بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علي نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين.
أما بعد:
فبأسانيدكم إلى الإمام أبي داود رحمه الله تعالى قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب في المصحف يسافر به إلى أرض العدو
حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي عن مالك عن نافع أن عبد الله بن عمر قال: ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو ).
قال مالك: أراه مخافة أن يناله العدو].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب فيما يستحب من الجيوش والرفقاء والسرايا
حدثنا زهير بن حرب أبو خيثمة قال: حدثنا وهب بن جرير قال: حدثنا أبي قال: سمعت يونس عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( خير الصحابة أربعة، وخير السرايا أربعمائة، وخير الجيوش أربعة آلاف، ولن يغلب اثنا عشر ألفاً من قلة )].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب في دعاء المشركين
حدثنا محمد بن سليمان الأنباري قال: حدثنا وكيع عن سفيان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث أميراً على سرية أو جيش أوصاه بتقوى الله في خاصة نفسه وبمن معه من المسلمين خيراً وقال: إذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى إحدى ثلاث خصال أو خلال فأيتها أجابوك إليها فاقبل منهم وكف عنهم: ادعهم إلى الإسلام فإن أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم، ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين، وأعلمهم أنهم إن فعلوا ذلك أن لهم ما للمهاجرين وأن عليهم ما على المهاجرين، فإن أبوا واختاروا دارهم، فأعلمهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين، يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المؤمنين ولا يكون لهم في الفيء والغنيمة نصيب إلا أن يجاهدوا مع المسلمين، فإن هم أبوا فادعهم إلى إعطاء الجزية، فإن أجابوا فاقبل منهم وكف عنهم، فإن أبوا فاستعن بالله تعالى وقاتلهم، وإذا حاصرت أهل حصن فأرادوك أن تنزلهم على حكم الله فلا تنزلهم؛ فإنكم لا تدرون ما يحكم الله فيهم، ولكن أنزلوهم على حكمكم ثم اقضوا فيهم بعد ما شئتم ) ].
وهذا دليل على أنه ثمة فرق بين أصل المسألة من جهة الدليل وبين تنزيلها، فقد يملك الإنسان الدليل لكن لا يستطيع أن ينزله على الموضع لاختلاف القرائن والمصالح والمفاسد المحتفة به، فينبغي للإنسان في مسائل الاجتهاد أن يبدي أن هذا اجتهاد منه لا حكم الله عز وجل حتى لا يؤخذ على أنه حكم لله فتوصف الشريعة مثلاً بالتناقض أو التردد وغير ذلك.
ثم أيضاً إذا أنزل حكماً مغايراً في موضع آخر يشابهها في الظاهر ويخالفها في الباطن فإنه لا يوصف بتناقض الشريعة أو بالهوى فيكل الأمر إلى أنه اجتهاد خاص منه لا أنه حكم لله سبحانه وتعالى، وفي هذا إشارة إلى أنه مما يؤخذ من النظر في شريعة الله سبحانه وتعالى أنه تشريع عن الله، فينبغي للإنسان أن يتقي الله سبحانه وتعالى إذا كان ينزل مسألةً على صورة لا يقطع بها وإنما غلبة الظن، فوجود الأدلة لا يعني تنزيلها في كل حال، بل ينزلها على رأيه والدليل يجعله لمن صدر منه سواء من كلام الله أو كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال المصنف رحمه الله تعالى: [ قال سفيان بن عيينة: قال علقمة فذكرت هذا الحديث لـمقاتل بن حيان فقال: حدثني مسلم - هو ابن هيصم - عن النعمان بن مقرن عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل حديث سليمان بن بريدة .
حدثنا أبو صالح الأنطاكي محبوب بن موسى قال: أخبرنا أبو إسحاق الفزاري عن سفيان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( اغزوا باسم الله وفي سبيل الله وقاتلوا من كفر بالله، اغزوا ولا تغدروا ولا تغلوا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليداً ).
حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا يحيى بن آدم وعبيد الله بن موسى عن حسن بن صالح عن خالد بن الفرزي قال: حدثني أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( انطلقوا باسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله، ولا تقتلوا شيخاً فانياً، ولا طفلاً ولا صغيراً ولا امرأة ولا تغلوا، وضموا غنائمكم وأصلحوا وأحسنوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [البقرة:195] )].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب في الحرق في بلاد العدو
حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا الليث عن نافع عن ابن عمر ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرق نخل بني النضير وقطع وهي البويرة فأنزل الله عز وجل: مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ [الحشر:5] ).
