إسلام ويب

مقدمات في العلوم الشرعية [7]للشيخ : محمد الحسن الددو الشنقيطي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • من العلوم المتعلقة بالقرآن الكريم علم التفسير وهو علم يبحث فيه عن معاني كتاب الله وما يتصل بها، وقد اشتهر عدد من المفسرين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم, بالتفسير: كالخلفاء الأربعة, وعبد الله بن عباس, وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عمر، وفي زمان التابعين اشتهر من المدارس التفسيرية ثلاث مدارس: مدرسة أهل مكة، ثم مدرسة أهل المدينة، ثم مدرسة أهل العراق. وقد كان التفسير جزء من أجزاء كتب الحديث ثم أفرد بالتصنيف، وأول من أفرده بالتأليف، قيل: يزيد بن هارون، وقيل: عبد الرزاق بن همام الصنعاني. وأشهر التفاسير وأنفعها تفسير ابن جرير الطبري.

    الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

    أما بعد:

    فبعد أن انتهينا من الكلام على علم القراءات والعلوم الأخرى المرتبطة به وبغيره، نعود إلى إيضاح المبادئ العشرة في علم التفسير مثلاً.

    فأولها: حده أي: تعريفه، وتعريف التفسير ينقسم إلى تعريفين: إلى تعريف لقبي وإلى تعريف إضافي، فالتعريف الإضافي هو باعتبار أن التفسير كلمتان تفسير القرآن، فالتفسير في اللغة مصدر (فسر الشيء) إذا شققه وقطعه ومنه تفسير اللحم، وهو مشتق من الفسر وهو الإبانة، والقرآن في اللغة: القراءة، ويطلق كذلك على الجمع أياً كان، فقرأ الشيء بمعنى جمعه، ومنه قول عمرو بن مضاض الجرهمي:

    صاح هل سمعت براع رد في الضرع ما قرى في الحلاب

    أي: ما جمع فيه.

    والتفسير في الاصطلاح هو المعنى اللقبي الذي سنذكره.

    والقرآن في الاصطلاح هو كلام الله المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم للإعجاز بسورة منه، المتعبد بتلاوته، وبعضهم يضيف المروي تواتراً، وهذا القيد لا حاجة إليه في تعريف القرآن لأنه في زمان النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن هذا القيد موجوداً، فلا يمكن أن يقال عند نزوله على النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن قرآناً حتى تواتر بعد ذلك، فهذا القيد إذاً لا فائدة فيه؛ لأنه وقت نزول جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم به هو قرآن، ولم يتواتر إذ ذاك.

    أما تعريف التفسير في الاصطلاح فهو: علم يبحث فيه عن معاني كتاب الله وما يتصل بها، فقولنا: (علم) هذا جنسه، (يبحث فيه) أي: أن هذا تعريف للفن، وليس تعريفاً لما في قلب الإنسان؛ لأن ما في قلب الإنسان يقال: (العلم بمعاني كتاب الله) لو أردت تعريف التفسير كعلم في صدر الإنسان تقول: هو العلم بمعاني كتاب الله، لكن إذا أردت فناً من فنون العلم تعرفه فإنك تقول: علم يبحث فيه عن معاني كتاب الله، والمعاني جمع (معنىً) وهي تشمل معاني الأخبار ومعاني الإنشاءات؛ فمعاني الأخبار مثل القصص عن الماضي وعن المستقبل ينقسم إلى قسمين: قصص عن الماضي، أيام الله وقصص الأنبياء السابقين وقصص عن المستقبل كأشراط الساعة ومشاهد القيامة.

    والإنشاءات هي الأحكام، وما يتعلق بذلك يشمل هذا أسباب النزول، وما لا بد منه للمفسر من القراءات، وما يستنبط من الآيات مما ليس من معاني المفردات.

    وكذلك ما يتعلق بالإعجاز ونحوه من إعراب الكلمات وتصريفها، فهذا كله مما يتعلق بالتفسير ومن متمماته التي لا بد منها.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088460579

    عدد مرات الحفظ

    776860807