؛ لأن معنى المصدر: الحدث الذي يدل عليه، ويدل على حدث مطلق غير متقيد بزمان ولا بفاعل ولا بمفعول، فمعناه: الحدث، وقد عقد بابين للمصادر، فبدأ بمصادر الفعل الثلاثي، ثم عقد باباً آخر لمصادر ما زاد على الثلاثة، فقال:

    وللمصادر أوزان أبينها فللثلاثي ما أبديه منتخلا

    (فعل) و(فعل) و(فعل) أو بتاء مؤنـ ـنثٍ أو الألف المقصور متصلا

    يقول: وللمصادر أوزان مقيسة، وأخرى مسموعة، هذه المصادر بعضها مقيس، وبعضها مسموع، والفعل الثلاثي لا يشترط أن يكون له مصدر قياسي، بل مصدره مرجعه إلى السماع في أغلب الأحيان، أما غير الثلاثي فلا بد أن يكون له مصدر مقيس، ثم يكون له مصدر سماعي بعد ذلك.

    (أبينها) معناه: أنه سيسردها ويعدها أولاً مجملةً، ثم يبين المقيس منها، فسيعد هذه المصادر هنا سرداً، ثم يعد لنا عشرة مصادر هي المقيسة في الأخير أو المطردة، ما بين مقيس ومطرد، فالمطرد مرتبة بين المقيس والشاذ النادر، المطرد: الذي كثر ولم يبلغ درجة القياس؛ فلذلك قال: ( أبينها أولاً مجملةً ثم أفصلها )، هي كلها الأصل: هو السماع، لكن منها ما يصل إلى درجة القياس، فيكون مقيساً في كل وزن هكذا حتى لو لم يسمع من العرب، ومنها ما يكون مطرداً يعني: كثيراً جداً، ومنها ما يكون قليلاً أو نادراً وهو الشاذ.

    (فللثلاثي ما أبديه)؛ أي: أظهره حال كونه منتخلاً، أو حال كوني منتخلاً له، فإذا قلت: حال كونه، فقل: منتخلاً، وإذا قلت: حال كوني، فقل: منتخلاً له؛ أي: منتقياً له؛ أي: مزيلاً لنخالته؛ أي: غير مستوف جميع ما سمع، فالنخالة هي ما سمع من غير المقيس، فيزال الشاذ، فهو يزيل تلك النخالة ولا يذكرها؛ فلذلك قال: (ومنتخلاً حال من الفاعل أو المفعول)، عد هذه الأوزان، فقال:

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088462335

    عدد مرات الحفظ

    776869493