حدثنا هناد بن السري عن ابن المبارك عن صالح بن أبي الأخضر عن الزهري قال عروة: فحدثني أسامة ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عهد إليه فقال: أغر على أُبنى صباحاً وحرّق ).
حدثنا عبد الله بن عمرو الغزي قال: ( سمعت أبا مسهر قيل له: أبنى؟ قال: نعم نحن أعلم هي يبنى فلسطين )].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب بعث العيون
حدثنا هارون بن عبد الله قال: حدثنا هاشم بن القاسم قال: حدثنا سليمان - يعني: ابن المغيرة - عن ثابت عن أنس قال: ( بعث النبي صلى الله عليه وسلم بسبسة عيناً ينظر ما صنعت عير أبي سفيان )].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب في ابن السبيل يأكل من التمر ويشرب من اللبن إذا مر به
حدثنا عياش بن الوليد الرقام قال: حدثنا عبد الأعلى قال: حدثنا سعيد عن قتادة عن الحسن عن سمرة بن جندب أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا أتى أحدكم على ماشية فإن كان فيها صاحبها فليستأذنه، فإن أذن له فليحلب وليشرب، فإن لم يكن فيها فليصوت ثلاثاً فإن أجابه فليستأذنه وإلا فليحتلب وليشرب ولا يحمل ).
حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري قال: حدثنا أبي قال: حدثنا شعبة عن أبي بشر عن عباد بن شرحبيل قال: ( أصابتني سنة فدخلت حائطاً من حيطان المدينة ففركت سنبلاً فأكلت وحملت في ثوبي، فجاء صاحبه فضربني وأخذ ثوبي فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: ما علمت إذ كان جاهلاً، ولا أطعمت إذ كان جائعاً، أو قال: ساغباً، وأمره فرد علي ثوبي وأعطاني وسقاً أو نصف وسق من طعام ).
حدثني محمد بن بشار قال: حدثنا محمد بن جعفر عن شعبة عن أبي بشر قال: سمعت عباد بن شرحبيل - رجلاً منا من بني غبر - بمعناه.
حدثنا عثمان وأبو بكر ابنا أبي شيبة -وهذا لفظ أبي بكر- عن معتمر بن سليمان قال: سمعت ابن أبي حكم الغفاري يقول: حدثتني جدتي عن عم أبي رافع بن عمر الغفاري قال: ( كنت غلاماً أرمي نخل الأنصار، فأتى بي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا غلام لم ترمي النخل؟ قال: آكل، قال: فلا ترم النخل وكل مما يسقط في أسفلها، ثم مسح رأسه فقال: اللهم أشبع بطنه ) ].
ابن أبي الحكم وجدته مجهولان.
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب فيمن قال لا يحلب
حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لا يحلبن أحد ماشية أحد بغير إذنه، أيحب أحدكم أن تؤتي مشربته فتكسر خزانته فينتثل طعامه، فإنما تخزن لهم ضروع مواشيهم أطعمتهم، فلا يحلبن أحد ماشية أحد إلا بإذنه )].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب في الطاعة
حدثنا زهير بن حرب قال: حدثنا حجاج قال: قال ابن جريج: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ [النساء:59]، عبد الله بن قيس بن عدي بعثه النبي صلى الله عليه وسلم في سرية أخبرنيه يعلى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس )].
وهذه الآية وهي قول الله عز وجل: وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ [النساء:59]، نزلت في أمير السرية في الجهاد وهو أصل نزولها، وتعم كل أمير قام بأمر الله.
قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا عمرو بن مرزوق قال: أخبرنا شعبة عن زبيد عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث جيشاً وأمر عليهم رجلاً، وأمرهم أن يسمعوا له ويطيعوا، فأجج ناراً وأمرهم أن يقتحموا فيها، فأبى قوم أن يدخلوها وقالوا: إنما فررنا من النار، وأراد قوم أن يدخلوها فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: لو دخلوها -أو دخلوا فيها- لم يزالوا فيها، وقال: لا طاعة في معصية الله إنما الطاعة في المعروف ).
حدثنا مسدد قال: حدثنا يحيى عن عبيد الله قال: حدثني نافع عن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره ما لم يؤمر بمعصية، فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة ).
