إسلام ويب

الأحاديث المعلة في الحج [2]للشيخ : عبد العزيز بن مرزوق الطريفي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • من الأحاديث المعلة في الحج حديث: (الاستطاعة: الزاد والراحلة) لتفرد عبد الله بن عمر العمري عن نافع دون غيره من تلاميذ نافع، وحديث هذه المنزلة لا يمكن أن يتفرد راو غير مشهور عن إمام مشهور كنافع دون غيره. ومن الأحاديث المعلة أيضاً حديث: (أيما صبي حج ثم بلغ فعليه حجة أخرى) قال ابن عدي وهذا الحديث هو حديث محمد بن المنهال وهو معروف به والحارث يسرق الحديث.

    الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

    أما بعد:

    فنتكلم في هذا المجلس بإذن الله عز وجل على شيء من الأحاديث المعلة في الحج.

    أول هذه الأحاديث هو حديث عبد الله بن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أنه قال في قول الله جل وعلا: وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا [آل عمران:97] قال: الاستطاعة: الزاد والراحلة ).

    هذا الحديث رواه الدارقطني والبيهقي من حديث محمد بن عباد ، عن عبد الله بن عمر ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    والحديث معلول براويه عن محمد بن عباد ، عن عبد الله بن عمر ، وذلك أنه رواه إبراهيم بن يزيد الخوزي ، عن محمد بن عباد ، عن عبد الله بن عمر ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، و إبراهيم الخوزي ضعفه غير واحد من الحفاظ، وقال يحيى بن معين : ليس بالقوي.

    وضعف هذا الحديث جماعة من الأئمة، كـالشافعي وكذلك والبيهقي وغيرهم من الأئمة، وقد توبع عليه إبراهيم بن يزيد ، تابعه غير واحد، فقد رواه الدارقطني و البيهقي من حديث محمد بن كثير ، عن جرير بن حازم.

    وقد أخرجه أيضاً الدارقطني و البيهقي من وجهٍ آخر من حديث محمد بن عبد الله بن عبيد كلاهما محمد بن عبد الله بن عبيد و جرير بن حازم، كلاهما يرويانه عن محمد بن عباد عن عبد الله بن عمر ، ولكن هذا الحديث بهذين الطريقين مطروح أيضاً، وذلك أن محمد بن عبد الله بن عبيد متروك الحديث، ويرويه أيضاً عن جرير بن حازم محمد بن كثير وهو متروك الحديث، وهذان الراويان متروكان مطروحان، وقد تابع إبراهيم بن يزيد في روايته على هذا، ولا يحتمل منهما هذه المتابعة، وقد تقدم معنا أن الحديث إذا رواه راوٍ مطروح ثم تابعه عليه مثله أن هذه المتابعة مما لا يعتضد بها عند العلماء.

    وينبغي لطالب العلم في أبواب المتابعات إذا أراد أن ينظر إليها من جهة العدل، أنه إذا مر عليه من الأحاديث التي فيها المتروك أو المنكر أو المتهم، فلا يلتفت إليها ولا يجعلها في حسبانه على الإطلاق، حتى لا يغتر بكثرتها، وبعض المشتغلين بالحديث ربما ينظرون إلى أمثال الأعداد فيغترون بذلك، وهذا ليس على طرائق أهل العلل، وجاء طريق آخر لهذا الحديث من حديث السعيد بن سلام يرويه عن عبد الله بن عمر العمري عن نافع عن عبد الله بن عمر ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحوه، وهذا الحديث منكر أيضاً، فقد قال علي بن الجنيد كما سأله ابن أبي حاتم في كتابه العلل عن هذا الحديث، فقال: هذا حديث باطل، وذلك أنه تفرد به سعيد بن سلام العطار ، عن عبد الله بن عمر العمري ، عن نافع ، وهو مطروح الحديث، ومعلوم أن مفاريد عبد الله بن عمر العمري عن نافع مما لا يحتج بها الأئمة، وهذا الحديث لا يعرف في حديث نافع عن عبد الله بن عمر عليه رضوان الله تعالى، ثم إن مدار هذا الحديث على محمد بن عباد بن جعفر ، عن عبد الله بن عمر وبه يعرف، والحديث إذا جاء من طرق متعددة عن طريق راوٍ دون الراوي الأشهر كما في حديث نافع ، فإن هذه الطرق المتعددة أمارة على أنه لا يعرف إلا من هذا الوجه، ولو كان معروفاً من غيره لحفظ وضبط، وذلك أن عبد الله بن عمر عليه رضوان الله لو كان هذا الحديث عنده لنقله المعروفون من تلاميذه، وما نقل عن نافع في رواية عبد الله بن عمر العمري ، لو كان عند نافع مولى عبد الله بن عمر لما تفرد به العمري مع الحاجة إليه، وهذا من أمارات الإنكار.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088523445

    عدد مرات الحفظ

    777119041