إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. عبد المحسن العباد
  5. سلسلة شرح سنن النسائي
  6. كتاب الصلاة
  7. شرح سنن النسائي - كتاب المساجد - (باب فضل الصلاة في المسجد الحرام) إلى (باب فضل مسجد النبي والصلاة فيه)

شرح سنن النسائي - كتاب المساجد - (باب فضل الصلاة في المسجد الحرام) إلى (باب فضل مسجد النبي والصلاة فيه)للشيخ : عبد المحسن العباد

  •  التفريغ النصي الكامل
  • للبركة مجالات كثيرة، فمن ذلك الصلاة في المسجد الحرام، فإنها تفضل على غيره من المساجد بمائة ألف صلاة إلا المسجد النبوي فإنها تفضل على الصلاة فيه بمائة صلاة، ومعنى ذلك: أن المسجد النبوي يفضل على غيره من المساجد بألف صلاة.

    شرح حديث: (الصلاة فيه أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا مسجد الكعبة) يعني المسجد النبوي

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [ فضل الصلاة في المسجد الحرام.

    أخبرنا قتيبة حدثنا الليث عن نافع عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد بن عباس أن ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: ( من صلى في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الصلاة فيه أفضل من ألف صلاة فيما سواه، إلا مسجد الكعبة ) ].

    يقول النسائي رحمه الله: باب فضل الصلاة في المسجد الحرام، هذه الترجمة التي عقدها النسائي رحمه الله لفضل الصلاة في المسجد الحرام، أورد تحتها حديث ميمونة بنت الحارث الهلالية أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها وأرضاها، وذلك أنها روت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من صلى في هذا المسجد -أي: مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم- فإن الصلاة فيه أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا مسجد الكعبة)، فمقصود النسائي ما جاء في آخره من قوله: (إلا مسجد الكعبة)، والحديث يدل على فضل الصلاة في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، ويدل على فضل الصلاة في المسجد الحرام على ما فهمه النسائي وغيره من أن الاستثناء في قوله: (إلا مسجد الكعبة)، أي: فإن الصلاة فيه أفضل من المسجد النبوي، أو الصلاة فيه أفضل من هذا المسجد، وهذا هو الذي فهمه جمهور العلماء، واستدلوا به على تفضيل مكة على المدينة، وكذلك تفضيل الصلاة في المسجد الحرام على الصلاة في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم.

    وقد جاء عن مالك رحمه الله أنه يرى أن المدينة أفضل من مكة، وأن الحديث لا يدل على تفضيل الصلاة في المسجد الحرام على الصلاة في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، بل قيل عنه أنه قال: إلا مسجد الكعبة فإنه ليس أفضل منه بألف صلاة، وإنما هو أفضل منه بأقل من الألف، وهذا على القول بتفضيل الصلاة في المسجد النبوي على الصلاة في المسجد الحرام، يعني: معناه: أن الاستثناء إلا مسجد الكعبة، فإنه لا يفضله بألف كغيره من المساجد، وإنما يفضله بدون الألف.

    ولكن الذي فهمه النسائي، وأورد الحديث بالاستدلال على فضله فهمه جمهور العلماء؛ على أن المقصود من ذلك هو تفضيل الصلاة في المسجد الحرام على الصلاة في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد جاء ذلك مبيناً في بعض الروايات، أن الاستثناء الذي جاء عنه عليه الصلاة والسلام جاء تفسيره وبيانه بأن المسجد الحرام الصلاة فيه أفضل من مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بمائة صلاة، وعلى هذا فتكون الصلاة في المسجد الحرام أفضل من غيره من المساجد بمائة ألف؛ لأن المائة بألف، فتكون مائة ألف.