حدثنا يحيى بن معين قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال: حدثنا سليمان بن المغيرة قال: حدثنا حميد بن هلال عن بشر بن عاصم عن عقبة بن مالك من رهطه قال: ( بعث النبي صلى الله عليه وسلم سرية فسلحت رجلاً منهم سيفاً فلما رجع قال: لو رأيت ما لامنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أعجزتم إذ بعثت رجلاً منكم فلم يمض لأمري أن تجعلوا مكانه من يمضي لأمري )].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب ما يؤمر من انضمام العسكر وسعته
حدثنا عمرو بن عثمان الحمصي ويزيد بن قبيس -من أهل جبلة ساحل حمص وهذا لفظ يزيد- قالا: حدثنا الوليد بن مسلم عن عبد الله بن العلاء أنه سمع مسلم بن مشكم أبا عبيد الله يقول: حدثنا أبو ثعلبة الخشني قال: ( كان الناس إذا نزلوا منزلاً - قال عمرو: كان الناس إذا نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلاً - تفرقوا في الشعاب والأودية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن تفرقكم في هذه الشعاب والأودية إنما ذلكم من الشيطان، فلم ينزل بعد ذلك منزلاً إلا انضم بعضهم إلى بعض حتى يقال: لو بسط عليهم ثوب لعمهم ).
حدثنا سعيد بن منصور قال: حدثنا إسماعيل بن عياش عن أسيد بن عبد الرحمن الخثعمي عن فروة بن مجاهد اللخمي عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه قال: ( غزوت مع نبي الله صلى الله عليه وسلم غزوة كذا وكذا، فضيق الناس المنازل وقطعوا الطريق فبعث نبي الله صلى الله عليه وسلم منادياً ينادي في الناس أن من ضيق منزلاً أو قطع طريقاً فلا جهاد له ).
حدثنا عمرو بن عثمان قال: حدثنا بقية عن الأوزاعي عن أسيد بن عبد الرحمن عن فروة بن مجاهد عن سهل بن معاذ عن أبيه قال: ( غزونا مع نبي الله صلى الله عليه وسلم، بمعناه )].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب في كراهية تمني لقاء العدو
حدثنا أبو صالح محبوب بن موسى قال: أخبرنا أبو إسحاق الفزاري عن موسى بن عقبة عن سالم أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله - يعني: ابن معمر وكان كاتباً له - قال: ( كتب إليه عبد الله بن أبي أوفى حين خرج إلى الحرورية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أيامه التي لقي فيها العدو قال: يا أيها الناس لا تتمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا، واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف، ثم قال: اللهم منزل الكتاب، ومجري السحاب، وهازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم )].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب ما يدعى عند اللقاء
حدثنا نصر بن علي قال: أخبرنا أبي قال: حدثنا المثنى بن سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غزا قال: اللهم أنت عضدي ونصيري، بك أحول وبك أصول وبك أقاتل )].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب في دعاء المشركين
حدثنا سعيد بن منصور قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم قال: أخبرنا ابن عون قال: ( كتبت إلى نافع أسأله عن دعاء المشركين عند القتال، فكتب إلي أن ذلك كان في أول الإسلام وقد أغار نبي الله صلى الله عليه وسلم على بني المصطلق وهم غارون وأنعامهم تسقي على الماء، فقتل مقاتلتهم، وسبى سبيهم، وأصاب يومئذ جويرية بنت الحارث قال: حدثني بذلك عبد الله وكان في ذلك الجيش ).
حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا حماد قال: أخبرنا ثابت عن أنس ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يغير عند صلاة الصبح، وكان يتسمع فإذا سمع أذاناً أمسك، وإلا أغار ).
حدثنا سعيد بن منصور قال: حدثنا سفيان عن عبد الملك بن نوفل بن مساحق عن ابن عصام المزني عن أبيه قال: ( بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية فقال: إذا رأيتم مسجداً أو سمعتم مؤذناً فلا تقتلوا أحداً ) ].
وعبد الملك وابن عصام مجهولان، وفي هذا والذي قبله دليل على أن أهل البلد إذا تركوا الأذان عامةً ولم يظهروه أنهم يقاتلون عليه، ولو أدوا الصلاة باعتبار أن هذا من الشعائر الإسلامية الظاهرة التي لا يجوز تركها.
