إسلام ويب

شرح عقيدة السلف وأصحاب الحديث [14]للشيخ : عبد العزيز بن مرزوق الطريفي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • هذه الأمة أمة متكاملة في شرائعها، فإلى جوار العبادات والعقائد المأمور بها، تجد أن الشريعة لم تهمل جانب الأخلاق والمعاملات بل اعتنت بها، وحثت أفرادها على ذلك، ومن ذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وصلة الأرحام وإفشاء السلام وإطعام الطعام، والرحمة بالفقراء والمساكين والأيتام، والاهتمام بأمور المسلمين. وجعلت الحب في الله والبغض فيه من أوثق عرى الدين.

    بسم الله الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:

    قال المصنف رحمه الله: [ويحرم أصحاب الحديث المسكر من الأشربة المتخذة من العنب أو الزبيب أو التمر أو العسل أو الذرة أو غير ذلك مما يسكر، يحرمون قليله وكثيره، وينجسونه ويوجبون به الحد].

    وهذه من المسائل الفرعية على ما تقدم الإشارة إليها، أن بعض الأئمة يذكرون بعض المسائل الفرعية لوجود خلاف بعض الطوائف فيها، وهذه المسألة كمسألة الخمر وذلك لالتباسها بالنبيذ، وربما بعض الأهواء يريدون أن يصلوا إلى تحليل الخمر بواسطة استحلال النبيذ، فينظرون من استحلاله باعتبار أن الشارع أباحه باليوم واليومين، فيجعلون ذلك وسيلة لاستحلاله، فيذكر العلماء في بعض مسائل العقائد ما يتعلق بمسائل النبيذ، ويذكرون أن الله عز وجل حرم الخمر، وجعله من الكبائر، بل هو أم الخبائث، باعتبار ما يطرأ عليه يتبعه في ذلك الكبائر البقية، وقد جاء عن عبد الله بن عمرو بن العاص عليه رضوان الله قال: (لئن أزني أحب إلي من أن أشرب الخمر، وذلك أني إن شربت الخمر تركت الصلاة، ومن ترك الصلاة فقد كفر)، يعني: أن الخمر يجر الإنسان للبقية، يجره للزنا، يجره لترك الصلاة، يجره للموبقات، ولهذا أصبح الخمر هو أم الكبائر، أو أم الخبائث؛ لأنه لا يأتي منفرداً، ولا يمكن أن يكون الإنسان يشرب الخمر، ويكون ذنبه الوحيد إلا وثمة كبائر مقترنة معه.

    أما غيرها من الكبائر فقد يوجد لدى الإنسان كبيرة من الكبائر ويبتلى بها، ولا يشاركها غيرها، بخلاف شرب الخمر.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088467340

    عدد مرات الحفظ

    776894342