    ومما يدل على تفضيل مكة على المدينة قول الرسول صلى الله عليه وسلم لما أخرج منها ونظر إليها وقال: ( إنك أحب بلاد الله إلى الله، ولولا إني أخرجت لما خرجت )، يعني: أنه إنما خرج بإيذاء الكفار له، وأن سببه إيذاء الكفار له، وأنه خرج منها مهاجراً إلى المدينة؛ لأنه أخرج ولأن الكفار آذوه، ولا يعني: أن المدينة أفضل من مكة، فإن التفضيل إنما المعول عليه ما جاءت به السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد جاء الحديث واضحاً بأن مكة أحب بلاد الله إلى الله، وكذلك أيضاً تفضيل الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف على غيره من المساجد، وأما مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم فإن الصلاة فيه أفضل من الصلاة في غيره بألف ضعف: ( الصلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام ).

    وهذا الحديث كذلك عن ميمونة رضي الله عنها وأرضاها، والحديث جاء بلفظ: (من صلى في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم) فيحتمل أن يكون المقصود به استفهام، يعني: من صلى في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم؟ تستفهم وتبين الفضل، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (صلاة فيه خير من ألف صلاة فيما سواه إلا مسجد الكعبة)، وقد جاء هذا الحديث في بعض الكتب الأخرى، مثل مسند الإمام أحمد أن ميمونة قالته تخاطب امرأة كانت قد نذرت؛ حصل لها مرض إن شفاها الله عز وجل أن تذهب إلى المسجد الأقصى وتصلي فيه، فقالت لها: صل في هذا المسجد؛ في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (صلاة فيه خير من ألف صلاة فيما سواه إلا مسجد الكعبة).

    فيكون على هذا احتمال أن يكون فيه شيء من التصحيف أو التحريف، أي: اللفظ، وأن الحديث أصله أن ميمونة قالت لامرأة: صلي، ويحتمل أن يكون على ما جاء هنا: من صلى في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ يعني: استفهام، وتبين أو تريد أن تبين الفضل لمن صلى في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم.

    بيان اختلاف العلماء في المراد بالمسجد الحرام

    وقد جاء في الحديث: (إلا مسجد الكعبة)، وجاء في بعض الأحاديث: (إلا المسجد الحرام)، بلفظ: (المسجد الحرام)، ومسجد الكعبة هو المسجد المحيط بالكعبة، ويحتمل أن يكون المراد بذلك المسجد الحرام مطلقاً.

    والمسجد الحرام اختلف العلماء في المراد به، هل يراد به المسجد المحيط بالكعبة؟ أو يراد به مكة كلها، وأنها يقال لها: المسجد الحرام، وأن التضعيف يكون لمن صلى في أي مكان منها؛ لأن مكة كلها يقال لها: المسجد الحرام؟ وقد قال بهذا جماعة من أهل العلم، وقال بعضهم بأن المراد بالمسجد الحرام هو المسجد المحيط بالكعبة.

    وإطلاق المسجد الحرام على مكة كلها جاء في القرآن، ومن ذلك قول الله عز وجل: إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا [التوبة:28]، فإن المسجد الحرام ليس المراد به المسجد المحيط بالكعبة، وإنما يراد به مكة كلها، فالكفار لا يجوز أن يدخلوا مكة، والله عز وجل يقول: سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ [الإسراء:1]، وهو إنما أسري به من بيت من بيوت مكة، فأطلق على مكة كلها أنها المسجد الحرام، فلهذا فإن بعض أهل العلم يقولون: إن قوله: (إلا المسجد الحرام)، يراد به مكة كلها، وأن الصلاة فيها بمائة ألف صلاة.