فالبلد التي لا يرفع فيها الأذان ليست ببلد إسلام ولو أدى أهلها الصلاة، وإذا رفع فيها الأذان فهذا شعار الإسلام، ينظر إلى ما عداها، هل يوجد ما ينقض هذا الشعار من العقائد أم لا، وكذلك أيضاً المظاهر الأخرى التي تخالف الإسلام.
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب المكر في الحرب
حدثنا سعيد بن منصور قال: حدثنا سفيان عن عمرو أنه سمع جابراً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( الحرب خدعة ).
حدثنا محمد بن عبيد قال: حدثنا ابن ثور عن معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد غزوة ورى غيرها، وكان يقول: الحرب خدعة )].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب في البيات
حدثنا الحسن بن علي قال: حدثنا عبد الصمد وأبو عامر عن عكرمة بن عمار قال: حدثنا إياس بن سلمة عن أبيه قال: ( أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا أبا بكر فغزونا ناساً من المشركين فبيتناهم فقتلهم، وكان شعارنا تلك الليلة: أمت أمت ).
قال سلمة: فقتلت بيدي تلك الليلة سبعة أهل أبيات من المشركين].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب في لزوم الساقة
حدثنا الحسن بن شوكر قال: حدثنا إسماعيل بن علية قال: حدثنا الحجاج بن أبي عثمان عن أبي الزبير أن جابر بن عبد الله حدثهم قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخلف في المسير فيزجي الضعيف ويردف ويدعو لهم )].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب على ما يُقاتل المشركون
حدثنا مسدد قال: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوها منعوا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله عز وجل ) ].
وهذا أصل في استمرار الجهاد وبقائه إلى قيام الساعة، وهو أصل أيضاً على جهاد الطلب.
قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا سعيد بن يعقوب الطالقاني قال: حدثنا عبد الله بن المبارك عن حميد عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، وأن يستقبلوا قبلتنا، وأن يأكلوا ذبيحتنا، وأن يصلوا صلاتنا، فإذا فعلوا ذلك حرمت علينا دماؤهم وأموالهم إلا بحقها، لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين ).
حدثنا سليمان بن داود المهري قال: أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني يحيى بن أيوب عن حميد الطويل عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أمرت أن أقاتل المشركين )، بمعناه].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [معاملة الناس على ظاهرهم
حدثنا الحسن بن علي وعثمان بن أبي شيبة المعنى قالا: حدثنا يعلى بن عبيد عن الأعمش عن أبي ظبيان قال: حدثنا أسامة بن زيد قال: ( بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم سريةً إلى الحرقات فنذروا بنا فهربوا، فأدركنا رجلاً فلما غشيناه قال: لا إله إلا الله فضربناه حتى قتلناه، فذكرته للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: من لك بلا إله إلا الله يوم القيامة؟ فقلت: يا رسول الله إنما قالها مخافة السلاح، قال: أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم من أجل ذلك قالها أم لا، من لك بلا إله إلا الله يوم القيامة؟ فما زال يقولها حتى وددت أني لم أسلم إلا يومئذ ) ].
وهذا دليل على أن الإنسان يأخذ بالظاهر ويكل السرائر إلى الله، سواء كان الظاهر قولاً أو فعلاً فإنه يأخذ به.
قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا قتيبة بن سعيد عن الليث عن ابن شهاب عن عطاء بن يزيد الليثي عن عبيد الله بن عدي بن الخيار عن المقداد بن الأسود أنه أخبره أنه قال: ( يا رسول الله أرأيت إن لقيت رجلاً من الكفار فقاتلني فضرب إحدى يدي بالسيف ثم لاذ مني بشجرة فقال: أسلمت لله، أفأقتله يا رسول الله بعد أن قالها؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقتله، فقلت: يا رسول الله إنه قطع يدي، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقتله، فإن قتلته فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله وأنت بمنزلته قبل أن يقول كلمته التي قال )].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب النهي عن قتل من اعتصم بالسجود
حدثنا هناد بن السري قال: حدثنا أبو معاوية عن إسماعيل عن قيس عن جرير بن عبد الله قال: ( بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية إلى خثعم، فاعتصم ناس منهم بالسجود فأسرع فيهم القتل قال: فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فأمر لهم بنصف العقل، وقال: أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين، قالوا: يا رسول الله لم؟ قال: لا تراءى ناراهما ).
قال أبو داود: رواه هشيم ومعتمر وخالد الواسطي وجماعة لم يذكروا جريراً ].
