إسلام ويب

شرح أحاديث مختارة من كتاب التجريد الصريح [19]للشيخ : محمد الحسن الددو الشنقيطي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • يشرع الإبراد بالظهر؛ أي: تأخيره عن أول الوقت إذا كان الوقت وقت حر في شدة الحر، وقال بعضهم هو مشروع مطلقاً، وهذا الإبراد إنما يكون بالظهر، أما الإبراد بالعصر فلم يرد، والحر الشديد والبرد الشديد من فيح جهنم، وكما يحصل الإبراد بالصلاة فإنه أيضًا يحصل بالأذان معها.

    قال: باب: الإبراد بالظهر في شدة الحر.

    عقد هذا الباب لمشروعية الإبراد بالظهر؛ أي: تأخيره عن أول الوقت إذا كان الوقت وقت حر في شدة الحر، وهذا الإبراد المقصود ندبه أو مشروعيته مطلقًا، وقد جاء فيه أحاديث متعارضة حملت على النسخ، فقد جاء في حديث البراء رضي الله عنه قال: ( شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حر الرمضاء بجباهنا وأكفنا فلم يشكنا )، وحمل ذلك على أن هذا كان في شدة الحر حيث يبقى ذلك موجودًا ولو أبرد بالصلاة، أو على أن الإبراد هو الذي ثبت متأخرًا، فيكون ناسخًا لما سبق.

    وهذا الإبراد إنما يكون بالظهر، أما الإبراد بالعصر فلم يرد؛ لأنها إذا كان قد صلي قبلها الظهر فمن باب أولى؛ فلذلك لا يبرد بالعصر، وقد قال بعض الفقهاء: يبرد بها أيضًا عند شدة الحر؛ رفقًا بالناس ولطفًا؛ لأن الظهر والعصر كلتاهما له وقت متسع، وقد سبق بيان ذلك في حديث أبي مسعود البدري، وذكرنا حديث ابن عباس أيضًا فيه.

    الحديث واضح جدًّا، وهو حديث البراء بن عازب، واضح جدًّا أنهم شكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يلقون من حر الرمضاء في جباههم وأكفهم؛ أي: في سجودهم في وقت صلاة الظهر، فلم يشكهم، فلم يزل شكايتهم فمعنى ذلك أنه لم يؤخر الصلاة حتى تبرد؛ لأنه لا يمكنه أن يشكيهم بوجود الفرش، يفرشه لهم جميعًا وهم الآلاف في الغزو ونحو ذلك، تصور مثلًا: سبعين ألفًا غزو معه في غزوة تبوك، أو عشرة آلاف غزو معه في فتح مكة ونحو ذلك، أو أربعة عشر ألفًا أو اثنا عشر ألفًا غزو معه في غزوة حنين أو الطائف مثلًا.

    وذكرنا أنه قد يكون الإبراد الذي حصل لم يبرد الرمضاء فبقي فيها من الحر ما يؤذي، وهذا الإبراد قدره مختلف فيه، فالمقصود به التأخير عن أول الوقت، وقد كتب عمر إلى عماله أن يبردوا بالظهر حتى يكون الفيء ذراعًا، وهذا الإبراد ظاهره في كتاب عمر أنه مطلق في جميع الأزمنة، وبعد ذلك يزاد إبراد آخر لشدة الحر، فيزاد عن ربع القامة، فالذراع هو ربع القامة كما ذكرنا من قبل: أن قامة الإنسان أربعة أذرع بإبهامه إذا ذرع بالإبهام، وعمر قال: حتى يكون الفيء ذراعًا، وهذا هو ربع القامة.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088566515

    عدد مرات الحفظ

    777365939