إسلام ويب

تفسير سورة البقرة [116-119]للشيخ : عبد العزيز بن عبد الله الراجحي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • يحكي الله تعالى بعض مجادلات أهل الكفر والزيغ، فإنهم لم يستطيعوا أن يتحملوا ويتقبلوا تكاليف هذا الدين، فكانوا يجادلون الأنبياء بالباطل من القول، والخطل من الرأي، فمنهم من ينسب إلى الله الولد تعالى الله عن ذلك، ومنهم من يطلب من النبي أن يطلب من ربه أن يكلمهم ويخبرهم بصدق نبوته صلى الله عليه وسلم، وهذا كله سوء تدبير منهم، وإلا فالحق ظاهر بين لا يحتاج إلى مثل هذه التعنتات.
    قال الله تعالى: وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ * بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ [البقرة:116-117].

    قال المؤلف رحمه الله: [ اشتملت هذه الآية الكريمة والتي تليها على الرد على النصارى عليهم لعائن الله، وكذا من أشبههم من اليهود ومن مشركي العرب ممن جعل الملائكة بنات الله، فأكذب الله جميعهم في دعواهم وقولهم: إن لله ولداً، فقال تعالى: سُبْحَانَهُ [البقرة:116] أي: تعالى وتقدس وتنزه عن ذلك علواً كبيراً بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ [البقرة:116] أي: ليس الأمر كما افتروا وإنما له ملك السموات والأرض ومن فيهن، وهو المتصرف فيهم، وهو خالقهم ورازقهم ومقدرهم ومسخرهم ومسيرهم ومصرفهم كما يشاء، والجميع عبيد له وملك له، فكيف يكون له ولد منهم والولد إنما يكون متولداً من شيئين متناسبين، وهو تبارك وتعالى ليس له نظير ولا مشارك في عظمته وكبريائه، ولا صاحبة له فكيف يكون له ولد؟! ].

    قوله: (ولا صاحبة له) أي: ليس له زوجة، فالولد إنما يكون من شيئين متجانسين، وقد بين الله أنه ليس له مثيل أو شبيه فقال: لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ [الإخلاص:3-4]، فكيف يكون له ولد ولم يتفرع هو من شيء؟ بل هو سبحانه فليس له فرع ولا أصل تبارك وتعالى، ليس له ولد يتفرع منه وهو لم يتفرع من شيء، بل هو سبحانه وتعالى السيد الذي تصمد إليه الخلائق بحوائجها لكماله وقيامه بنفسه سبحانه وتعالى، وقيامه على كل نفس بما كسبت؛ ولأن هذا من سمة المخلوقين فلا يحتاج للولد إلا المخلوق الضعيف، ولا سيما عند الكبر؛ لكي يساعده ويعينه، فنسبة الولد إلى الله من الكفر العظيم والغريب، ولذلك كفرهم سبحانه فقال: لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ [المائدة:73]، وبين سبحانه وتعالى أن نسبة الولد إليه شيء عظيم تكاد السموات تتشقق منه وتخر منه الجبال، فقال: وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا * لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا [مريم:88-89] يعني: شيئاً عظيماً تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا * أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا * وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا * إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا * لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا * وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا [مريم:90-95].

    فكل من في السموات والأرض يأتي يوم القيامة وهو عبد لله مذلل مسخر ليس له من الأمر شيء، فكيف يكون له ولد ولا صاحبة ولا كفء ولا مثيل له، ولم يتفرع منه شيء ولم يتفرع من شيء ولا يحتاج إلى شيء سبحانه وتعالى، ولا يلحقه ضعف، بل هو القائم بنفسه والمقيم لغيره سبحانه وتعالى، فهذا من أعظم البهتان والكفر بالله عز وجل، فقبح الله النصارى ولعنهم وأخزاهم.

    قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ كما قال تعالى: بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [الأنعام:101]، وقال تعالى: وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا * لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا * تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا * أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا * وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا * إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا * لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا * وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا [مريم:89-95].

    وقال تعالى: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ [الإخلاص:1-4].

    فقرر تعالى في هذه الآيات الكريمة أنه السيد العظيم الذي لا نظير ولا شبيه له، وأن جميع الأشياء غيره مخلوقة له مربوبة، فكيف يكون له منها ولد؟ ولهذا قال البخاري في تفسير هذه الآية من البقرة: حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن عبد الله بن أبي الحسين حدثنا نافع بن جبير هو ابن مطعم عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (قال الله تعالى: كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك، فأما تكذيبه إياي فيزعم أني لا أقدر أن أعيده كما كان، وأما شتمه إياي فقوله: إن لي ولداً فسبحاني أن أتخذ صاحبة أو ولداً)، انفرد به البخاري من هذا الوجه ].

    يعني: أن دعوى الولد شتم لله سبحانه؛ لأن الشتم واللعن: يطلق على الذم والعيب، فمن عاب أحداً أو ذمه فقد شمته ولعنه، ومنه قوله تعالى: وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ [الإسراء:60] أي: المذمومة.

    قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ وقال ابن مردويه : حدثنا أحمد بن كامل أخبرنا محمد بن إسماعيل الترمذي أخبرنا محمد بن إسحاق بن محمد الفروي ].

    أخبرنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يقول الله تعالى: كذبني ابن آدم وما ينبغي له أن يكذبني، وشتمني وما ينبغي له أن يشتمني، فأما تكذيبه إياي فقوله: لن يعيدني كما بدأني، وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته، وأما شتمه إياي فقوله: اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا وأنا الله الأحد الصمد لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ [الإخلاص:3-4]) ].

    قوله ( الفروي ) بالفاء مثل الندوي؛ لأن القاعدة تقول: إن الاسم إذا كان أوله وثانيه صحيح فإن النسبة تكون (فَعَلي) فندوي مثل هروي ومثل فروي ومثل قروي وهكذا.

    و إسحاق بن محمد بن أبي فروة الفروي كان صدوق فلما كُفّ ساء حفظه.

    قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ وفي الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا أحد أصبر على أذى سمعه من الله؛ إنهم يجعلون له ولداً وهو يرزقهم ويعافيهم).

    معنى القنوت في كتاب الله تعالى

    وقوله: كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ [البقرة:116]، قال ابن أبي حاتم : أخبرنا أبو سعيد الأشج أخبرنا أسباط عن مطرف عن عطية عن ابن عباس قال: قَانِتِينَ [البقرة:238]: مصلين. وقال عكرمة وأبو مالك : كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ [البقرة:116]: مقرون له بالعبودية. وقال سعيد بن جبير : كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ [البقرة:116] يقول: الإخلاص. وقال الربيع بن أنس : يقول: كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ [البقرة:116] أي: قائم يوم القيامة، وقال السدي : كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ [البقرة:116]: مطيعون يوم القيامة، وقال خصيف عن مجاهد : كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ [البقرة:116] قال: مطيعون، قال: كن إنساناً فكان، وقال : كن حماراً فكان. وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد : كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ [البقرة:116] قال: طاعة الكافر في سجود ظله وهو كاره.

    وهذا القول عن مجاهد -وهو اختيار ابن جرير - يجمع الأقوال كلها، وهو أن القنوت والطاعة والاستكانة إلى الله، وهو شرعي وقدري، كما قال تعالى: وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ [الرعد:15] ].

    أي: فالشرعي: حينما يسجد المسلم لله باختياره، والقدري: هو سجود الجمادات لله تعالى.

    يعني: أنه إذا أراد شيئاً فلا بد أن يوجد، كما جاء في قول الله تعالى: إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ [يس:82]، فإذا أراد سبحانه أن يخلق حماراً قال له: كن، فكان حماراً، وإذا أراد أن يخلق آدمياً قال له: كن، فكان آدمياً.

    قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ وقد ورد حديث فيه بيان القنوت في القرآن ما هو المراد به، كما قال ابن أبي حاتم أخبرنا يونس بن عبد الأعلى حدثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن دراجاً أبا السمح حدثه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (كل حرف من القرآن يذكر فيه القنوت فهو الطاعة).

    وكذا رواه الإمام أحمد : عن حسن بن موسى عن ابن لهيعة عن دراج بإسناده مثله، ولكن في هذا الإسناد ضعف لا يعتمد عليه، ورفع هذا الحديث منكر، وقد يكون من كلام الصحابي أو من دونه، والله أعلم.

    وكثيراً ما يأتي بهذا الإسناد تفاسير فيها نكارة فلا يغتر بها؛ فإن السند ضعيف، والله أعلم ].

    وفي سند هذا الحديث دراج وابن لهيعة وهما ضعيفان.

    الفرق بين البدعة اللغوية والبدعة الشرعية

    قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ وقوله تعالى: بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ [البقرة:117] أي: خالقهما على غير مثال سبق، قال مجاهد والسدي: وهو مقتضى اللغة، ومنه يقال للشيء المحدث: بدعة، كما جاء في صحيح مسلم : (فإن كل محدثة بدعة).

    والبدعة على قسمين: تارة تكون بدعة شرعية، كقوله: (فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة)، وتارة تكون بدعة لغوية: كقول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن جمعه إياهم على صلاة التراويح واستمرارهم: نعمت البدعة هذه ].

    وكانت هذه بدعة لغوية لا شرعية؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي صلى بالناس، لكن كون عمر أعادهم بعد ذلك إلى الجماعة استدعى هذا الشيء من جهة اللغة، وقد كان الناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم يصلون أوزاعاً، وكذلك في زمن أبي بكر ، ثم جمعهم عمر على إمام واحد فسمى هذا بدعة؛ لأنه ابتدع هذا الشيء وجمعه من جهة اللغة.

    وقولهم حينما يحفر الإنسان بئراً: ابتدع هذا البئر، وهذا من جهة اللغة، وأما من جهة الشرع: فكل البدع ضلالة، أما تقسيم بعض العلماء البدعة: إلى بدعة حسنة وبدعة سيئة وبدعة مباحة، فهذا باطل، بل الصواب أن كل البدع ضلالة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (كل بدعة ضلالة)، و(كل) لفظ يدل على العموم، فكل بدعة في الشرع فهي ضلالة، ولا يوجد هناك بدعة حسنة وبدعة سيئة، لكن هذا من جهة اللغة.

    قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ وقال ابن جرير : بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ [البقرة:117] مبدعهما، وإنما هو مفعل فصرف إلى فعيل، كما صرف المؤلم إلى الأليم، والمسمع إلى السميع، ومعنى المبدع: المنشئ والمحدث ما لا يسبقه إلى إنشاء مثله وإحداثه أحد، قال: ولذلك سمي المبتدع في الدين مبتدعاً؛ لإحداثه فيه ما لم يسبق إليه غيره، وكذلك كل محدث قولاً أو فعلاً لم يتقدم فيه متقدم فإن العرب تسميه مبتدعاً، ومن ذلك قول أعشى بن ثعلبة في مدح هوذة بن علي الحنفي :

    يدعي إلى قول سادات الرجال إذا أبدوا له الحزم أو ما شاءه ابتدعا

    أي: يحدث ما شاء.

    قال ابن جرير : فمعنى الكلام: سبحان الله أن يكون له ولد وهو مالك ما في السموات والأرض، تشهد له جميعها بدلالتها عليه بالوحدانية، وتقر له بالطاعة، وهو بارئها وخالقها وموجدها من غير أصل ولا مثال احتذاها عليه، وهذا إعلام من الله لعباده أن ممن يشهد له بذلك المسيح الذي أضافوا إلى الله بنوته، وإخبار منه لهم أن الذي ابتدع السموات والأرض من غير أصل وعلى غير مثال هو الذي ابتدع المسيح عيسى من غير والد بقدرته وهذا من ابن جرير رحمه الله كلام جيد وعبارة صحيحة.

    وقوله تعالى: وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ [البقرة:117]، يبين بذلك تعالى كمال قدرته وعظيم سلطانه وأنه إذا قدر أمراً وأراد كونه فإنما يقول له: كن فيكون، كن أي: مرة واحدة، فيكون: أي فيوجد على وفق ما أراد، كما قال تعالى: إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ [يس:82]، وقال تعالى: إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ [النحل:40]، وقال تعالى: وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ [القمر:50]، وقال الشاعر

    إذا ما أراد الله أمراً فإنما يقول له: كن قولة فيكون ].

    وما هنا بعد إذا زائدة، والمعنى: إذا أراد الله أمراً، كما يقال:

    يا طالب للفائدة ما بعد إذا زائدة

    فهي زائدة تفيد التوكيد.

    قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ ونبه بذلك أيضاً على أن خلق عيسى بكلمة كن فكان كما أمره الله، قال الله تعالى: إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ [آل عمران:59].

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088464363

    عدد مرات الحفظ

    776884392