إسلام ويب

سلسلة من أعلام السلف الإمام حماد بن زيدللشيخ : أحمد فريد

  •  التفريغ النصي الكامل
  • حماد بن زيد رحمه الله أحد الأئمة الأعلام في عصر كبار أتباع التابعين، وقد أثنى عليه العلماء ثناء عطراً في علمه وإمامته وحفظه وفقهه واتباعه للسنة وزهده وصلاحه، فرحمه الله تعالى رحمة الأبرار.

    1.   

    بين يدي ترجمة حماد بن زيد رحمه الله تعالى

    إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.

    أما بعد:

    فنحن في هذه السلسلة المباركة من أعلام السلف مع إمام من أئمة المسلمين في زمن كبار التابعين، زمن مالك والسفيانين والليث والأوزاعي ؛ إنه إمام أهل البصرة، وراوية أيوب السختياني : حماد بن زيد رحمه الله، إنه شيخ ابن المبارك وابن مهدي ، كان يحفظ أربعة آلاف حديث عن ظهر قلب لا يخطئ في حرف واحد، فارق الدنيا وليس له فيها نظير، فرحمه الله رحمة واسعة، ورحم الله سائر الأئمة الكرام والعلماء الأعلام.

    وحماد بن زيد بن درهم، وكذلك حماد بن سلمة بن دينار كلاهما من أئمة البصرة، وفي عصر واحد هو عصر كبار أتباع التابعين.

    1.   

    نسب حماد بن زيد ومولده وصفته

    اسمه: حماد بن زيد بن درهم الأزدي الجهضمي ، أبو إسماعيل البصري الأزرق ، مولى آل جرير بن حازم، وكان جده درهم من سبي سجستان.

    أما مولده: قال الذهبي : مولده في سنة ثمان وتسعين.

    وعن حماد بن زيد قال: زعمت أمي أنني ولدت في خلافة عمر بن عبد العزيز .

    قال: وقالت عمتي: في آخر خلافة سليمان بن عبد الملك .

    صفته: قال أبو حاتم بن حبان : كان ضريراً، يحفظ حديثه كله. يعني: كان ضبطه ضبط صدر.

    وقال الذهبي : إنما أضر بآخره. يعني: ذهب بصره في آخر عمره، وليس في أوله.

    وعن عفان بن مسلم قال: كان حماد بن زيد يلبس قلنسوة بيضاء طويلة لطيفة.

    1.   

    ثناء العلماء على حماد بن زيد

    قال الحافظ أبو نعيم : ومنهم الإمام الرشيد الآخذ بالأصل الوتيد، المتمسك بالمنهج الحميد، نزل من العلوم بالمحل الرفيع، وتوصل إلى الأصول بالوسيط المنيع، اقتبس الآثار عن الأخيار، وأخذ الأعمال عن الأبرار، أكبر فوائده في الأقضية والأحكام، وأبلغ مواعظه في مراعاة الأبنية والأعلام، أبو إسماعيل حماد بن زيد .

    وعن علي بن الحسن بن شقيق قال: قال عبد الله بن المبارك :

    أيها الطالب علماً ائت حماد بن زيد

    فاطلب العلم بحلم ثم قيده بقيد

    لا كثور وكجهم وكعمرو بن عبيد

    وعن خالد بن خداش قال: حماد بن زيد من عقلاء الناس، وذوي الألباب.

    وعن أبي عاصم قال: مات حماد بن زيد يوم مات ولا أعلم له في الإسلام نظيراً في هيبته ودله. وأظنه قال: وسمته.

    قال عبد الرحمن بن مهدي : أئمة الناس في زمانهم أربعة: سفيان الثوري بالكوفة، ومالك بالحجاز، والأوزاعي بالشام، وحماد بن زيد بالبصرة.

    وقال آخر: هو أجل أصحاب أيوب السختياني وأثبتهم.

    وقال أحمد بن حنبل : حماد بن زيد من أئمة المسلمين من أهل الدين، هو أحب إلي من حماد بن سلمة .