ويجعلونه عن قيس بن أبي حازم عن النبي عليه الصلاة والسلام، وهذا هو الصواب، صوبه البخاري وأبو حاتم والترمذي والدارقطني وغيرهم، فالصواب أن هذا الحديث مرسل.
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب في التولي يوم الزحف
حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع قال: حدثنا ابن المبارك عن جرير بن حازم عن الزبير بن خريت عن عكرمة عن ابن عباس قال: ( نزلت إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ [الأنفال:65]، فشق ذلك على المسلمين حين فرض الله عليهم ألا يفر واحد من عشرة، ثم إنه جاء تخفيف فقال: الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ [الأنفال:66]، قرأ أبو توبة إلى قوله: يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ [الأنفال:65]، قال: فلما خفف الله عنهم من العدة نقص من الصبر بقدر ما خفف عنهم ).
حدثنا أحمد بن يونس قال: حدثنا زهير قال: حدثنا يزيد بن أبي زياد أن عبد الرحمن بن أبي ليلى حدثه أن عبد الله بن عمر حدثه ( أنه كان في سرية من سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فحاص الناس حيصةً فكنت فيمن حاص، فلما برزنا قلنا: كيف نصنع وقد فررنا من الزحف وبؤنا بالغضب، فقلنا: ندخل المدينة فنتثبت فيها ونذهب ولا يرانا أحد قال: فدخلنا فقلنا: لو عرضنا أنفسنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن كانت لنا توبةً أقمنا، وإن كان غير ذلك ذهبنا، قال: فجلسنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم قبل صلاة الفجر فلما خرج قمنا إليه فقلنا: نحن الفرارون فأقبل إلىنا فقال: لا بل أنتم العكارون، قال: فدنونا فقبلنا يده فقال: إنا فئة المسلمين ).
حدثنا محمد بن هشام المصري قال: حدثنا بشر بن المفضل قال: حدثنا داود عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: نزلت في يوم بدر: وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ [الأنفال:16] ].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب في الأسير يكره على الكفر
حدثنا عمر بن عون قال: أخبرنا هشيم وخالد عن إسماعيل عن قيس بن أبي حازم عن خباب قال: ( أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردةً في ظل الكعبة فشكونا إليه فقلنا: ألا تستنصر لنا، ألا تدعو الله لنا؟ فجلس محمراً وجهه فقال: قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض ثم يؤتى بالمنشار فيجعل على رأسه فيجعل فرقتين ما يصرفه ذلك عن دينه، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون عظمه من لحم وعصب ما يصرفه ذلك عن دينه، والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب ما بين صنعاء وحضرموت ما يخاف إلا الله تعالى والذئب على غنمه، ولكنكم تعجلون )].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب في حكم الجاسوس إذا كان مسلماً
حدثنا مسدد قال: حدثنا سفيان عن عمرو أنه حدثه حسن بن محمد بن علي قال: أخبره عبيد الله بن أبي رافع وكان كاتباً لـعلي بن أبي طالب قال: ( سمعت علياً يقول: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا والزبير والمقداد فقال: انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن بها ظعينةً معها كتاب فخذوه منها، فانطلقنا تتعادى بنا خيلنا حتى أتينا الروضة فإذا نحن بالظعينة فقلنا: هلمي الكتاب، قالت: ما عندي من كتاب، فقلت: لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب، فأخرجته من عقاصها، فأتينا به النبي صلى الله عليه وسلم فإذا هو من حاطب بن أبي بلتعة إلى ناس من المشركين يخبرهم ببعض أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ما هذا يا حاطب ؟ فقال: يا رسول الله لا تعجل علي فإني كنت امرأً ملصقًا في قريش ولم أكن من أنفسها، وإن قريشاً لهم بها قرابات يحمون بها أهليهم بمكة فأحببت إذ فاتني ذلك أن أتخذ فيهم يداً يحمون قرابتي بها، والله ما كان بي كفر ولا ارتداد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صدقكم، فقال عمر: دعني أضرب عنق هذا المنافق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد شهد بدراً، وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ) ].
وفي هذا جملة من المسائل منها: أن الله عز وجل يغفر لعبده الذنب اللاحق بعمل صالح سابق إذا كان عظيماً، وهذا ما حصل لمن شهد بدراً فإن الله عز وجل غفر لهم العمل اللاحق بذلك العمل السابق.
