إسلام ويب

مقدمات في العلوم الشرعية [5]للشيخ : محمد الحسن الددو الشنقيطي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • علم القراءات: علم من علوم الرواية المحضة، والإنسان فيه محتاج إلى كثير من الضبط والدقة في العزو، وفائدة التوسع في هذا العلم زيادة الأجر لأن الإنسان كلما قرأ حرفاً من كتاب الله كتب له به عشر حسنات، وهذا العلم أصل تقعيده قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن هذا القرآن أنزل علي على سبعة أحرف فلا تختلفوا فيه)، والقراءات التي لدينا ليست هي الأحرف السبعة التي أنزلت لكن يمكن أن تكون كل قراءة منها ملفقة من الحروف السبعة كلها، فلم تكن القراءات المتواترة مجموعة في الصدر الأول حتى جمعها ابن مجاهد فاختار منها سبع قراءات.

    الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

    أما بعد:

    فإن علم القراءات هو علم من علوم الرواية المحضة والإنسان فيه محتاج إلى كثير من الضبط والدقة في العزو، وفائدة التوسع في هذا العلم زيادة الأجر لأن الإنسان كلما قرأ حرفاً من كتاب الله كتب له به عشر حسنات ( لا أقول: (الم) حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف )، واختلاف القراءات يقتضي اختلاف عدد الحروف، وكذلك اختلاف القراءات قد يكون مؤثراً في المعنى؛ كقول الله تعالى: (قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك) فإن قوله: (من كل زوجين اثنين) يصعب فهمها هكذا، فإذا قرأت القراءة الأخرى: قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ [هود:40]؛ تبين لك معنى قوله: (من كل زوجين اثنين) ونظير هذا كثير جداً في القرآن، وبعض القراءات تفيد معاني جديدة كقوله تعالى: (وجعلوا الملائكة الذين هم عند الرحمن إناثاً) إذا قرأت بالقراءة الأخرى: الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا [الزخرف:19]؛ ازددت معنى جديداً وتوسعت مداركك وفهمت إعجاز القرآن حيث لا تختلف الكتابة ولا الرسم وإنما يختلف النطق فقط.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088464263

    عدد مرات الحفظ

    776883853