    أما مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه جاء تقييده، وعلى هذا فلا يتعدى إلى المدينة، وعلى غير مسجده صلى الله عليه وسلم، بل يكون التضعيف خاصاً في مسجده صلى الله عليه وسلم، وأما المساجد الأخرى والأماكن الأخرى التي هي خارج مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم فإنها لا تكون داخلة ضمن مسجده عليه الصلاة والسلام، والتضعيف الذي ورد في الحديث إنما هو لمسجده خاصة، ولكن ليس المراد بالمسجد هو المسجد الذي كان في زمنه فقط، وأن الزيادات التي زيدت عليه بعد ذلك لا يكون لها هذا الفضل، نعم، قال بهذا بعض أهل العلم: أن التضعيف خاص بالمسجد الذي كان في زمنه صلى الله عليه وسلم، وأن الزيادات التي زيدت عليه يختلف حكمها عما كان في زمنه، ولكن القول الواضح الجلي: أن الزيادات لها حكم المزيد، وأن الإضافات التي تضاف إلى المسجد مهما وسع المسجد، ومهما زيد في مساحته، سواء كان مغطىً أو مكشوفاً ما دام أن الجدران والأبواب تحيط به، فإن ذلك يشمله التضعيف، وأن الصلاة في الجميع بألف صلاة، والدليل على هذا أن الخليفتين الراشدين: عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضي الله تعالى عنهما وأرضاهما زادا في المسجد من جهة الأمام؛ من الجهة القبلية، ومعلوم أن عمر وعثمان خليفتان راشدان، وقد قال عليه الصلاة والسلام: ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي )، والصحابة أقروهما على ذلك، ولم ينكروا عليهما، والإمام يصلي في الزيادة، والصفوف الأول تكون في الزيادة، فلولا أن الزيادة لها حكم المزيد ما كان عمر وعثمان يزيدان المسجد من جهة الأمام، ويحرمان الإمام والصفوف الأُول من ألف صلاة، ويكون التضعيف إنما هو للصف العاشر، أو ما وراء ذلك، لكن لما زاداه من جهة الأمام، والصحابة متوافرون ولم ينكروا ذلك، والإمام يصلي في الزيادة، والصفوف الأول في الزيادة دل هذا على أن الزيادة لها حكم المزيد، وأن المسجد مهما وسع، ومهما أضيف إليه من التوسعات، ما دام أن الجدران والأبواب تحيط به، سواء كان مغطى أو مكشوفاً فإن كل ذلك يدخل تحت اسم مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، والصلاة في الجميع بألف صلاة كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام ).

    تراجم رجال إسناد حديث: (الصلاة فيه أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا مسجد الكعبة) يعني المسجد النبوي

    قوله: [ أخبرنا قتيبة ].

    هو ابن سعيد بن جميل بن طريف البغلاني، وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وقد أكثر عنه النسائي، واسمه من الأسماء المفردة التي لم يشاركه أحد في هذه التسمية، يعني: من رجال الكتب الستة فليس له مشارك فيقال لمثل هذا النوع الأسماء المفردة، يعني: التي هي قليلة الاستعمال أو نادرة الاستعمال، وهو ثقة ، إمام ، خرج له أصحاب الكتب الستة.

    [حدثنا الليث].

    وهو ابن سعد المصري ، الفقيه، المحدث، فقيه مصر، ومحدثها، وهو ثقة، إمام، مشهور بالحديث والفقه، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [ عن نافع ].

    وهو مولى ابن عمر، وهو ثقة، ثبت، حديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    [ عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد ].

    وهو إبراهيم بن عبد الله بن معبد بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي، وهو صدوق، خرج له مسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه.

    وفي هذه النسخة أنه يروي عن ميمونة، وفي بعض النسخ أنه يروي عن ابن عباس، وهو يروي عن عم أبيه عبد الله بن عباس ؛ لأن إبراهيم بن عبد الله بن معبد بن عباس، فـعبد الله بن عباس هو عم أبيه؛ لأنه عم عبد الله بن معبد ؛ لأن معبد هو أخو عبد الله بن عباس، وهو إبراهيم بن عبد الله بن معبد بن عباس بن عبد المطلب، فهو يروي عن عم أبيه عبد الله بن عباس، وعلى هذا فيكون ابن عباس يروي عن خالته ميمونة أم المؤمنين بنت الحارث الهلالية رضي الله تعالى عنها وعن ابن عباس وعن الصحابة أجمعين.

    وذكر أن إبراهيم بن عبد الله بن معبد روى عن ميمونة مباشرة وبدون واسطة، وعلى هذا فيكون ما جاء في هذه النسخة أنه من قبيل المتصل، وما جاء في بعض النسخ أنه عن ابن عباس، فيكون بينه وبينها واسطة، وميمونة بنت الحارث الهلالية هي أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها وأرضاها، وحديثها عند أصحاب الكتب الستة.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088546285

    عدد مرات الحفظ

    777245471