وفي هذا رحمة النبي عليه الصلاة والسلام وتعامله الخاص مع النساء، فالنبي صلى الله عليه وسلم شدد على حاطب وهو رجل، ولم يذكر أنه فعل بالمرأة التي بعث بها حاطب شيئاً ولا أنزل بها عقوبة.
وفي هذا أيضاً أن الصحابة عليهم رضوان الله تعالى هددوا بنزع الثياب؛ لأن المصلحة للأمة أعظم من حفظ عورة الفرد وهي المرأة، ثم إنهم قبل ذلك أنذروها ثم هددوها قبل أن يباشروا بشيء وهذا يدل على شدة وغيرة النساء في ذلك الزمن على عوراتهن ولو كن على غير استقامة أو دين.
قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا وهب بن بقية عن خالد عن حصين عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي بهذه القصة قال: ( انطلق حاطب فكتب إلى أهل مكة أن محمداً صلى الله عليه وسلم قد سار إليكم، وقال فيه: قالت: ما معي كتاب فانتجيناها فما وجدنا معها كتاباً، فقال علي: والذي يحلف به لأقتلنك أو لتخرجن الكتاب، وساق الحديث )].
والنبي عليه الصلاة والسلام ما أنكر على عمر قوله: ائذن لي أن أضرب عنق هذا المنافق؛ لأن عمر أخذ بالظاهر، والنبي صلى الله عليه وسلم أخبر بشيء باطن مما أخبره الله عز وجل به، والإنسان إذا أخذ بأمثال هذه الظواهر فإنه معذور، ولكن النبي عليه الصلاة والسلام لحضور الوحي لديه أخبره بما يعلمه من ربه جل وعلا.
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب في الجاسوس الذمي
حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا محمد بن محبب أبو همام الدلال قال: حدثنا سفيان بن سعيد عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب عن فرات بن حيان ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بقتله وكان عيناً لـأبي سفيان، وكان حليفاً لرجل من الأنصار فمر بحلقة من الأنصار فقال: إني مسلم، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله إنه يقول: إني مسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن منكم رجالاً نكلهم إلى إيمانهم منهم فرات بن حيان )].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب في الجاسوس المستأمن
حدثنا الحسن بن علي قال: حدثنا قال أبو نعيم قال: حدثنا أبو عميس عن ابن سلمة بن الأكوع عن أبيه قال: ( أتى النبي صلى الله عليه وسلم عين من المشركين وهو في سفر فجلس عند أصحابه ثم انسل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اطلبوه فاقتلوه، قال: فسبقتهم إليه فقتلته وأخذت سلبه فنفلني إياه ).
حدثنا هارون بن عبد الله أن هاشم بن القاسم وهشاماً حدثاهم قالا: حدثنا عكرمة بن عمار قال: حدثني إياس بن سلمة قال: حدثني أبي قال: ( غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم هوازن قال: فبينما نحن نتضحى وعامتنا مشاة وفينا ضعفة إذ جاء رجل على جمل أحمر فانتزع طلقاً من حقو البعير فقيد به جمله، ثم جاء يتغدى مع القوم فلما رأى ضعفتهم ورقة ظهرهم خرج يعدو إلى جمله فأطلقه ثم أناخه فقعد عليه، ثم خرج يركضه واتبعه رجل من أسلم على ناقة ورقاء هي أمثل ظهر القوم، فخرجت أعدو فأدركته ورأس الناقة عند ورك الجمل وكنت عند ورك الناقة ثم تقدمت حتى كنت عند ورك الجمل ثم تقدمت حتى أخذت بخطام الجمل فأنخته فلما وضع ركبته بالأرض اخترطت سيفي فأضرب رأسه فندر فجئت براحلته وما عليها أقودها، فاستقبلني رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس مقبلاً فقال: من قتل الرجل؟ فقالوا: ابن الأكوع، فقال له: سلبه أجمع، قال هارون: هذا لفظ هاشم )].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب في أي وقت يستحب اللقاء
حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا حماد قال: أخبرنا أبو عمران الجوني عن علقمة بن عبد الله المزني عن معقل بن يسار أن النعمان يعني: ابن مقرن قال: ( شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لم يقاتل من أول النهار أخر القتال حتى تزول الشمس وتهب الرياح وينزل النصر )].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب فيما يؤمر به من الصمت عند اللقاء
حدثنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا هشام قال: حدثنا قتادة عن الحسن عن قيس بن عباد قال: ( كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يكرهون الصوت عند القتال ).