    فـحماد بن سلمة كان مشهوراً بالعبادة والشدة على أهل البدع، وكان واعظاً، وكان الناس يحسبون فيه الإخلاص في تعلمه وتعليمه، ولكن حماد بن زيد أثبت في الحديث.

    وقال عبد الرحمن بن مهدي : ما رأيت أعلم من حماد بن زيد ومالك بن أنس وسفيان الثوري ، وما رأيت أحداً أفقه منه، يعني: حماد بن زيد .

    وعن إبراهيم بن سعيد الجوهري قال: سمعت أبا أسامة يقول: كنت إذا رأيت حماد بن زيد قلت: أدبه كسرى وفقهه عمر .

    وقال محمد بن سعد : حماد بن زيد يكنى أبا إسماعيل ، وكان عثمانياً، يعني: كان يقدم عثمان على علي.

    وكما قال بعض العلماء: من فضل علياً على عثمان فقد أزرى بالمهاجرين والأنصار؛ لأن المهاجرين والأنصار أجمعوا على تقديم عثمان على علي .

    وعن يحيى قال: حماد بن زيد أثبت من عبد الوارث وابن علية وعبد الوهاب الثقفي وابن عيينة .

    وعن عبيد الله بن الحسن قال: إنما هما الحمادان، فإذا طلبتم العلم فاطلبوه من الحمادين.

    وعن عبد الرحمن بن مهدي قال: ما رأيت بالبصرة أفقه من حماد بن زيد .

    1.   

    تثبت حماد بن زيد وحفظه رحمه الله

    عن محمد بن المنهال الضرير قال: سمعت يزيد بن زريق وسئل: ما تقول في حماد بن زيد وحماد بن سلمة ، أيهما أثبت في الحديث؟ قال: حماد بن زيد ، وكان الآخر رجلاً صالحاً.

    وعن يحيى بن معين قال: ليس أحد في أيوب أثبت من حماد بن زيد .

    وعن عبد الرحمن بن مهدي قال: سئل أبو زرعة عن حماد بن زيد وحماد بن سلمة ؟ فقال: حماد بن زيد أثبت من حماد بن سلمة بكثير، أصح حديثاً وأتقنه.

    وقال ابن مصفى : أخبرنا بقية قال: ما رأيت بالعراق مثل حماد بن زيد .

    وقال الذهبي : ومن خاصية حماد بن زيد أنه لا يدلس أبداً.

    وقال خالد بن خداش : سمعته يقول: المدلس متشبع بما لم يعط.

    وقال الذهبي أيضاً: والمدلس داخل في عموم قوله: وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا [آل عمران:188]، وداخل في قوله عليه الصلاة والسلام: (من غشنا فليس منا)؛ لأنه يوهم السامعين أن حديثه متصل، وفيه انقطاع، وهذا إذا دلس عن ثقة، أما إذا دلس خبره عن ضعيف يوهم أنه صحيح؛ لكون الضعيف -مثلاً- مشهوراً بالاسم فيذكره بالكنية، أو مشهوراً بالكنية فيذكره بالاسم حتى لا يفطن له، فهذا نوع من الغش، أو أنه يسقطه، وهو تدليس الإسقاط، فيذكر شيخه بصيغة توهم السماع، فيقول: عن فلان، ويسقط شيخاً ضعيفاً، فهذا أيضاً غش، وقد قال عبد الوارث بن سعيد : التدليس ذل.

    وعن يحيى بن يحيى النيسابوري قال: ما رأيت أحفظ من حماد بن زيد .

    وقال أحمد بن عبد الله العجلي : حماد بن زيد ثقة، وحديثه أربعة آلاف حديث كان يحفظها ولم يكن له كتاب.

    وقال عبد الرحمن بن خراش الحافظ : لم يخطئ حماد بن زيد في حديث قط.

