إسلام ويب

شرح عقيدة السلف أصحاب الحديث [6]للشيخ : عبد العزيز بن مرزوق الطريفي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • يعتقد أصحاب الحديث ويشهدون أن الله سبحانه فوق سمواته, مستو على عرشه, كما نطق بذلك الكتاب والسنة, وقد تواردت أقوال أئمة السلف في التشنيع على من أنكر استواء الله على عرشه, وجعلوه كافراً, مباح الدم والمال؛ وذلك لأنه أنكر صفة من صفات الله تعالى.

    قال المؤلف رحمه الله: [ ويعتقد أصحاب الحديث ويشهدون أن الله سبحانه فوق سبع سمواته, على عرشه مستو, كما نطق به كتابه في قوله عز وجل في سورة الأعراف: إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ [الأعراف:54], وقوله في سورة يونس: إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ [يونس:3], وقوله عز وجل في سورة الرعد: اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ [الرعد:2], وقوله في سورة الفرقان: ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا [الفرقان:59], وقوله في سورة السجدة: ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ [السجدة:4], وقوله في سورة طه: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه:5], وأخبر الله سبحانه عن فرعون اللعين أنه قال لهامان : ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ * أَسْبَابَ السَّمَوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا [غافر:36-37], وإنما قال ذلك؛ لأنه سمع موسى عليه السلام يذكر أن ربه في السماء, ألا ترى إلى قوله: وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا [غافر:37], يعني: في قوله: (إن في السماء إلهاً), وعلماء الأمة وأعيان الأئمة من السلف رحمهم الله لم يختلفوا في أن الله تعالى على عرشه ].

    والأمر في إثبات علو الله سبحانه وتعالى مستفيض, وعلو الله سبحانه وتعالى أعم من الاستواء والاستواء أخص, ويلزم من الاستواء العلو, ولا يلزم من العلو الاستواء, ولكن قد ثبت واستقر واستفاض في نصوص الوحي من كلام الله وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم علو الله عز وجل واستوائه على عرشه, ولهذا نثبت استواء لله عز وجل على الحقيقة, ولا ندخل في تشبيه ولا في تكييف؛ لأنه لا يمكن للإنسان أن يكيف إلا وقد وجد شبيهاً ومثيلاً, والله عز وجل يقول: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى:11].

    قال المؤلف رحمه الله: [ يثبتون من ذلك ما أثبته الله تعالى ويؤمنون به, ويصدقون الرب جل جلاله في خبره، ويطلقون ما أطلقه سبحانه وتعالى من استوائه على عرشه، ويمرونه على ظاهره ويكلون علمه إلى الله تعالى، ويقولون: آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا الأَلْبَابِ [آل عمران:7], كما أخبر الله تعالى عن الراسخين في العلم؛ أنهم يقولون ذلك ورضي منهم فأثنى عليهم به ].

    وقول المصنف رحمه الله: (ويكلون علمه إلى الله) أي: علم الكيفية إلى الله سبحانه وتعالى, فهذا لله جل وعلا, وأما الإيمان بذلك فأمره إلى الله سبحانه وتعالى, وقد بينه في كتابه فيجب الإيمان به, وإثبات آثاره كذلك أي: آثار تلك الصفة أو ذلك الاسم, فنقول: إننا نكل علمه إلى الله إخباراً يعني: إثباتاً أو نفياً, وكذلك حقيقة وكيفية, فما بينه الله عز وجل لنا من الإخبار عنه وإثبات الحقيقة نثبته, وما حجبه الله عز وجل عن عباده ونفاه -وهو أنه ليس كمثله شيء- ننفيه, والإثبات والنفي في ذلك هو من إيكال العلم إلى الله سبحانه وتعالى.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088464449

    عدد مرات الحفظ

    776884841