إسلام ويب

محبة الرسول ونصرته [2]للشيخ : محمد الحسن الددو الشنقيطي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • محبة النبي صلى الله عليه وسلم شرط في الإيمان وأصل من أصول عقائد المسلمين، يجب على المسلم تعاهدها ومعرفة ضوابطها وحدودها. وقد اكتملت فيه عليه الصلاة والسلام دواعي المحبة وأسبابها وأنواعها، فقد أثنى عليه ربه وزكى خلقه، وجمع كل مكارم الأخلاق عليه الصلاة والسلام من كرم وشجاعة وإحسان وحياء وتواضع ورحمة ورأفة، وضرب أصحابه أعظم النماذج في محبته واتباعه عليه الصلاة والسلام. ومن أعظم دواعي المحبة له صلى الله عليه وسلم إحسانه إلى أمته؛ بل إلى الناس أجمعين وشفاعته لهم يوم القيامة، وهذا هو المقام المحمود الذي وعده الله سبحانه.

    بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديه واستن بسنته إلى يوم الدين.

    أما بعد:

    فإن الله سبحانه وتعالى شرط على المؤمنين في الإيمان محبة رسوله صلى الله عليه وسلم حباً شديداً، وجعل ذلك أصلاً من أصول عقائد المسلمين؛ فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين من حديث أنس بن مالك وأبي هريرة رضي الله عنهما أنه قال: ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده )، وفي أحد الحديثين زيادة: ( والناس أجمعين )، وكذلك في حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: ( يا رسول الله، أنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي التي بين جنبي، فقال: لا، حتى أكون أحب إليك من نفسك التي بين جنبيك ).

    وشرط رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك في الإيمان به محبة أنصاره؛ فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( حب الأنصار من الإيمان )، وكذلك شرط محبة أصحابه؛ فقد صح عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في المسند والمستدرك وغيرهما أنه قال: ( والذي فطر النسمة وبرأ الحبة لقد عهد إلي النبي الأمي ألا يحبني إلا مؤمن، وألا يبغضني إلا منافق ).

    ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم إذا كانت ركناً من أركان الدين وشرطاً من شروط الإيمان فيجب على كل إنسان أن يتعاهدها في نفسه، وأن يعرفها، وأن يعرف ضوابطها وحدودها، فإن هذا النبي الأمي صلى الله عليه وسلم شرفه الله سبحانه وتعالى بأنواع التشريف؛ فقد اختاره من خلائقه، فهو أفضل ما خلق الله من الخلائق، وقد اختاره اختياراً بشرياً كذلك، كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في السنن بإسناد صحيح أنه قال: ( إن الله اصطفى من ولد آدم إبراهيم، واصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من ولد إسماعيل بني كنانة، واصطفى من كنانة قريشاً، واصطفى من قريش بني هاشم، وجعلني من بني هاشم في المحل الأسنى؛ فأنا خيار من خيار من خيار، ولا فخر )، وهذا الحديث يقتضي اصطفاءه واختياره من البشر كذلك، وتنقيته من الكدر؛ فلذلك يشمل هذا الاختيار التنقية الجسدية والتنقية القلبية والتنقية الخلقية، فقد نقاه الله سبحانه وتعالى من كل ما يكرهه ومن كل ما لا يرتضيه.

    كذلك فإن اختيار الله سبحانه وتعالى له مقتض على كل من أحب الله سبحانه وتعالى أن يحب من اختاره الله سبحانه وتعالى وشرفه بهذه المكانة.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088530148

    عدد مرات الحفظ

    777154438