إسلام ويب

شرح عقيدة السلف أصحاب الحديث [3]للشيخ : عبد العزيز بن مرزوق الطريفي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • أصحاب الحديث يؤمنون بأسماء الله وصفاته، كما وردت في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم, سواء صفاته الذاتية كالوجه والساق واليدين, أو صفاته الفعلية كالغضب والرضا, ويجرونها على ظواهرها من غير تحريف، ولا تمثيل، ولا تكييف, ولا تعطيل.

    قال المؤلف رحمه الله: [ ويعرفون ربهم عز وجل بصفاته التي نطق بها وحيه وتنزيله، أو شهد له بها رسوله صلى الله عليه وسلم, على ما وردت الأخبار الصحاح به، ونقلت العدول الثقات عنه ].

    هنا يبين المؤلف أن ما يتعلق بأسماء الله عز وجل وصفاته أن مردها في ذلك إلى الوحي أي: إلى كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ باعتبار أن الأسماء والصفات من أمور الغيب, وليست من أمور المشاهدة التي يكتسبها الإنسان بحواسه, ومن المعلوم أن حواس الإنسان ست؛ وهي: السمع، والبصر، والشم، والذوق، واللمس، والإدراك؛ فالإنسان يعلم أنه حزين أو فرحان بنفسه القائمة في ذاته, إذاً فهي مصدر من مصادر المعرفة, فالإنسان يعرف الحزن والخوف والحب من معنى قائم في نفسه, فهي من مصادر العلم.

    وهل الإنسان في ذلك يعرف أسماء الله عز وجل وصفاته بمجرد هذه الحواس أم لابد من إخبار صاحب غيب؟ نقول: لابد من إخبار صاحب غيب, ولهذا نقول: إن معرفة أسماء الله عز وجل وصفاته لابد فيها من وحي, ولهذا ينبغي للإنسان أن يعلم أن الله عز وجل إنما خلق الإنسان، وجعل له هذه الحواس، وهي منافذ إلى العلم وليست بعلم بذاتها, وإنما هي منافذ إلى الإنسان, تعطي قلب الإنسان علم الخارج عنه, وأما في ذاتها فهي ليست من مواضع العلم, وأما ما يجعله الله عز وجل في نفس الإنسان، وكذلك في قلبه وعقله من تحليل المعلومات وتركيبها فهذه موهبة يجعلها الله عز وجل في الإنسان, ويتباين فيها الناس.

    ولهذا نقول: إن الأسماء والصفات مردها إلى السمع, أي: أنه لابد أن يرد في ذلك وحي؛ والعلماء يقولون: إن مردها إلى السمع باعتبار أنها لا يمكن أن ترى في الدنيا؛ لأن الله عز وجل جعل ذلك لأهل الإيمان في الآخرة, فمردها إلى سماع الإنسان, فيستوعب الإنسان من ذلك حكماً ثم يجريه على ما سمعه من غير زيادة ولا نقصان.

    قال المؤلف رحمه الله: [ ويثبتون له جل جلاله ما أثبت لنفسه في كتابه، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ].

    ولا يخرجون عن هذين, فيثبتون ما أثبته الله عز وجل لنفسه في كتابه, ورسوله صلى الله عليه وسلم في سنته, ولا يخرجون عن شيء من هذا, ولكن ثمة كلام لبعض العلماء فيما يتعلق فيما يروى عن الصحابة عليهم رضوان الله تعالى في الأسماء والصفات؛ فهل يجرى مجرى السنة أو لا يجرى عليه؟

    من العلماء من يقول: إنه ينظر في ذلك بحسب حال الصحابي, فإذا كان الصحابي ممن يأخذ عن أهل الكتاب فإنه لا يجري مجرى السنة, وإذا كان لا يأخذ عن أهل الكتاب فإنه يجري مجرى السنة, ونقول في ذلك: إنه بحسب منزلة ذلك الصحابي؛ لأن الصحابة عليهم رضوان الله تعالى يجتهدون، واجتهادهم في ذلك محتمل للأمرين, وإن كانوا للصواب أكثر حظاً ممن يأتي بعدهم من غيرهم, إلا أن الأسماء والصفات مردها إلى الدليل من كلام الله عز وجل, وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088464160

    عدد مرات الحفظ

    776883298