    وعن مقاتل بن محمد قال: سمعت وكيعاً وقد قيل له: حماد بن زيد كان أحفظ أو حماد بن سلمة ؟ فقال: حماد بن زيد ، ما كنا نشبه حماد بن زيد إلا بـمسعر .

    1.   

    اتباع حماد بن زيد للسنة وحذوه معتقد أهلها

    عن عبد الرحمن بن مهدي قال: لم أر أحداً قط أعلم بالسنة ولا بالحديث الذي يدخل في السنة من حماد بن زيد .

    وعن يحيى بن المغيرة قال: قرأت كتاب حماد بن زيد إلى جرير : بلغني أنك تقول في الإيمان بالزيادة، وأهل الكوفة يقولون غير ذلك، اثبت على ذلك ثبتك الله.

    وعن عبد الرحمن بن مهدي قال: إذا رأيت بصرياً يحب حماد بن زيد فهو صاحب سنة. وهذا إشارة إلى أنه من أئمة السنة في زمانه، فمحبة علماء أهل السنة علامة على الخير، وبغض علماء السنة والطعن فيهم علامة على البدعة.

    قال الذهبي : لا أعلم بين العلماء نزاعاً في أن حماد بن زيد من أئمة السلف، ومن أتقن الحفاظ وأعدلهم وأعدمهم غلطاً على سعة ما روى رحمه الله.

    وعن سليمان بن محمد قال: سمعت حماد بن زيد يقول: إنما يدورون على أن يقولوا: ليس في السماء إله. يعني الجهمية الذين ينفون الفوقية.

    وعن أبي النعمان عارم قال: قال حماد بن زيد : القرآن كلام الله، أنزله جبريل من عند رب العالمين.

    وعن فطر بن حماد بن واقد قال: سألت حماد بن زيد فقلت: يا أبا إسماعيل ! إمام لنا يقول: القرآن مخلوق، أصلي خلفه؟ قال: لا، ولا كرامة.

    وعن خالد بن خداش قال: سمعت حماد بن زيد يقول: لئن قلت: إن علياً أفضل من عثمان لقد قلت: إن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد خانوا.

    فهذا يدل على ضعف القول أنه كان علوياً، أو لعل هذا كان مذهباً له في البداية ثم رجع عنه.

    فترتيب الصحابة الخلفاء في الخلافة كترتيبهم في الفضل.

    1.   

    التفريق بين حماد بن زيد وحماد بن سلمة

    اشترك الحمادان في كثير من المشايخ والتلاميذ، فكيف نفرق بينهما:

    قال الحافظ الذهبي ما ملخصه: اشترك الحمادان في الرواية عن مشايخ، يعني: لأنهما متعاصران وفي مصر واحد وهو البصرة، فطبيعي أن يكون هنالك اشتراك بينهما في أكثر الشيوخ والتلاميذ، كما هو الحال في سفيان الثوري وسفيان بن عيينة ، وإن كان سفيان بن عيينة بالحجاز والثوري بالكوفة، إلا أنهما متعاصران واشتركا في جملة من المشايخ، فكيف نفرق لو وجدنا في الإسناد: (حدثنا حماد) دون أن يبين من هو حماد.

    يقول الحافظ الذهبي : اشترك الحمادان في الرواية عن مشايخ، وروى عنهما جماعة من المحدثين، فربما روى الرجل منهم عن (حماد) ولم ينسبه، فلا يعرف أي الحمادين هو إلا بقرينة، فإن عري السند من القرائن -وذلك قليل- لم نقطع أنه ابن زيد ولا ابن سلمة ، بل نتردد، أو نقدره ابن سلمة ونقول: هذا الحديث على شرط مسلم؛ إذ مسلم قد احتج بهما جميعاً، كما ذكرنا أن البخاري تحاشا الرواية عن حماد بن سلمة لأنه تغير بآخره، فقد كان له أحاديث كثيرة جداً، وليس هو في الضبط مثل حماد بن زيد ، ولكن الإمام مسلم تخير من حديث حماد بن سلمة فروى حديثه في الأصول عن ثابت البناني وعن خاله حميد الطويل ، وفي المتابعات ذكر روايته عن حماد بن سلمة عن غيرهما. أي: ثابت البناني وحميد الطويل .

    فيقول: لو وجدنا في السند حماداً ولم يميز فنقول: إن هذا من شرط مسلم؛ لأن مسلماً روى للحمادين، أما البخاري فروى لـحماد بن زيد وحده، فلو وجدنا حماداً في صحيح البخاري غير منسوب إلى أبيه فهو حماد بن زيد فقط.

    ثم ذكر رحمه الله جملة من شيوخهما وتلامذتهما، ثم قال: والحفاظ المختصون بالإكثار من الرواية عن حماد بن سلمة :بهز بن أسد وحبان بن هلال والحسن الأشيب وعمر بن عاصم ، يعني: لو قال بهز بن أسد: حدثنا (حماد) وسكت، فيكون الغالب أنه حماد بن سلمة أو قال ذلك حبان بن هلال أو الحسن الأشيب أو عمر بن عاصم .

    والحفاظ المختصون بالإكثار من الرواية عن حماد بن زيد الذين ما لحقوا ابن سلمة أكثر وأوضح، فـحماد بن سلمة كان أكبر، وهناك حفاظ ما أدركوا حماد بن سلمة ، فلو قال واحد منهم: (حدثنا حماد)، فهو حماد بن زيد؛ لأنهم فاتهم حماد بن سلمة فلم يرووا عنه، كـعلي بن المديني وأحمد بن عبدة وأحمد بن المقدام وبشر بن معاذ العقدي وخالد بن خداش وخلف بن هشام وزكريا بن عدي وسعيد بن منصور وأبي الربيع الزهراني والقواريري وعمرو بن عوف وقتيبة بن سعيد ومحمد بن أبي بكر المقدمي ولوين ومحمد بن عيسى الطباع ومحمد بن عبيد الأحدب ومسدد ويحيى بن حبيب ويحيى بن يحيى التميمي وعدة من أقرانهم، فإذا رأيت الرجل من هذه الطبقة قد روى عن حماد وأبهمه -يعني: لم يميزه- علمت أنه ابن زيد ، وأن هذا الراوي لم يدرك حماد بن سلمة .

    وكذلك إذا روى رجل ممن لقيهما فقال: (حدثنا حماد) وسكت نظرنا في شيخ حماد من هو، فإذا كان من شيوخهما ترددنا، وإن كان من شيوخ أحدهما على الاختصاص والتفرد عرفنا أنه من شيوخه المختصين به.

    يعني: ينظر للتلاميذ وللشيوخ، فهناك تلاميذ أدركوا حماد بن زيد ولم يدركوا حماد بن سلمة ، فهؤلاء لو قالوا: (حماد) نعرف أنهم يقصدون حماد بن زيد ، بخلاف الذين أكثروا من الرواية عن حماد بن سلمة كما سبق.

    وكذا إذا روى رجل ممن لقيهما فقال: (حدثنا حماد) وسكت، نظرت في شيخ حماد من هو، فإذا رأيته من شيوخهما ترددت، وإذا رأيته من شيوخ أحدهما على الاختصاص والتفرد عرفته من شيوخه المختصين به.

    وأنفع كتاب بالنسبة لتحديد هؤلاء العلماء كتاب تهذيب الكمال للحافظ المزي ، فهو لم يحصر الشيوخ والتلاميذ، ولكن يذكر أكثر الشيوخ والتلاميذ، وهو الكتاب الذي اختصره من الكمال لـابن عبد الهادي ، ثم اختصر تهذيب الكمال الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب، ثم اختصره أيضاً في تقريب التهذيب.

    فالوقوف على تحديد التلاميذ والشيوخ من خلال الكتاب العمدة: تهذيب الكمال للحافظ المزي وهو معاصر لشيخ الإسلام ابن تيمية وإن كان أكبر منه سناً.