حدثنا عبيد الله بن عمر قال: حدثنا عبد الرحمن عن همام قال: حدثني مطر عن قتادة عن أبي بردة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثل ذلك].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب في الرجل يترجل عند اللقاء
حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء قال: ( لما لقي النبي صلى الله عليه وسلم المشركين يوم حنين نزل عن بغلته فترجل )].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب في الخيلاء في الحرب
حدثنا مسلم بن إبراهيم وموسى بن إسماعيل المعنى واحد قالا: حدثنا أبان قال: حدثنا يحيى عن محمد بن إبراهيم عن ابن جابر بن عتيك عن جابر بن عتيك أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: ( من الغيرة ما يحب الله ومنها ما يبغض الله، فأما التي يحبها الله عز وجل فالغيرة في الريبة، وأما التي يبغضها الله فالغيرة في غير ريبة، وإن من الخيلاء ما يبغض الله ومنها ما يحب الله، فأما الخيلاء التي يحب الله فاختيال الرجل نفسه عند القتال واختياله عند الصدقة، وأما التي يبغض الله فاختياله في البغي، قال موسى: والفخر ) ].
وعلى هذا فالغيرة نوعان: الغيرة المشروعة، والغيرة الممنوعة، الغيرة المشروعة ما دل الدليل عليه، أو هي ما كانت توصل إلى ما يحق الحق ويدفع الشر والباطل، وأما الممنوعة فهي ما كانت تعارض حكماً شرعياً، أو كانت تدعوا إلى ريبة وشك ووسواس.
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب في الرجل يستأسر
حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا إبراهيم يعني: ابن سعد قال: أخبرنا ابن شهاب قال: أخبرني عمرو بن جارية الثقفي حليف بني زهرة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرةً عيناً وأمر عليهم عاصم بن ثابت، فنفروا لهم هذيل بقريب من مائة رجل رام، فلما أحس بهم عاصم لجئوا إلى قردد فقالوا لهم: انزلوا فأعطوا بأيديكم ولكم العهد والميثاق ألا نقتل منكم أحداً، فقال عاصم: أما أنا فلا أنزل في ذمة كافر، فرموهم بالنبل فقتلوا عاصماً في سبعة ونزل إليهم ثلاثة نفر على العهد والميثاق، منهم خبيب وزيد بن الدثنة ورجل آخر، فلما استمكنوا منهم أطلقوا أوتار قسيهم فربطوهم بها، قال الرجل الثالث: وهذا أول الغدر، والله لا أصحبكم إن لي بهؤلاء لأسوة فجروه فأبى أن يصحبهم فقتلوه فلبث خبيب أسيراً حتى أجمعوا قتله، فاستعار موسى يستحد بها، فلما خرجوا به ليقتلوه قال لهم خبيب: دعوني أركع ركعتين، ثم قال: والله لولا أن تحسبوا ما بي جزعاً لزدت ).
حدثنا ابن عوف قال: حدثنا أبو اليمان قال: أخبرنا شعيب عن الزهري قال: أخبرني عمرو بن أبي سفيان بن أسيد بن جارية الثقفي وهو حليف لبني زهرة وكان من أصحاب أبي هريرة فذكر الحديث ].
وهذا أصل في الصلاة قبل القتل، وبه أخذ وعمل جماعة من الأئمة.
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب في الكمناء
حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي قال: حدثنا زهير قال: حدثنا أبو إسحاق قال: سمعت البراء يحدث قال: ( جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الرماة يوم أحد وكانوا خمسين رجلاً عبد الله بن جبير وقال: إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا من مكانكم هذا حتى أرسل لكم، وإن رأيتمونا هزمنا القوم وأوطأناهم فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم، قال: فهزمهم الله، قال: فأنا والله رأيت النساء يسندن على الجبل، فقال أصحاب عبد الله بن جبير: الغنيمة أي قوم الغنيمة، فقال عبد الله بن جبير: أنسيتم ما قال لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: والله لنأتين الناس فلنصيبن من الغنيمة، فأتوهم فصرفت وجوههم وأقبلوا منهزمين )].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب في الصفوف
حدثنا أحمد بن سنان قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري قال: حدثنا عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل عن حمزة بن أبي أسيد عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين اصطففنا يوم بدر: ( إذا أكثبوكم يعني: إذا غشوكم فارموهم بالنبل، واستبقوا نبلكم )].
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر