إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. عبد المحسن العباد
  5. سلسلة شرح سنن النسائي
  6. كتاب الصلاة
  7. شرح سنن النسائي - كتاب المواقيت - باب آخر وقت الصبح - باب من أدرك ركعة من الصلاة

شرح سنن النسائي - كتاب المواقيت - باب آخر وقت الصبح - باب من أدرك ركعة من الصلاةللشيخ : عبد المحسن العباد

  •  التفريغ النصي الكامل
  • لقد فرض الشارع علينا الصلوات، وبين الأوقات التي تؤدى فيها، فمن أدرك ركعة من الصلاة في وقتها المحدد فقد أدرك الصلاة، إلا أنه ينبغي للمسلم أن يبادر بالصلاة في أول وقتها، إلا صلاة الظهر في شدة الحر وصلاة العشاء إذا لم توجد مشقة فإنه يستحب تأخيرها.

    شرح حديث: (كان رسول الله يصلي الظهر إذا زالت الشمس... ويصلي الصبح إلى أن ينفسح البصر)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب آخر وقت الصبح.

    أخبرنا إسماعيل بن مسعود ومحمد بن عبد الأعلى قالا: حدثنا خالد عن شعبة عن أبي صدقة عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الظهر إذا زالت الشمس، ويصلي العصر بين صلاتيكم هاتين، ويصلي المغرب إذا غربت الشمس، ويصلي العشاء إذا غاب الشفق، ثم قال على إثره: ويصلي الصبح إلى أن ينفسح البصر)].

    يقول النسائي رحمه الله: (باب: آخر وقت الصبح). كما جاء في الحديث الذي تقدم: (من أدرك ركعة من الفجر قبل أن تطلع الشمس فقد أدركها)، أي: أن طلوع الشمس هو آخر وقت صلاة الصبح، ولكن المبادرة إلى الصلوات في أول أوقاتها هذا هو المطلوب، وهذا هو الذي ينبغي ويستحب، وذلك أن المبادرة إليها في أول أوقاتها فيه مسارعة إلى الخير، وفيه مبادرة إلى أداء الواجب، والتخلص مما هو دين على الإنسان، وذلك في أول وقت يوقع فيه ذلك الفعل.

    وقد عرفنا فيما مضى أن الصلوات كلها تصلى في أول وقتها، والتبكير بها في أول وقتها هو المستحب، ويستثنى من ذلك الظهر في وقت شدة الحر، فإنه يبرد بها، وكذلك صلاة العشاء فإنه يستحب تأخيرها إلا إذا ترتب على ذلك مشقة ومضرة، فإنها تقدم، وتعجل في أول وقتها.

    وقد أورد النسائي حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، وقد ذكر فيه أوقات الصلوات، (فكان يصلي الظهر إذا زالت الشمس)، والمراد من ذلك أنه كان يصليها في أول وقتها؛ لأن أول وقتها يبدأ بالزوال، (فكان يصليها إذا زالت الشمس)، أي: يبكر بها.

    ومن المعلوم أنه جاء عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: (إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة)، فيبرد بصلاة الظهر في وقت شدة الحر، وفي غير ذلك التبكير هو الأولى.

    قوله: (ويصلي العصر بين صلاتيكم هاتين)، أي: الظهر، والعصر، فالمقصود من ذلك أنهم يؤخرون صلاة العصر، وهدي الرسول صلى الله عليه وسلم أنه كان يقدمها في أول وقتها، ومعنى ذلك: أن صلاة العصر إذا صليت في آخر وقتها الاختياري -وهو أن يكون فيء الشيء مثليه، وأول وقتها أن يكون فيء الشيء مثله- معنى هذا: أن صلاة العصر في أول وقتها يكون بين الصلاتين؛ صلاة الظهر في أول وقتها، وصلاة العصر في آخر وقتها الاختياري؛ لأنها إذا صليت في أول وقتها عندما يكون فيء الشيء مثله -وآخر وقت صلاة العصر الاختياري إذا كان فيء الشيء مثليه، وآخر وقت الظهر إذا كان فيء الشيء مثله، أي: المنتصف والوسط هو حيث يكون فيء الشيء مثله- فتكون بين الصلاتين، صلاة الظهر في أول وقتها، وصلاة العصر في آخر وقتها الاختياري.

    وأما قوله: (ويصلي المغرب إذا غربت الشمس)، هذا هو أول وقتها، يصلي المغرب إذا غربت الشمس، وتوارت بالحجاب، وغاب القرص، وذهب، فإنه يبدأ أو يدخل وقت صلاة المغرب، فكان عليه الصلاة والسلام يصليها إذا غربت الشمس.

    قوله: (ويصلي العشاء إذا غاب الشفق)، وهذا هو أول وقتها إذا غاب الشفق؛ وهو الضياء الذي يكون تبعاً لغروب الشمس، فإذا غاب الشفق واشتد الظلام، وكان المغرب مثل المشرق؛ كله ظلام دامس عند ذلك يبدأ وقت صلاة العشاء، فكان يصليها في ذلك الوقت.

    قوله: (ويصلي الصبح إلى أن ينفسح البصر)، أي: يتسع، بأن يرى الإنسان الشيء أمامه، فيرى مسافة بعيدة دون أن يحجبه ظلام، وليس المقصود من هذا أن هذا آخر وقت صلاة الفجر، بل آخر وقته طلوع الشمس، كما جاء ذلك في الحديث: (من أدرك ركعة قبل أن تطلع الشمس فقد أدرك)، أي: الصلاة، يعني: أدركها في وقتها، وإنما المقصود من ذلك أنه كان يصليها في وقت متأخر، ولكنه لا يصل إلى النهاية، ومن المعلوم أن التأخير إلى النهاية يترتب عليه مضرة، وهي خوف الفوات وخروج الوقت، فالرسول صلى الله عليه وسلم كان يصليها إلى أن ينفسح البصر، أي: يتسع، ويرى الإنسان المسافة البعيدة دون أن يحجبه ظلام، فهذا هو الذي كان عليه عليه الصلاة والسلام، ولكن هذا لا يعني: أن هذا آخر وقت صلاة الصبح، بل آخرها كما جاء في الحديث: طلوع الشمس، ومن أدرك ركعة من الصلاة قبل طلوع الشمس فإنه يكون مدركاً الصلاة في وقتها.

    تراجم رجال إسناد حديث: (كان رسول الله يصلي الظهر إذا زالت الشمس... ويصلي الصبح إلى أن ينفسح البصر)

    قوله: [أخبرنا إسماعيل بن مسعود].

    وهو إسماعيل بن مسعود أبو مسعود البصري، وهو ثقة، خرج حديثه النسائي.

    محمد بن عبد الأعلى].

    وهو محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، وهو ثقة، خرج حديثه مسلم، وأبو داود في كتاب القدر، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه.

    [قالا: حدثنا خالد].

    وهو خالد بن الحارث، وهو ثقة، خرج له أصحاب الكتب الستة.

    [عن شعبة].

    وهو المحدث، الثقة، الثبت، الذي وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وهو من الأوصاف الرفيعة والألقاب العالية التي لم يظفر بها إلا النادر من المحدثين ومنهم شعبة، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.

    [عن أبي صدقة].

    أبو صدقة، هو: توبة مولى أنس بن مالك، وهو مقبول، خرج حديثه النسائي وحده.

    [عن أنس بن مالك].

    أنس بن مالك رضي الله عنه، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحد السبعة من الصحابة المكثرين من رواية الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذين زادت أحاديثهم على ألف حديث، والذين قال عنهم السيوطي في الألفية:

    والمكثرون في رواية الأثر أبو هريرة يليه ابن عمر

    وأنس والبحر كالخدريِ وجابر وزوجة النبيِ

    فـأنس رضي الله عنه هو أحد هؤلاء السبعة، وهو من صغار الصحابة المعمرين، توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمره عشرون سنة، وقدم الرسول صلى الله عليه وسلم المدينة وعمره عشر سنوات، وخدمه عشر سنوات منذ قدم المدينة، واستفاد الناس من علمه، وحديثه عن رسول الله عليه الصلاة والسلام.

    وحديثه عند أصحاب الكتب الستة رضي الله تعالى عنه وأرضاه.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088553229

    عدد مرات الحفظ

    777288216