    يقول الحافظ الذهبي رحمه الله: ثم عادة عفان لا يروي عن حماد بن زيد إلا وينسبه، وربما روى عن حماد بن سلمة فلا ينسبه، كذلك يفعل حجاج بن منهال وهدبة بن خالد ، فأما سليمان بن حرب فعلى العكس، وكذلك عارم يفعل، فإذا قالا: (حدثنا حماد) فهو ابن زيد ، ومتى قال موسى التبوذكي: (حدثنا حماد) فهو ابن سلمة ، فهو راويته. والله أعلم.

    أي: هناك ضابط يستعمل في أكثر من هذا الموضع، فحين يكون التلميذ مختصاً بشيخ معين، فروى عنه أحاديث كثيرة؛ فهو غالباً يذكره مهملاً بدون تحديد، فإذا كان مختصاً بـحماد بن زيد وأكثر الرواية عنه يصنع كذلك، وإن كان روى بعض الأحاديث عن حماد بن سلمة فإنه ينسبه ويقول: حدثنا حماد بن سلمة .

    وكذلك سفيان الثوري وابن عيينة ، فالتلميذ المختص بـسفيان الثوري إذا قال: حدثنا سفيان وسكت فنعرف أنه يقصد الثوري ، وإن كان روى أيضاً عن ابن عيينة ، ولكن لما كانت روايته قليلة عن ابن عيينة فهو غالباً يبين فيقول: حدثنا سفيان بن عيينة .

    1.   

    شيوخ حماد بن زيد وتلامذته رحمه الله

    1.   

    درر من أقوال حماد بن زيد رحمه الله

    عن سليمان بن حرب قال: سمعت حماد بن زيد يقول في قوله تعالى: لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ [الحجرات:2] قال: أرى رفع الصوت عليه بعد موته كرفع الصوت عليه في حياته، إذا قرئ حديثه وجب عليك أن تنصت له كما تنصت للقرآن.

    فهذا من الأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم، فليس المقصود التأدب معه في حياته فحسب، ولكن إذا سمعت حديثه فعليك أن تخفض صوتك عند سماع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    وكذلك يدخل فيها - والله أعلم - ألا ترفع الآراء والأهواء والأقيسة الفاسدة على كلام النبي صلى الله عليه وسلم فتطرح الآراء وتوضع الأقوال المخالفة لقوله، فهذا من الأدب معه صلى الله عليه وسلم في حياته وبعد مماته.

    وقال محمد بن وزير الواسطي : سمعت يزيد بن هارون يقول: قلت لـحماد بن زيد : هل ذكر الله أصحاب الحديث في القرآن؟ قال: بلى، الله تعالى يقول: فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ [التوبة:122]. يعني: طائفة تنفر إلى الجهاد، وطائفة تنفر لتتعلم حديث النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا أتت الطائفة التي نفرت للجهاد علمتها الطائفة التي نفرت لسماع الحديث.

    وعن أيوب العطار قال: سمعت بشر بن الحارث يقول: حدثنا حماد بن زيد ثم قال: أستغفر الله، إن لذكر الإسناد في القلب خيلاء.

    1.   

    وفاة حماد بن زيد رحمه الله

    قال الذهبي : ولد سنة ثمان وتسعين، ومات سنة تسع وسبعين ومائة.

    وقال أبو حفص الفلاس: مات يوم الجمعة في التاسع عشر من شهر رمضان.

    وقال عارم : مات لعشر ليال خلون من رمضان في يوم الجمعة.

    وقال أبو داود : مات قبل مالك بشهرين وأيام.

    قال الذهبي : هذا وهم، بل مات قبله بستة أشهر، فرحمهما الله، فلقد كانا ركني الدين، وما خلفهما مثلهما. يعني: ما بقي في الدنيا مثل مالك بن أنس نجم السنن -وستأتي ترجمته إن شاء الله تعالى- وحماد بن زيد إمام أهل البصرة.

    أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718663

    عدد مرات الحفظ

    756461416